كيفية اكتشاف مرض السكر عند الأطفال مع د. شريف الريفي
لم نكن نعلم أهمية الصحة الجيدة إلى هذا الحد قبل جائحة كورونا! ولكن، بعد السنوات الماضية التي عشناها والتي خسر البعض منّا في خلالها أشخاصاً مقرّبين من جرّاء الفيروس المنتشر عالمياً، أصبحنا على ثقة تامة بأنّ ما من شيء يعوّض الصحة.
وحين نشعر بأنّنا على ما يرام، تكون الدنيا بألف خير!
ولكن، في المقابل، يصعب علينا نحن الكبار تقبّل المشكلات الصحية التي تواجهنا. فكيف حال الصغار إذاً؟!
يُعتبر مرض السكر أو السكري من الأمراض المزمنة التي نتعلّم التعايش معها، ونتحدّث بشكل عام عن نوعين هما:
- النوع الأوّل أي السكري الناتج عن خلل في الجهاز المناعي في الجسم، حيث يبدأ الجسم بمقاومة خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين. وبالتالي، يحتاج المريض إلى تعويض الأنسولين من مصدر خارجي طوال فترة حياته.
- النوع الثاني الناتج عن عدم قدرة الجسم على إنتاج الكمية الكافية من الأنسولين، فيبدأ السكر بالتراكم في الدم. وتكون الأسباب في هذه الحالة متعدّدة، وتشمل المشاكل الجينية أو العوامل البيئية أو زيادة الوزن.
وبما أنّ المرض هذا يصيب الأطفال أيضاً، قد يشعر الأهل بارتباك في بعض الحالات ويطرحون تساؤلات كثيرة تصعّب عليهم مهمة الوقوف إلى جانب طفلهم. ولذلك، يجيبنا د. شريف الريفي، استشاري الغدد الصمّ والسكري للأطفال في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، على عدد من الأسئلة حول مرض السكر أو السكري عند الأطفال.
- يعاني أطفال كثيرون من مرض السكري، وقد يصعب على الأهل اكتشافه أحياناً. ما هي العلامات التي تنذر الأهل باحتمال إصابة أطفالهم بمرض السكري؟
من علامات إصابة الطفل بالسكري من النوع الأول تكرار التبول والعطش الدائم وخسارة الوزن المفاجئة والشعور الدائم بالإرهاق. وقد يلاحظ أولياء الأمور إصابة أطفالهم بالتهابات أكثر من المعتاد. وتظهر أعراض النوع الأول في غضون أيام أو أسابيع، ويتعين على الأهل حينها مراجعة الطبيب فوراً لفحص طفلهم. وتعتبر أعراض النوع الثاني من السكري شبيهة بأعراض النوع الأول، إلا أنها تتجه لتكون أكثر صمتاً، أي أنها لا تظهر بسرعة، وتتطور تدريجياً بمرور الوقت، ويصل الأمر لشهور. إلا أنه يمكن ملاحظة أحد الأعراض المذكورة للنوع الأول أو أكثر.
- لماذا يكون بعض الأطفال مصابين بالسكري؟
لم تتمكن البحوث العلمية بعد من تحديد سبب إصابة الأطفال بالسكري من النوع الأول، حيث نجد الجهاز المناعي لدى المصابين بهذا النوع يقوم بمهاجمة البنكرياس، على العكس من دوره المعتاد بمهاجمة البكتيريا والطفيليات، ويسبب أضراراً في الخلايا المنتجة للأنسولين. ومن المرجح أنّ العوامل البيئية والوراثية تلعب دوراً في الإصابة بهذا المرض. وتُعزى إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني لعدم قدرة أجسامهم على الاستجابة للأنسولين أو معالجة سكر الدم بشكل جيد. وقد يكون السبب عدم قدرة البنكرياس على إفراز ما يكفي من الأنسولين أو إصابتهم بنوع من مقاومة الأنسولين نتيجة زيادة الوزن.
- كيف يمكن مساعدة الطفل على التعايش مع مرضه، بخاصة أنّه سيرافقه طوال سنوات حياته؟
لمساعدة الطفل في معرفة سبيل التعامل مع مرضه، يجب بداية تثقيفه بمعلومات يمكنه فهمها حول حالته، وضمان اعتياده على نظام حياتي معين، وتشجيعه على تناول الطعام الصحي في أوقات منتظمة، وإدارة الأنسولين بانتظام، وتناول وجبة خفيفة قبل البدء بممارسة الرياضة، ومراقبة مستويات سكر الدم طيلة اليوم. ويجب أيضاً تعريفهم بالأطعمة المناسبة لهم ذات المؤشر الجلاسيمي المنخفض، وتشجيعهم على الإكثار من الخضروات وتناول الفواكه الطازجة والابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات السكرية والوجبات السريعة، مع الانتباه لعدم حرمانهم منها نهائياً كي لا يشعروا بالانزعاج. ولذلك يجب متابعة حالة الأطفال من قبل فريق متكامل يشمل الطبيب ومقدم رعاية صحية وأخصائي تغذية ومعالج نفسي.
- ما هي أعراض السكري لدى الأطفال؟
من أبرز الأعراض التي تصيب الأطفال عند تعرضهم للسكري الشعور المتزايد بالعطش وتكرار التبول والجوع الدائم والإرهاق وفقدان الوزن المفاجئ. وبالنسبة للأطفال المصابين بالنوع الثاني، فيظهر لديهم تصبغ الجلد بلون قاتم حول الرقبة أو الإبطين والفخذ.
اقرئي أيضاً: 8 إرشادات للوقاية من السكري