ماغي بو غصـن: اخترت الصمت...فلا شيء يستفزّني

حوار: نيكولا عازار، تصوير: شربل بو منصور، تنسيق: خليل الزين، مديرة فنيّة: فرح كريديّة،ماكياج: حمزة فرج، تصفيف شعر: ميشال ليون، موقع التصوير: Lazy B - لبنان

للعام الثاني على التوالي، تحصد الممثّلة اللبنانيّة ماغي بو غصن نجاحاً كبيراً من خلال عملها الدرامي الكوميدي «جوليا» الذي بثّ الفرحة في القلوب ورسم الابتسامة على الوجوه، وسط زحمة المسلسلات التي تنوّعت بين الدراما والتراجيديا والأكشن والتي حمل معظمها الكثير من المآسي. تعترف ماغي بأنّ مسلسل «جوليا» أرهقها، إلا أنّها كانت حريصة على إيصال رسالة العمل بوضوح تام، فـ«جوليا» تشبه عدداً كبيراً من الفتيات اللواتي يعشن القمع، لذا تشدّد ماغي على أنّ اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل يؤدّي دوراً أساسيّاً ﻓﻲ تربية اﻟﻄﻔﻞ تربية سليمة، كما ويخفّف من مشاعره المكبوتة ويساعد على بناء شخصيّته القويّة والإيجابيّة.

ميغان ماركل تتخلى عن حبّها الكبير!

نبارك لك نجاح مسلسل «جوليا». هل أرهقك هذا العمل خصوصاً أنّك أدّيت فيه شخصيّات مختلفة؟

نعم، أرهقني هذا العمل بالفعل، بخاصة أنّني كنت أؤدّي أحياناً أكثر من 7 شخصيّات في اليوم الواحد، ناهيك عن أنّ «جوليا» شخصيّة مركّبة بحدّ ذاتها. حقّق المسلسل نجاحاً كبيراً وحصد المراتب الأولى في لبنان وفي العالم العربي، كما وتفاعل معه كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، من صغير إلى كبير، وأبدوا إعجابهم به لا سيّما أنّه زرع الفرحة في قلوبهم ورسم الضحكة على وجوههم. العمل خير دليل على أنّ الجمهور العربي متعطّش للأعمال الكوميديّة.

قدّمت مسلسلاً كوميديّاً للسنة الثانية على التوالي. بين «جوليا» و«كراميل»، أيّهما الأقرب إلى قلبك؟

يختلف العملان عن بعضهما، ولكن لكل منهما مكانة خاصة في قلبي.

انتهى «جوليا» بعرض حلقته الأخيرة على الشاشة الصغيرة. لماذا لم يتحوّل إلى فيلم سينمائي مثلما حصل مع «كراميل»؟

تجنّباً للتكرار.

ذكرت أنّ شخصيّة «جوليا» موجودة في شارعنا وفي كل منزل عربي. كيف ذلك؟

عاشت «جوليا» القمع منذ صغرها. فبعدما فقدت والدها، فرضت عليها والدتها (تقلا شمعون) مزيداً من القيود لحمايتها وخوفاً من فقدانها، علماً أنّ قمع المشاعر المختلفة وعدم البوح بها وكبتها من الأسباب التي تقود المرء إلى أمراض مختلفة... ناهيك عن أنّني كنت أتلقّى يوميّاً رسائل من فتيات ونساء يتكلّمن عن «جوليا» وكأنّها قطعة منهنّ، كما أنّهنّ تفاعلن مع الشخصيّة ومع الحالات التي تطرّقت إليها. ولاحظت أنّ أعمار الشريحة الأكبر من هؤلاء تراوحت بين 14 و20 عاماً، وهذا أمر خطير لا بدّ أن ينتبه إليه الأهل، بخاصة أنّ الفتيات في هذا السنّ يتسرّعن في قراراتهنّ ويقدمن على خطوات من دون التفكير مليّاًفي عواقب الأمور. لا شكّ أنّ بعضنا يعيش القمع بسبب الحروب المتكرّرة والمشاكل الاجتماعيّة المختلفة، كما أنّ معظمنا فقد لغة الحوار.

تعرّفي إلى توأم جورج وأمل كلوني

تطرّقت في «جوليا» إلى دور الطبيب النفسي إنّما في قالب كوميدي. كيف تنظرين إلى أهميّة المعالج النفسي؟

نحتاج جميعنا إلى طبيب نفسي في حال عجزنا عن معالجة الأمور بطريقة واقعيّة ومنطقيّة. كما أنّ الدراما هي علاج من نوع آخر، وبالتالي علينا إلقاء الضوء على المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا بغية الوصول إلى حلول.

