نادين نسيب نجيم: «طريق» يغرّد خارج السرب

حوار: نيكولا عازار، تصوير:شربل بو منصور، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق: جوني متى، ماكياج: داني كامل، تصفيف شعر:فيكتور كيروز، موقع التصوير: منتجع الزعرور - لبنان

لا يختلف اثنان على أنّ نادين نسيب نجيم من الممثلات اللواتي يسعين دائماً إلى التميّز بأدائهنّ وبالأعمال التي يشاركن فيها، فهي مغامرة شرسة ترى الأمور قبل حدوثها ومحاورة لبقة وحادّة الذكاء يعشقها المشاهد والكاميرا على حدّ سواء. وأكبر دليل على ذلك عدد متابعيها على إنستغرام الذي يفوق الـ5.4 مليون شخص، ما يؤكّد أنّها نجمة استثنائيّة بكل ما للكلمة من معنى. تقول عن عملها الرمضاني «طريق» إنّه فريد من نوعه ويغرّد خارج السرب، وهو فعلاً كذلك بخاصة أنّه أحدث انقساماً في الرأي العام تراوح بين مدافع عن «أميرة» ومهاجم لها.

QUEEN RANIA…مزيج من القوّة والذكاء والجمال

يحقّق مسلسل «طريق» نجاحاً كبيراً. كيف تحسنين اختياراتك؟

الحمدلله. حين قرّرت المشاركة في هذا العمل، كنت أعي جيّداً أنّ الدور الذي سأقدّمه سيولّد جدلاً كبيراً بين المشاهدين وهذا ما حصل بالفعل. وقبل بدء الشهر الفضيل، كنت قد ذكرت في مقابلاتي أنّ هذا المسلسل واقعي، يشبه مجتمعنا ويطرح أسئلة عديدة كما ويحمل رسائل مبطّنة، ناهيك عن أنّ تفاعل الناس مع «أميرة» و«جابر» كبير جدّاً، فهاتان الشخصيّتان قد دفعتا البعض إلى التعاطف معهما بينما أثارتا لدى البعض الآخر جدلاً واسعاً.

يدافع البعض عن «جابر» ويهاجمون «أميرة». كيف تنظرين إلى ذلك؟

هذا أمر طبيعي، بخاصة أنّ مسار القصّة ودور «أميرة» دفعا البعض لانتقادها، معتبرين أنّها ارتبطت بـ«جابر» من أجل مصلحتها الخاصة! ولكنّ من يتابع العمل يعي تماماً أنّ «أميرة» لم تطلب شيئاً من زوجها، فجلّ ما تريده هو سند يدعمها في مسيرتها وحياتها، و«جابر» رجل طيّب ومرح وابن بيئتها، ما جعلها تعتقد أنّه سيفهمها ويدعمها لتحقيق النجاح، إلّا أنّ الواقع مختلف، وقد ظهر هذا الاختلاف جليّاً حين تزوّجا وانتقلا سويّاً إلى المنزل نفسه، فهي تقول الأشياء كما هي ومن دون مجاملة، في حين أنّه يبحث عن ربّة منزل، رافضاً أن تعمل زوجته في أيّ قطاع، وهذا أمر لا يتماشى مع قناعاتها. كما أنّ «جابر» يختلف بأفكاره وبأقواله عن «أميرة»، ما يعني أنّ لغة الحوار بينهما غير موجودة من الأساس، ما دفعها في نهاية المطاف إلى تجنّبه، بخاصة أنّها شعرت بأنّه لا يحترمها كامرأة متعلّمة ومندفعة، فهو غالباً ما كان يعايرها بأنّها «المثقّفة»، علماً أنّها لم تعايره يوماً بأنّه «صاحب المال»... «أميرة» لم تتعال يوماً على زوجها، فهي متعطّشة للنجاح وليس للمال، وهذا واضح في سعيها الدائم للعمل وتحقيق الذات.

أجور الفنانين في رمضان أرقام متفاوتة بالملايين… فمن يحتل المرتبة الأولى؟

هل وصل الدور بشفافيّة تامّة إلى المشاهد؟

طبعاً، قدّمت أفضل ما لديّ وأكثر، علماً أنّني كنت أعلم جيّداً أنّ أصابع الاتّهام ستطال أحياناً «أميرة» التي قد تدفع المشاهد إلى كرهها في لحظات معيّنة، إلّا أنّ سياق الأحداث يكشف حقيقتها.

هل يؤدّي الاختلاف إلى خلاف بين الزوجين؟

نعم، بخاصة إذا كان مشابهاً لاختلاف هذا الثنائي. أرفض أن ترتبط ابنتي برجل يشبه «جابر»، لا سيّما أنّ بعض الرجال قد يعتبرون المرأة المثقّفة مصدر تهديد لهم أحياناً. لا يستطيع الإنسان العيش مع إنسان آخر لا يشبهه، ففي نهاية المطاف سيصطدم واقعاهما، لأنّهما لن يتمكّنا من حلّ الأمور بطريقة ترضي الطرفين، فلكل واحد منهما رأي مغاير، وهذه الاختلافات ستولّد مشاكل كثيرة.

قال عابد فهد إن «طريق» مسلسل غير تقليدي ولا يشبه أعمال الغرب. كيف تنظرين إلى هذا العمل؟

لا شكّ أنّ هذا العمل يشبه مجتمعنا، وعلى الرغم من أنّني شاركت في أعمال مقتسبة، أجد أنّ لهذا العمل بالذات نكهة مختلفة تماماً عن كل الأعمال التي قدّمتها سابقاً، فهو استطاع أن يبرز ويتفوّق من خلال الجدليّة التي طرحها في سياق الأحداث، وهذه سابقة، بخاصة أنّ تفاعل الناس على مواقع التواصل الاجتماعي كان كبيراً جدّاً، وفي كل مرّة كان الموضوع يتحوّل إلى جدل تنقسم فيه الآراء ووجهات النظر، ما يؤكّد أنّ «طريق» عمل فريد ويغرّد خارج السرب.

