سنة مرّت وكانت حافلة بالأمور الإيجابيّة والسلبيّة، فقد تعرّفت خلالها على أناس جدد وقطعت علاقات قديمة، غيّرت عملك أو مكان سكنك، حظيت بمكاسب من جهة وتكبّدت خسائر من جهة ثانية، وفي النهاية تعلّمت دروساً سترافقك طوال حياتك.
هل أنت مستعدّة للإجابة عن سؤال: ما الذي تغيّر في حياتك خلال هذا العام؟ قد تجيبين سريعاً لأنّك أجريت تقييماً للـ365 يوماً التي مرّت، أو قد تفكّرين قليلاً قبل الإجابة، ولعلّ هذا العام كان عام التغيير الجذري على مختلف الأصعدة أو عاماً مملّاً انقضى من دون أيّ أحداث كبيرة تذكر.
اقرئي: لا تدعي هاتف زوجك يفسد علاقتكما
درس للأيام المقبلة
ممّا لا شكّ فيه أنّ الأحداث التي حصلت معك علّمتك درساً من الصعب نسيانه وزادتك نضوجاً وقوّة.
أيام سريعة جدّاً
في هذا السياق، تقول سلوى (26 عاماً): «مرّت الأيام بسرعة هائلة، فأنا ما زلت أذكر عطلة نهاية العام الماضي التي سافرت خلالها مع صديقاتي وكأنّها حصلت بالأمس، وها أنا اليوم أستعدّ لفتح صفحة عام جديد».
أحداث متسارعة
تكمل الشابّة العشرينيّة: «قد يعود سبب ذلك إلى كثرة الأحداث التي حصلت معي، فقد تعرّفت إلى رجل أحلامي وارتبطت به وانشغلت بالإعداد لزفافي، كما واجهت الكثير من المشاكل في عملي بسبب تغيّر المديرة المسؤولة عنّي».
عدّة جبهات
تستطرد الشابّة: «أحسست بأنّني أحارب على عدّة جبهات، إلّا أنّني استجمعت قواي وتمكّنت من تخطّي أزمات العمل، كما وطّدت علاقتي بخطيبي وبأسرته وها أنا أنتظر بفارغ الصبر حلول فصل الربيع كي أحتفل ببدء حياتي الجديدة، ما يعني أيضاً أنّ عاماً مليئاً بالتغيّرات ينتظرني».
اقرئي: حقائق طريفة لا تعرفينها عن السوشي
الإطاحة بالعادات القديمة
إجراء أيّ تغيير ليس بالأمر السهل على الإطلاق، فهو يعني الإطاحة بالعادات التي باتت جزءاً من يوميّاتنا والبدء من جديد، إلّا أنّه، في المقابل، السبيل الوحيد للتقدّم واكتشاف الخبايا الكامنة في شخصيّتنا والاستفادة منها لتحقيق إنجازات أكبر.
تفكير معمّق
في هذا الإطار، تقول فاتنة (28 عاماً): «حمل لي العام الفائت فرصة عمل مهمّة جدّاً إلّا أنّ الإقدام على خطوة تغيير الوظيفة تطلّب منّي الكثير من الوقت والتفكير، فقد كنت سعيدة في المكان الذي أعمل فيه إلّا أنّ فرص التقدّم لم تكن سانحة».
محيط اجتماعي جديد
تضيف السيّدة: «بعد التفكير مطوّلاً قرّرت تغيير عملي وكان التأقلم مع المكان الجديد صعباً جدّاً، فالتعرّف على طباع أناس جدد ومعرفة أساليب العمل تطلّب منّي جهداً كبيراً واستمرّت هذه الحالة لأكثر من 3 أشهر حتى بدأت أشعر بالاستقرار وبالانتماء إلى الشركة الجديدة».
