لعاشقة المطالعة إليك هذه المكتبات

لا شكّ في أنّك تشعرين أحياناً برغبة في قراءة الكتب وتصفّحها، فالمطالعة ضروريّة لتعزيز ثقافتك ومخيّلتك على حدّ سواء. وفي حال كنت من اللواتي يستمتعن بالقراءة قبل النوم أو في مكتبتهنّ الخاصة أو حتى في المكتبات العامة، لا بدّ لك أن تعلمي أنّ مكتبات كثيرة أضحت على مرّ السنين من أهمّ المعالم السياحيّة والثقافيّة التي يقصدها السيّاح من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة هندستها المذهلة واستكشاف ما تزخر به رفوفها الضخمة من كتب تاريخيّة وحديثة. فإذا كنت من عاشقات القراءة، سنأخذك في جولة تمتدّ من مصر إلى أوروبا وصولاً إلى نيويورك وريو دي جانيرو لتتعرّفي معنا على أشهر المكتبات التي لا بدّ لك من زيارتها.

اقرئي: “برواز دبي” عنوان جديد للسياحة في دبي

مكتبة Admont - النمسا

تقدّم لك النمسا إحدى أجمل وأشهر المكتبات في العالم، مكتبة Admont التي تحمل توقيع المهندس النمساوي Josef Hueber. لذا، لا تفوّتي استكشاف هذا المعلم الثقافي وتأكّدي من أنّ زيارتك له لن تكون عاديّة على الإطلاق، إذ سيذهلك بديكوره الاستثنائي كما وبالانطباع الجميل الذي سيتركه في نفسك.

إن كنت تخطّطين إذاً للسفر إلى النمسا، تذكّري قبل كل شيء إدراج المكتبة آنفة الذكر ضمن قائمة المعالم التي ستزورينها، فـAdmont هي ملاذك المناسب لاكتساب المعرفة في أجواء قد لا تجدينها في أيّ مكان آخر، لا سيّما أنّها تحتضن أكثر من 70 ألف كتاب نادر. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض هذه الكتب طليت باللون الأبيض من أجل إضفاء رونق خاص على المكان.

وبالتزامن مع جولتك في المكتبة، ستستوقفك الرفوف الضخمة التي تحتضن مجموعة لا تعدّ ولا تحصى من الكتب المتنوّعة، فضلاً عن لوحاتها الجداريّة السبع التي تزيّن هندستها الداخليّة والتي تحمل توقيع الرسّام النمساوي الشهير Bartolomeo Altomonte.

‏Royal Portuguese Reading Room - ريو دي جانيرو

تزخر مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل بالعديد من مواقع الجذب السياحي، وعلى الرغم من أهميّة كل موقع تبقى المكتبة البرتغاليّة الملكيّة معلماً ثقافيّاً يخطف الأنظار بهندسته التاريخيّة الرائعة ومحتواه الاستثنائي. فبمجرّد أن تطأ قدماك المكتبة ستنتقلين على الفور إلى القرن التاسع عشر وتحديداً إلى العام 1837، تاريخ تشييدها على يد مجموعة من المهاجرين البرتغاليّين الذين أرادوا الترويج لثقافة بلدهم بين المجتمعات البرتغاليّة في البرازيل.

ستنبهرين بكل عنصر ستصادفينه في هذه المكتبة الملكيّة، لا سيّما بهندستها الداخليّة التي لا تقلّ جمالاً عن هندستها الخارجيّة، وستستوقفك واجهتها المزيّنة بتماثيل أهمّ الرحّالة والمكتشفين البرتغاليّين.

فضلاً عن ذلك، ستقفين مذهولة داخل قاعاتها المخصّصة للقراءة، إذ هي في غاية الروعة وتحمل طابعاً لا يشبه إلّا نفسه من خلال ديكور فريد يتمثّل بقبّة زجاجيّة ملوّنة ورفوف خشبيّة تحتضن أكثر من 350 ألف مجلّد من كتب برتغاليّة وغير برتغاليّة تتيح لك فرصة التعرّف على ثقافة البرتغال من جوانبها كافّة.

وخلال جولتك في المكتبة، ستطّلعين على الكثير من الكتب النادرة، فضلاً عن عدد من اللوحات التاريخيّة التي تحمل بصمة أشهر الرسّامين مثل Henrique Medina وJosé Malhoa وغيرهما. باختصار إذاً، تساهم قيمتها الثقافيّة الكبيرة وجمالها الهندسي بجعلها إحدى أهمّ المكتبات التي تتمتّع بميزة خاصة كفيلة بتحويلها إلى ملاذ ثقافي يلفت انتباهك إن كنت من عشّاق الكتب والباحثات عن مكان استثنائي تعبّرين فيه عن شغفك بالقراءة.

