سارية ناصيف: فخورة بنجاح وقوّة السعوديات في مختلف المجالات الرياضية

كل واحدة منّا لديها قوتها الخاصة في مجال معيّن تتميز به، ويكمن سر النجاح في الحياة في اكتشاف هذه القوة والاستفادة منها في يوميّاتنا، وهذا ما تقوم به المدرّبة الرياضية ولاعبة فريق الهتّحاد السعودي للكرة الطائرة سارية ناصيف. التقيناها لنتعرّف أكثر على مسيرتها الرياضية وعلى كيفية تخطّيها لصعوبات فترة الحمل للاستمرار في القيام بما تحبه وتجيده.

حدّثينا عن بداية رحلتكِ مع الرياضة وعن سبب حبكِ الكبير لمختلف أنواعها؟

لطالما اهتممت بالرياضة منذ أيام الدراسة، وقد مارست الباليه وشاركت في فريق كرة السلة وفريق الكرة الطائرة. ومن هناك رأيت مستقبلاً لنفسي في عالم الرياضة في المنطقة التي أعيش فيها، واخترت عن قناعة دراسة علوم الرياضة في جامعة Saint Mary في لندن. وعملت منذ ذلك الحين كمدربة في نوادٍ رياضية مختلفة بما في ذلك Pulse Studios المعروف في المملكة، واستمريت على هذا الطريق لأنه شغفي وما أحب الاستيقاظ في الصباح للقيام به.

إلى أي مدى ساعدكِ اكتشاف قوتك الجسدية على أن تكوني أكثر ثقة وتعاطفاً مع نفسكِ، بالتالي امتلاك القوة النفسية اللّازمة للعيش باستقرار وسعادة؟

هناك علاقة حقيقية تجمع الراحة والرفاهية الجسدية والعقلية. فعندما أمارس الرياضة، أشعر بتحسّن في كل شيء. وللتفوق في أي رياضة، أنتِ بحاجة حقاً إلى التركيز، فعندما ألعب الكرة الطائرة، أنا أركز وأضع كل طاقتي في ما أقوم به. والعكس هو الصحيح، فعندما لم أتمكّن من ممارسة الرياضة جرّاء تعرضي لإصابة ما أو في خلال فترة حملي، كنت أشعر بالانزعاج وبأنني لست بخير، بالتالي سعادتي الحقيقية تكمن في ممارسة هذا العمل الذي أحبه.

كيف تشجّعين المرأة على ممارسة الرياضة واكتشاف أهميتها للجسد والروح؟

يجب أن تلعب المدارس دوراً رئيسياً في تسهيل ذلك. من المهم حقاً أن يكون الأطفال نشيطين بدنياً في سنّ مبكرة وأن يختبروا مجموعة واسعة من الرياضات، وبهذه الطريقة سيكتشفون الرياضة التي يستمتعون بها وسيحبون القيام بما يجيدونه. ومن هنا فإن الدور لا يقع على النساء لوحدهنّ، بل يوجد مجتمع يجب أن يتغيّر ليولي النشاط الجسدي اهتماماً أكبر مما نراه اليوم.

كيف ترين تزايد اهتمام المرأة السعودية بالرياضة وتواجدها في السنوات القليلة الفائتة في مجالات كانت غائبة عنها سابقاً؟

أنا سعيدة للغاية برؤية النساء السعوديات ناجحات في العديد من المجالات الرياضية، فهذا أمر ضروري لقيام مجتمع يلعب فيه الجنسان أدوار متوازية، وقد أثبتت المرأة السعودية أنها موهوبة وكفوءة وشجاعة، وهي قادرة على التفوق على جميع المستويات سواء المحلية أو العاملية وحتى الأولمبية.

أخبرينا المزيد عن تواجدكِ في فريق كرة الطائرة في نادي الاتحاد السعودي.

عندما بدأت الألعاب السعودية بالظهور أكثر على الساحة المحلية والعربية، انتقل فريق الكرة الطائرة الذي كنت ألعب معه ليصير تحت مظلة نادي الاتحاد الرياضي. قدّم الاتحاد مَرافق تدريبية ومدربين مخضرمين وأنا أتطلع إلى العودة إلى التدريب. فعلى الرغم من وجودي في القائمة، إلا أنني لم أتمكّن من اللعب بعد بسبب حَملي. كنّا جميعاً متحمسين للغاية لأن نكون جزءاً من هذا النادي الكبير والمعروف. كان والدي من أنصار الاتحاد طوال حياته وهنا أعتقد أن كل الآباء يحلمون أن يلعب أولادهم مع فريق الاتحاد ولكن لم يكن يتخيل أبداً أنّ ابنته ستكون هي اللاعبة! وبالتالي هناك تغيير جميل جداً وكبير في العقليات وهذا ما يعوّل عليه التغيير الحقيقي.

