تفادي التأثير السلبي لإعلانات الجسم "المثالي" في فصل الصيف
نلاحظ، مع حلول فصل الصيف كلّ عام، كم تكثر الإعلانات التي تروّج لكيفية الحصول على الجسم "المثالي"، فنسمع وعوداً تعجيزية ونرى أجساماً خيالية! ومجموعة الصور أو الفيديوهات هذه لا تتماشى قطّ مع الاتّجاه الثقافي العصري الذي يركّز على أنّ الجسم المثالي ليس الجسم النحيف أو المنحوتة ملامحه. فالمثالية تختلف من امرأة إلى أخرى، ومن شخص إلى آخر بشكل عام، ويبقى الأهمّ أن تحبّ المرأة جسمها وترتاح لكلّ ما يتعلّق به.
وفي ظلّ هذه الإشكالية الأساسية، استشرنا اختصاصية التغذية رلى غدّار والاختصاصية النفسية ديما أيّاس لنتحدّث معها عن تأثير هذه الإعلانات السلبي وعن كيفية تجنّب الوقوع في فخّها.
من وجهة نظر رلى غدّار
تؤكّد رلى غدّار أوّلاً أنّ تعريف "الجسم المثالي للصيف" غير موجود أي ما من معايير محدّدة يجب الالتزام بها. فوضع معايير في هذا الإطار يدفعك إلى الحكم على جسمك وإلى بناء علاقة سلبية معه، فينتابك حتّى الشعور بالذنب والخجل ما ينعكس على الصحة النفسية أيضاً وصولاً إلى الانعزال والاكتئاب. حتّى أنّ المشكلة هذه قد تؤدي إلى تعزيز الأكل العاطفي! ولذلك، لا بدّ من القول إنّ جميع الأجسام مثالية لموسم الصيف، علماً أنّ الصورة "المثالية" التي تقدّمها هذه الإعلانات تتجذّر من ثقافة الحميات الغذائية التي تركّز على منتجات وبرامج خسارة الوزن وأدوية وعقارير ديتوكس من أجل تحقيق أرباح هائلة والإقناع بإمكانية تحقيق نتائج غير واقعية. انطلاقاً من هذا، لا بدّ من إدراك أنّ فائدة مادية كبيرة تتحقّق من هذا القطاع الذي يشعرنا بأنّ الحاجة إلى منتجاته ملحّة من أجل الحصول على قامة "مثالية". وتبقى التوقّعات دائماً مختلفة تماماً عن الحقيقة، نظراً إلى العوارض الجانبية واستعادة الوزن بسرعة والشعور بالاضطراب... بالتالي، تذكّري أنّ جسمك يحتاج إلى أن تحترميه من خلال العادات الغذائية الصحية وممارسة الرياضة والنظر إليه بإيجابية. وأن تشعري بعدم الرضا أحياناً عنه أمر طبيعي، ولهذا لا بدّ أن تبحثي عن كيفية تحسين العلاقة معه بعيداً عن الإعلانات الكاذبة!
من وجهة نظر ديما أيّاس
تقول ديما أيّاس أنّ الشعور بالقلق حيال الإطلالة أو المظهر أمر شائع وطبيعي. غير أنّ الإعلانات التي تروّج للجسم "المثالي" في فصل الصيف قد تؤدّي فعلاً إلى الاكتئاب، بخاصّة إن امتلكت المرأة صورة سلبية عن جسمها بعيداً عن الحقيقة في بعض الأحيان أي حين ترى نفسها مثلاً أسمن بكثير ممّا هي عليه في الواقع أو حين تقارن نفسها باستمرار بأجسام العارضات في الإعلانات أو الشخصيات على التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعي. ويُعتبر الاكتئاب في هذه الحالة خطراً، إذ قد يفقد المرأة ثقتها بذاتها وتقديرها لنفسها، فتقع ضحية مشاكل صحّية أو حتّى اضطرابات غذائية، وهذا ما يبعدها عن حياتها الطبيعية وعن أنشطة كثيرة كانت تستمتع بالقيام بها. أمّا لعدم الوقوع تحت تأثير هذه الإعلانات، فلا بدّ من تقليل الوقت الذي نقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي وأن نتذكّر دائماً أنّ ما نراه ليس حقيقة بالضرورة أو حتّى واقعياً، بخاصّة مع برامج الفوتوشوب وتعديل الصور. بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ أن ننظر إلى أجسامنا بطريقة مختلفة أي التحلّي بنظرة واقعية تجاهه والتركيز على الأنشطة التي تعزّز حبّنا لأجسامنا مهما اختلفت أحجامها وأشكالها كالرقص واليوغا والمشي. ولا تنسي أيضاً أن تركّزي على ملامح الجسم الإيجابية وعلى اتّباع نظام حياتي صحّي!
اقرئي أيضاً: كريم ثوري من Sisley Paris لنحت الجسم وإزالة خلايا الدهون