لا تدعي هاتف زوجك يفسد علاقتكما

لم يعد بإمكاننا تجاهل الدور الكبير الذي تؤدّيه وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا، فهي صارت جزءاً لا يتجزّأ من تفاصيل يومنا، تؤثّر على علاقاتنا وتسرق منّا أحياناً اهتمام أقرب الناس.

أن يكون الزوج حاضراً في المنزل لا يعني أبداً أنّه قريب منك وممّا يحصل في بيته ومع أولاده، إذ قد يكون جالساً بجوارك ومع ذلك بعيداً بأفكاره واهتماماته. ببساطة، هو مشغول بهاتفه الخليوي ينتقل من صورة إلى أخرى ومن تعليق إلى آخر، يضحك أحياناً وينزعج وينفعل في أحيان أخرى.

اقرئي: اختاري النباتات وفقاً للأبراج

معرفة آخر الأخبار

في هذا السياق، تقول السيّدة علا (27 عاماً): «مواقع التواصل الاجتماعي صارت جزءاً مهمّاً من يوميّاتنا فهي وسيلتنا لمعرفة الأخبار السياسيّة والاجتماعيّة التي تحصل في العالم، وقد أصبح زوجي خلال الأشهر الماضية شديد التعلّق بهذه المواقع لا سيّما تويتر وفيسبوك، فهو يتشارك آراءه مع الآخرين ويتفاعل بشكل كبير مع ما يتلقّاه من ردود لدرجة أنّه يتغاضى عن واجباته الزوجيّة ويهمل احتياجات أولاده ويعيش في عالمه الخاص».

وسيلة للتنفيس

تكمل السيّدة العشرينيّة: «يقتصر حديثه معنا على بعض العبارات القصيرة فذهنه مشتّت طوال الوقت ونظره لا يتحوّل عن الشاشة الصغيرة أمامه، وقد حاولت مراراً وتكراراً لفت نظره إلى هذا الموضوع إلّا أنّ عذره يكون أنّ هذه المواقع هي وسيلته للتنفيس إذ إنّها تريحه من ضغوطات الحياة والعمل وتسلّيه في الوقت نفسه».

نسيان مؤقّت

صحيح أنّ هذه الوسائل تشكّل منفذاً من الواقع، فهي تنسينا لبعض الوقت أعباء الحياة التي تزداد صعوبتها يوماً بعد يوم، إلّا أنّ الهروب مؤقّت، فنحن نؤجّل التفكير بهذه الأعباء لنعود ونواجهها عاجلاً أم آجلاً في وقت لاحق.

تأثيرات سلبيّة

من جهة ثانية، إنّ التعلّق الشديد بهذه الوسائل سيسبّب، بالإضافة إلى المشاكل الأسريّة والاجتماعيّة، ضرراً كبيراً على الصعيد الوظيفي ففي مرحلة ما سينتقل الهوس بالهاتف إلى العمل فيؤثّر على الإنتاجيّة وعلى العلاقة بالزملاء والرؤساء.

اقرئي: 5 أسباب لزيارة “عالم فيراري” في أبوظبي

علامات تدقّ ناقوس الخطر

من العلامات التي تؤكّد أنّ زوجك أصبح شديد التعلّق بوسائل التواصل الاجتماعي انفعاله الزائد حين ينقطع الإنترنت أو حين ينتهي رصيده من وحدات التشريج وصدمته عندما تخبرينه أنّه أمضى أكثر من ثلاث ساعات أمام هاتفه، إذ إنّه يفقد إحساسه بالوقت.

الاستيقاظ ليلاً لتفقّد الهاتف

قد يصل الأمر إلى حدّ استيقاظه أحياناً في منتصف الليل لتفقّد أجدد التعليقات فترينه جالساً في السرير وهاتفه بين يديه، كما قد يبدأ نهاره بالتقاط هاتفه والقيام بجولة سريعة على مختلف حساباته الإلكترونيّة.

