ناديا: كوني أصيلة وحقيقية هو ما خولني النجاح في الوصول إلى الآخر
تغيّرت الكثير من المفاهيم الاجتماعية والحياتية في الوقت الحالي، فلم يعد حب الذات مرتبطاً بالأنانية، واختلف إعطاء الأولوية للسعادة الشخصية، عن عدم التفكير بالآخر أو مراعاته، بل بات هذين الأمرين باباً واسعاً لتحسين جميع أنواع العلاقات والارتقاء بالنفس وبالآخر الذي نتفاعل معه، وتوجيهها في الاتجاهات الصحيحة.
بات إعطاء الأولوية لراحتك وسعادتك ورفاهك، أساس للنجاح ويشمل ذلك قبول نقاط ضعفك وقوتك، واتخاذ خيارات تصب في مصلحتك بالدرجة الأولى.
نتعرف فيما يلي على 3 شابات عربيات وصلن إلى مرحلة حب الذات، ليشاركننا كيف حققن هذا الأمر، وما الذي تعملنه من رحلاتهن في الاكشتاف والوصول إلى "أنا" أكثر تصالحاً وقوة وسلاماً.
هي واحدة من أشهر المؤثرات الإماراتيات والعربيات حالياُ، تعكس في حياتها اليومية صورة عن الأم والزوجة وسيدة الأعمال الراقية والمثقفة والمواكبة لأجدد التطورات على مختلف الأصعدة، إنها ناديا التي تتألق بمحتوى هادف متجدد، وتفتح قلبها على صفحات هيا وتحدثنا عن رحلتها في عالم الموضة والجمال ومشاريعها المقبلة.
لا تؤمنين بالحظ بل بالعمل الجاد. عندما تنظرين اليوم إلى المسار الذي قادك إلى أن تصبحي واحدة من أهم المدونات في العالم العربي، كيف كانت البدايات، وما الذي تغير فيك خلال الرحلة وحتى اليوم؟
أنا بالتأكيد لا أؤمن بالحظ.. ربما كنت محظوظًة في الوقت الذي بدأت فيه التدوين والتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي تلك الأوقات لم يكن هذا الأمر معروفًا أو يُعتبر مهنة بل مجرد هواية! وهو ما جعل القليل منا يبرزون. اليوم أصبح الأمر شائعًا جدًا فكل ثانية يبرز شخص جديد ويصبح مشهور بشكل سريع على وسائل التواصل الاجتماعي! ولكن يمكنك دائمًا معرفة مقدار ما يعنيه هذا العمل لنا كمؤثرين وخاصة لي أنا، فقد عملت بجهد منذ البداية وما زلت أفعل، واكتسبت الاحترام في هذه الصناعة وبات لديّ متابعين مخلصين ولا زلت مستمتعة ومتحمسة لصناعة المزيد من المحتوى المفيد والهادف.
في رحلتك لاكتشاف نفسك، ما هي الدروس التي تعلمتها في العشرينيات من عمرك؟ واليوم، بعد أن اكتمل نضجك ورؤيتك للحياة، بعد أن أسست أسرة وأصبحت أمًا؟
كانت فترة العشرينات من عمري كلها سفر ومتعة، كنت خالية من الهموم وأردت استكشاف أكبر قدر ممكن من العالم.. كانت أفضل الأوقات! ولكن قبل بلوغي سن الثلاثين قررت شراء منزل والزواج ولكن السفر لم يتوقف، فقد استمتعنا بمرحلة شهر العسل في زواجنا حيث كان هناك جزء مني ومن زوجي لم يرغب بأن يكبر! وأعتقد أن هذا هو التوازن الذي حققناه حتى اليوم، وبرأيي هذا ما يجب أن يبحث عنه كل شخص في العشرينات من عمره.. الكثير من الاستكشاف ولكن أيضًا إيجاد الوقت والمال لإنشاء قاعدة متينة وثابتة في حياته، فأنا اليوم أتمنى لو أوليت القيام باستثمارات ناجحة أكثر مما لديّ الآن! ولكني بشكل عام سعيدة جداً وفخورة بكل ما حققته في حياتي.
اليوم بعد أن أصبحت أمًا وصرنا أسرة مكوّنة من ثلاثة أفراد، أريد أن نستمر في الاستكشاف مع آدم بقدر ما نستطيع كما وعدنا أنفسنا أنا وزوجي، حيث قررنا أن لا نفقد جمال علاقتنا وتواصلنا مع ذاتنا حين نصبح أبوين، وأعتقد أن هذا مهم جدًا للاستمرار في الاستمتاع بالحياة.
