الرموش الاصطناعية تطوّرها الزمني وأحدث التغيّرات في السوق الجمالي
لا شكّ في أنّك من النساء اللواتي يواكبن أحدث صيحات الجمال. وقد لاحظت طبعاً أنّ الاتّجاهات الجمالية في المواسم الأخيرة ركّزت تركيزاً كبيراً على الرموش الكبيرة أو حتّى المبالغ في حجمها. كما أنّ جائحة كورونا لم تستطع التأثير للغاية على مكياج العيون، بل أصبح على العكس محطّ الاهتمام. وفي هذا التقرير، نجول معاً على تاريخ الرموش الاصطناعية وعلى أبرز التطوّرات التي شهدتها مع مرور السنوات. كما ستتفاجئين من التقدّم الابتكاري الذي بلغناه مؤخراً في هذا المجال!
نعيش في عصر متاح فيه كلّ ما نحتاج إليه. فحين نرغب مثلاً في التألّق بمكياج معيّن، نجد نصب عيوننا الكثير من المنتجات. لكن، هل فكّرت يوماً كيف تم ابتكار النسخة الأولى من هذا المنتج أو ذاك؟ أو مثلاً كيف تبادرت إلى أذهان النساء فكرة استعماله للمرة الأولى؟ فلو أخذنا أحمر الشفاه على سبيل المثال، يمكن القول إنّ دار Guerlain العالمية كانت أوّل من صنع أحمر شفاه “رسمي” في العام 1884.
أوّل رموش اصطناعية تم ابتكارها
وفي جولة على أحدث صيحات واتّجاهات الجمال في المواسم الأخيرة، نلاحظ أنّ الرموش اكتسبت أهمية كبيرة بخاصّة بعد أن رأينا صيحة الرموش المبالغ فيها أو في حجمها سائدة وبقوة في العامين الأخيرين. حتّى أنّنا شعرنا أنّ جائحة كورونا لم تأثر قطّ على التركيز على الرموش. فهيّا نتحدّث قليلاً عن الرموش الاصطناعية، وتحديداً عن الرموش الاصطناعية الأولى حول العالم.
في الواقع، في العام 1911، ظهرت الرموش الاصطناعية للمرة الأولى. لكن، ماذا قبل ذلك؟!
في حوالى العام 1899، كانت النساء تعمد إلى زرع الرموش في جفونها عن طريق الإبر، واعتُبر هذا الإجراء شائعاً للغاية حتّى في أكبر العواصم العالمية مثل باريس. كذلك، كانت بعضهنّ يحاولن لصق شعيرات بشرية على الرموش من دون استعمال الإبرة، غير أنّ الطريقة هذه باءت بالفشل. وبالوصول إلى العام 1911، حصلت امرأة كندية اسمها Anna Taylor على أوّل براءة اختراع للرموش الاصطناعية، وذلك بعد أن ابتكرت قطعة قماش على شكل هلال مزروعة فيها شعيرات صغيرة للغاية. وفي العام 1915، اشتهرت الرموش الاصطناعية أكثر بعد أن فتح مصفّف الشعر Karl Nessler المعروف حينها بتقنية الشعر الويفي الدائمة صالوناً له في نيويورك وقدّم للزبونات خدمات الرموش. غير أنّ الشهرة الحقيقية للرموش لم تظهر سوى في العام 1916، حين طلب المخرج الهوليوودي D. W. Griffith تعزيز مظهر رموش Seena Owen في المشاهد الرئيسة.
