أماني المنصوري: الحواجز التي تعترضنا هي تلك التي نضعها لأنفسنا

مطلع العام الحالي، اختارت مجلّة Forbes أماني المنصوري لتكون من بين أكثر 30 شابّاً وشابّة تأثيراً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والسبب إطلاقها مشروعاً واعداً وناجحاً في بلدها تونس تنوي التوسّع به قريباً إلى أبعد من حدود وطنها الجغرافيّة. وقد التقيناها وتعرّفنا على قصّة نجاحها.

من الصيدلة إلى الموضة، لماذا اخترت هذا التغيير الكبير في حياتك؟
شكّلت الموضة شغفي منذ الطفولة، فهي بالنسبة إليّ أكثر من مجرّد أداة للظهور بشكل جميل، هي بمثابة تجديد دائم، فمن شأن قطعة الملابس أن تحيي في داخلنا أجواء جميلة وتعكس ثقافات وتاريخ عريق. الأزياء تعبّر عن شخصيّات الناس ومزاجهم وأطباعهم وطريقة عيشهم. فمنذ أن كنت صغيرة، كنت أسأل نفسي أوّلاً عند اختيار الزيّ الذي سأرتديه: بمن سألتقي اليوم؟ وأيّ رسالة أريد إيصالها من خلاله؟ كذلك، أحبّ شراء أزياء تمكّنني من الظهور بإطلالة جميلة ومبتكرة من دون إنفاق الكثير من المال. لذا، عندما تسنّـت لي فرصة العمل في مجال الموضة، لم أتردّد. ففي النهاية، سنعيش مرّة واحدة، فلنعش جيّداً ولنقم بما نريده حقّاً. 

حدّثينا عن موقع Dabchy كيف اخترت الاسم وكيف جاءتك الفكرة ومن ساعدك على تنفيذها؟
Dabchy.com هو موقع إلكتروني للموضة يسمح للنساء الأفريقيّات والعربيّات بتجديد أزيائهنّ إلكترونيّاً. بالإضافة إلى ذلك، يمكّنهنّ من كسب المال عن طريق بيع أزيائهنّ الجديدة أو القديمة وتوفيره من خلال شراء قطع فاخرة بأسعار منخفضة. موقعنا موثوق لكلّ من البائعين والمشترين، فهو يحمي كلّ مراحل الصفقة منذ الدفع حتى استلام المنتج. واليوم لدينا موقع إلكتروني وتطبيق على الهاتف الخليوي يجمعان أكثر من 400000 شخص وأكثر من 250000 قطعةٍ للنساء والأطفال. أمّا فريقنا، فيتكوّن من 51 شخصا. بدأت هذه المغامرة عندما كنت أنتقل من ليون إلى باريس. فقد نشأت في تونس ثمّ انتقلت إلى فرنسا عندما حزت على شهادة التعليم الثانوي لأكمل دراساتي الجامعيّة. وفي هذه الفترة، عثرت على أزياء لم أعد أرتديها، ما جعلني أدمن على التطبيقات التي تسمح ببيع الأزياء عن طريقها... واكتشفت أنّ ثقافة هذه التطبيقات موجودة في بلدي، إلّا أنّ الصفقات ذات الصلّة تتمّ من خلال مجموعات على Facebook من دون أيّ ضمانة للمستخدمين. وما ساعدني هو انضمام صديقي غازي كتاتا إليّ في مشروعي، فهو يتمتّع بمعرفة في عالم المقاولات، وهكذا قرّرنا في العام 2016 إطلاق أوّل موقع للأزياء في تونس، فأبصر Dabchy النور وبعد أشهر قليلة، التحق أسامة محجوب الذي هو المؤسّس المشارك الثالث بالفريق. أمّا بالنسبة إلى الاسم، فيعني بالتونسي الملابس والأزياء والأغراض الخاصة بكلّ امرأة. 

