
نوف عمر: يجمعنا كلاعبات شابات الطموح و المثابرة والجد والرغبة بالإنجاز والتميّز

تعتبر رياضة البادل من الرياضات الجديدة على المجتمع العربي، ولكنها تلقى الانتشار في الفترة الماضية، بسبب إقبال الشباب على تعلمها وممارستها. البادل هي رياضة من رياضات المضرب، تختلف عن التنس الأرضي المعروفة لأنها تُلعب بشكل زوجي في ملعب مُغلق وأصغر من حجم ملعب التنس. اليوم ندخل عالم البادل، من خلال تحقيق موسع يلقي الضوء على 9 لاعبات متمرسات في هذه الرياضة، نتعرف على قصصهن، ونكتشف المزيد عن المجتمع الذي يجمعهن وعن القيم التي بنين عليها مسيرتهن الرياضية الطموحة.
تعرفت على البادل عن طريق أخي راشد، كنت أرى مضربه في البيت وانتابني الفضول لكي أجرّب، فقررت البدء وقد دعمني هو كثيراً وشجعني على الاستمرار بالتدرب، ومن جهتي أحببت اللعب وشعرت بمتعة كبيرة واستمتاع بوقتي وشغف حقيقي للتطور وإبراز المزيد من قدراتي من خلالها.
أنا اللاعبة الإماراتية نوف عمر سطرت اسمي كأصغر إماراتية تقود طائرة واليوم أستمر في ملاحقة أحلامي في المجالات الرياضية من خلال هذه اللعبة التي أراها مناسبة للجميع ولا تتطلب الكثير من اللیاقة البدنیة بل تحتاج إلى الرغبة بالتعلم، ومجهود جسدي في المباریات المھمة والمنافسات الكبيرة، كما تحتاج إلى حيز كبير من التحكم بالمشاعر للتغلب على المخاوف وصعوبات الملعب التي تأتي من قوة الخصم المواجه.
تعتبر ریاضة البادل في الإمارات من أكثر الرياضات انتشاراً وذلك بفضل دعم صاحب السمو الشیخ سعید ال مكتوم رئیس اتحاد البادل، ونحن كلاعبات شابات ممتنات لما نتلقاه من تشجيع، فهذا أكبر دافع لنا لكي نستمر في ھذة الریاضة. كما كان لأسرتي وأصدقائي دور كبير في جعلي أستمر، فأمي وأبي منذ الصغر كانوا يحثوني وأخي على ممارسة الریاضة ويتابعونا لكي نستمر بالتمرين ولا نفوت أي فرصة لتعلّم نشاط بدني جديد، وربما لهذا السبب أدرك جيداً أهمية الرياضة ودورها الكبير في حياتي ومستقبلي.
أكثر ما أفتخر به اليوم هو اختیاري ضمن أول فریق لتمثیل دولة الإمارات في أول بطولة خلیجیة، فقد كان شرفاً عظيماً بالنسبة لي، وبخاصة أنه یفتح المجال للأجیال القادمة كي يؤمنوا بقدراتھم ويثابروا لتحقیق أهدافھم في محال الریاضي وبالأخص البادل لأنھا لعبة جدیدة وتلقى كل الدعم والتشجيع لكي تستمر وتصير من أهم الرياضات الشبابية.
حين أكون في الملعب، أشعر بالفرح والسعادة وأحیاناً تكون مشاعري متفاوتة فيمكن أن أصاب بالتوتر والخوف، لذلك الجانب النفسي مھم في ھذة اللعبة وينبغي أن نصل لاستقرار داخلي معين كي نستمر ونحقق الربح.
أرى البادل اليوم ریاضة جدیدة ولھا مستقبل باھر ولذلك یجب الاستثمار في الأجیال القادمة في هذا النشاط الرياضي بالتحدید. ھذه اللعبة اجتماعیة ومشوقة، قیمھا الاحترام المتبادل بین كل اللاعبات، فنحن نصنع أجواء لطیفة وحماسة و تنافسية تبقينا سعيدات خلال المباريات، نحاول دائماً تنظیم مسابقات او مباریات تجمع عدد كبیر من اللاعبات، لكي يتوسع مجتمعنا ونتعرف علي بعضنا ونتبادل الخبرات. كمجتمع بادل إماراتي، نطمح للمشاركة في بطولات خلیجیة وعالمیة لرفع اسم دولة الامارات وتمثیلھا خارجاً.
وأنا أتابع بانتباه شديد نشاطات مجتمعات البادل عربياً، ففي حين أننا عام 2022 كنا دولتین عربیتین فقط ننافس في تصفیات كأس العالم، رأينا العام الفائت 7 دول أو أكثر. ھذا دلیل على أن الریاضة لھا مستقبل في العالم العربي.
ما يجمعنا كلاعبات شابات هو الطموح و المثابرة والجد.. كل لاعبة بادل تطمح للوصول لأفضل مستوى والفوز بأهم البطولات سواء في الإمارات أو خارجھا. فنحن مجتمع واعد وجدید ذو قوة تأثیر وتغییر في عالمنا الحالي، وهناك دائمًا لاعبات جديدات يجربن البادل ويواصلن اللعب، ويحفزن من حولهن على تجربته، وبهذه الطريقة تستمر هذه الرياضة بالنمو.
مستقبلاً أرغب بالاستمرار في تحفیز الأجیال القادمة للسعي وراء تحقیق أحلامھم وطموحاتھم وممارسة الریاضة التي تناسبھم ویستمتعون بھا .
اقرئي المزيد: ألفة الكعبي: عندما نبني مجتمعًا متجذرًا في الانتماء للبادل سيتغير كل شيء