كونك ابنة الإمارات وناشطة على وسائل التواصل، فهذا يعني أنك تعرضت للعديد من الثقافات في مسيرتك المهنية والحياتية. هل ساهمت في تشكيل شخصيتك ونقاط قوتك؟ وهل كانت هناك أشياء أخرى: تجارب مررت بها، وأشخاص التقيت بهم، هم من أثروا رحلتك الحياتية؟
إنّ التعرض لثقافات متنوعة طوال رحلتي المهنية والشخصية له تأثير كبير على الشخص الذي أنا عليه اليوم. ليس فقط من خلال السفر، ولكن التواجد على وسائل التواصل يجمع بين الناس من خلفيات وثقافات مختلفة، فنحن نلتقي في المناسبات والعشاءات والرحلات التي نميل إلى دمجها بطريقة لا أعتقد أنني كنت لأختبرها لو لم أكن مؤثرة. هذا الثراء في الثقافات التي عشت ضمنها، خولني التعرف على وجهات نظر وقيم وأساليب حياة وعمل جديدة، وهذا الأمر ساعدني ليس فقط على أن أكون منفتحة ومتقبلة للآخر، بل طوّر من حسي الفني ومن تعاملي مع الموضة والأزياء، وخولني إدخال أنماط مختلفة وفريدة من نوعها إلى أسلوبي الخاص، كما ساعدني في تشكيل شخصيتي وعيش الحياة المريحة التي أعيشها اليوم.
برأيك ما الذي يجمعنا كنساء ويحفزنا، وما الذي يفرقنا أو يمكن أن يزيد الفرق بيننا إذا كان موجودًا؟
ما يجمعنا كنساء هو مرونتنا وقدرتنا على التأقلم، وأحاسيسنا العميقة والصادقة وتعاطفنا مع الآخر، والشعور العميق بالارتباط الذي لدينا بقيمنا وبعائلاتنا. أعتقد أنه بغض النظر عن خلفيتنا، فإننا كنساء غالبًا ما نجد القوة في دعم بعضنا البعض. أعلم أننا نُجبر دائمًا على حشر أنفسنا في مواجهة بعضنا البعض وهذا يحدث كثيرًا في العديد من المهن أو حتى كوننا ربات بيوت، إنه شيء نراه دائمًا وننتهي بطريقة ما بمقارنة أنفسنا ببعضنا البعض. لكن بصفتي امرأة، أريد دائمًا أن أرى المرأة تتطور وتصل إلى كل ما تضعه نصب عينيها، وأعتقد أن رغبتنا في النمو والتقدير والتوازن، تحفزنا على السعي لتحقيق المزيد وإلهام بعضنا البعض على طول الطريق... لقد قابلت العديد من النساء الرائعات والقويات في حياتي والتنوع بيننا يعزز الإبداع ويقدم منظورًا أوسع للحياة والتجارب.
ما هي الصفات المطلوبة في الفتاة الشابة لتنجح في خلق محتوى مختلف وجديد يصل إلى الآخرين بسبب أصالته؟
في هذا المجال، هناك إمكانيات وفرص لا حصر لها، ولكن عليها في البداية أن تكون صادقة مع نفسها ومع جمهورها. أرى الكثير من الأشخاص الذين يحاولون أن يكونوا شخصًا آخر غير ما هم عليه وهذا الأمر يظهر سريعاً ويفقدهم مصداقيتهم. إنما مجرد كونك أنت واحتضان كل ما يميزك ومشاركة هذا الجانب منك هو ما سيجذب انتباه الناس وليس الشخصية التي تعتقدين أن الناس يريدون رؤيتها. فقط كوني أصيلة!
ما هي عاداتك التي تعتبرينها ضرورية في سعيك للحفاظ على سلامك واستقرارك النفسي ونجاحك المهني؟
يعتبر قضاء بعض الوقت مع نفسي أمر ضروري للتخلص من المشاكل والضغوط الحياتية والاجتماعية، فهو يخولني الحفاظ على السلام الداخلي والرفاهية العقلية. يلعب السفر أيضًا دورًا كبيرًا لأنه يساعدني حقًا على الانفصال والتواجد في اللحظة مما يساعدني بعد ذلك على إعادة ضبط أعصابي، وتركيز طاقتي على عملي وحياتي مع الأصدقاء والعائلة.
اخترت شريكًا من جنسية مختلفة. كيف يختلف الرجل الأجنبي عن الرجل العربي؟ أو فلنقل ما الذي وجدته فيه ولم تجديه في شباب عالمنا؟
بغض النظر عن المظهر الخارجي، لست متأكدة من وجود اختلاف بين الرجل الأجنبي والرجل العربي إذ، لديهم نفس القيم والمعتقدات وطرق التعامل، وهي أمور تنبع عن التربية الصحيحة والعيش في بيت متوازن وأسرة مترابطة.