شهرة بين أوساط النجمات
في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، بدأت الرموش الاصطناعية تكتسب شهرة بين أوساط النجمات. فقد أدركت الشهيرات كم تزيد الرموش الطويلة من جاذبية إطلالة العيون، فتألّقن بها بشكل خاص في جلسات التصوير، ونذكر منهنّ على سبيل المثال Marilyn Monroe وRita Hayworth. وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أنّ النساء توجّهن أكثر نحو شراء الرموش الاصطناعية ووضعها، لأنّها كانت تُصنّع حينها من مواد بلاستيكية رقيقة وليس من القماش أو شعر الإنسان. ومن الإطلالات الأنيقة الراقية إلى الإطلالات الجريئة والمبتكرة، كانت لا تزال الرموش الاصطناعية تواصل بروزها بخاصّة مع عارضة الأزياء Twiggy التي بات لوكها الخاص في ذلك الوقت عبارة عن الرموش الطويلة تماماً!
لحظات لا تُنتسى من تاريخ الرموش الاصطناعية
صحيح أنّ الرموش الاصطناعية حازت على اهتمام كبير في الحقبات الأولى، غير أنّ وهجها تلاشى في فترة معيّنة من الزمن وتحديداً في السبعينات والثمانينات، وذلك ببساطة بفضل اتّجاه العالم الجمالي نحو اللوكات الطبيعية أكثر. لكن، بعد ذلك، شهدت الرموش الاصطناعية لحظات أيقونية لا تُنتسى ولا بدّ من ذكرها في تقريرنا هذا.
• في العام 2001، ظهرت Jennifer Lopez برموش اصطناعية مصنوعة من فرو الثعلب الأحمر وذلك في حفل توزيع جوائز Academy Awards.
• في العام 2004، ظهرت Madonna برموش اصطناعية من جلدة المنك والماس وقد بلغت قيمتها 10 آلاف دولار أميركي، وذلك للترويج لجولتها الفنية Re-Invention.
نظرة على سوق الرموش الاصطناعية حالياً
في العام 2020، قُدّرت قيمة سوق الرموش الاصطناعية عالمياً بحوالى 1.14 مليار دولار أميركي. ومن المتوقّع أن تبلغ هذه القيمة 1.96 مليار دولار تقريباً في العام 2028. وعلى الرغم من جائحة كورونا التي أثّرت بشكل كبير على السوق والمبيعات، عادت الرموش الاصطناعية لتواصل نموها كما قبل الأزمة الصحية. حتّى أنّنا نستطيع القول إنّ الرموش كانت من المنتجات الجمالية التي تأثّرت بشكل محدود بكورونا، لأنّ التركيز توجّه بسبب الكمّامة نحو العيون وعمدنا نحن النساء إلى تجميلها أكثر وأكثر كي نزيح النظر عن الإكسسوار الذي لم يكن يفارقنا.
أحدث اتّجاهات الرموش الاصطناعية
حين نجول مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها إنستغرام، نلاحظ أنّ المؤثرات والفاشونيستا يتحدّثن باستمرار عن تطويل الرموش وتكثيفها كما وعن وضع الرموش الاصطناعية. ونلاحظ أنّ الصيحات في هذا الإطار تتوجّه نحو الخدمات المخصّصة، أي خدمات وضع الرموش الاصطناعية بحسب رغبة كل امرأة والستايل الذي تفضّله. لذلك، برزت في الآونة الأخيرة خدمات الرموش الاصطناعية في الصالونات التي تسمح بالتألّق برموش طويلة وكثيفة ومرفوعة لعدد من الأسابيع. وقد تكون الخدمات المخصّصة نجحت أو حتّى تفوّقت على غيرها، لأنّ المرأة تحصل على الستايل المرجوّ تحديداً إذ تعمد خبيرة التجميل إلى تلبية احتياجاتها بالكامل وتتحكّم بالمنتجات التي تستعملها. حتّى أنّه يمكن لمحبات الرموش الطبيعية، الحصول على إطلالة ناعمة وغير مبالغ فيها بفضل اللمسات المخصّصة هذه.
