روان بن حسين...مؤثّرة من نوع آخر

في العاصمة اللبنانيّة بيروت، التقينا المؤثّرة الكويتيّة الشابّة روان بن حسين التي استطاعت رغم صغر سنّها جمع أكثر من مليوني ونصف متابع على صفحتها على إنستغرام. ولم تأسرنا روان بجمالها وحسب، إنّما بحضورها الرائع وثقافتها العالميّة كما وبمناصرتها الشديدة للمرأة وحقوقها.

أنت كويتيّة الأصل إنّما تعيشين في لندن. كيف تنعكس السمات الشرقيّة والملامح الغربيّة معاً في شخصيّتك؟

بالنسبة إلى السمات الشرقيّة، لا أزال محافظة على عكس ما يعتقد كثيرون، كما وأهتمّ بالروابط العائليّة التي لا تلقى أهميّة كبيرة في الغرب. أمّا بالنسبة إلى السمات الغربيّة في شخصيّتي، فهي الاعتماد على الذات إذ انتقلت بمفردي إلى لوس أنجليس ثمّ إلى لندن مذ بلغت السابعة عشرة من عمري والانفتاح الفكري إذ أتقبّل كل الحضارات والأديان والمعتقدات والآراء السياسيّة المعارضة لآرائي.

فيديو: تعرفي إلى المؤثرة الكويتية روان بن حسين

تتابعين دراستك الجامعيّة في الحقوق. لم اخترت هذا الاختصاص بالذات؟

لا بدّ لي أن أشير أوّلاً إلى أنّني أتابع دراسات جزئيّة في الطيران إلى جانب دراستي الكاملة في الحقوق، وهو الاختصاص الذي لطالما أحببته. فأنا أؤمن بأنّ القانون ليس ما أدرسه في الجامعة، بل أمراً كونيّاً يدير كيفيّة تحدّثنا إلى الآخرين وتصرّفاتنا كما ويحدّد شروق الشمس وظهور القمر. القانون موجود في كل مكان، هو أساسي وينضمّ إلى حياتنا اليوميّة. بالإضافة إلى ذلك، أؤمن تماماً بأنّ للمرأة صوتاً، لذا أرغب في الارتقاء بدراستي لأطلق مؤسّسة عالميّة تطالب بحقوق المرأة وتكافح العنف المنزلي.

أخبرينا أكثر عن المبادرة الخاصة بك «مبادرة روان بن حسين للمحاماة» وعن أهدافها.

سبق وذكرت أنّني أرغب في إطلاق مؤسّسة عالميّة، وتعدّ هذه المبادرة الخطوة الأولى لي. فأوّل درس تعلّمته في الغرب التواصل. وفي أوّل صفّ جامعي لي في لوس أنجليس، طلب منّي المدرّس التحدّث إلى شخص لا أعرفه في الغرفة ذاتها. ولم يكن الأمر عاديّاً بالنسبة إليّ، لا سيّما أنّه غير اعتيادي في الكويت. وعلى الإثر، أدركت أهميّة العلاقات العامّة خصوصاً في مجالي. في العادة، دائماً ما تظهر المنافسة في أيّ مجال كان، لذا رغبت في إنشاء مبادرة أجمع فيها كل طلّاب الحقوق والمحامين لنساند ونساعد الواحد الآخر معنويّاً وماديّاً ومهنيّاً فنشكّل قوّة جماعيّة وننجح في تحقيق أهدافنا.

لا تبلغين من العمر سوى 21 عاماً، تملكين مبادرتك الخاصة وها أنت تطلقين مشروعك الجمالي الخاص. أدخلينا أكثر في التفاصيل.

صحيح، علامتي House of Rawan. لنبدأ من الناحية المهنيّة، إلى متّى سنستمرّ نحن المؤثّرات في الترويج للعلامات التجاريّة؟! لا شكّ أنّنا نجني الأموال، ولكن لو كنت أنا اليوم المؤثّرة رقم واحد ستسرق منّي إحداهنّ الأضواء غداً. لذلك، أُعدّ أنا المؤثّرة علامة بحدّ ذاتها. انطلاقاً من ذلك، راودتي فكرة إطلاق مجموعتي الجماليّة الخاصة، لا سيّما أنّني تعاونت مع علامات كثيرة فبتّ أدرك ما تحبّه النساء وما تتطلّبه السوق وكيف تجري الحملات. وبفضل خبرتي وعملي مع فريقي الخاص، أطلقت علامتي.

ألا تدركين صعوبة المنافسة فيالسوق اليوم؟

المنافسة كبيرة من دون شكّ! لا يمكنني مقارنة نفسي بالعلامات التجاريّة الشهيرة التي حجزت مكانتها منذ وقت طويل. قد أفشل في خطوتي هذه أو قد أنجح، فلا أعلم ما يخبّئه المستقبل لي، غير أنّني متأكّدة من حماستي ومن حرصي على العمل بجهد. ويبقى الأهمّ أن أحاول، فإمّا أفشل وأتعلّم من أخطائي وإمّا أنجح والحمد لله.

