سنة أولى في الغربة: ما هي التحديات وكيف تتغلّبين عليها؟

ظروف كثيرة تضطرّك لاتخاذ قرار الابتعاد عن الديار والعيش في بلد غريب. واقع جديد تواجهينه بمفردك أو برفقة زوجك وأسرتك، لن يكون سهلاً مهما بلغت درجة تكيّفك مع المتغيّرات، فما هي أهم التحديات التي ستعترضك وكيف تتغلّبين عليها؟

مما لا شكّ فيه أنّ هناك غصّة كبيرة تترافق مع تحضيرات السفر، فأنتِ ستتركين البيت وما يعنيه من انتماء للأرض والأهل والأصدقاء ومكان الدراسة والعمل، إنها الذكريات التي تشكّل حاضرك، ستحفظينها في خانة الذكريات لتنطلقي في بداية جديدة ومجهولة.رحلات في السيّارة حول العالم

إليك 10 أغلى عبوات ماء في العالم… غبار ذهب وكريستال

حماس نحو البلد الجديد

هذا الإحساس بالانفصال يجب أن يترافق مع حماس نحو البلد الجديد وإلاّ ستدخلين نفسك في دوامة من الحزن والكآبة، ولذلك عليك أن تشجّعي نفسك بأن تقرئي المزيد عن البلد الذي ستقصدينه، تتعرّفي على أهم معالم المنطقة التي ستعيشين فيها، تبحثي في أصول سكّانها وترصدي طريقة عيشهم كي تتحضّري نفسياً لما ينتظرك وتكوني متهيئة لمستقبلك.

اللغة الجديدة

في هذا السياق، تقول السيدة هند (32 عاماً) «أنا في الغربة منذ 9 أشهر وقد بدأت أنسجم مع البلد وناسه، كنت سعيدة في الفترة الأولى فقد انتقلـت إلى بلد أوروبي، أحـببت النـظام والنظافة ونمـط الحياة الهادئة، ولكن مع الوقت صرت أفتقد صديقاتي وأهلي، وبدأت أشعر بالملل يتسلل إليّ ولاسيما أنّ اللغة غريبة عليّ».

الطريق نحو الاستقرار

تكمل السيدة العشرينية «حثّني زوجي عــــلى أخذ دورات لتعلّم الغة، وبالفعل استمعت إلى نصيحته وهناك تعرّفت إلى سيدات عربيات حديثات العهد في الغربة، وقد وجدت فيهنّ ضـالّتي، فـصرنا نشجّــع بعضنا البعض، ونتبادل الزيارات، واليوم بتّ قادرة على تحدّث اللغة ولو بشكلٍ بسيط، وأشعر أنّي أفضل حالاً وقد بدأت أعرف الاستقرار فبتّ أعرف المنطقة التي أسكنها جيداً واعتدت وجوه الناس ونمط العيش».

7 إشارات تكشف نجاح موعدك الأول معه

الانسجام في المحيط الجديد

إيجاد أناس يشاركونك اهتمامك الطريق الأول نحو الانسجام في محيط جديد، ولذلك عليك أن تكوني شجاعة ومقدامة، فلا تشعري بالخجل والتردّد بل بادري إلى زيارة الجارة حتى لو كانت من مجتمع مختلف، تقبّلي محيطك واختلافه عنك، وكوني متعاونة كي يتقبّلونك بالمقابل، هكذا تملئين الوقت بأمور مسلّية ومفيدة، وتقلّلين من التفكير بالوطن والحنين إلى الأهل والأقارب.

صعوبة التغيير

من الصعب تغيير العادات اليوميّة التي رافقتك لسنوات، ولكنّ الحياة تفرض عليك أحياناً هذا الأمر. تقول هبة (27 عاماً) التي حصلت على وظيفة مميّزة في الولايات المتحدّة دفعتها إلى ترك وظيفتها والانطلاق نحو المجهول «صحيح أنّ الاستقلالية لها حسناتها ولكنها صعبة جداً في الغربة، عليّ بعد العودة من العمل أن أطبخ في حين اعتدت أن أجد عشائي جاهزاً، ولكنّي لم أسمح لشيء أن يحبط عزيمتي، فكنت أتصل بوالدتي عبر Skype فتعلّمني الطبخات ونقضي أوقاتاً ممتعة».

