نساء عربيّات حلّقن بإنجازاتهنّ نحو العالميّة

يحقّ للنساء بيوم في العام يحتفلن فيه بإنجازاتهنّ، لذا تمّ تخصيص الثامن من مارس ليكون اليوم العالمي للمرأة، وفي هذه المناسبة نلقي الضوء على 6 سيّدات عربيّات خرجن من حدود الأوطان ووصلن بإنجازاتهنّ إلى العالميّة.

اقرئي: تعلّم الكثير من هذه المرأة

زها حديد المعماريّة التي غزت العالم

اسم الراحلة زها حديد معروف في العالم بأسره، فالمعماريّة العراقيّة الشهيرة قدّمت أعمالاً هندسيّة عصريّة في أهمّ دول العالم وكانت أوّل امرأة عربيّة تحصد جائزة Pritzker Architecture، تاركة بصمة لا تنسى في عالم الهندسة.

اشتهرت حديد عالميّاً بتصاميمها التجريديّة، هي التي صمّمت مركز لندن للرياضات البحريّة في دورة الألعاب الأولمبيّة لعام 2012 ومتحف Eli and Edythe Broad Art Museum للفن المعاصر في الولايات المتّحدة الأميركيّة، بالإضافة إلى عدد من الإبداعات المعماريّة الأخرى.

ولدت زها في كنف أسرة عراقيّة ثريّة وتعلّمت في مدارس داخليّة في إنكلترا وكانت شديدة الذكاء والطموح، فتخصّصت في الرياضيّات في الجامعة الأميركيّة في بيروت، قبل أن تغادرها إلى لندن لتدرس الهندسة المعماريّة. حصلت حديد على الجنسيّة البريطانيّة وافتتحت مكتبها الخاص للهندسة وحقّقت انتشاراً سريعاً بفضل تصاميمها المبتكرة والتجريديّة وباتت خلال سنوات قليلة واحدة من أشهر المهندسين المعماريّين في العالم.

كان لديها الكثير لتقدّمه، إلّا أنّ الموت لم يمهلها، فقد توفيت في مارس العام 2016 في الولايات المتّحدة الأميركيّة إثر إصابتها بأزمة قلبيّة، بعد أن تركت للعالم 950 مشروعاً في أكثر من 40 دولة.

اقرئي: نتاشا مدهار: المساواة ليست امتيازاً بل حقّ من حقوق المرأة

ماجدة أبو راس والحفاظ على البيئة

قبل أربع سنوات وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، اختصرت الدكتورة السعوديّة ماجدة أبو راس رسالتها للنساء بثلاث كلمات فقط: الرمز والفرصة والطموح، معتبرة في حديث صحافي أنّ يوم المرأة لا يعدّ أكثر من رمز، وهو فرصة للتذكير بأهميّة دورها في المجتمع وتأثيرها وإنجازاتها التي تحقّقت، فالمرأة متواجدة في كل يوم وإنجازها يسجّل لحظة بلحظة.

فمن هي أبو راس التي اختارتها وكالة «ناسا» الأميركيّة في العام 2012 لتكون ضمن فريقها العلمي لتنفيذ مشاريع علميّة وبحثيّة وبرامج لتطوير الخليج؟

هي أوّل سعوديّة متخصّصة في معالجة تلوّث البترول في التربة، حاصلة على دكتوراه في التقنيّة الحيويّة للملوّثات من بريطانيا، أستاذ مساعد في جامعة الملك عبدالعزيز، كليّة العلوم قسم التقنيّة الحيويّة، رئيسة بيت الخبرة للحلول البيئية والاستدامة، مستشارة أمانة منطقة المدينة المنوّرة، المدير التنفيذي لجمعيّة البيئة السعوديّة، منسّق منظّمة رائد الدوليّة في المملكة العربيّة السعوديّة، مديرة برنامج تطوير البيئة للمجتمع العربي والمرأة للمنظّمة العربيّة الأوروبيّة للبيئة في سويسرا، وحاصلة على جائزة القيادات العربيّة النسائيّة للبيئة في العام 2011 من بين 4 شخصيّات نسائيّة على مستوى العالم العربي التي تقدّمها المنظّمة العربيّة الأوروبيّة للبيئة في سويسرا، لتكون أوّل امرأة سعوديّة تحصد هذه الجائزة.