شعور الأمومة
من الأمور التي تغيّر حياة المرأة استقبال طفلها الأوّل واختبار شعور الأمومة، وهذا ما حصل مع السيّدة لمياء (23 عاماً) التي تغيّرت حياتها خلال هذا العام بعد أن انتهت فترة حملها بسلام وباتت أمّاً. وهي تقول: «صحيح أنّ أيام الحمل لم تكن سهلة، فالمرأة تشهد تغيّرات جسديّة ونفسيّة كثيرة، إلّا أنّني نسيتها حين أصبح ابني الصغير بين يديّ».
اختبار الاكتئاب
اختبرت الشابّة اكتئاب ما بعد الولادة وعاشت مشاعر مضطربة سبّبت لها أياماً عصيبة، إلّا أنّ زوجها ووالدتها قدّما لها الدعم الذي تحتاجه.
الإمساك بزمام الأمور
تقول: «يبدو الأمر سهلاً حين نراه من بعيد أو كما تصوّره لنا بعض البرامج التلفزيونيّة، إلّا أنّ الإحساس بالمسؤوليّة الكاملة تجاه إنسان صغير وضعيف هو أمر شديد الصعوبة وقد استغرقت بعض الوقت لكي أعي حجم التغيير الذي طرأ في حياتي، ولكنّني اليوم عدت لأمسك بزمام الأمور.
اقرئي: تخلّي عن الأجهزة الذكيّة واستمتعي في هذه المنتجعات
إنجاز يرتبط بالذات
من الإنجازات التي نفتخر كثيراً بتحقيقها إجراء تعديل على شخصيّتنا، كالتخلّص من عادة مزعجة رافقتنا لسنوات أو طبع صعب يزعجنا ويبعد عنّا من حولنا. إنّها أمور لا ترتبط بالعالم الخارجي أو بعلاقاتنا بالآخرين بل تتعلّق بذاتنا، وتعني تحقيقنا انتصاراً داخليّاً مهمّاً.
التخلّص من عادة سيّئة
في هذا السياق، تقول غادة (30 عاماً): «أصبحت عصبيّة مذ بدأت العمل قبل 7 سنوات، فقد كنت أنفعل وأغضب لأتفه الأسباب وقد رافقتني هذه الحالة بعد العودة إلى المنزل، فلم أكن أتمكّن من الفصل بين وظيفتي وحياتي الشخصيّة».
مساعدة الطبيب النفسي
تكمل السيّدة الثلاثينيّة: «فكّرت جديّاً في زيارة طبيب نفسي إلّا أنّني لم أرد أن أدخل في متاهة علاجات الأعصاب لأنّ مساوئها أكثر من حسناتها، فقرّرت أن أبذل مجهوداً للتخلّص من هذه الصفة السيّئة».
وسائل مساعدة
تستطرد السيّدة : «تسجّلت في صفّ اليوغا وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها في الأسابيع الأولى، تمكّنت من الالتزام به، ومع الوقت لاحظت تغييرات في سلوكي، فقد بتّ أكثر هدوءاً وتصالحاً مع ذاتي ومن حولي، وبعد مضيّ أشهر تغيّرت حياتي إذ باتت الرياضة جزءاً أساسيّاً منها».
أهميّة الرياضة
تترك ممارسة أيّ نشاط رياضي تأثيراً إيجابيّاً على نواحي حياتنا جميعها سواء النفسيّة أو الجسديّة، فهي تساعدك في الحفاظ على رشاقتك كما وتقيك من الكثير من الأمراض وتطهّر الجسم من السموم.
اقرئي: الجوّال… مفيد أو مو مفيد؟
الاهتمام بالذات
من جهة أخرى، يجب أن تولي المرأة اهتماماً بنفسها بالدرجة الأولى، فالتطوّر المهني مهمّ وكذلك تحقيق الأرباح الماديّة وتحسين العلاقات مع الأهل والمحيط الاجتماعي، بالإضافة إلى إيجاد الشريك المناسب والارتباط.
التصالح مع الذات
إلّا أنّه ثمّة أمور أخرى لا تقلّ أهميّة، منها التمتّع بصحّة نفسيّة جيّدة وإبعاد الأفكار السلبيّة والطباع السيّئة عنك، ومن الضروري أيضاً الاهتمام بالشكل الخارجي لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق التصالح التام مع الذات.