المزيد: ما هي وجهتك المقبلة في العام 2018؟

Austrian National Library - النمسا

لا تغادري النمسا من دون التعرّف على أحد أهمّ معالم فيينا السياحيّة والثقافيّة، المكتبة الوطنيّة النمساويّة التي تعدّ إحدى أجمل المكتبات التاريخيّة في العالم. كوني أوّل من يستكشف هذا المكان وما يحويه من كتب ومجلّدات هامّة ونادرة على حدّ سواء، فالمكتبة الوطنيّة النمساويّة تأخذك إلى عالم مليء بالمفاجأت، إذ إنّها ليست مجرّد مكان يزخر بالكتب وحسب، بل تحفة فنيّة تتّسم بهندستها المذهلة التي تذكّرك بالقصور الملكيّة الأوروبيّة، وكل ذلك نتيجة بنائها الرائع ونقوشها المعماريّة التاريخيّة التي تحبس الأنفاس بجمالها الأخّاذ.

وتتألّف المكتبة التي بنيت بأمر من الإمبراطور شارل السادس خلال القرن الثامن عشر من أجنحة عدّة، إلّا أنّ الجناح الخلفي يبقى الأجمل كونه يحتوي على نقوش تحاكي الثقافة النمساويّة. أمّا القبّة، فستذهلك بتصميمها المميّز الذي يتمثّل بنقوش خاصة بالملك شارل الثالث. ملايين الكتب تنتظرك في المكتبة الوطنيّة النمساويّة، معظمها كتب تاريخيّة قديمة، كما وتتاح لك فرصة ركوب إحدى العربات التي تجرّها الأحصنة والتي تنتشر في ساحة المكتبة والاستمتاع بالأجواء المحيطة أو شراء الهدايا التذكاريّة من المحال التجاريّة الموجودة بقربها.

مكتبة Clementinum الوطنيّة - براغ

لا يختلف أحد على جمال مدينة براغ، ولكن ما لا تعرفينه ربّما عن هذه المدينة الأوروبيّة هو احتضانها لإحدى أعرق المكتبات في أوروبا، مكتبة Clementinum الوطنيّة التي تقف صامدة منذ العام 1722.

جولتك في المكتبة تبدأ من البهو الرئيس الذي تزيّنه لوحات جداريّة صمّمها الفنان Josef Diebel يختصر من خلالها العلم والفنّ، وذلك بعد أن يستوقفك الطراز المعماري الذي يحمله هذا المكان الذي يرجع إلى عصر الباروك. أمّا المعلومة التي ستفاجئك عن مكتبة Clementinum فهي أنّ بنّائيها أتوا إلى براغ وبحوزتهم كتاب واحد وحسب، إلّا أنّ عدد الكتب ما لبث أن ازداد بالتزامن مع بناء المكتبة ليصل إلى عشرين ألف مجلّد.

اقرئي أيضاً: قصور ملكيّة تدلّلك على عرش الفخامة

New York Public Library

لا يختلف اثنان على أنّ نيويورك تعدّ من المدن الصاخبة التي تتمتّع بطابعها الخاص الذي يختلف كليّاً عن باقي المدن الأميركيّة، ما يجعلها وجهة رائعة لا بدّ من استكشافها. ولكن ما لا تعرفينه ربّما عن نيويورك هو أنّها ليست وجهة للتسوّق والسهر وحسب، بل أيضاً موطناً للعديد من المعالم الثقافيّة، ولعلّ أهمّها مكتبتها العامة التي عليك إدراجها ضمن قائمة الأماكن الواجب زيارتها في رحلتك المقبلة إلى هذه المدينة.

كوني أوّل من يستكشف هذا الملاذ التاريخي والثقافي الذي يقع في مبنى Stephen A. Schwarzman الشهير في مانهاتن والذي يضع في متناول يديك أكثر من6 ملايين كتاب في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة تختصر ما يحتويه هذا المكان من قطع فنيّة نادرة، بالإضافة إلى مكتبة مخصّصة للأولاد تجعلك مطمئنّة على أطفالك أثناء اختلائك بنفسك للاطّلاع على كتبك المفضّلة.

جولة ستحتفظين بعدها بذكريات جميلة وبمشاهد ستبقى راسخة في ذاكرتك، من الأسدين الرخاميّين اللذين يحرسان مدخل المكتبة الرئيس ويجسّدان الصبر والشجاعة، إلى قاعة القراءة الرئيسة التي تخطف الأنظار بلونها الزهري وبمساحتها الشاسعة.

‏Library of Birmingham - إنكلترا

إن صادف وكنت في إنكلترا، لا تفوّتي استكشاف إحدى أهمّ المكتبات في العالم، مكتبة Birmingham. كوني أوّل من يتعرّف على هذا المعلم الثقافي الذي يتعدّى كونه مجرّد مكتبة تستقبل الزوّار من أجل تصفّح كتبهم المفضّلة، ليكون أيضاً مركزاً للدراسة واستقصاء المعلومات يجمع الناس والأصدقاء تحت سقف واحد.