ليس الأمر أنني ذهبت خصيصًا للبحث عن رجل أجنبي، بل حدث أننا متوافقان في نواحٍ عديدة وكنا أصدقاء جيدين للغاية وازدهرت العلاقة من هناك. زوجي يجعلني سعيدة، ويعتني بي وبأسرتنا وأعتقد أن هذا هو ما يهم بالنسبة لي.
تطلب العديد من الشابات أن يكون شريكهن من بلدهن أو بيئتهن، ربما خوفًا من الآخر الذي نشأ بعيدًا ويحمل قيمًا مختلفة. من خلال صداقاتك مع الأجانب وزواجك، إلى أي مدى اكتشفت أننا كبشر متشابهون ونتشارك في معظم القيم والعادات؟
أعتقد أن الجميع يفضلون التمسك بخلفيتهم الثقافية الخاصة لأنه من الأسهل التواصل والعيش في ظلّ التقاليد والعادات ذاتها. الزواج من شخص من خلفية مختلفة تمامًا قد يكون تحديًا كبيرًا ليس فقط للزوجين ولكن أيضًا لأسرهم المباشرة وأقرب الناس إليهم بما في ذلك الأصدقاء، حيث ستكون هناك العديد من الأسئلة حول كيفية تربية الأطفال وأين، والتقاليد التي يجب اتباعها، واللغة التي يجب التحدث بها وما إلى ذلك ... نواجه هذه الأسئلة حتى اليوم! لكنني لا أعتقد حقًا أن هذا الأمر يخص أي شخص آخر طالما أنك تعرفين كيف تعيشين حياتك بشكل مستقل، أما بالنسبة لتربية الأولاد فأساسها بالنسبة لي هو إعدادهم ليكونوا أفضل نسخة من أنفسهم، صالحين وفاعلين في محيطهم.
تقدمين محتوى للنساء والشابات يتعلق بالموضة والجمال والحياة بشكل عام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي: إلى أي مدى تعكسين واقعك من خلال ما تقدمينه؟ هل تعتقدين أن كونك حقيقية وصادقة وقريبة من الشابات العربيات هو ما ساعدك على الوصول إليهن؟
أنا امرأة حقيقية جداً وأنقل واقعي كما هو بتفاصيل يومي الذي أعيشه. أحاول أن أكون شفافة قدر الإمكان لمجرد التواصل ولجعل جمهوري يتفاعل معي. أسعى أيضاً إلى نقل تجاربي وما أتعلمه منها، علّ الشابات يستفدن ويتطورن بشكل ما. تتواصل معي العديد من الفتيات والنساء العربيات قائلات إنهن يشعرن بالارتباط بي أو يمررن بشيء مشابه لما أمر به، وهذا أمر مرضي للغاية في كثير من النواحي! أنا أحب ما أفعله وآمل أن أستمر في إلهام ومساعدة من حولي!
أسلوبك في الموضة والجمال وأسلوب الحياة ملهم ومميز. أخبرينا عنه اليوم وكيف اختلف عن الماضي؟ ما هي نصيحتك للفتيات الصغيرات حتى يتمكنّ من اختيار ما يعبر عنهن وليس ما يناسب الصيحات الرائجة والمتغيرة في كل موسم؟
لقد تطور أسلوبي بشكل كبير.. أعتقد أنني في البداية كنت أسعى لإرضاء الناس فقط وأردت ارتداء ما يريده الجميع مني.. لقد كان الأمر صعباً ومبالغًا فيه! الآن أصبح أسلوبي بسيط للغاية ويتناسب مع شخصيتي فأنا لا أحاول إرضاء أي شخص بل أرغب في إرضاء نفسي فقط وآمل أن يلهم ذلك الآخرين.
نصيحتي لك هي أن تكوني صادقة مع نفسك... فأنت لا ترتدين الملابس لنيل موافقة أي شخص بل لرضاك أنت فقط وحين تطبقين هذا الأسلوب في التفكير، ستتغير الطريقة التي تنظرين بها إلى الموضة والأزياء والحياة أيضاً.
مع دخولنا عامًا جديدًا اليوم، هل تضعين أهدافًا لكل فترة جديدة في حياتك؟
أحاول ألا أضع أي قرارات لنفسي بل أسعة فقط أن أكون أفضل من العام السابق. لذا فإن هذا العام هو مخصص للمزيد من الاكتشافات والسفر وبالتأكيد المزيد من المرح ومن الوقت الممتع مع العائلة، يوجد أيضاً العديد من المشاريع والمغامرات المثيرة.
اقرئي المزيد: زينب الحلو: أترك أعمالي وليس أقوالي تتحدث عني