تعرّفي على مزون أشقر مؤسسة أوّل علامة سعودية للعناية بالبشرة

أثبتت المرأة السعودية في السنوات الأخيرة أنّ المجتمع يقوم بالفعل على نجاحها وطموحها وتميّزها. هي التي تحدّت جميع القيود وسعت وراء تحقيق أحلامها، فوصلت بسمعتها إلى مختلف الدول حول العالم. وإنجازاتها وصلت إلى عالم الجمال، والسيدة مزون أشقر خير مثال على ذلك. فقد أسّست أوّل علامة تجارية سعودية للعناية بالبشرة "مزن" MZN Bodycare ونجحت في عكس صورة جديدة عن المرأة السعودية. فلنتعرّف على العلامة التجارية وإلى المرأة الملهمة وراء انطلاقها.

  1. "مزن" هي العلامة التجارية السعودية الأولى لمنتجات العناية بالبشرة. عرّفينا على علامتك وعلى اللعبة التي بدأتها مع صاحباتك وحوّلت من خلالها شغفك الخاص إلى اسم معروف.

مزن هي علامة تجارية تقدّم منتجات للعناية بالبشرة والجسم طبيعية ومستوحاة من البيئة والثقافة السعودية. بدأت منتجات مزن خلال حفل "سبا" أقمته لصديقاتي، وقد وزّعتها عليهنّ بعد أسبوع عمل طويل. ولأنّنا كنّا جميعنا مصمّمات حينها، تسلّينا في تصميم وجه وهوية للمنتجات تحت اسم مزن (من وحي اسمي ومعناه السحاب المتجمّع قبل المطر). وبعد أن لاقت المنتجات إعجاب صديقاتي، طلبن منّي المزيد فقرّرت أن أجرّب بيعها للعامة في المعارض والمناسبات. وبحمد الله، لاقت رواجاً عالياً وهذا ما دفعني إلى الاستمرار حتّى الآن.

  1. ما هي مجموعة المنتجات التي تقدّمونها؟ وبم تتميّز تركيبات مزن عن غيرها من التركيبات المتواجدة في السوق؟

نقدّم في الأساس مجموعة منتجات للعناية بالجسم، علمًا أنّ الأكثر مبيعاً منها هي مقشّرات الجسم الغنية بالمستخلصات والزيوت النباتية، هذا بالإضافة إلى مرطّب زبدة الجسم وزيت الجسم الذي يحتوى على عدد من الزيوت والمستخلصات التي تساعد في الحصول على بشرة رطبة ونضرة وصحية. كذلك، نقدّم مجموعة للعناية بالشفاه من مرطب ومقشر بنكهات مستوحاة محلياً مثل الورد والتوت. وتضمّ مجموعتنا أيضاً الصابون المصنوع بالطرق التقليدية والذي يساعد في علاج أكثر من مشكلة واحدة من مشاكل البشرة ومعطّرات الجسم الخالية من الكحول واللطيفة على البشرة والشعر .

وتتميّز منتجات مزن باستخدام مواد محلية كزيت نواة التمر الغني بمضادات الأكسدة وماء الورد الطائفي ومستخلصات الرمان واللبان والمرة. كذلك، تتميز مزن في السوق المحلي بأنها منتجات نظيفة وخالية من المواد الكميائية المعروف ضررها على البشرة. وأعتقد أنّ أكثر ما يميزّها هو أنّها منتجات مصنوعة بالكامل بأيدي نسائية في مصنعنا في الظهران.

  1. احتفلت مؤخراً بمرور 7 سنوات على إطلاق علامتك. ماذا يعني لك النجاح الذي حقّقته حتّى اليوم بصفتك مؤسسة إحدى أشهر العلامات التجارية العربية التي تتنافس مع ماركات أخرى كثيرة في السوق؟

إنّ استمراري لـ7 سنوات ما هو سوى دليل على أنّ قراري بالاستقالة من عملي والتركيز على مزن بالكامل كان قراراً صحيحاً. كما ويعني أنّ لكل مجتهد نصيب، فكلّ ليالي السهر والتعب والعمل المستمرّ لتأسيس العلامة أثمرت بنتيجة واضحة لي وللجميع. وبالفعل، أعجز عن وصف شعوري حيال رؤية منتجات مزن مع المنتجات العالمية الأخرى على الرفّ ذاته. ويدلّ وجودنا في السوق طوال هذه الفترة على قدرة العلامات المحلية على التنافس والاستمرار والحصول على ولاء العملاء طالما ركّزنا على الجودة في كل أوجه العمل.

  1. ينطوي السوق حالياً على عدد كبير من العلامات التجارية العالمية، إنّما عدد قليل من الماركات العربية. لماذا برأيك؟ ما الذي ينقص الروّاد العرب لإطلاق ابتكاراتكم وإبداعاتهم في سوق الجمال؟

ابتكارات العرب في مجال التجميل والعناية موجودة وبقوة، إذ يكفي الدخول إلى منصات التواصل الاجتماعي لملاحظة ذلك. ولكن، حسب خبرتي، يتمثّل العائق الأول في تكلفة الدخول إلى السوق من ترخيص وإعلان وغيره. فترخيص المنتج مثلاً يتطلّب إمّا تصنيعه في مصانع مرخصة أو افتتاح مصنع خاص، وفي الحالتين الأمن مكلف ومرهق. كما أنّ الموزّعين يضعون عددًا من الاشتراطات والرسوم لوضع المنتج على الرفّ، وهذا ما يعيق بدوره رائد الأعمال المبتدئ. وبالنسبة إلي، لقد كنت محظوظة بالتعامل مع موزّعين تنازلوا عن الكثير من الرسوم لتشجيع مزن كونها منتج سعودي مميز.

