اختبري مع العطاء أقصى درجات السعادة

من السهل أن نقع في فخّ الأنانيّة فنعتاد عليها وننصاع إليها في حياتنا، ولكن هل تجلب لنا السعادة؟ بالتأكيد لا لأنّ التفكير بالذات وبالمصالح الشخصيّة وحسبيحرمنا متعة العطاء وفرصة اختبار الإحساس بالسلام الداخلي.

من المؤكّد أنّ التفكير بالمشاكل التي نواجهها وبالأزمات التي نعيشها سيجعلنا الأكثر تعاسة على وجه الأرض، إلّا أنّ الحياة تتطلب منّا نظرة أوسع وأعمق إلى كل ما يجري حولنا.

لا تدعي أداءك المهني يتأثر أثناء شهر الصوم

نماذج حياتيّة

لاحظي مثلاً المرأة التي تساعدك في أعمال المنزل أو عامل النظافة في الشارع أو الأطفال في دار الأيتام وغيرهم وفكّري قليلاً بظروفهم الصعبة واشكري الله على النعم الكثيرة التي منحك إيّاها والتي لا تقدّرين قيمتها.

التخلّي عن «الأنا»

من هنا تتجلّى روعة العطاء الذي يجعلنا نتخلّى قليلاً عن «الأنا» ونفكّر في الآخر ونكون على مقربة من الناس الذين يكمّلون بطريقة ما حياتناويملؤون عالمنا، فنتعاطف معهم ونتفهّم مدى معاناتهم ونحاول قدر المستطاع مساعدتهم.

أعظم العطايا

يجب ألّا تكون المساعدة ماديّة وحسب، فالمال يحلّ في آخر مراتب العطاء أهميّة، إذ يمكن أن تكون الكلمة الجميلة أروع هديّة لمن يحتاجها والدعم في الأزمات أعظم العطايا والمواساة في الأوقات الصعبة أفضل هبة.

من هي أوّل امرأة سعودية تتفوّق في مجال البترول؟

فترة مباركة

يُعتبر شهر رمضان أفضل توقيت للبدء في العطاء وتعويد الذات عليه، فهذه الفترة المباركة من العام تجعلنا نفكّر أكثر بمعنى الحياة وتدفعنا إلى التعاطف مع غيرنا.

عدم انتظار مقابل

من الضروري ألّا ننتظر مقابلاً لعطائنا، فبمجرّد أن نرى السعادة الممزوجة بالامتنان في عيون من حولنا ستنتقل هذه الموجة من الراحة والطمأنينة إلينا وسنحسّ بأنّ وجودنا بات أكثر أهميّة ومعنى وبأنّ الحبّ والطاقة الإيجابيّة يحيطان بنا.

أمور أكثر أهميّة

في هذا السياق، تقول بسمة (28 عاماً): «في الماضي، كنت أكره تقديم الهدايا وأعتبر أنّ الأموال التي أصرفها لشراء أغراض ثمينة للأهل والأصدقاء تذهب هدراً لأنّه يمكنني أن أستفيد منها في أمور أكثر أهميّة بالنسبة إليّ، حتى إنّني كنت أنتظر أيّة مناسبة تخصّني حتى أرصد قيمة الهدايا التي أتلقّاها لأقيّم أصحابها».

حصول تغيير

تكمل الشابّة العشرينيّة: «ما غيّرني هو متابعتي لإحدى الندوات حول معنى العطاء وأهميّته عبر التلفاز، فقد أحسست عندها بمدى خطئي إذ كنت أفكّر في المال وحسب، ولم أفهم أنّ الهديّة هي طريقة كي أعبّر عن حبّي وشكري للأشخاص المميّزين والمقرّبين إليّ من دون انتظار أيّ مقابل.

5 تطبيقات لا بدّ من تحميلها أثناء القيادة

تقديم الخدمات

تستطرد الشابّة: «صار تقديم الخدمات أجمل ما أقوم به، إذ أصبحت أبادر إلى مساعدة زملائي في العمل ووالدتي في البيت، ومع الوقت بتّ أكثر سعادة وراحة وتصالحاً مع نفسي».

أنواع العطاء

لا يحتاج العطاء إلى صرف أموال كثيرة إذ قد نتشارك معرفتنا مع الآخرين كما فعلت الشابّة التي باتت تحبّ مساعدة من حولها. والطبع، يمكننا تقاسم الوقت مع الآخرين أيضاً.

وقت للاسترخاء

حول هذا الموضوع، تقول سحر (26 عاماً): «لطالما شكّل الاسترخاء في البيت أمام شاشة التلفزيون أو قصد أحد المنتجعات نشاطي المفضّل في عطلة نهاية الأسبوع، فبعد عناء العمل يحلو لي أن أرتاح من دون أن أفكّر في شيء»

أسعد الأوقات

إلّا أنّ هذه الحالة تغيّرت حين زارت الشابّة مع صديقتها داراً للأيتام في أحد الأيام ورصدت سعادة الأطفال بالنشاطات التي قامتا بها معهم، وهي تقول: «رؤية السعادة في عيونهم البريئة أجمل بمئة مرّة من الراحة التي كنت أشعر بها في البيت، هذه الساعات القليلة كانت تسعدهم وتغيّر يومهم فكيف أبخل بها عليهم؟».

معنى العطاء مو مثل ما تعتقدين…

التصالح مع الذات

تؤكّد الشابّة أنّ حياتها تغيّرت بعد هذا التقليد الأسبوعي الجديد الذي انتهجته، فباتت أكثر سعادة وتصالحاً مع النفس.

ما تعطينه سيعود إليك

وتؤمن سحر بأنّ أيّ شيء نمنحه للآخرين سيعود إلينا بطريقة أو بأخرى، ربّما ليس بالشكل نفسه أو من خلال الأشخاص ذاتهم، إلّا أنّنا سنلقى المقابل الذي يتّخذ أشكالاً كثيرة.

التخلّص من البخل

من جهة ثانية، يعني الاستعداد للعطاء التخلّي عن الأنانيّة وأيّ نوع من أنواع البخل، كما أنّه يعكس الكرم والأخلاق الحسنة ويساعد على التخفيف من الإحساس بالانزعاج والحزن والحسرة والاكتئاب.

الطريق نحو السعادة

نبحث جميعنا عن السعادة والرضا، وفي هذا الإطار يُعتبر تعويد النفس على العطاء وسيلة ممتازة لتحقيق ذلك، فرؤية الفرح في عيون من نساعدهم سواء كان طفلاً فقيراً أو رجلاً كبيراً في السنّ أو عجوزاً مريضة ستجعلنا نفكّر بالأثر الذي أحدثناه في حياتهم ونشعر بالسعادة لأنّنا ساهمنا في التخفيف عنهم.

استفيدي من الخطوبة كي تتعرفي أكثر إلى الشريك

عادة حسنة

من جهة أخرى، يساعد التعوّد على العطاء من دون التباهي بهذا الفعل أمام المعارف على التخلّص من الصفات السلبيّة منها العصبيّة والعدوانيّة وإزالة الضغوط النفسيّة وتعديل المزاج.

 
شارك