ذكر فهد أنّه لم يكن راضياً عن تجربته في «لو». هل بذلتما مجهوداً مضاعفاً كي يخرج كل منكما من العمل راضياً عن دوره؟

حين وقّعت على بطولة المسلسل، لم تكن هويّة البطل الذي سيشاركني العمل قد حُدّدت بعد، ثمّ تبلورت الفكرة ووقع الاختيار على عابد الذي قدّم دوره بحرفيّة عالية، وأنا متأكّدة من أنّه سعيد جدّاً بهذه التجربة. كذلك، ساهمت المخرجة رشا شربتجي في نجاح هذا العمل، فهي استطاعت أن تبرز نقاط القوّة والضعف لدى كل شخصيّة مشاركة في العمل، علماً أنّ إدارة الممثّل من علامات نجاح المخرج.

بالصورة – الظهور الأول لميغان ماركل بعد شهر العسل… لاحظي أناقتها اللافتة

هل التعامل مع مخرجة أسهل من التعامل مع مخرج؟

شهادتي برشا مجروحة، فهي صديقة عزيزة ومقرّبة. دائماً ما أفتخر بالتعامل مع مخرجة، فأنا امرأة وأشجّع النساء والفتيات على تطوير ذواتهنّ والتميّز في مجالاتهنّ. لا أجد أيّ فرق بين مخرج ومخرجة إن كان كلاهما متمكّناً من أدواته.

هل تعدين الجمهور بنهاية سعيدة أم بنهاية تشبه الرواية؟

كل ما أستطيع قوله إنّ النهاية ستكون منطقيّة.

هل كنت لتتجرّئي على قصّ شعرك لو لم يتطلّب الدور ذلك؟

جال هذا الأمر في خاطري منذ فترة، إلّا أنّني كنت خائفة بعض الشيء، ثمّ جاء الدور ومتطلّباته، فتحمّست كثيراً وقصصت شعري من دون تردّد.

هل من الممكن أن نراك في عمل لا يسلّط الضوء على جمالك؟

سأخدم الدور مهما تطلّب منّي الأمر، لأنّني متأكّدة من أنّ النتيجة ستكون إيجابيّة جدّاً.

ماذا تابعت في رمضان؟

لا شيء، حتى أنّني لم أتابع كل حلقات مسلسلي، إذ انشغلت بالانتهاء من التصوير، كما وكنت مرتبطة بجلسات تصوير وبأعمال مختلفة.

روان بن حسين…مؤثّرة من نوع آخر

تتابع ابنتك Heaven مسلسلك هذا العام وتتفاعل معه كثيراً.

صحيح هذا الأمر، هي المرّة الأولى التي تتابعني فيها على الشاشة، بخاصة أنّ العمل مناسب لكل الأعمار. اللافت في الأمر والمضحك في آن هو أنّ Heaven تخلط الواقع بالخيال، فهي مستغربة لأنّني أقف إلى جانب رجل ليس والدها. وكي تستوعب ما يحدث، اضطررت إلى أن أقول لها إنّنا نلعب «بيت بيوت»، اللعبة نفسها التي تلعبها مع صديقاتها.

هل صحيح أنّك لا تمانعين أن تدخل ابنتك مجال التمثيل؟

بتاتاً، أشجّعها على ذلك، بخاصة إذا كانت ترغب في خوض هذه التجربة وتتمتّع بالموهبة. لكل مهنة صعوباتها وتحدّياتها، إلّا أنّ مهنة «التمثيل» جميلة جدّاً.

ما هي حدود الجرأة في أدوارك؟

أهمّ ما في الأمر ألّا أخجل وألّا تصل جرأتي إلى حدود يتضايق منها كل من المجتمع وعائلتي وولديّ.

أشاد نجوم كثيرون بأدائك. بمَ تشعرين حين تقرئين نقداً إيجابيّاً أو تهنئات؟

أعتبر هذا العام من أجمل السنوات التي قدّمت فيها أعمالاً تمثيليّة، فمسلسل «طريق» فاجأني فعلاً ودفع بنجوم وإعلاميّين ونقّاد وصحافيّين إلى الإشادة به، وهذا يدلّ على نجاحه.

ما رأيك بدخول الدراما اللبنانيّة المنافسة الفعليّة في الموسم الرمضاني الأخير؟

سعيدة جدّاً بذلك، فالجمهور العربي قد تابع الأعمال اللبنانيّة خلال شهر رمضان، وهذا نجاح آخر يضاف إليها.

بالصورة – الملكة رانيا تشعل المواقع برسالتها إلى الملك عبدالله… ماذا قالت له في يوم زواجهما؟

إلى أيّ مدى ساهمت في انتشار الدراما اللبنانيّة، لا سيّما أنّ كل أدوارك كانت باللهجة اللبنانيّة؟

لا شكّ أنّني أدّيت دوراً فعّالاً في انتشارها، فقد ظهرت على شاشة MBC العربيّة بأعمال حقّقت نجاحاً كبيراً وعلى مدى سنوات متتالية.

أنت نجمة رمضان. متى سنراك نجمة فيلم سينمائي؟

أتمنّى ذلك في القريب العاجل، إلّا أنّني لم أجد حتى الآن العمل الذي يضعني على الطريق الصحيح. ثمّة فكرة راسخة في ذهني، لكنّني غير قادرة على ترجمتها على الورق.

[twitter_share]

 
شارك