كيف قمت بالتسويق لـDabchy؟ وما الذي جذب النساء إليه بهذه السرعة؟
أتت فكرة الموقع من حاجة شخصيّة حقيقيّة وهذا ما قلته دوماً على الموقع. البدايات كانت سهلة جدّاً إذ باشرنا بإنشاء مجموعة على Facebook نقبل فيها فقط الروابط التي تأتي من الموقع ثمّ بدأنا بالاتّصال بنساء موجودات في مجموعات أخرى على Facebook واحدة بعد الأخرى. وهكذا، بدأت الجماعة تتوسّع تدريجيّاً. وفي البدء، لم يكن الأهمّ بالنسبة إلينا إطلاق موقعنا على نطاق واسع، إنّما الانطلاق من مكان ما وفي السوق. والجدير ذكره أنّ ما شجّع البائعات هو فكرة نشر الموقع قطعاً مرّة واحدة ثمّ إمكانيّة مشاركة كامل مجموعة الأزياء على الموقع بكبسة زرّ. أمّا بالنسبة إلى النساء اللواتي يشترين الأزياء، فقد أعجبن بالخيارات المتاحة على الموقع وبسهولة البحث فيه. إضافة إلى ذلك، تحبّ النساء موقع Dabchy لأنّه أكثر من مجرّد موقع للتجارة الإلكترونيّة، فهو شبكة اجتماعيّة للموضة تتيح لهنّ الاستلهام منها والضغط على زرّ الإعجاب والتعليق على القطع ومتابعة بعضهنّ البعض.

برأيك، ما هو سبب نجاح فكرتك دون غيرها من الأفكار الشبابيّة في تونس؟
إنّ مرونة فريقنا التقني في موقع Dabchy وسهولة التواصل مع الباعة تجعلان الأمور تسير على ما يرام. فقد أطلقنا موقعاً إلكترونيّاً بسيطاً في غضون أيام قليلة ومنذ ذلك الحين لم نتوقّف عن الاستماع إلى الاقتراحات لإجراء التعديلات اللازمة وتحسين موقعنا وخدماتنا. فضلاً عن ذلك، قرّرنا اتّباع نهج يشجّع تبادل الأفكار بين أعضاء الفريق منذ اليوم الأوّل ونحاول كل يوم أن نستجيب لاحتياجات المستخدمات مهما كانت... لنجاح أيّ عمل لا بدّ من وجود فرق عمل متكاملة ومتعاونة تملك الخبرة والرغبة في النجاح والاستراتيجيّات المشتركة، فإن توفّرت هذه العناصر سيأتي النجاح عاجلاً أم آجلاً.

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها؟
الخطوة الأصعب كانت توظيف أشخاص جيّدين وتشكيل فريق عمل قوي، فقد بحثنا عن أفراد يشاركوننا رؤيتنا ومستعدّين لاعتماد نهجنا. وعلى الصعيد الشخصي، كان الحصول على التمويل صعباً في البداية بخاصة أنّني لم أكن أمتلك الخبرة اللازمة في التعامل مع المستثمرين. فقد كنت أتعلّم من خلال العمل وأتقدّم في المجال بوعي.

إدارة مشروع تجاري أمر صعب. كيف تمكّنت من فهم دهاليز الإدارة؟
أعتبر كلّ يوم فرصة للتعلّم. لا أتوقّف عن قراءة كتب ومقالات، وأشاهد مقاطع فيديو لمقاولين آخرين ولا أتردّد بطرح أسئلة للأشخاص من حولي. فأنا لا أعرف كل ما يتعلّق بهذا المجال لكنّني أتعلّم من خلال العمل وأتقدّم تدريجيّاً. والجدير ذكره أنّني وشريكيّ نتكامل ونساعد بعضنا.

ما الذي عناه لك اختيارك من قبل مجلّة sebroF ضمن أكثر 30 شخصيّة تأثيراً في العالم العربي؟
لا أصدّق أنّنا بلغنا هذه المرحلة. فدائماً ما كنت أطمح للحصول على امتياز من قبل مجلّة مشهورة كمجلّة Forbes. وهذا التمييز يثبت لي أنّنا نسير على الخطى الصحيحة ونحدث تغييراً إيجابيّاً في العالم من حولنا. فتحسين حياة آلاف النساء وضمان مصدر دخل جديد لهنّ والسماح لهنّ بأن يصبحن مستقلّات ماديّاً واكتسابهنّ الثقة بأنفسهنّ من خلال مشاركة أزيائهنّ، كلّها أمور تشجّعني اليوم في مسيرتي. أنا سعيدة وفخورة بنفسي للغاية، فهذا العمل هو مسؤوليّة أمثّل من خلالها النساء التونسيّات والعربيّات.  

اقرئي أيضاً: هاري وميغان ماركل يكشفان عن اسم مؤسّستهما الجديدة وما علاقة إبنهما؟

 
العلامات: نساء عربيات
شارك