في عالم الألعاب الإلكترونيّة

حول هذا الأمر، تقول السيّدة حنان (33 عاماً): «يعود سبب معظم خلافاتي مع زوجي إلى انشغاله الدائم بهاتفه فهو، بالإضافة إلى هوسه بتطبيقَي فيسبوك وإنستغرام، يقضي وقته في الألعاب الإلكترونيّة التي يتطلّب إنهاؤها تخطّي الكثير من المراحل».

الانزواء في العالم الافتراضي

تضيف السيّدة الثلاثينيّة: «اعتمدت طرقاً مختلفة كي ألفت انتباهه إلى ما يجري في حياتي وحياة أطفالنا، لجأت إلى الدلع والدلال فلم يتغيّر شيء، ثرت وغضبت وهدّدته بترك المنزل فلم يبدِ أيّ تأثّر بل على العكس أصبح ينزوي ويغوص أكثر في مغريات العالم الافتراضي».

الشخصيّة المثاليّة

تقدّم هذه الوسائل الكثير من المغريات فهي تعزّز مثلاً ثقة الرجل بنفسه إذ يصبح قادراً على الظهور بصورة مثاليّة من خلال قيامه بأبحاث معمّقة حول موضوع الساعة وتشارك رأيه فيه.

نيل الإعجاب

من خلال هذه الخطوة، سيبدو الرجل مثقّفاً وواسع الاطّلاع فيتمكّن من كسب الإعجاب ومن تلقّي المزيد من طلبات الصداقة فتزداد شبكة علاقاته الافتراضيّة اتّساعاً.

ميل مبرّر

من ناحية أخرى، إنّ سهولة الولوج إلى هذه المواقع سواء في المنزل أو في مكان العمل والخيارات الواسعة التي تقدّمها، من إمكانيّة التسوّق والبيع والشراء وغيرها من الامتيازات، تجعل الرجل يميل نحوها مفضّلاً إيّاها على الزيارات العائليّة  أو غيرها من النشاطات الاجتماعيّة.

إهمال غير مقصود

من جهة أخرى، قد يؤدّي سلوك المرأة أحياناً إلى ازدياد تعلّق الزوج بوسائل التواصل الاجتماعي، فمع كثرة المسؤوليّات تصبح أحاديثها معه خالية من المرح والرومانسيّة، فهي إمّا تشكو له غلاء المعيشة أو مشاكل الأولاد أو تطلب منه المال لدفع الفواتير.

احتياجات الرجل

في هذا الإطار، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الرجل يحتاج إلى فسحة من الراحة بعد عناء يوم طويل في العمل وإلى وجه جميل وضحكة مشرقة تستقبله لدى عودته من وظيفته لكي ينسى همومه ومتاعبه ومشاكله.

رفض الاتّهام

من الصعب أن يعترف الرجل بأنّه شديد التعلّق بوسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي فإنّ مواجهته بهذا الواقع ستدفع به إلى الإنكار، لا بل إلى اتّهام زوجته بأنّها تبالغ وتحرمه من وسيلة تسلّيه وترفّه عنه.

اقرئي: أوّل فيلم سينمائي سيعرض في السعودية

حيَل ذكيّة

في هذه الحالة، يجب اللجوء إلى طرق ذكيّة كي تسترجعي اهتمامه، منها ما يلي:

- لا تحملي هاتفك أمامه فهذا الأمر سيدفع به تلقائيّاً إلى التصرّف بطريقة مشابهة.

- ابحثي عن المواضيع التي تهمّه واطرحيها للنقاش وأبدي إعجابك بآرائه.

- ذكّريه بالنشاطات التي كان يحبّها قبل أن تدخل وسائل التواصل حياته، كممارسة الرياضة أو القراءة أو السباحة، وشجّعيه على القيام بها من جديد.

- حثّيه على الخروج مع أصدقائه والتواصل معهم بشكل مباشر وقومي بدعوتهم إلى منزلكما. والحال نفسه مع الأقارب، فبهذه الطريقة سيكون مجبراً على التواجد والمشاركة في الأحاديث.

- خصّصي يوماً في الأسبوع بعيداً عن الهاتف،  فلو تمكّن زوجك من الاستمتاع بوقته خلال هذا اليوم سيدرك ما يفوته من لحظات جميلة بينما هو مسجون داخل عالمه الافتراضي.

 

 
شارك