
شيماء صبري تروي قصتها: علاج مرض السرطان يتحوّل إلى قصة ملهمة على مواقع التواصل الاجتماعي

اخترتُ أن أتشارك قصّتي على مواقع التواصل الاجتماعي حين أدركت أنّنا نقترب من شهر التوعية بسرطان الثدي خلال جلسة العلاج الكيميائي الثالثة لي. اكتشفت أنّ مئات، لا بل آلاف النساء يركبن القارب نفسه، ويأسفني أن أتلقّى قصصهنّ يومياً من خلال رسائلهنّ على حسابي. فدفعت نفسي إلى كسر حاجز الخوف، ونشرت صوري بدون شعري، أنا نفسي الفتاة التي تبحث عن الكمال والتي لم تكن تخرج بدون تسريحة مثالية. لا شكّ في أنّ مرض السرطان علمّني الكثير... أي شيء في الحياة يمكن أن يتغيّر في أي وقت، أي شيء قد ينقلب رأساً على عقب بين ليلة وضحاها، قد نخسر أي شيء بلمح البصر. فما من شيء مضمون، لا الصحة ولا النجاح المهني ولا المال ولا العلاقات ولا المنزل الجديد ولا حتّى الأصدقاء. لذلك، من الضروري أن نتعلّم تقدير كل ما نملك. إنّ رحلتي مؤخراً تمتلئ باللحظات الصعبة وأيضاً اللحظات الجميلة، تمتزج فيها الأيام التي أشعر فيها بالقوة وأخرج من المنزل مع صديقاتي وأصوّر المحتوى كما وأيام أخرى محفوفة بالألم والبكاء. تلقّيت طبعاً الكثير من الرسائل الجميلة، واجتمعت كلّها على جوهر واحد ألا وهو التمسّك بالأمل. فمهما بدت الأمور بشعة وصعبة، ثمة حياة تنتظرنا بعد السرطان، حياة جميلة نقدّر فيها أصغر اللحظات. لذلك، قد أصف رحلتي بثلاث كلمات هي الألم والتحوّل والأمل. ولو أغمضت عينيّ وتصوّرت لحظة من حياتي بعد بضعة سنوات، أرى نفسي صاحبة مؤسسة تقدّم مساحة آمنة للفتيات والنساء للتخفيف من الضغوطات النفسية والعاطفية التي ترافقهنّ أثناء مكافحة سرطان الثدي. وكلّ ما أرجوه هو أن أكون بصحة جيدة، متصالحة مع نفسي، أحقّق شغفي وأحيط نفسي بأشخاص يحبّونني فعلاً كما أنا. ولو تحقّق ذلك، سأكون أغنى فتاة في العالم.
اقرئي أيضاً: مايا أحمد تروي قصتها: إبداع يجمع ما بين عالمي الجمال والمجوهرات