غيّري مسار علاقاتك في رمضان

حين نقول شهر رمضان الكريم، أوّل ما يتبادر إلى ذهننا هو اجتماع الأسرة حول مائدة الإفطار بعد ساعات الصوم الطويلة أو الجلسات مع الصديقات على السحور أو الزيارات العائليّة التي ننشغل عنها في الأيام العاديّة، فهذه الفترة من العام هي الأمثل لتعزيز العلاقات الاجتماعيّة ونسيان المشاكل وفتح صفحة جديدة.

المحيط الاجتماعي هو السند الذي نبحث عنه جميعنا، إلّا أنّ موجة الانشغالات التي نواجهها تجعلنا ننسى أهميّته، لذا يأتي شهر رمضان المبارك ليذكّرنا بقيمة الأهل والأقارب والأصدقاء الذين أثبتوا على مدى طويل أنّهم يدعموننا ويلبّون نداءنا حين نحتاج إليهم.

اختبري مع العطاء أقصى درجات السعادة

مصدر السعادة الحقيقيّة

يشكّل الاجتماع بالأهل مصدراً للسعادة الحقيقيّة، كما أنّ كلمات التهنئة البسيطة تترك أثراً إيجابيّاً ومحبّباً في القلوب الصافية التي تبحث عن اللحظات الجميلة التي لا تشوبها آثار المصلحة أو الأحقاد.

عادة سنويّة

وفي هذا السياق، تقول السيّدة رجاء (35 عاماً): «أحرص خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم على دعوة كل أفراد أسرتي مع أولادهم إلى منزلي لتناول طعام الإفطار، وأعدّ بنفسي أصناف طعام كثيرة كي يستمتعوا بوقتهم ويعاودوا المجيء في العام التالي».

مسؤوليّات متعدّدة

تكمل السيّدة الشابّة: «إنّها المناسبة الوحيدة التي تجمعنا إلّا إذا التقينا في إحدى حفلات الزفاف أو في المآتم، فمسؤوليّات الحياة تسرقنا من أقرب الناس إلينا».

المؤثرون في السعودية بحاجة إلى ترخيص

تحدّي الحياة

لذلك، تقول: «يجب أن نتحدّى هذه المسؤوليّات وأن نجد الوقت اللازم لتوطيد علاقاتنا بأفراد العائلة، لا سيّما في هذا الشهر الذي يشجّعنا على تقوية صلات أرحامنا والتواصل مع الأهل والأقارب».

واجب تلبية الدعوات

لا يقلّ واجب إقامة العزائم أهميّة عن تلبيتها، فحين تزورين معارفك وأصدقائك وأقاربك تؤكّدين لهم أنّهم عزيزون عليك وتفتحين معهم باباً أوسع للمستقبل.

تغيّر النظرة

حول هذا الموضوع، تقول السيّدة نور (27 عاماً): «في صغري، كنت أكره الزيارات العائليّة في شهر رمضان، إذ لم أكن أرتاح لتناول الطعام بعيداً عن البيت، أمّا بعد أن نضجت وتغيّرت نظرتي إلى الحياة، بتّ أنتظر فترة الصوم كي ألبّي كل الدعوات التي أتلقّاها».

كيف تحسنين علاقاتك برؤسائك في العمل؟

فرصة للتلاقي والحوار

تضيف السيّدة العشرينيّة: «فهمت أنّ الصوم لا يعني الامتناع عن الطعام والشراب والقيام بالواجبات الدينيّة وحسب، بل أنّ الهدف الأسمى منه هو جعل الناس تتقرّب من بعضها وتتلاقى على أعمال الخير والإحسان».

كسب الصداقات

تستطرد الشابّة: «أدركت أنّ هذه الزيارات تخلق جوّاً من البهجة والراحة الداخليّة والسعادة، كما وتخوّلني تجديد علاقاتي الاجتماعيّة واكتساب المزيد من الصداقات والمعارف وتبعدني قليلاً عن شاشة التلفزيون وعن متابعتي اليوميّة للمسلسلات التي لا تنتهي».

اكتمال الصفاء النفسي

لا يكتمل الإحساس بالصفاء النفسي في شهر رمضان من دون مسامحة من أساء إلينا ونسيان الضغائن وطلب السماح من الذين اختلفنا معهم في السابق، فالحياة أقصر من أن نحقد ونكبت المشاعر السلبيّة في قلوبنا، فهي تؤذينا بالدرجة الأولى وتحرمنا من السلام الداخلي.

إنجاز كبير لمبتعثة سعودية في أستراليا في طب النانو

قرار المسامحة

في هذا الشأن، تقول لمى (28 عاماً): «اتّخذت قراراً قبل فترة بمصالحة كل من اختلفت معهم قبل حلول شهر رمضان، صحيح أنّ بعض العلاقات لا تعود إلى سابق عهدها، إلّا أنّني لم أعد أرغب في أيّ طاقة سلبيّة في محيطي على الأقلّ في الشهر الفضيل».

توطيد العلاقة بالشريك

ما من وقت أفضل من شهر رمضان لتجديد العلاقة بالشريك والتخلّص من الروتين، ولهذه الغاية أشركيه في التخطيط للزيارات العائليّة وشجّعيه على زيارة أهله وإخوته وأقاربه وقومي بدعوتهم إلى منزلك.

وجهة العيد

لا تضيّقي عليه الخناق بل دعيه يخرج في بعض الأمسيات مع رفاقه. من جهة ثانية، يُعتبر شهر رمضان وقتاً مثاليّاً للتخطيط لعطلة العيد، ففكّرا سويّاً في الذهاب إلى وجهة جديدة كي ترتاحا بعد عناء الشهر الطويل وتسترجعا ذكريات الفترة الأولى من علاقتكما.

لا تدعي أداءك المهني يتأثر أثناء شهر الصوم

التخلّص من التوتر

في حال كانت علاقتك بأولادك متوتّرة، حان الوقت كي تحسّنيها وتحاولي تفهّمهم والتفكير قليلاً في وجهة نظرهم.

اكسبي أطفالك من جديد

كي تكسبي ثقة أطفالك من جديد، لا ضير من دعوة رفاقهم إلى بيتك في إحدى الأمسيات أو مرافقتهم للتسوّق قبل عيد الفطر.

العلاقة مع الذات

من الطبيعي أن يكون اهتمامك بنفسك في سلّم أولويّاتك. لذا، ليكن شهر الصوم فرصتك لاكتشاف مكامن الضعف في ذاتك وتحسينها والاحتفاء بنقاط القوّة وتطويرها، فأنت تستحقّين الأفضل ولا تقبلي إلّا بإحاطة نفسك بكل ما هو جميل وإيجابي وواعد.

 
شارك