التكنولوجيا تقلب عالم الجمال: الأجهزة الذكية والميتافيرس وما بينهما

يبدو وكأنّ عالم الجمال انضمّ إلى قطاع التكنولوجيا والتقدّم، وقد انطلق انطلاقة قوية نحو عالم المستقبل أو حتّى العالم الافتراضي. ومختلفة هي الجوانب التكنولوجية التي يتّسم بها هذا العالم اليوم، بين الأجهزة الذكية المخصّصة لتحسين الروتين الجمالي أو التطبيقات الذكية على الأجهزة المحمولة أو الميتافيرس أو الرموز غير القابلة للاسترداد (NFTs). فكيف يغيّر كلّ هذا عالم الجمال وما الذي يمكن أيضاً توقّعه؟

الأجهزة التقنية

انطلاقاً من هذا، لاحظنا في السنوات الأخيرة الزخم الذي شهده عالم الجمال من حيث التقنيات والتكنولوجيا، إذ ركّزت مختلف العلامات التجارية على إطلاق أجهزة تحسّن روتين العناية بأنفسنا. ولو كنّا نرى فقط الجهاز السيليكوني الذي يساعدنا في تنظيف البشرة بشكل أفضل من Foreo مثلاً، لم يعد الأمر كذلك! فالعالم الجمالي يزدحم حالياً بابتكارات رائعة أخرى مثل القناع الضوئي أو LED Mask وجهاز نحت الوجه ومستشعرات تعزيز نمو الشعر وما إلى ذلك...

على سبيل المثال، تقدّم علامة Solaris Laboratories القناع الضوئي الذي يعالج مشاكل البشرة. وقد اخترنا التعرّف أكثر على هذه التقنية مع أحد خبراء العلامة، وقد أشار: "تستخدم الأقنعة الضوئية تقنية الطول الموجي غير الحراري التي تحفّز طبقات الجلد المختلفة للقيام بأشياء مختلفة على أعماق مختلفة. وقد طوّرت هذه التقنية في الأساس وكالة ناسا لرواد الفضاء من أجل المساعدة في إصلاح الأنسجة والإصابات في الفضاء الخارجي حيث يكون شفاء الجلد أبطأ. وقد تمّت دراسة هذه التقنية بشكل مكثّف وثبت أنّها آمنة وفعّالة للغاية. ومن أهمّ فوائدها، تمليس الخطوط الرفيعة وشد البشرة ومكافحة حب الشباب والحد من التصبّغات الناتجة عن أشعة الشمس أو الهرمونات".

وفي ما يتعلّق بالعملاء، مع تغيّر الظروف في السنوات الأخيرة أي كثرة الأشغال وتداعيات جائحة كورونا وارتفاع تكلفة بعض العلاجات الجمالية، تضمن لهم هذه التقنيات الراحة والنتائج الاحترافية ذاتها كما في العيادات، وذلك من دون مغادرة المنزل.

ومن الأجهزة التقنية التي لاقت رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة واستعملتها نساء مشهورات كثيرات أمثال Miriam Abadi، جهاز نحت الوجه Face Sculpting Wand من MDO. ويشرح لنا مؤسس العلامة التجارية، د. Simon Ourian، أنّ هذه الأداة تستخدم تقنية النانو المتطوّرة التي تنتج 6000 اهتزاز في الدقيقة لتعزيز الدورة الدموية وتزويد الجلد بالأكسجين ومكافحة علامات الشيخوخة في الخلايا وتعزيز فعالية المنتجات كالمرطّب مثلاً والسيروم والأمبولات وغيرها... ولاستعمالها، يمكن الاستعانة بتطبيق على الهاتف يشير إلى الخطوات الواجب اتّباعها وإلى كيفية تمرير الأداة على مختلف ملامح الوجه. ويؤكد د. Ourian أنّ التكنولوجيا في هذا الإطار تحسّن روتين العناية بالبشرة وتعزّز فعالية المنتجات المستعملة كما وتضمن الحصول على نتائج أسرع، هذا من دون أن ننسى قدرتها على شدّ البشرة ورفعها.

وفي جولة سريعة على عدد من الأجهزة الذكية التي ترتقي بالروتين الجمالي، نذكر: قناع العيون DRx SpectraLite EyeCare Pro من Dr. Dennis Gross Skincare وقناع UNICSKIN لشد العنق والذقن وغيرهما....