تلقّيت رسائل عديدة من مراهقات. هل ساعدك دورك كأمّ على الردّ عليهنّ بطريقة إيجابيّة ملؤها الأمل؟

لا شكّ أنّ الفتيات والمراهقات ينظرن إلى نجمتهنّ المفضّلة على أنّها الشخص الأمثل، فهي بمثابة الأخت والصديقة والأمّ... ناهيك عن أنّني أمّ لابن دخل مرحلة المراهقة، وبالتالي هذه المرحلة ليست غريبة عنّي، وأنا أعرف تماماً ما يمرّ به هؤلاء المراهقون. هي مسؤوليّة كبيرة أحملها على عاتقي، قد لا أجد الوقت الكافي لأجيب على كل أسئلتهنّ، إنّما

لا شكّ أنّني أحاول قدر المستطاع أن أستمع إليهنّ وأتوجّه لهنّ بأفضل النصائح. ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى الأهل؟

يؤدّي اﻟﺤﻮار ﻣﻊ الأﻃﻔﺎل دوراً أساسيّاً ﻓﻲ تربية اﻟﻄﻔﻞ تربية سليمة، كما ويخفّف من مشاعره المكبوتة ويساعد على بناء شخصيّته القويّة والإيجابيّة. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن ينتبه الأهل إلى أفعال صغيرهم التي قد تكشف الكثير عن شخصيّته وطريقة تفكيره، وفي حال تعذّر عليهم معالجة الأمور، من الأفضل أن يلجأوا إلى اختصاصيّين لتوجيههم في كيفيّة التعامل مع هذه المواقف.

كيف وجدت الموسم الرمضاني الأخير، وكيف تقيّمين المنافسة؟

المنافسة أساسيّة في كل عمل تؤدّيه وذلك ينطبق أيضاً على مباريات كأس العالم لكرة القدم، فكلّما تنافست الفرق لتقديم أفضل ما لديها، كانت المباراة أجمل ومليئة بالتشويق. الحال نفسها مع الدراما التي انقسمت الآراء حولها بين مؤيّد ومعارض، وهذا دليل على أنّ هذه الأعمال الرمضانيّة تحظى بمتابعة عالية.

ريتا حايك ونجمات أخريات ينتظرن مولودهن الأول

تعتبر كل نجمة في رمضان أنّ مسلسلها هو الأنجح، وقلّما تشير إلى نجاح عمل آخر أو ممثلة أخرى. ما هو العمل الذي جذبك ومن هي الممثلة التي تشيدين بنجاحها في الموسم الرمضاني الأخير؟

من المستحيل أن يتفّق الجميع على رأي واحد في ما يتعلّق بالأعمال الرمضانيّة. فكل عمل له جمهوره الخاص وكل ممثّلة لها قدراتها الفنيّة التي تميّزها عن سائر زميلاتها. وفي هذا السياق، أشيد بنجاح دانييلا رحمة التي أثبتت أنّها نجمة في عالم التمثيل وأنّها تمتلك موهبة قويّة.

تعتمدين الصمت في الآونة الأخيرة وقلّما تردّين على من يحاول زكزكتك.

الزكزكة موجودة على الدوام شئنا أم أبينا، وقد اخترت الصمت فما من شيء يثير استفزازي. الحمد لله أعيش فترة سلام على مواقع التواصل الاجتماعي، علماً أنّني أتقبّل النقد برحابة صبر، وهو عامل أساسي لتطوير الذات.

تسلّطين الضوء على المرأة في أعمالك. ما هي الرسالة التي تحاولين إيصالها إليها؟

الفن رسالة، مهما كان نوعه أو توجّهه. سبق وسلّطت الضوء على مشاكل عديدة يعاني منها مجتمعنا وبشكل خاص المرأة العربيّة وسأستمرّ على هذا النحو.

أنت أم، زوجة، ربّة منزل وعاملة. كيف تواجهين مصاعب الحياة؟

أواجه الحياة مثلي مثل أيّ امرأة أخرى، إلّا أنّه من الضروري أن أنظّم وقتي خدمة لأسرتي ولمهنتي وللمجتمع الذي أنتمي إليه. قد أشعر أحياناً بالتقصير تجاه أولادي أو عائلتي، إلّا أنّ هذا الشعور يخالج كل أم متفانية.

لوك كامل باللون نفسه… بين الملكة رانيا وميلانيا ترامب من تختارين؟

ماذا تريدين من المرحلة المقبلة؟

ثمّة مشاريع عديدة تدور في ذهني، كما وأتمنّى تحقيق أحلام عدّة في القريب العاجل. على صعيد حياتي الخاصة، يدخل ولداي ريان ويارا مرحلة المراهقة، وهي مرحلة جديدة بالنسبة إليّ، إلّا أنّني متحمّسة كثيراً لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور.

تستعدّين لتصوير عمل سينمائي جديد. أخبرينا قليلاً عنه.

لا يزال الفيلم قيد التحضير. أعيش حاليّاً فترة نقاهة مع العائلة، وبعد أن نعود من السفر سنكمل العمل عليه.

 
شارك