تقرير يلقي الضوء على مواهب نسائية عربية في عالم الجمال
صحيحٌ أنّ المنطقة العربية شهدت الكثير من الصعوبات والتحديات على مرّ السنوات، غير أنّ الدول العربية تثبت في كل مرّة قدرتها على النهوض وعلى تحقيق إنجازات عالمية. وفي عالم الجمال تحديداً، أبدعت النساء العربيات في إطلاق علامات تجارية خاصة تعكس ثقافتنا وتغتني بمواردنا ومكوّناتنا المحلية. ومعكِ، نتعرّف أكثر على هؤلاء النساء ونكتشف الرسائل المميّزة التي يوصلنها من خلال مشاريعهنّ.
Izil من إبداع Mouna Abbassy
تشرح لنا رائدة الأعمال المغربية أنّ “إيزيل” هي كلمة مستمدة من اللغة الأمازيغية العتيقة وتعني “ نقي”. انطلقت العلامة في العام 2013 انطلاقةً متواضعة من خلال 9 منتجات تم إطلاقها عبر Facebook في بعض المجتمعات ومن خلال المشاركة في عدد من المعارض، وصولاً إلى افتتاح أوّل متجر لها في العام 2014.
وعلى خلاف ما يعتقده كثيرون، تؤكّد Mouna أنّ المال ليس الأداة اللازمة الوحيدة لافتتاح علامة تجارية، فمعرفة الوقت المناسب هو الأساس. وقد عملت بنفسها على تطوير قدراتها حتّى تصبح قادرة على امتلاك ما يلزمها بدون الاعتماد على الآخرين. وتعبّر Mouna أيضاً عن فخرها بكونها من النساء العربيات اللواتي يحقّقن أحلامهنّ ويواجهن المنافسة العالمية بدون التخلّي عن القيم والتقاليد.
Whind من إبداع Hind Sebti
تقول Hind إنّها لطالما فكّرت في إطلاق علامة تجارية، غير أنّها انتظرت لتصبح جاهزة عملياً وعاطفياً. فبعد أن عملت لـ20 عاماً في قطاع التجميل، اختارت أن تقدّم العلامة التي لطالما حلمت بها، أي التي لا تساوم على الأداء العالي ولا حتّى على التجربة الحسّية. وبالتالي، توصّلت إلى ابتكار منتجات فعّالة وممتعة في استعمالها، ما أسمته “كيمياء التوهّج” أي العناصر النشطة وعالية الأداء ضمن قوامات حسيّة وروائح مثيرة للذكريات. ورغبةً منها في أن يرى العالم أجمع تراثنا الجمالي العربي الغني والدافئ، تتمحور منتجاتها حول الطقوس والمكوّنات الطبيعية المستوحاة من بلدها الأم، المغرب. وقد كشفت لنا Hind أنّها تستعدّ للانطلاق نحو عالم العطور، مع إطلاق أوّل مجموعة لها. وبالنسبة إليّ، لتستطيع الماركات العربية التنافس في السوق العالمي، لا بدّ منها تحديد مكانة فريدة ومجدية لها كما النمو ضمن منظومة تمكّنها من الازدهار محلياً قبل التوسّع عالمياً. ويعني هذا مستثمرين مستعدّين للمراهنة على مفاهيم جديد وتجار جاهزين لاحتضان علامات ذات إمكانات تتجاوز السوق المحلية لا بل تجلب قوى عربية عالمية.
DailyMe من إبداع Rasha Aburras
لاحظت Rasha في خلال عملها كصيدلانية أنّ النساء بحاجة إلى استشارة فردية تحدّد لهنّ المنتجات المناسبة من بين الخيارات اللامتناهية في السوق. ولذلك، أطلقت علامتها DailyMe التي تركّز على التركيبة اليومية “Daily” التي تحتاج إليها كل امرأة وتختلف عن تركيبات النساء الأخريات “Me”. لذلك، يتم الاعتماد على الإجابات عن الأسئلة المطروحة لتحديد المواد الفعّالة. وتستهدف Rasha أي امرأة، سواء انشغلت بالتربية أو العمل أو الدراسة. وهي تشدّد على إيضال رسالتين هما “أنتِ جميلة في الأساس ولا تحتاجين إلى منتجات العناية بالبشرة كي تصبحي أجمل، بل كي تبتعدي قليلاً عن الحياة المزدحمة وتركّزي على نفسك” و“DailyMe هي نتيجة جهد أم تعمل بجدّ ورائدة أعمال تريد أن تقدّم من خلال عملها القيمة إلى الآخرين وإلى جميع النساء اللواتي يملكن أحلاماً، فلو كنتِ تريدين تحقيق طموحاتكِ ومستعدّة لبذل الجهود، ضعي خطة وانطلقي”.