الميتافيرس والرموز غير القابلة للاسترداد (NFTs)

بعد أن أعلنت شركة فيسبوك أنّها غيّرت اسمها ليصبح "ميتا" في إطار جهودها لتطوير العالم الافتراضي، انطلق عالم الميتافيرس Metaverse جامعاً بين الواقع المادي والواقع المعزّز والعالم الافتراضي، حيث يتفاعل الناس مع بعضمن من خلال صور رمزية. ويمكن للمستخدمين التحكّم بملامح صورهم كلون البشرة والعيون والشعر وغيرها... وككلّ منصة افتراضية، نجح الميتافيرس في جذب الماركات والعلامات التجارية إليه سواء في عالم الموضة أو في عالم الجمال. وبعد انضمام عدد من ماركات الأزياء والموضة مثل Bvlgari وCartier وLouis Vuitton وPrada، اختارت ماركات جمالية القيام بالمثل. على سبيل المثال، اختارت علامة Charlotte Tilbury أن ترعى مهرجان Girl Gamer Festival في العام 2021 كما أتاحت Estée Lauder للمستخدمين فرصة المشاركة في لعبة مسلية للتعرّف أكثر على السيروم الليلي الشهير لديها Advanced Night Repair Serum.

أمّا في ما يتعلّق بالرموز غير القابلة للاسترداد (NFTs)، وهي شهادات ملكية افتراضية يحصل عليها المستخدم حين يشتري أي منتج من المنتجات التي تعرضها مختلف العلامات والماركات كالملابس مثلاً والحقائب والأحذية ومنتجات الجمال حتّى، فتقدّمها علامات مختلفة نذكر منها Nars وClinique وElf Cosmetics وGivenchy.

وهذا ليس كل شيء، فالعالم الافتراضي يشهد أيضاً على عدد من التعاونات بين الماركات من جهة والتطبيقات والألعاب من جهة أخرى للوصول إلى المستخدمين بشكل أسرع ولاستهداف الشريحة الأصغر سناً. فعلى سبيل المثال، تعاونت Paco Rabanne مع لعبة Curved Space لإطلاق حملة عطرها Phantom وتقديم زجاجة العطر الروبوتية وسط أجواء مستقبلية.

وفي هذا السياق، أجرينا مقابلة سريعة مع Paco Rabanne وطرحنا عليها مجموعة من الأسئلة.

  1. تبعت ماركات الجمال العلامات التجارية في عالم الموضة وانضمّت إلى عالم الميتافيرس كما وأطلقت بدورها رموزاً غير قابلة للاسترداد. هل فكرتم يوماً أنّنا قد نبلغ هذا المستوى من الافتراضية؟

لطالما عمدت Paco Rabanne منذ إطلاقها إلى استكشاف عوالم جديدة واتّصالات جديدة لدخول مجالات مغايرة. فنحن يروق لنا التعرّف على عوالم تتقاطع فيها التخصّصات المختلفة وتلتقي. لذلك، نعمل مع Selfridges كشريك لإطلاق الإصدار الأوّل من 12 رمزاً غير قابل للاسترداد. فمن خلال هذه الخطوة، سنتمكّن من تقديم العلامة ودرايتها في هذا المجال إلى جمهور جديد قد لا يعرف شيئاً عنّا حالياً. فمن أرشيف الدار، اخترنا 12 فستاناً رقمياً تتميّز بتفاصيل واقعية، ويمكن للمستخدمين شراءها وارتداءها عبر مختلف المنصات الافتراضية في الميتافيرس. ويلقي هذا المشروع نظرةً على الماضي إنّما بعدسة المستقبل، وهو يقدّم تجربة هامة في عالم الموضة بخاصّة مع الاعتماد على الابتكار التكنولوجي لنسخ البراعة في الأزياء الراقية. ومن خلال هذا التقارب بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي، أعيد إحياء إبداعات إرث Paco Rabanne. فالمشروع يقدّم فرصة لا مثيل لها امتلاك وارتداء قطع تاريخية لا يحدّها أي زمن.

  1. ما الذي يدفع العلامات إلى التركيز على هذا العالم الافتراضي؟

يُعتبر عالم الميتافيرس وعالم الرموز غير القابلة للاسترداد ملعبين مشوّقين يمكن فيهما تحقيق نتائج مختلفة. بالنسبة إلينا، من خلال تطوير هذه الرموز غير القابلة للاسترداد، نرغب في تعزيز الحفاظ على ماضي الدار وفي نقله أكثر وأكثر إلى المستقبل. فـPaco Rabanne ستعمل على تحسين ظروف الاحتفاظ بقطعها وستوسّع أرشيفها بفضل عمليات استحواذ جديدة كما وستضمن حقوق الوسائط الأرشيفية. ومن خلال مبادرات الإثراء هذه، تبقى Paco Rabanne مدركة لإرثها فيما تتقدّم بجرأة في عوالم افتراضية جديدة. ولأنّ مشروع الرموز مع Selfridges يكتسب أهمية كبيرة في الجدول الزمني الثقافي الخاص بنا، سيتم أيضاً إصدار كتاب وتنظيم معرض حوله.

اقرئي أيضاً: كيف تغزو الماركات الجمالية عالم الميتافيرس

 
شارك