وخلال العام الفائت، كلّفت شعبة العلوم في برنامج الأمم المتّحدة للبيئة الدكتورة أبو راس بتحرير تقرير البيئة العالمي (GEO) ومراجعته مع خمسة خبراء فقط من كل دول العالم. ووصفت الأمم المتّحدة أبو راس بـ«الخبيرة» في البرامج والمشكلات والتوقّعات البيئيّة العالميّة.

وتؤمن أبو راس بالعمل الممنهج وبالفكر الثوري وهي تهدف من خلال عملها إلى نشر الوعي البيئي والحفاظ على البيئة وحمايتها من أخطار التلوّث، كما تسعى إلى الوصول بالفرد السعودي ليكون شريكاً أساسيّاً في تحقيق مفهوم الأمن البيئي على مستوى الوطن.

اقرئي: إليك أفضل 10 دول لعمل النساء في العالم

رشيدة داتي الجميلة التي غزت وزارة العدل

تعتبر رشيدة داتي أوّل امرأة من أصل مغربي تتولّى وزارة العدل في فرنسا، وهي امرأة جميلة وشديدة الحنكة والذكاء استطاعت أن تكون أحد أهمّ الأصوات السياسيّة المؤثّرة في البلد الأوروبي.

ولدت داتي في حيّ فقير من أسرة مهاجرة، والدها مغربي ووالدتها جزائريّة، لها سبع أخوات وأربعة إخوة، عملت كمساعدة ممرّضة لمواصلة تحصيلها العلمي فالتحقت بالمدرسة الوطنيّة للقضاء، ثمّ حصلت على ماجستير في القانون العام وعلى ماجستير في العلوم الاقتصاديّة.

تولّت داتي في العام 2001 منصب وكيلة النائب العام للجمهوريّة في القسم المالي في محكمة Évry الابتدائيّة الكبرى، وعيّنها وزير الداخليّة Nicolas Sarkozy مستشارة ومسؤولة عن مشروع قانون الحماية من الجرائم الصغيرة في إطار مبادرته لمكافحة الجريمة، لتعود وتعيّن حارسة أختام الجمهوريّة ووزيرة العدل في حكومة François Fillon الأولى والثانية منذ مايو 2007 وحتى يونيو 2009. بعدها، غادرت وزارة العدل لتتولّى رئاسة بلديّة الدائرة السابعة في باريس.

قوبلت بحملات إعلاميّة استهدفت حياتها الخاصة ما جعلها تؤلّف كتاباً هو عبارة عن سيرة ذاتيّة تشرح فيها ظروف نشأتها وعائلتها ومسارها الدراسي ومسيرتها السياسيّة، وهي تحاول من خلال عملها مساعدة المهاجرين من أصول عربيّة أو أفريقيّة في الوصول إلى المناصب المهمّة في الدولة.

اقرئي: المؤثّرون عبر مواقع التواصل ملزمون بتراخيص في الإمارات

جورجينا رزق الأجمل في الكون

جمالها الأخّاذ كان وسيلتها للوصول إلى العالميّة فقد حصدت لقب ملكة جمال الكون في العام 1971، إنّها جورجينا رزق التي أذهلت الملايين بسحرها وملامحها الشرقيّة المميّزة، وهي اليوم متزوّجة من النجم وليد توفيق تربّي أسرتها بعد أن ابتعدت عن الأضواء.

مثّلت جورجينا لبنان في مسابقة ملكة جمال الكون لعام 1971 التي أقيمت على مدرّج Miami Beach في فلوريدا وفازت باللقب فكانت أوّل لبنانيّة وشرق أوسطيّة تحصد لقب ملكة جمال الكون، ولمكافأتها على إنجازها المهمّ، أصدر لبنان طابعاً بريديّاً يحمل صورتها.