جهود العلامات التجارية لتعزيز مبيعات الرموش
كما كلّ منتج جمالي، عرفت الرموش الاصطناعية على مرّ السنوات تطوراً مذهلاً وكبيراً. وقد بذلت العلامات التجارية مختلف الجهود كي تزيد مبيعاتها وتروّج أكثر لمنتجاتها هذه. فعلى سبيل المثال، متعدّدة هي العلامات التجارية التي تقدّم تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي وتسمح لنا من خلالها الاطّلاع على اللوك النهائي الذي نحصل عليه مع كل نوع من أنواع الرموش. بالإضافة إلى ذلك، تحاول ماركات الرموش تسهيل مهمّة وضعها على المرأة قدر الإمكان. وبالتالي، توصّل الابتكار إلى تقديم رموش اصطناعية مغناطيسية أي رموش يرافقها مغناطيس ولا تحتاج إلى لاصق لتثبيتها. كما ورأينا أيضاً كيف ركّزت العلامات التجارية على تحسين نوعية المواد التي تستعملها، سواء للاصق أو للرموش بذاتها، ما حدّ من إصابة العيون بأي التهابات.
وفي هذا الإطار، لا بدّ من التركيز على تطوّرين كبيرين شهدهما عالم الرموش الاصطناعية مؤخراً:
• من جهة أولى، قدّمت علامة Pinky Goat رموشاً اصطناعية مرفقة بشريط لاصق، أي توضع مباشرةً على الرموش الطبيعية من دون الاضطرار إلى استعمال أي لاصق لتثبيتها.
• من جهة ثانية، أبصرت علامة Eyecha النور وهي تتميّز بابتكار رموش نباتية وصديقة للبيئة. كما أنّها أوّل علامة تجارية تستخدم في التصنيع مواد تمّت إعادة تدويرها.
لذلك، كان لا بدّ أن نلتقي المؤسسة الشريكة في العلامتين Maha Morley-Kirk وقد طرحنا عليها مجموعة من الأسئلة.
يحقّق سوق الرموش الاصطناعية العالمي نمواً ملموساً من المتوقع أن يستمرّ في ذلك. لماذا برأيك؟
بدأت الأسواق العالمية بالتعافي بعد التحديات التي عاشتها بسبب الحظر والإغلاق وتوقف الناس عن الذهاب إلى أماكن عملهم أو الخروج والسهر مساءً. ومنذ أن بدأت الأمور تعود إلى سابق عهدها، أصبح الجميع يتطلعون إلى التألّق والظهور بأجمل مظهر، وهذا ما زاد الإقبال على استخدام الرموش الاصطناعية، حيث شهدنا نمواً مدهشاً هذا العام مدفوعاً بتركيزنا الكبير على الابتكار في المنتجات.
لا شك في أن تفضيلات الرموش الاصطناعية تغيّرت مع مرور الوقت، فهلّا أخبرتنا المزيد عن التغيرات التي شهدها المجال عبر السنوات؟
ظهرت صناعة الرموش بشكل حقيقي بعد الحرب العالمية الأولى، رغم أنّ البعض يعتقد أنّها بدأت في عصور الرومان. صحيح أنّني لم أعش تلك الفترات، لكنّني أدرك تماماً أنّ الصناعة هذه تغيّرت بشكل هائل، بخاصة في ظل الابتعاد عن استخدام الشعر البشري وشعر المنك في صناعتها، والتوجّه إلى المكوّنات النباتية. أمّا بالنسبة إلى جودة الرموش، فتحسّنت بشكل عام. وأعتقد أنّ التكنولوجيا أدّت دوراً بالغ الأهمية في التغيير. فعلى سبيل المثال، تمكّنا بفضلها من صنع الرموش الصديقة للبيئة، وهو أمر لم يكن ممكناً قبل 3 سنوات. وأعتقد أنّ الصناعة ستواصل تطوّرها وأنّ سوق الرموش الاصطناعية سيستمرّ في النمو.