لا وقت للتفكير

تضيف الشابة الطموحة «لم أترك لنفسي وقتاً كي أتذكر بلدي فأشعر بالحزن والشوق إلى الماضي، سجلّت في نادٍ رياضي قريب من بيتي فكنت أعود من العمل إليه مباشرة وبعدها أصل إلى المنزل متعبة، فأتواصل مع أهلي لبعض الوقت وأدخل بعدها إلى سريري للنوم».

رحلات في السيّارة حول العالم

توسيع الأفق

توسيع الأفق أمرٌ ضروري دائماً، وهو مطلوب في حال كنت في الغربة، عليكِ أن تندفعي نحو نشاطات جديدة لم تتجرّئي عليها من قبل، زوري الحدائق العامة مثلاً أو المناطق الريفية في عطل الأسبوع، ابحثي عن وسائل التسلية واذهبي برفقة زوجك وأولادك أو اشتركي في رحلات منظّمة عبر شركات متخصّصة، وهكذا تتعرفين على أناس من أهل البلد ويمكن أن تصادفي عرباً من جنسيات مختلفة.

نوبة حنين

في حال دخلت في نوبة قوية من الحنين، دعيها تجرفك ولا تقاومي مشاعرك هذه فهي طبيعية، ابكي وتذكّري كل ما تحنين له، اقضِ يومك في الفراش، على أن تستيقظي في اليوم التالي وتحصلي على حمّام دافئ وتنطلقي في رحلة إلى مكان جميل، إذ يجب أن تتغلّبي على حزنك لأنّ الحياة تتطلّب منك أن تكوني قوية، واستفيدي إلى أقصى حد من وسائل التواصل الاجتماعية التي باتت تتيح لكِ رؤية من تحبين عبر شاشاتها في أيّ وقت تختارينه.

تذكّر السيئات

من ناحية أخرى، ينفع تذكر السيئات التي كانت تزعجك في بلدك، كي تقدّري ما أنت فيه اليوم، فالحياة لم تكن وردية أو على الأقل كان ينقصها أمور معينة، وهذه الأمور هي التي حملتك بعيداً، وتذكرها سيساعدك لتقدّري واقعك وتتحمّلي صعوباته.

اكتشفي خبايا حي السلطان أحمد في إسطنبول

تفاصيل تُحدث فرقاً

من جهتها، تضايقت رولا (37 عاماً) من تفاصيل صغيرة في بداية حياتها في الغربة منها نظام المواصلات والفروقات في درجة الحرارة حيث قصدت بلداً شديد البرودة، وحجم الشقق الصغيرة، تقول «إنها أمور قد يظنّها البعض سخيفة، ولكنها جعلتني أعيش أياماً صعبة جداً، وقد ساعدني زوجي كثيراً كي أتأقلم، ولاسيما أنه انتقل قبل فترة من انضمامي إليه مع الأولاد».

تربية الأطفال في الغربة

تؤكّد السيدة الثلاثينية أنّ تربية الأولاد في الغربة تصبح أصعب، إذ يواجهون هم أيضاً صعوبات في التأقلم، ولاسيما في الفترة الأولى فيتغير عليهم نظام التعليم والأصحاب والمحيط الاجتماعي والعادات والتقاليد.

ضياع الهويّة

في هذا الإطار، تقول: «خصّصت معظم وقتي للعناية بأولادي ومتابعة حياتهم عن كثب، فلم أرد لهويتهم أن تضيع في هذا المجتمع الغريب، فحرصت على أن يتكلموا دائماً بلغتنا في المنزل وأن يستمروا بالتواصل مع رفاقهم في الوطن، وأن يضعوا في أذهانهم أنهم ليسوا في ديارهم بل سيعودون إليها في يومٍ من الأيام".

 
شارك