  1. لفتني قولك في إحدى فيديوهاتك "الأسبوع هذا صعب وسنتخطّاه، إنّما ما بعده أصعب وسننجح في تخطّيه أيضاً". ما سرّ هذا الاندفاع وهذا الشغف؟ وما الذي يجعل منك اليوم سيدة عربية ناجحة في مجالها؟

أردّد هذه الجملة على نفسي كلّما شعرت أنّ المهام والارتباطات زادت عن حدّها. فعندما أتذكّر كل ما مررت به للوصول الى اليوم، أجد الطاقة للاستمرار وتحمّل ما هو آت. أمّا الاندفاع، فيأتي من رغبة داخلية دائمة في التميّز والنجاح. فأنا بطبعي لا أرضى إلا بالمركز الأول مهما كان الوصول إليه متعباً. ولكن، يجب ألا ننسى أنّ الإنسان الناجح لا ينجح بمفرده قطّ. فبعد توفيق من الله، لا أنكر أنّ دعم زوجي وأهلي وصديقاتي كان العامل المساند للوصول إلى ما أنا عليه اليوم، ومن دونهم، لم أستطع تحقيق النجاح. كذلك، لا يمكن نسيان أنّ وجود فريق رائع في مزن عنصر مهم لنجاحي ونجاح العلامة التجارية. مجموعة رائعة من النساء الطامحات مثلي لنجاح الماركة، نعمل جميعا بشغف للوصول إلى رؤية مزن بالتميّز على مستوى الوطن العربي.

  1. أخبرينا أكثر عن نفسك. كيف وصلت إلى عالم الجمال وتحديداً عالم العناية بالبشرة؟ وكيف التمست حبّك لعالم العناية بالبشرة للمرة الأولى؟

قبل أن أدخل عالم تصنيع المنتجات، كنت أهتمّ دائماً بشراء وتجربة الجديد في عالم العناية بالبشرة. تستهويني أشكال الصابون اليدوي والروائح المختلفة لصابون الاستحمام ومرطّبات البشرة، ودائماً ما كنت أبحث عن منتجات بمكوّنات طبيعية لحل مشاكل بشرتي. ولكن، كنت أستورد كل هذه المنتجات. حتّى أنّ ابنتي الكبيرة ولدت ببشرة حساسة، ما جعلني أتوّجه نحو المنتجات الطبيعية أكثر. لذلك، حين بدأت فكرة مزن تتبلور، وجدت فيها ضالتي من المنتجات التي استخدمها باستمرار. وقد شاركت في عدد من الدورات والتدريب لأتعلّم أسس تصنيع منتجات التجميل والصابون وأبدأ بتطوير منتجاتي الخاصة.

  1. تقولين أيضاً إنّ كلّ جانب من جوانب "مزن" ينطوي على ذكريات. ماذا تعنين بذلك وكيف تعكسين شخصيتك وذوقك في منتجات علامتك الخاصة؟

لكل من محطات مزن ذكرى مختلفة. يوم الحفلة حين انطلقت مزن، ويوم المعرض الأول حين اضطررت إلى دخول المستشفى وتولّت والدتي بيع المنتجات، يوم إيجار الورشة الأولى ومشاركة زوجي واولادي في تجهيزها وترتيبها. ولكل منتج قصة، سواء طلب من صديقة أو تطوير منتج أحبه. ومنتجات مزن أنيقة وغير مكلفة وواضحة وعملية وفعّالة. ولا بدّ لي أن أقول إنّني لا أدع ذوقي وشخصيتي يؤثران بصورة كبيرة على تنوّع المنتجات. ففي حال اختيار عطر جديد مثلاً، أترك الاختيار الأول لفريق مزن. وبعد ذلك، نجرّبه مع العملاء الأولياء. وفي حال موافقة الغالبية، يتم إطلاق المنتج.

  1. كيف نجحت في عكس صورة جديدة عن المرأة السعودية؟ وما هي الرسالة التي توجّهينها لكل امرأة لا تزال تقيّد نفسها ضمن حدود معيّنة وتخشى السعي وراء تحقيق أحلامها؟

آمل أن أكون من النساء السعوديات اللواتي يمثّلن السعودية في كل القطاعات أفضل تمثيل، ويشرفني ذلك. فقد عانت المرأة السعودية من تمثيل غير صحيح عن قدارتها وطموحاتها وإنجازاتها في السابق، غير أنّ الضوء مركّز عليها اليوم لإظهار جميع إنجازاتنا. وما أقوله دائماً لأي امرأة تأمل العمل على أي مشروع أو إنجاز، لا أعذار توقفك والعمل ممكن في أي ظروف وتذليلها. الفرص والدعم اليوم لا محدود، وما كنا نعاني منه في السابق يكاد لا يُذكر حالياً. والعائق اليوم ما هو إلا عائق داخلي.

  1. ما هي الخطط المستقبلية التي تخبئينها لعلامتك؟ وما هي البلدان التي يمكن تسوّق منتجات "مزن" فيها وهل تقدّمون خدمات التوصيل إلى جميع البلدان عبر موقعكم؟

نأمل أن نطلق منتجات جديدة للعناية بالبشرة والوجه خلال العام الحالي والقادم من مواد محلية. كما نعمل على التعاون مع منتجعات عالمية لاستخدام منتجات مزن في مواقعها في السعودية. فحالياً، نبيع منتجات مزن في السعودية والإمارات ونعمل على بقية دول الخليج. ونتيجة ارتفاع تكلفة الشحن، لا نوفّر توصيل منتجاتنا من موقعنا الخاص إلى بقية بلدان العالم، إنّما يمكن طلبها من موزّعينا لتوصيلها إلى أي مكان.

اقرئي أيضاً: "هيا" تقابل أوّل صانعة عطور سعودية نوف القحطاني

 
شارك