لارا العريس: الطبخ متعة وليس أمراً صعباً

هي شابّة جميلة ومثقّفة، عملت لفترة في مجال التسويق وبرعت في مهنتها إلا أنّها قرّرت أن تتبع حلماً رافقها منذ الصغر وهو أن تكون طاهية محترفة، فغيّرت مسار حياتها وبدأت بتحقيق ذاتها فعرفت النجاح والانتشار خلال مدّة قصيرة. وقد أجرينا معها هذا الحوار كي نكتشف المزيد عنها وعن طموحاتها وأفكارها.

إعداد: دينا زين الدين - تصوير: ناتالي النقاش - إدارة فنيّة: علي العاقل

هذه هي السعرات الموجودة في طعامك على الموائد الرمضانية

كيف كانت تجاربك الأولى في المطبخ؟

لطالما كانت أدوات المطبخ ومكوّنات الطعام المختلفة ألعابي المفضّلة في طفولتي بدلاً من الدمى، فقد اعتدت الوقوف إلى جانب أمّي أثناء قيامها بالطهو ومراقبتها ومحاولة تقليدها وهي لم تكن تمانع ذلك أبداً بل على العكس، كانت تشجّعني على التعلّم. كنت أفضّل صنع الحلويات وتحديداً الكاتو ولم أكن أتبع وصفة بحذافيرها بل أجرّب الكثير من المكوّنات حتى أصل إلى نتيجة ترضيني.

هل تتذكّرين أوّل من تذوّق وصفاتك وشجّعك على الدخول في هذا المجال؟

في صغري، اعتدت أن أعدّ المأكولات لصديقاتي في المدرسة اللواتي شجّعنني على الطهو لأنّهنّ لم يكنّ مهتمّات بهذا المجال، إلّا أنّني لم أتلقّ التشجيع كي أصبح شيفاً محترفة، لذا درست التسويق وهو مجال أحببته في فترة شبابي وعملت بشهادتي لفترة إلى أن قرّرت الذهاب إلى لندن وتعلّم الطهو في Le Cordon Bleu. بعدها، تابعت تخصّصي في نيويورك وعدت إلى لبنان للبدء بالعمل الفعلي.

أخبرينا عن كتابك الأوّل Levantine Harvest الذي صدر منذ عامين تقريباً.

أردت أن أقدّم عملاً جديداً، لذا اخترت وصفات من المشرق العربي نشأنا عليها وأحببناها، إلّا أنّني غيّرت فيها قليلاً لتواكب العصر الذي نعيش فيه، فقد أوردت في الكتاب طعاماً صحيّاً ولا يتطلّب الكثير من الوقت ومزجت فيه نكهات جديدة لتكون النتيحة وصفات شهيّة وطازجة بمكوّناتها.

هل تعانين من فقر الدم؟ تناولي هذه الأطعمة

إلى أيّ فئة توجّهت في كتابك؟

استهدفت كل شخص يحبّ الطهو، سواء رجل أو امرأة، فهدفي هو مساعدة محبّي الطبخ على اكتشاف أمور جديدة في هذا العالم الواسع ومعرفة كيفيّة مزج المكوّنات التي لم يعتادوا تواجدها معاً في طبق واحد لتكون النتيجة رائعة وغير متوقّعة، فلا وجود للخوف من التجربة في المطبخ. أنصح السيّدة التي تودّ تعلّم وصفات جديدة بأن تحاول، فحتى لو فشلت تتعلّم درساً وتتحسّن في المرّة المقبلة.

نصائح الخبراء لحياة صحية في رمضان

ما هو هدفك من العمل في مجال الطهو؟

أرغب في أن يصبح الطبخ أمراً جميلاً وممتعاً بالنسبة إلى الشابّات لا أمراً صعباً وشاقّاً، فتحضير وجبة شهيّة لا يحتاج إلى وقت طويل كما كنّا نعتقد أثناء مراقبتنا لأمّهاتنا وجدّاتنا ونحن صغيرات في السنّ، إذ يمكن إعداد طبق لذيذ خلال ساعة تقريباً. أرغب في تشجيع النساء كي يدخلن إلى المطبخ لتجربة وصفات جديدة ويسعدن أفراد عائلاتهنّ أو صديقاتهنّ ويستخدمن مكوّنات بسيطة ومتاحة طوال الوقت في دولنا العربيّة لابتكار طعام شهي وصحّي يوازي بمظهره وبنكهته ما تقدّمه أشهر المطاعم بأسعار مرتفعة جدّاً.

هل تفكّرين في دخول عالم التلفزيون وتقديم برنامج متخصّص في الطبخ؟

لا أبحث عن الشهرة والأضواء ولكن في المقابل لا أمانع في نشر موهبتي والتركيز عليها من خلال عمل تلفزيوني أو برنامج طبخ مسلٍّ ومفيد. لم أتلقّ حتى الآن عرضاً مغرياً، إلّا أنّ كل الاحتمالات متاحة أمامي.

هل تفضّلين الحلويات أو الوصفات المالحة؟

شغفي الأوّل هو الحلويات لا سيّما الخبز على أنواعه، وهدفي أن أغيّر الفكرة السائدة بأنّ تحضيره صعب وشاق، لذلك سيكون كتابي المقبل عن المخبوزات وسأحاول ابتكار وصفات سهلة وشرحها بشكل واف كي تتمكّن أي امرأة مهتمّة بالتعلّم من إعدادها في منزلها.

تولين عناية كبيرة لحسابك على Instagram. كيف تقيّمين تفاعلك مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

باتت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسيّاً من حياتنا يؤثّر بشكل كبير على الجمهور، لذا أحاول الاستفادة منها لنشر وصفاتي بين محبّات ومحبّي الطعام الصحّي فأشارك الناس شغفي وهكذا يستفيدون من خبرتي المتواضعة ومن المعلومات والطرق الجديدة التي أبتكرها.

آلام الرأس في رمضان… الأسباب والعلاج!

ما هي نصيحتك لربّة المنزل خلال شهر رمضان؟

أدعوها إلى اختبار متعة الطبخ لعائلتها وإلى التركيز على طعامنا الشرقي والمكوّنات الكثيرة والمتنوّعة والمنتجات الطازجة الموجودة في مطبخنا من خضار وفواكه وحبوب وبهارات، فما لاحظته خلال سفري إلى أوروبا والولايات المتّحدة الأميركيّة هو توجّه الذوّاقة نحو الطعام الشرق أوسطي الغني بزيت الزيتون والحبوب مثل العدس والحمص، مع العلم أنّه لدينا الكثير من الأصناف الشهيّة والمفيدة التي توازي الكينوا وغيرها بالفائدة مثل الفريك والبرغل، إلّا أنّنا لا نعي أهميّتها لأنّنا نتبع ما يأتينا من الغرب.

 
شارك