سارة سلهب: آمل أن أرى المزيد من الفرص للنساء في البادل لنكون مجتمع أقوى وأكثر تنافسية

تعتبر رياضة البادل من الرياضات الجديدة على المجتمع العربي، ولكنها تلقى الانتشار في الفترة الماضية، بسبب إقبال الشباب على تعلمها وممارستها. البادل هي رياضة من رياضات المضرب، تختلف عن التنس الأرضي المعروفة لأنها تُلعب بشكل زوجي في ملعب مُغلق وأصغر من حجم ملعب التنس. اليوم ندخل عالم البادل، من خلال تحقيق موسع يلقي الضوء على 9 لاعبات متمرسات في هذه الرياضة، نتعرف على قصصهن، ونكتشف المزيد عن المجتمع الذي يجمعهن وعن القيم التي بنين عليها مسيرتهن الرياضية الطموحة.

بدأتُ لعب البادل خلال جائحة كورونا مع أختي وأخي وصديق لنا وسرعان ما وقعنا تحت سحرها، وجعلناها تقليدًا أسبوعيًا، على الرغم من بُعد الملعب الوحيد المتاح. منذ تلك التجربة الأولى، أُعجبتُ بها بشكل كبير، فمزيج الاستراتيجية والحركة والعمل الجماعي جعلها ممتعة وجذابة للغاية.

البادل لعبة استراتيجية للغاية، تُركز على التكتيكات أكثر من القوة، لذا فإن امتلاك الاستراتيجيات الصحيحة أمر بالغ الأهمية. جسديًا، تتطلب اللعبة خفة الحركة وسرعة ردود الفعل والقدرة على التحمل، حيث يمكن أن تتضمن الكثير من الحركات السريعة والتغييرات المفاجئة في الاتجاه وتبادلات طويلة. نفسيًا، فلا يقل الجانب الذهني أهمية. عليكِ الحفاظ على التركيز والصبر والمرونة. اللعب مع شريك يُضيف بُعدًا آخر للعبة، مما يجعل التواصل والعمل الجماعي أمرًا أساسيًا. عليكما توقع تحركات بعضكما البعض، ودعم بعضكما البعض في الأوقات الصعبة، وتبادل الثقة على طول الطريق. بالطبع، أنتِ بحاجة أيضًا إلى عقلية قتالية، خاصةً خلال اللحظات الصعبة في المباراة.

أنا سارة سلهب لاعبة المنتخب السعودي للبادل، وأنا ببساطة أعشق اللعب! لا أستطيع أن أمضي أكثر من بضعة أيام دون أن أتوق إلى المباراة التالية، إنها مزيج من الإثارة والمتعة الخالصة. مع ذلك، كان جانب المنافسة شيئًا جديدًا بالنسبة لي، وكان بالتأكيد الجزء الأكثر تحديًا. كان عليّ العمل بجد على الجانب الذهني، وخاصة الحفاظ على التركيز والهدوء تحت الضغط.. لكن إثارة اللعبة والرغبة في التطور والتحسن هي الأمور التي جعلتني أستمر.

بالتأكيد أنا ممتنة للغاية لوجود عائلة تشجع الرياضة، فأنا وأختي نلعب البادل، وأخي الأصغر لاعب غولف محترف. ومع أن الرياضة كانت دائمًا جزءًا من حياتنا، إلا أنها لم تُعتبر يومًا خيارًا مهنيًا. مع ذلك، يسعدني أن أرى كيف تتغير الأمور من حولنا، هناك تقدير متزايد لتواجد المرأة في الرياضة، والحكومة تدعمه وتشجعه بنشاط ومن المثير أن أكون جزءًا من هذا التحول.

أنا فخورة بكوني جزءًا من المنتخب الوطني وبأنه أتيحت لي الفرصة للمنافسة في بطولة "بريمير بادل" إلى جانب نخبة من أفضل اللاعبات في العالم. لقد كانت تجربة رائعة، وآمل أن تُلهم فتيات أخريات للإيمان بأنفسهن والسعي لتحقيق أهدافهن. لا يزال أمامي طريق طويل، لكنني أستمتع بالرحلة وآمل أن أواصل تمثيل بلدي على أعلى المستويات.

أعتقد أن وجود مجتمع شامل للاعبات البادل أمر مهم جدًا، فهو يساعد على النمو كلاعبة وكشخص. وجود بيئة داعمة يجعل التدريب أكثر متعة، ويبني الثقة، ويشجع المزيد من النساء على الانضمام إلى هذه الرياضة. وأنا ممتنة لكوني جزءًا من مجتمع قوي للاعبات البادل في الرياض، وآمل أن أراه يستمر في النمو. ومن خلال النادي الذي تدربت فيه، أنشأنا مجتمعًا رائعًا، وكونتُ صداقات ومعارف جديدة. هذا أحد أفضل مميزات البادل فهو يجمع الناس معًا، وهذا المجتمع ينمو باستمرار.

تمثيل بلدي هو شيء أفتخر به كثيرًا، وأريد الاستمرار في المساهمة في نمو هذه الرياضة. على المدى البعيد، آمل أن أرى المزيد من الفرص للنساء في البادل وأن أكون جزءًا من بناء مجتمع أقوى وأكثر تنافسية.

أحب متابعة أنشطة مجتمعات البادل في الدول العربية الأخرى، ومن أفضل المسابقات التي شاركت فيها هي بطولات الاتحاد حيث نتنافس مع لاعبات من دول عربية أخرى. تُقام بطولات باستمرار في دول مجلس التعاون الخليجي، ومع مرور الوقت، تعرفت على العديد من اللاعبات، مما يزيد من متعة اللعبة. اللعب ضد فتيات من دول مختلفة لا يعزز المنافسة فحسب، بل يبني أيضًا صداقات وروحًا مجتمعية في جميع أنحاء المنطقة. من الملهم دائمًا رؤية كيف تنمو هذه الرياضة في كل مكان.

عربياً، أرى أننا بدأنا جميعًا ممارسة البادل في نفس الوقت تقريبًا، لذا كان من المُذهل رؤية كيف طوّرت كل دولة مستوى لعبها. إن رؤية اللاعبات يتنافسن على مستوى عالٍ تُحفّز الجيل القادم على الإيمان بأنهنّ قادرات على المشاركة في هذه الرحلة. كلما زاد الاهتمام بالبادل والاستثمار فيه، كان مستقبل هذه الرياضة أقوى.

أتمنى مواصلة التحسن كلاعبة والمنافسة أكثر على المستويين الإقليمي والدولي. اللعب ضد لاعبات من دول ومستويات مهارة مختلفة أمرٌ مهم لأنه أفضل طريقة لتطوير مهاراتي. اللعب للمنتخب الوطني شرفٌ كبير، وأنا فخورةٌ به للغاية. وأتمنى أن أمثل بلدي أكثر فأكثر، وأنا متحمسة لرؤية رياضتنا تستمر في النمو والتحسن على الساحة الدولية.

اقرئي المزيد: نوف عمر: يجمعنا كلاعبات شابات الطموح و المثابرة والجد والرغبة بالإنجاز والتميّز

 
شارك