شاركت جورجينا في ثلاثة أفلام وقدّمت مسرحيّة ومسلسلاً قبل أن تقرّر التفرّغ لعائلتها.

أمل علم الدين المدافعة الشرسة عن حقوق الإنسانصحيح أنّ معظمنا يعرفها لأنّها زوجة النجم العالمي George Clooney، إلّا أنّ أمل علم الدين حقّقت إنجازات كثيرة قبل ارتباطها بالنجم الوسيم. فمن هي هذه الشابّة اللبنانيّة التي سحرت العالم بجاذبيّتها وأناقتها وذكائها؟

اقرئي: بعد الطيران… نساء السعودية إلى الإرشاد السياحي

ولدت المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان في العام 1978 في العاصمة اللبنانيّة بيروت أثناء الحرب الأهليّة، ما دفع أسرتها إلى الهجرة إلى لندن وهي في سنّ العامين. عمل والدها كمدرّس في الجامعة ووالدتها في مجال الصحافة. كانت أمل ذكيّة جدّاً ومتفوّقة في دراستها فحصلت على منحة للدراسة في جامعة Oxford وتخرّجت من كليّة Saint Hugh’s في Oxford في العام 2000 بشهادة البكالوريوس في فنّ علم القانون، ثم درست في جامعة نيويورك للقانون وحصلت على شهادة الماستر.

عملت علم الدين كاتبة في محكمة العدل الدوليّة وفي محكمة الاستئناف الأميركيّة، ثمّ في شركة Sullivan & Cromwell للمحاماة وفي العام 2010 انتقلت إلى لندن لتبدأ عملها كمحامية في المحكمة العليا، وكان لها دور كبير في الأوساط القانونيّة العالميّة إذ تولّت عدداً من القضايا المهمّة والحسّاسة كما وعملت كمستشارة خاصة لـKofi Annan، الأمين العام السابق للأمم المتّحدة، وشاركت في قضايا النزاعات التي أشرفت عليها الأمم المتّحدة.

في العام 2013، صدر لأمل كتاب «القانون والتطبيق في المحكمة الخاصة بلبنان» كما كتبت مقالات قانونيّة عديدة في صحف عالميّة، والمعروف عنها اهتمامها بالدفاع عن حقوق الإنسان لا سيّما حماية النساء والأطفال من العنف في مناطق الحروب.

اقرئي: سميّة الناصر… مسؤوليّتي مساعدة الناس على إيجاد رسالتهم

خديجة عريب البرلمانيّة التي تهتمّ بشؤون المغربيّات

خلال شهر أبريل الفائت، تمكّنت الهولنديّة من أصل مغربي خديجة عريب من الاحتفاظ برئاسة مجلس النوّاب الهولندي لولاية ثانية، إذ تمّ انتخابها رئيسة للبرلمان بعد أن حصلت على 111 صوتاً من أصل 122.

خديجة التي أبصرت النور في العام 1960 في إقليم سطات المغربي هاجرت إلى هولندا في العام 1975. درست علم الاجتماع في أمستردام وكان لها دور في تأسيس اتّحاد النساء المغربيّات في هولندا، كما عملت كمساعدة في منظّمات الرعاية الاجتماعيّة ومساعدة في معهد الدراسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة في جامعة Erasmus في Rotterdam ونائب رئيس ومستشاراً سياسيّاً بارزاً في الرعاية الاجتماعيّة والصحيّة في أمستردام، قبل أن تصبح برلمانيّة عن حزب العمل الهولندي في العام 1998.

وفي العام 2012، رشّحت نفسها لرئاسة البرلمان الهولندي، إلّا أنّها فشلت، ثمّ تولّت رئاسته بالوكالة بعد استقالة رئيسته وفي العام 2016، فازت برئاسة الغرفة الثانية في البرلمان الهولندي بعد حصولها على 83 صوتاً من أصل 134 صوتاً، متفوّقة على ثلاثة مرشّحين آخرين.

تقوم خديجة في إطار نشاطها السياسي بمحاربة التمييز العنصري، كما تولي اهتماماً خاصاً بصحّة النساء المغربيّات.

 
شارك