لينا مو: المصوّرة النّاجحة يجب أن تجد رؤيتها الخاصّة وتثق بها وتتبعها

أن تكتشفي شغفك الحقيقي متأخرة أفضل من أن تستمري في مجال لا تحبّيه ولا تمتلكي شجاعة تغييره! لينا مو هي شابة قرّرت أن تتبع حبّها للتصوير فدرسته بعد أن تخصّصت وعملت في مجال مختلف لفترة طويلة، لتبدع فيه وتختار التعمّق في تصوير الأزياء وتحديداً Street Style عاكسةً فكراً خاصاً وموهبة استثنائية ولتكون إسماً نسائياً سعودياً واعداً في مجال جديد وغريب على النساء العربيات.

لماذا اخترتِ التعمّق في تصوير الأزياء، وما الذي جذبكِ إليه دوناً عن غيره؟

عندما بدأت في التصوير الفوتوغرافي، جربت أنواعاً متعددة من التصوير لمعرفة النوع الذي أحبّه أكثر من غيره، واكتشفت أنّني أستمتع بتصوير الأزياء ووجدت نفسي فيه، ومنذ ذلك الحين انطلقت مسيرتي.

أزياء الشارع أو Street Style مفهوم جديد نسبياً على مجتمعنا العربي، حدّثينا عنها وإلى أي مدى ساهمت في إيصال هذه الفكرة إلى السعودية عبر عدستك؟

فكرة أزياء الشارع هي ابتكار أسلوب شخصي في الموضة سواء باتّباع الصيحات الرائجة على الساحة حالياً أم لا، فالمهم هو أن يعبّر الأسلوب عن شخصيّة صاحبه أو صاحبته، وهو يرتبط في الغالب بثقافة الشباب ويسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم وعن أفكارهم وتميّزهم وفرادتهم من خلال الملابس. بين عامي 2017-2018 بدأت بتوثيق هذا النوع من الفن في السعودية من خلال عدستي، واخترت التركيز على أزياء الشارع التي تمزج بين الملابس العصريّة وتلك التي تحمل لمسة تراثية وثقافيّة.

تنقلين صورة مميّزة وجديدة عن العالم والموضة من خلال عينيكِ. كيف تتبلور الأفكار في ذهنك وكم من الوقت تحتاجين لإتمام عمل تصويري جديد؟

لدي دائماً أفكار لأتخيل كيف يمكن تحويلها إلى واقع، ولكن في بعض الأحيان نحتاج إلى رؤية الكثير من العناصر حولنا للحصول على الإلهام وجعل هذه الفكرة حقيقة. في معظم الحالات، لا يستغرق جزء التصوير الفوتوغرافي الكثير من الوقت، ولكن العثور على الفريق المناسب الذي يفهم رؤيتي والموارد المناسبة يتطلب مجهود كبير.

تعكس الأزياء صورة عن المجتمع وثقافته، فهل تحاولين التّعريف بمزايا المجتمع السعودي من خلال صورك؟

نعم هذا صحيح، فأنا أميل دائماً إلى تمثيل ثقافتنا والتعريف بها أكثر لكي يصل للمتلقي مدى التنوّع الذي نتمتّع به، ولكن من خلال رؤيتي الخاصة طبعاً.

أنتِ شابّة تخوض مجالاً جديداً على السيّدات، هل واجهتِ أي صعوبات أو مضايقات، وهل كان هناك أي اعتراض من أهلكِ أو محيطكِ الاجتماعي؟

لقد كنت محظوظة في الحصول على الدعم الكامل من عائلتي منذ اليوم الأول لبدئي بالتصوير، ولم أتعرّض لمضايقات أو محاربة من قبل أي شخص أو أي جهة، وأشكر الله على ذلك. واجهت صعوبات عادية تحصل مع أي شابة تبدأ في مهنة جديدة ولكن كانت عثرات بسيطة ويمكن التغلب عليها.

هل يوجد صعوبات لوجستية لا نعرفها في العمل الميداني وربما لساعات طويلة؟

أعتقد أنّ الأعمال الحرّة صعبة بشكل عام، ولأنّني شخصيّة مبدعة أو فلنقل عندي حسّ فن عالي فإنّ ما يزعجني في العادة هو الإهتمام بالجزء التجاري من عملي، حيث لا يوجد لديّ مدير أو مساعدين بل أقوم بكل شيء بنفسي. لكن كل المتاعب أو الصعاب تنتهي أو على الأقل أنساها سريعاً حين أرى عميلاً سعيداً وأرصد النتائج الرائعة التي حقّقتها.

ما هي برأيكِ بصمتكِ التي تميّزكِ في عالم التصوير، وهل من صفات محدّدة يجب على المصوّرة الناجحة التمتّع بها؟

في العادة أحاول تخيّل المفهوم بطريقتي الخاصة ثم تحقيقه أو تحويله إلى واقع مرئي. أعتقد أنّ المصوّرة الناجحة يجب أن تجد رؤيتها الخاصّة وتثق بها وتتّبعها.

ما هي أكثر الأعمال التي تفخرين بتحقيقها، وأي جلسة تصوير قمتِ بها تركت فيكِ أثراً لا يتكرر ولماذا؟

أنا فخورة بكل الأعمال والمشاريع التي قمت بها، وخاصةً تلك التي تمثّل السعودية وتعرض ثقافتنا. ويعدّ "تحت العباءة" من المشاريع المفضّلة لديّ، فهو كان أول كتاب عن أزياء الشارع في السعودية، وهو لذلك مصدر فخر وسعادة كبيرة بالنسبة إليّ.

كيف ترين التجارب النسائية السعودية في مجال التصوير؟ هل برأيك تلقى الشابات دعماّ للبروز في المجالات الإبداعية؟

أرى أعمالاً مميّزة للكثير من المصوّرات المبدعات في هذا المجال، وأنا فخورة جداً بنجاحاتنّ. أعتقد أن السعودية قدّمت لنا جميع الموارد اللاّزمة لتحقيق حياة مهنية ناجحة في كل مجال نرغب فيه، ويبقى علينا أن نحسن اختيار ما يناسبنا لكي نحقق النجاح.

حدّثينا عن أجدد مشاريعكِ، وعن نصائحكِ لكل امرأة شغوفة بمجال التصوير؟

لديّ عدد من المشاريع التي ستبصر النور في المستقبل القريب وبعضها أفلام. فأنا أيضاً أقوم بتصوير الأفلام لذا أرى أنّ المستقبل سيكون مشرقاً وأتمنّى أن يقدّر لي تحقيق كل ما أطمح به. نصيحتي لجميع النساء المهتمات بالتصوير هي أن يبدأن بالخطوة الأولى حتّى لو كانت صغيرة ويملكن الإصرار والإرادة الكبيرة لأنهنّ في يومٍ ما سيصلن ويجدن أنفسهنّ في المكان الذي رغبن بالوصول إليه.

اقرئي المزيد:  كارمن بصيبص: التمثيل يسمح لي بخلق علاقة دائمة مع مشاعري

 
شارك