ما هي المكونات المستخدمة في صنع الرموش سابقاً لكنها أصبحت محظورة الآن؟ وما هي أبرز المصادر الحالية لصنع الرموش؟
شاع استخدام شعر حيوان المنك في صنع الرموش سابقاً، ومن المؤسف أنّ شركات متعدّدة ما زالت تستخدمه حتى الآن في هذه المنطقة – وربما لا يعرفون كيف يتم الحصول على شعر المنك في الأساس! كما يفاجئني استمرار بعض العلامات التجارية باستخدام الشعر البشري. فبالنسبة إليّ، أعتقد أنّ المنتجات المصنوعة من مكونات نباتية هي ما يحتاج إليه المستهلكون. معظم الرموش المتوافرة اليوم مصنوعة من مكوّنات اصطناعية، وفي المقابل البعض الآخر منها مصنوع من مواد معادة التدوير، وهذا أسلوب رائع للمستقبل! ونأمل بأن يدفع وعي العملاء بشأن الشعر الطبيعي وشعر المنك العلامات التجارية إلى اتخاذ السلوك الصحيح وصنع منتجاتها بمكونات نباتية.
أخبرينا عن مستوى الطلب على الرموش لدى النساء العربيات في المنطقة، وما الأمور التي يفضّلنها؟
لدى السيدات العربيات فكرة واضحة عن الرموش التي يردن اقتناءها، فهي من السلع التي تتبع الموضة وبالتالي تتغيّر مواصفات الرموش المرغوبة تماماً كما تتغير الموضة من حين إلى آخر. كما تختلف الموضة من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، وعلينا التكيف مع متطلبات العملاء في كل مكان بحيث نواكب الرغبات ونحرص على الابتكار في الوقت ذاته. واتّجهت بعض الأسواق حالياً إلى الرموش الطبيعية خلال النهار، بينما أصبحت رموش السهرات أقلّ بروزاً ودراماتيكية مما كانت عليه قبل سنوات. وفي الواقع، اعتادت السيدات العربيات شراء الكثير من الرموش المصنوعة من الشعر البشري أو شعر المنك، لكننا نلاحظ تغييراً ملموساً في هذا الجانب بالمنطقة كما هو الحال في معظم دول العالم، حيث تم حظر شعر المنك بشكل خاص لأسباب تتعلق بحماية الحيوان.
هل تعتقدين أنّ المستهلكين اليوم مهتمون بالاستدامة والإنتاج الصديق للبيئة لدى العلامة التي يتعاملون معها؟
أعتقد أنّ الجميع يدرك أهمية السعي لحماية البيئة، وقد اتخذت قبل عدة سنوات قراراً بأن تكون علامة Pinky Goat علامة نباتية خالصة – وهو قرار أرى بأنه صائب تماماً من الناحية الأخلاقية. أما علامة Eyecha فقد مثّلت خطوة أكثر تقدماً بالنسبة إلي، فلم يقتصر الأمر على إيجاد حلول لمشاكل الإنتاج والتوجه إلى المواد معادة التدوير لابتكار منتجاتنا، بل كان عليّ الحرص على أن يفهم أفراد الفريق جميعاً ما أريد الوصول إليه في ابتكارات العلامة. وآمل بأن تحظى منتجات Eyecha بتقدير حقيقي من الناس لأنها علامة مذهلة بالفعل، فنحن نقدّم منتجات مبتكرة ذات جودة فائقة رغم أن الكثيرين اعتقدوا أنّ الأمر غير ممكن. ومن أهم أحلامي أن أتمكن من زراعة عدد هائل من الأشجار – وآمل بأن يتحقق حلمي خلال السنوات القليلة المقبلة بزراعة مئات الآلاف من الأشجار، لأنظر يوماً ما إلى غابة من الأشجار وأقول بفخر بأن عملاء Eyecha ساهموا بزراعتها. أؤمن بأن هذا اليوم سيأتي وأؤمن أنّ العملاء يهتمون اهتماماً صادقاً بالبيئة!
اقرئي أيضاً: نصائح لإزالة الرموش الاصطناعية بسهولة في المنزل