السكري من النوع الثاني: خطر داهم فلا تسمحي له باعتراضك

تكون المرأة معرّضة لمرض السكّري خلال حملها أو بعد الإصابة بصدمة نفسيّة قويّة أو لأسباب وراثيّة. ولأنّ صحّتك الجسديّة يجب أن تكون في أعلى سلّم أولويّاتك، ولأنّ ازدياد نسب الإصابة بهذا الداء ترتفع مؤخّراً بشكل كبير بين النساء، ارتأينا اكتشاف المزيد عن النوع الثاني منه من خلال لقاء سينتيا بو خليل، مستشارة التغذية في شركة Allurion في دبي.

ما هو الفرق بين السكّري من النوع 1 والنوع 2؟ وما أسباب زيادة انتشار النوع الثاني في السنوات الأخيرة؟

مرض السكّري هو مرض طويل الأمد يتميّز بارتفاع مستوى السكّر أو الغلوكوز في الدم. وعندما نأكل، يتحوّل الطعام إلى سكّريّات تنتقل بسهولة في جميع أنحاء الجسم لتوليد الطاقة في الخلايا. ويُنتج جسمنا أيضاً الأنسولين لضبط مستوى السكّر في مجرى الدم عن كثب وفقاً لوقت الحاجة إليه.

ويحدث مرض السكّري من النوع الأول عندما يهاجم الجسم خلايا البنكرياس، وهو العضو المسؤول عن صنع الأنسولين. أمّا النوع الثاني فيبدأ حين يكون إنتاج الجسم قليلاً من الأنسولين. إذاً يتطوّر مرض السكّري من النوع 2 عندما يتوقّف البنكرياس عن إنتاج كمّيّة كافية من الأنسولين أو عندما يتوقّف الجسم عن استخدام الأنسولين الذي يتمّ إنتاجه بشكل فعّال. ويمكن للكثير من الأشخاص المصابين بداء السكّري من النوع 2 إدارة الحالة من خلال النظام الغذائيّ والتمارين الرياضيّة، بينما قد يحتاج آخرون أيضاً إلى تناول الأدوية. وعلى الرغم من أنّه ليس كلّ من يعاني مرض السكّري من النوع 2 يعاني زيادة الوزن، إلّا أنّ السمنة ونمط الحياة غير النشط هما من أكثر الأسباب شيوعاً لمرض السكّري من النوع 2.

كيف تزيد السمنة من خطر الإصابة بمرض السكّري من النوع 2؟

في حين أنّ الأسباب الدقيقة لمرض السكّري لا تزال غير مفهومة تماماً، من المعروف أنّ بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض السكّري. وبالنسبة إلى النوع 2، يشمل ذلك زيادة الوزن أو السمنة بمؤشّر كتلة الجسم 30 أو أكثر.

وتؤدّي السمنة إلى زيادة مستويات الأحماض الدهنيّة والالتهابات ، ممّا يؤدّي إلى مقاومة الأنسولين ، التي بدورها يمكن أن تؤدّي إلى الإصابة بمرض السكّري من النوع 2.

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنّ السمنة هي عامل الخطر الرئيس لمرض السكّري من النوع 2. إذ إنّ النساء ذوات مؤشّر كتلة الجسم (BMI) المرتفع هنّ عرضة للإصابة بمرض السكري بنسبة أكبر، مقارنةً بالنساء ذوات الوزن الطبيعيّ.

هل تؤدّي قلّة الحركة والنشاط إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكّري من النوع 2؟

إنّ العيش بأسلوب حياة خامل بدون ممارسة التمارين الرياضيّة الكافية يضرّ بشدّة بالصحّة. وغالباً ما يساهم عدم النشاط في زيادة الوزن، ممّا قد يؤدّي إلى الإصابة بمقدّمات السكّري.

ما هي الأعراض الشائعة لمرض السكّري التي يجب عدم إهمالها؟

تختلف أعراض مرض السكّري من شخص لآخر. قد لا يعاني بعض الأشخاص أعراضاً في بعض الأحيان، خاصّةً المصابين بمقدّمات داء السكّري أو داء السكّري من النوع 2. لكن يجب الانتباه إلى زيادة العطش وكثرة التبوّل والجوع السريع وفقدان الوزن غير المبرّر والتعب وعدم وضوح الرؤية وبطء شفاء القروح والالتهابات المتكرّرة، مثل التهابات اللثّة أو الجلد.

كيف يمكن التعامل مع المرض في مراحله المبكرة؟

من المرجّح أن ينصح طبيبك بإجراء تغييرات في نمط الحياة للمساعدة في علاج مرض السكّري من النوع 2. ويمكن أن يشمل ذلك تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف والحبوب الكاملة وإدارة الوزن وممارسة الرياضة لمدّة لا تقلّ عن 30 دقيقة في اليوم. وقد يوصي الطبيب أيضاً ببعض الأدوية.

هل يمكن أن تخبرينا عن برنامج Allurion الجديد الذي يُعدّ بمثابة علاج مبكر للوقاية من مرض السكّري ويساهم في التقليل من مخاطره؟

أظهرت الدراسات أنّ فقدان الوزن بمقدار حوالى 15 كيلوغراماً يمكن أن يؤدّي إلى شفاء مرض السكّري من النوع 2 لدى معظم الأشخاص المصابين بالسمنة ومرض السكّري من النوع 2.

وفي الوقت الحاضر، يبحث الناس عن حلول غير جراحيّة لفقدان الوزن. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، يتمّ وضع بالون Allurion خلال استشارة طبّيّة مدّتها 15 دقيقة مع طبيب، ولا يتطلّب أيّ تخدير أو تنظير أو جراحة. ومتوسّط فقدان الوزن مع البرنامج هو 10 إلى 15% من وزن الجسم، وهي نسبة كبيرة ومهمّة. من هنا تمّ إثبات أنّ برنامج Allurion يساهم في علاج المرضى الذين يعانون مرض السكّري من النوع 2.

ماذا تنصحين المرأة للوقاية من مرض السكّري؟

على الرغم من أنّه لا يمكنك دائماً منع مرض السكّري من النوع 2، إلّا أنّ هناك بعض التعديلات على نمط الحياة التي يمكن أن تساعد في تأخير ظهوره أو حتّى منعه:

النظام الغذائيّ: أفضل نوع من النظام الغذائيّ للوقاية من مرض السكّري من النوع 2 هو اتّباع نظام غنيّ بالفواكه والخضروات والكربوهيدرات الصحّيّة والدهون الصحّيّة والقليل جدّاً من السكّر المكرّر.

التمرين: الخيار الأمثل للتمرين في الأسبوع للبالغين هو 150 دقيقة، التي يمكن أن تتحوّل إلى 30 دقيقة في اليوم خلال 5 أيّام في الأسبوع.

إدارة الوزن: يُعدّ الحفاظ على وزن مناسب طريقة جيّدة لتجنّب الكثير من الأمراض المزمنة بما في ذلك مرض السكّري من النوع 2.

هناك الكثير من سوء الفهم حول مرض السكّري، وفقط من خلال زيادة الوعي يمكننا المساعدة على الكشف المبكر عنه والوقاية منه. فالتحدّث وتبادل المعرفة سيجلب للمصابين الدعم ويجعلهم لا يشعرون بالاختلاف عن غيرهم. ويمكن أن يحصلوا على كلّ الدعم والمعلومات اللازمة ليعيشوا حياة طويلة وسعيدة من دون مضاعفات صعبة. 

 

 
شارك