هذا الروتين الجمالي ضروري على متن الطائرة… لا تخطئي بنسيانه

ما الذي يميّز علامتك عن سواها؟ وما الفلسفة التي اعتمدتها لها؟

لا أرغب في أن أبيع كميّة معيّنة من المستحضرات بقدر ما أرغب في أن تحصل العميلات على ما يمثّل فعلاً شخصّيتي كروان. فلو كان هدفي مادّياً وحسب، لكنت أطلقت مجموعتي منذ أشهر عدّة، غير أنّني استمررت في تغيير التفاصيل كي تعكس المنتجات المرح والشباب والحيويّة، أي روح روان.

هل تدخّلت إذاً في كل التفاصيل المرتبطة بالمستحضرات كالتركيبات والألوان؟

نعم، وهو أمر متعب لفريق عملي الذي استمرّ في إجراء التعديلات. أخاف من الفشل، لذلك أضيف لمساتي الخاصة على التفاصيل جميعها كالتعبئة والرمز والتوقيع والموقع والرسائل الموجّهة إلى العميلات والتركيبات. وموخّراً، سافرت من لندن إلى دبي لأصوّر الحملة الإعلانيّة الخاصة بمجموعتي.

ولا بدّ من القول إنّه من المؤسف أن تتعاون المؤثّرات مع علامات وأن يروّجن لمنتجات لا تمثّلهنّ بالفعل، إذ تحتاج العميلات إلى ابتياع ما يعكس فعلاً شخصيّة روان أو هذه المؤثّرة أو تلك. لذلك، حرصت على التدخّل في كل تفصيل.

ممّا أو ممنّ استوحيت لإطلاق مجموعتك الجماليّة؟

في الواقع، لم أستوحِ من شيء أو من شخص معيّن. تمحورت الخطوة بأكملها حول المرح، كأسماء مستحضرات أحمر الشفاه. غير أنّ الشخصيّتين اللتين تلهمانني عادةً هما هدى قطّان Huda Beauty وجويل مردينيان اللتان تحوّلتا من خبيرتي ماكياج إلى امرأتي أعمال، لا بل إلى أبرز نساء الأعمال في الشرق الأوسط. وهما تمثّلان المرأة الشرقيّة وامرأة الأعمال الشرقيّة بطريقة رائعة وأتشرّف باستمداد الوحي منهما.

بالفيديو: هدى قطّان تدخل عالم تلفزيون الواقع

ماذا عن موعد إطلاق المجموعة؟

تمّ إطلاق مجموعتي خلال شهر مايو وتتضمّن خمسة ألوان من أحمر الشفاه المطفي.

هل تفكّرين في إطلاق أيّ مستحضر حصري بالشرق الأوسط؟

في الواقع لا، فمتابعيّ منتشرون في أنحاء العالم المختلفة كما أنّني أطلق مستحضرات عبر الموقع الإلكتروني ليستطيع الجميع الحصول على منتجاتي. ولننتظر الفترة المقبلة، فأمور كثيرة قد تتغيّر! وتجدر الإشارة إلى أنّني أحرص على تقديم مجموعتي بأسعار معقولة لتتمكّن أيّ امرأة من الحصول عليها.

ما خططك المستقبليّة للأعوام المقبلة؟

أريد قبل كل شيء أن أتخرّج وأن أتابع دراسات الماجستير في مكافحة الإرهاب، وهو موضوع حسّاس، لا سيّما مع غياب ميثاق دولي يحدّد الإرهاب، وهو أحد أهمّ القضايا في العالم، من دون أن ننسى غياب المحاكم الدوليّة التي تدينه. لذلك، أرغب في تعميق دراساتي في هذا المجال. أمّا من الناحية المهنيّة، فأسعى إلى توسيع نطاق عمل مبادرتي وعدم الاكتفاء بما نقوم به اليوم من أعمال خيريّة وحضور مؤتمرات، بل تحويلها إلى مبادرة شرق أوسطيّة لا ترتبط بالكويت وحسب. وبالنسبة إلى علامتي House of Rawan، فأتمنّى أن تشمل في المستقبل مستحضرات الجمال والبشرة والشعر والملابس حتّى.

ودّعي الهالات السوداء بهذه الأقنعة المنزلية

أين تجدين نفسك بعد 10 سنوات؟

ماما روان! كما أرغب في أن أنضمّّ إلى قائمة Forbes لأنجح النساء في العالم. قد يكون الحلم صعباً، غير أنّ السماء حدودي.

 
شارك