حدّثينا عن برنامج X-etelhtA الذي قمت بابتكاره وعن أهميّته لمحبّات الرياضة؟

كثير من الناس، حتى بعض الرياضيين، لا يدركون أهمية التدرّب في صالة الألعاب الرياضية بغض النظر عن ماهية الرياضة التي يمارسونها ومستواهم فيها. وأنا أؤكد هنا أهمية هذا الأمر، فلن يتحسّن الرياضي بمجرد ممارسة المزيد من رياضته المحددة، بل يجب أن يتبع برنامج قوّة وتكيّف متكامل لمساعدته، ولهذا السبب قمت بتطوير برنامج Athlete-X الفريد من نوعه، فهو شخصي ومحدّد، والهدف منه فهم رغبة كل رياضي ونقاط قوته وضعفه لمساعدته على تحسين أداءه، بالإضافة إلى المساعدة في منع الإصابة، والتمكن بشكل أكبر في أي مكان يلعب به.

ما هو الإحساس الذي تختبرينه لدى التدريب، والذي يساعدك على مساعدة من حولك لإتقان الرياضة؟

أود أن أقول إن أفضل شعور أختبره كمدربة هو حث الرياضيين على تخطّي حدودهم وجعلهم يدركون أنهم قادرون على القيام بأكثر مما كانوا يعتقدون أنه بمتناولهم. أيضاً أحب رؤية التحول في طريقة تفكيرهم وأسلوب حياتهم وتأثير ذلك على ثقتهم بنفسهم.. هذا التغيير الرائع والسحري هو أمر مميّز جداً وأتمنى لكل شخص أن يختبره .

واصلتِ ممارسة الرياضة أثناء الحَمل بكل قوة وشجاعة، ونشرتِ رسالة توعية بين النساء اللواتي يخشين حتى المشي أو القيام بأي أنشطة بسيطة أثناء الحَمل. أخبرنا المزيد عن قراركِ بالاستمرار في فعل ما تحبين حقاً رغم كل الظروف أو العقبات؟

تختلف تجربة الحَمل لدى كل امرأة، وبالنسبة لي، اختلفت توقّعاتي عما جرى معي في الواقع. كنت أتمنى أن يكون لدي برنامج تمارين كامل وأن أستمر في لعب الكرة الطائرة طوال فترة حَملي ولكنني لم أتمكّن من ذلك. فعلت ما استطعت ولعبت حتى الشهر الخامس. لقد وثّقت تمارين الحَمل الخاصة بي لأنني أردت أن تعرف النساء الأخريات أن على الجميع العمل وتحدّي الظروف الصعبة، ولكن علينا التوقف حين يكون هذا القرار هو الأصح والأشجع، وقد قمت باتّخاذ قرار التوقّف الصعب لحماية نفسي وصغيري.

هل التواجد في المملكة العربية السعودية مع كل التغييرات الإيجابية التي تحدث يساعدكِ على تحقيق أهدافك؟

إنه لأمر مدهش أنه في مثل هذا الوقت القصير توجد الآن بطولات محليّة ودوليّة. لا أطيق الانتظار لتحقيق أهدافي الشخصية ومساعدة الرياضيين الآخرين على تحقيق أهدافهم! لذا سأبذل قصارى جهدي في الفترة المقبلة لتحقيق التوازن بين الأمومة والاستمرار في مسيرتي الرياضية. وآمل أن أستمر في تطوير برنامج Athlete-X، وفي خدمة ومساعدة كل محب للرياضة.

كيف تختارين المحتوى الذي تشاركينه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا سيّما صفحتكِ عبر إنستغرام ؟

أرغب في مشاركة معرفتي عن أهمية الرياضة وعن مواضيع تتعلق بالصحة والعافية، لذلك أتأكد من أن المحتوى الخاص بي غني بالمعلومات ويتماشى مع قيمي ومعارفي الحياتية. 

اقرئي المزيد: ليلى الجندان: قدّمتُ في العديد من أعمالي الفنيّة التراث والأزياء السعودية بحلّة عصريّة

 
العلامات: مؤثرات عربيات
شارك