وقبل التنقّل في المكتبة واستكشاف ما تحتويه من كنز ثقافي ثمين، ستتاح لك فرصة القيام بجولة في الفناء الخارجي والاستمتاع بشرب القهوة والتواصل مع الزوّار لتبادل المعلومات الثقافيّة بالتزامن مع الاستمتاع بمشاهدة المدينة من شرفة خاصة.

جولتك داخل المكتبة لن تكون مملّة على الإطلاق، فهندستها الخارجيّة التي تعتمد على الدوائر تضفي على الداخل طابعاً خاصاً نتيجة الانعكاسات التي تولّدها هذه الدوائر، ما يجعلك تشعرين وكأنّك فعلاً داخل عالم قائم بحدّ ذاته، كما أنّ قاعاتها الثماني المستديرة والمتّصلة ببعضها بواسطة مصاعد وسلالم كهربائية تشكّل ملاذاً هادئاً لتصفّح الكتب بعيداً عن التكنولوجيا الرقميّة.

وقبل مغادرة مكتبة Birmingham، لا تتردّدي في استكشاف الحديقة الجميلة التي تحتضنها، فضلاً عن قاعة وليام شكسبير التاريخيّة والقاعات المخصّصة للمعارض.

مكتبة الإسكندريّة

لن تكون زيارتك لمدينة الإسكندريّة في مصر مكتملة إن لم تزوري مكتبتها الرائعة التي تعدّ نسخة طبق الأصل عن إحدى أقدم وأشهر المكتبات في العالم، مكتبة الإسكندريّة التي شيّدت في العام 288 قبل الميلاد.

لحظات لن تنسى ستعيشينها داخل هذه المكتبة التي أبصرت النور في العام 2002 لتعيد إحياء المكتبة القديمة كمركز ثقافي مهمّ يجمع بين المعرفة والحوار ويستقطب أكثر من 800 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم يأتون سنويّاً بهدف إغناء مخزونهم الثقافي والتمتّع بالهندسة العصريّة المدهشة التي تتّسم بها المكتبة، فسقفها زجاجي وجدرانها الخارجيّة مبنيّة من حجر الجرانيت الرمادي وقد نُحتت برموز تعود إلى أكثر من 120 مخطوطاً مختلفاً.

توجّهي إلى قاعات القراءة الممتدّة على مساحة 70 ألف متر مربّع وأطلقي العنان لحبّك للمطالعة واستكشفي ما تحتويه من كتب تمّ استقدامها من كل أقطار العالم لتشكّل إرثاً ثقافيّاً يشتمل على مجموعة واسعة من المواضيع بلغات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، لا تنسي زيارة معرض الكتب والمخطوطات النادرة، فضلاً عن متحف الآثار الذي يضع في متناول يديك أكثر من 1100 وثيقة وقطعة أثريّة تعود إلى عصور مختلفة، من الحضارتين الفرعونيّة واليونانيّة إلى الحقبة الإسلاميّة.

‏Stuttgart City Library - ألمانيا

تشتهر ألمانيا بمعالمها السياحيّة والثقافيّة التي تستقطب سنويّاً آلاف السيّاح من مختلف أنحاء العالم، إلّا أنّ مكتبة مدينة Stuttgart تبقى وجهة أساسيّة لعشّاق القراءة، لذا إن كنت تبحثين عن مكان خارج عن المألوف لتصفّح الكتب، ما عليك سوى زيارة هذا المرفق الثقافي الذي يحمل بصمات المهندس الكوريEun Young Yi .

وفور وصولك إلى هذه التحفة المعماريّة ستتفاجئين بداية بهندستها الخارجيّة، إذ شيّد مبنى المكتبة على شكل مكعّب متجانس يتألّف من تسعة طوابق، كما أنّ اللون الأبيض يضفي على المبنى وعلى قاعاته الداخليّة سحراً لا يُقاوم. وقبل بدء جولتك داخل هذا المعلم الثقافي، ستستوقفك كلمة «مكتبة» التي تزيّن الجدران الخارجيّة بأربع لغات مختلفة، وهي الألمانيّة والكوريّة والإنكليزيّة والعربيّة.

ومنذ اللحظة الأولى التي ستدخلين فيها مكتبة Stuttgart ستلمسين هذا الجمال الاستثنائي الذي تزخر به قاعاتها الضخمة، من غرفة القراءة التي صمّمت على شكل هرم والتي تحيط بها قاعات عدّة مخصّصة للدراسة، إلى مكتبة الموسيقى ومكتبة الأطفال والمقهى الرئيس حيث يمكنك ارتشاف قهوتك المفضّلة، وصولاً إلى التراس الخارجي الذي يوفّر لك مناظر بانوراميّة للمدينة.