MZN Skincare من إبداع Muzon Ashgar
أطلقت Muzon علامتها بالصدفة، وذلك بعد أن أقامت حفل سبا لصديقاتها في منزلها وقرّرت أن تقدّم لهنّ هدايا خاصة، منتجات للعناية بالبشرة من صنعها. وبما أنّها مصمّمة جرافيكية، صمّمت الشعار الذي يناسب المنتجات واتّفقت مع صديقاتها على تسمية “مزن”. وهكذا، أبصرت العلامة النور وتعرّف العالم عليها بعد معرض عائلي ومن بعده معارض محلية وعالمية. تقول Muzon إنّ أكبر مخاوفها في البداية كانت قدرتها على المنافسة باعتبارها علامة صغيرة وبدون ميزانية ضخمة. ولكنّها لاقت بالفعل الكثير من الدعم لتحقّق الإنتشار في أسواق مختلفة. وفي الواقع، “مزن” هي أوّل علامة تجارية سعودية للعناية بالبشرة. ولذلك، توجّه Muzon رسالتها إلى كل امرأة تحلم بإطلاق مشروعها أو حلمها، وتقول لها ألّا تنتظر، فالظروف قد لا تصبح مناسبة، بل لتتسلّح بالعزيمة والإصرار والوعي كي تحقّق النجاح. فالإنجاز الذي حقّقته بنفسها يعني أنّها قادرة على تحقيق ما تحلم به مهما كان صعباً.
Amina’s Natural Skincare
“الحاجة أم الاختراع”، هكذا بدأت قصة Amina، الأم التي كانت بحاجة ماسة إلى توفير منتج طبيعي آمن للعناية ببشرة ابنتها، وذلك بعد عانت صغيرتها من جفاف. فبعد أن قرأت عن كمية المواد الكيميائية في منتجات الأطفال وعن مضاعفاتها على البشرة، شعرت بالخوف ودفعت نفسها إلى تعلّم صنع الصابون من الزيوت الطبيعية، بما فيها زيت الزيتون من إنتاجها الخاص. وتطوّرت القصّة مع حساسية إبنها، حتّى أثبتت منتجاتها القدرة على العلاج. وتؤكّد Amina لنا أنّها تشارك في كل خطوة من خطوات إنتاج المنتجات للتأكّد من جودتها، بدءاً من اختيار الزيوت والأعشاب والمكوّنات وصولاً إلى التغليف والملصقات. وفي علامتها، تندمج الأمومة مع الفن والصناعة بطرق متعدّدة للحصول على منتج أفضل من حيث الجودة والنتيجة والأمان.
Peacefull من إبداع Salama Mohamed
اختارت Salama أن تطلق علامة Peacefull لأنّها وجدت فيها فرصة لتسليط الضوء على المشكلات والتحديات التي تواجه البشرة في منطقتنا ولإيجاد حلول مبتكرة وفعّالة لها. لذلك، وبالاعتماد على التقنيات العلمية، ركّزت جهودها لابتكار تركيبات تناسب جميع أنواع البشرة وألوانها، فكانت الانطلاقة مفعمة بالحب والشغف لمساعدة الآخرين. وبالنسبة إلى Salama، لا ينقص منطقتنا أي مؤهلات، بل تشكّل في المقابل محرّكاً أساسياً في قطاع التجميل العالمي. ما نفتقد إليه هو المعرفة الكافية والدقيقة بالمكوّنات وفعاليتها وفوائدها واستخداماتها. ولا بدّ من القول إنّ Salama تؤدي دوراً في نقل الثقافة والمعرفة من خلال علامتها، إذ تستضيف باستمرار جلسات تدريبية تتحدّث فيها بالتفصيل عن المنتجات واستخداماتها وتصوّب أي مفاهيم خاطئة عن مستحضرات التجميل.
The Hair Addict من إبداع Doaa Gawish
تخبرنا رائدة الأعمال المصرية Doaa Gawish أنّ علامتها The Hair Addict هي وليدة معاناتها مع الشعر المجعّد مذ كانت صغيرة. فبما أنّها لم تكن تعلم كيف تعتني به وكيف تصفّفه، كانت تذهب باستمرار إلى الصالون لترتيبه. وحين علمت الضرر الكبير الذي تلحقه بشعرها، انتقلت إلى العلاجات الطبيعية وإلى قراءة المزيد عن المكوّنات المفيدة حتّى وصلت إلى إطلاق ماركتها لأنّها استعادت حبّها لشعرها الطبيعي ولنفسها وتقبّلت ذاتها. وبالنسبة إليها، مفتاح النجاح هو السعي الدائم إلى التحسين المستمرّ، أي قبول الفشل والتعلّم منه وتعزيز المرونة والمثابرة لتحقيق الأهداف. فالفشل ليس عكس النجاح، بل عنصر ضروري فيه. ومع كل فشل، تأتي فرصة للتعلّم والنمو.
اقرئي أيضاً: 4 نساء ناجحات وملهمات في عالم الجمال