الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) فرصة ذهبية للوصول إلى الجيل الجديد

لا شكّ في أنّنا نعيش حالياً في عالمين، الأوّل حقيقي وثاني افتراضي. حتّى أنّنا أصبحنا نشعر وكأنّ المرآة نفسها تعكس العالمين. ونتحدّث هنا بشكل خاص عن الميتافيرس الذي يحاكي حياتنا كما هي، سواء من ناحية العمل أو التسوّق أو الموضة أو الجمال. فكيف أصبح هذا العالم الافتراضي محطّ اهتمام العلامات التجارية؟ وكيف تشكّل الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) فرصة ذهبية توصل الماركات إلى الجيل التالي من المستهلكين؟

التكيّف المتسارع مع العالم الرقمي

حين تم الكشف للمرة الأولى عن الميتافيرس، تضاربت الآراء وسادت التساؤلات بشأن هذا العالم الافتراضي الجديد. وبمرور الوقت، لاحظنا أنّ الجميع بدأ يعتاد على فكرة عيش حياة افتراضية تشبه تماماً الحياة الواقعية. حتّى أن الاستثمارات في هذا العالم تزايدت بشكل متسارع وكبير. وشيئاً فشيئاً، ولا سيّما بفضل الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، أصبحت العلامات التجارية في مختلف القطاعات والمجالات جزءاً لا يتجزأ من الميتافيرس.

والرموز غير القابلة للاستبدال أو Non-Refundable Tokens) NFTs) هي عبارة عن أصول رقمية مشفّرة، يحمل كل منها رمز تعريف خاصاً وبيانات وصفية تميّزها عن بعضها. وتمثّل هذه الرموز المقتنيات الافتراضية التي تستطيعين الحصول عليها، سواء كانت لوحات فنية أو تصاميم أزياء أو مستحضرات جمالية أو غيرها.

والسؤال الذي يطرح ذاته “كيف تساعد هذه الرموز العلامات التجارية في استهداف جيل الألفية أو الجيل زد أي، بعبارة أخرى، الجيل الجديد من المستهلكين؟”.

قوة تأثير لم يسبق لها مثيل

تماماً كما بدأت علامات الموضة تنظّم عروض أزياء لها في الميتافيرس وتماماً كما أصبحت تتابعين صفوف الرياضة الافتراضية، تستطيعين الحصول على منتجات جمالية من الرموز غير القابلة للاستبدال. ومن أبرز ماركات الجمال التي تنشط في الميتافيرس، نذكر Charlotte Tilbury وLottie London وYSL وEstée Lauder وGucci وNars وغيرها... وبين منتجات المكياج الافتراضية والعطور الافتراضية والأفاتار والرموز غير القابلة للاستبدال، نلاحظ أنّ مفهوم الجمال أصبح مبنياً على التجارب الغامرة والفريدة. ويعني هذا أنّ العلامات التجارية تستفيد تماماً من الميتافيرس لتصل إلى شرائح الجمهور الماهرة رقمياً، أي جيل الألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا والاكتشافات الرقمية.

فلماذا تملك الرموز غير القابلة للاستبدال تحديداً قوة تأثير على المستهلكين من الجيل التالي؟ 

- بما أنّها أصول مشفّرة، يضمن المستهلك أنّه يحصل على منتجات أصلية وغير مزوّرة، حتّى أنّه يحصل أحياناً من بعض العلامات على شهادات مصادقة.

- نتّفق جميعنا على أنّ مفهوم الفخامة يقوم على الحصرية والفرادة. وبما أنّ الرموز غير القابلة للاستبدال هي عبارة عن أصول رقمية لا يمكن نسخها، تلبّي احتياجات العملاء الباحثين عن الفخامة بوجهها الحقيقي.

- تبيّن أنّ جيل الألفية والجيل زد سيشكّلان 60% تقريباً من سوق الفخامة بحلول العام 2025، ولذلك تبحث العلامات عن طرق للوصول إلى هؤلاء المستهلكين الأصغر سناً وذوي الذكاء الرقمي والباحثين عن الابتكارات، بشكل خاص على البلوكتشين والميتافيرس.

- تساعد الرموز غير القابلة للاستبدال بتعزيز مجتمع الولاء الخاص بالعلامة التجارية، إذ أصبح بإمكان العميل امتلاك المنتجات بنسخات مادية ورقمية تحمل قيمة عالية، وهذا ما يقوّي العلاقة بينه وبين العلامة التي تواصل جهودها لتكون التجربة الرقمية مميّزة ومختلفة.

- تسمح الرموز غير القابلة للاستبدال للعلامات التجارية بسرد قصصها والتفاعل مع المستهلكين في الميتافيرس، ما يعزّز قيمة المنتجات التي تبيعها وتدفع العملاء إلى امتلاكها، لا سيّما أنّ المنتجات الرقمية هذه تملك بنفسها قيمة.

- تسمح الرموز غير القابلة للاستبدال بتعزيز اهتمام العميل بالمنتجات، إذ يمكنه الحصول على المنتج نفسه بنسختين الأولى مادية والثانية رقمية. وبالتالي، يشعر بأنّ العلامات التجارية تستجيب إلى شغفه الرقمي وتواكب أكثر تفاصيل حياته، أي تقدّم له تجارب مميّزة لم يسبق لها مثيل.

بعض من أبرز التجارب الافتراضية الجمالية في الميتافيرس

- المتجر الجمالي الافتراضي Pillow Talk لتدخلي إلى عالم افتراضي يستقبله فيه أفاتار مؤسسة العلامة Charlotte Tilbury.

- تطبيق Gucci Beauty، وهو أول تطبيق جمالي سمح للمستخدمين بتجربة عدد من منتجاته الجمالية الافتراضية.

- علامة Nars التي تسمح بتجربة منتجات المكياج على عارضات أفاتار.

- تعاون Estée Lauder في أول أسبوع للموضة على الميتافيرس لتسليط الضوء على إشراقة البشرة على عارضات الأفاتار بفضل منتجها Advanced Night Repair.

اقرئي أيضاً: التكنولوجيا تقلب عالم الجمال: الأجهزة الذكية والميتافيرس وما بينهما

 
شارك