ما هو تسمم الحمل وأعراضه

يُعتبر تسمم الحمل أحد أكثر مضاعفات الحمل خطرًا، فهذه الحالة قد تبدو خفية في بداياتها، إنّما قد تتطوّر بسرعة وتعرّض حياة الأم والجنين للخطر. بالرغم من التقدم الطبي، ما زال تسمم الحمل من الأسباب الرئيسة للوفاة المرتبطة بالحمل في العديد من الدول، لذلك، تحدثنا د. آمال أبو راوي، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى مركز كليمنصو في دبي، ما هو تسمم الحمل وأعراضه.

ما هو تسمم الحمل؟

تسمم الحمل هو اضطراب صحي يحدث عادةً في النصف الثاني من الحمل، ويُشخص غالبًا بعد الأسبوع العشرين. يتمثل في ارتفاع ضغط الدم بشكل غير طبيعي، إلى جانب ظهور نسبة مرتفعة من البروتين في البول في إشارة إلى ضعف في وظائف الكلى أو أعضاء أخرى.

ورغم أنّ ارتفاع ضغط الدم قد يبدو عرضًا بسيطًا، تشمل التغيرات التي تحدث بسبب تسمم الحمل الأوعية الدموية والكبد والكلى والمشيمة، وقد تؤدي حتّى إلى نوبات تشنجية وفقدان للوعي في الحالات الشديدة.

كيف يبدأ تسمم الحمل؟

ما زال السبب الأساسي لتسمم الحمل غير معروف بدقة، لكن يعتقد الأطباء أنّه نتيجة مشكلة في تطور المشيمة، أي العضو المسؤول عن تغذية الجنين من خلال دم الأم. في بداية الحمل، تنغرس المشيمة في جدار الرحم وتشكل أوعية دموية خاصة لتسمح بتدفق دم غني بالأكسجين والعناصر الغذائية. وإذا لم تتطور هذه الأوعية بالشكل الصحيح، تصبح كمية الدم التي تصل إلى المشيمة غير كافية، ما يؤدي إلى إطلاق مواد في دم الأم تسبب خللًا في بطانة الأوعية الدموية.

ما العوامل التي تزيد خطر الإصابة؟

ليست كل النساء عرضة بنفس القدر للإصابة بتسمم الحمل، لكن هناك عوامل خطر معروفة تشمل:

  1. الحمل الأول
  2. الحمل في سن صغيرة جدًا (أقل من 18 سنة) أو متأخر (أكثر من 35 سنة)
  3. وجود تاريخ عائلي لتسمم الحمل
  4. البدانة أو زيادة الوزن قبل الحمل
  5. أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض الكلى
  6. الحمل بتوأم أو أكثر
  7. أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة أو متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية

ما هي أعراض تسمم الحمل؟

قد يكون تسمم الحمل صامتًا في البداية، ولهذا يُسمى أحيانًا "العدو الخفي". ومع ذلك، يمكن أن تظهر بعض العلامات التحذيرية التي يجب عدم تجاهلها:

  • ارتفاع ضغط الدم (أكثر من 140/90 ملم زئبقي)
  • انتفاخ مفاجئ في الوجه أو اليدين أو القدمين
  • صداع مستمر وشديد
  • تشوش أو اضطرابات في الرؤية (مثل رؤية ومضات أو نقاط سوداء)
  • ألم في أعلى البطن، خصوصًا من الجهة اليمنى (فوق الكبد)
  • غثيان أو قيء غير معتاد
  • قلة كمية البول
  • تسارع نبضات القلب أو ضيق في التنفس في المراحل المتقدمة

كيف يمكن تشخيص تسمم الحمل؟

يعتمد تشخيص تسمم الحمل على العديد من الفحوصات:

  • قياس ضغط الدم باستمرار
  • تحليل البول للكشف عن البروتين
  • اختبارات دم لتقييم وظائف الكلى والكبد
  • فحص بالموجات فوق الصوتية لتقييم نمو الجنين
  • قياس عدد الصفائح الدموية ومستوى الكرياتينين وإنزيمات الكبد

كيف يمكن الوقاية وتقليل خطر الإصابة

لا توجد طريقة مؤكدة لمنع تسمم الحمل، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة من خلال:

  • بدء المتابعة الطبية من أول أسابيع الحمل
  • السيطرة على الأمراض المزمنة قبل الحمل
  • تناول الأسبرين بجرعة منخفضة إذا أوصى الطبيب بذلك (خصوصًا في حال وجود تاريخ سابق)
  • اتباع نظام غذائي متوازن والحد من الأملاح
  • ممارسة نشاط بدني معتدل (حسب توصية الطبيب)
  • تجنب زيادة الوزن المفرطة خلال الحمل
  • قياس ضغط الدم بانتظام في المنزل

اقرئي أيضاً: تساقط الشعر بعد الولادة كيف تتعاملين معه؟

 
شارك