سارة بن هندي: الفنّ وسيلتي للتعبير عن نفسي

النظر إلى لوحاتها يشحن النفس والروح بطاقة إيجابيّة كبيرة، فهي مليئة بالألوان المفرحة التي تأخذك إلى عالم أجمل من الذي تعيشين فيه، إنّها الفنانة الإماراتيّة الشابّة سارة بن هندي التي أقامت مؤخّراً معرضاً بعنوان «ألوان حياتي» تضمّن 23 لوحة تتمحور حول «الفنّ التجريدي الحديث الممزوج بفنّ البوب» فلاقى استحسان الجمهور والنقّاد، وقد التقيناها وتحدّثنا عن معرضها وطموحاتها ومشاريعها المستقبليّة.

إنجاز كبير لمبتعثة سعودية في أستراليا في طب النانو

كيف اكتشفت ميلك إلى الفنون وقرّرت أن تتبعي شغفك وتعملي في هذا المجال؟

اكتشفت ميلي إلى الفنون منذ الصغر، فقد اعتدت دائماً أن أشارك في مختلف المسابقات والفعاليّات الفنيّة، وعندما أنهيت المدرسة قرّرت أن أدرس الفنون الجميلة وحصلت على شهادة بكالوريوس من الجامعة الأميركيّة في دبي العام 2007. اختصاصي كان الاتّصال المرئي وهو اختصاص متنوّع يشمل الفنّ التشكيلي والـGraphic Design والتصوير الفوتوغرافي، ثمّ تعمّقت وتخصّصت في الفنّ التشكيلي البحت.

هل اعترض أهلك على ذلك أم أنّهم رحّبوا بموهبتك ودعموها؟

لم أواجه اعتراضاً من الأهل على الإطلاق، بل قاموا بدعمي وتشجيعي منذ البداية، ولطالما ساعدوني ووقفوا إلى جانبي بشكل كلّي.

هل واجهت صعوبات في الانطلاق بمفردك؟

لا أستطيع اعتبارها صعوبات بقدر ما هي تحدّيات لأثبت نفسي في المجال أو التيّار الفنّي الذي اخترته وهو الفنّ التجريدي التعبيري الحديث، لا سيّما أنّه غير شائع في منطقتنا العربيّة وأكثر شيوعاً في الغرب، بخاصة في أميركا وأوروبا.

5 تطبيقات لا بدّ من تحميلها أثناء القيادة

ما الذي يعنيه لك الفنّ؟

الفنّ هو شغفي الأهمّ والأكبر، هو الوسيلة التي أستخدمها للتعبير عن مشاعري وأفكاري وخيالي وتجاربي الشخصيّة في الحياة. إلّا أنّني أطمح إلى أن يصبح مجال عملي المهني كي أمارسه باستمرار.

من هم الفنّانون التشكيليّون الذين أثروا تجربتك وأغنوا أسلوبك؟

تأثّرت بفنّانين من الغرب كوني أنتمي إلى المدرسة التجريديّة التعبيريّة الحديثة الممزوجة بفنّ البوب. وقد فارق هؤلاء الفنانون الحياة ومن بينهم Jackson Pollock وAndy Warhol.

هل تعبّرين عن حالتك النفسيّة من خلال لوحاتك أم تعتبرينها فسحة لعكس رؤيتك لما يحصل حولك في العالم؟

في لوحاتي، أنقل ما أشعر به وما يخالجني من مشاعر وأحاسيس في لحظات مختلفة عشتها في حياتي الشخصيّة مع أشخاص لمسوا قلبي وعقلي وروحي بطريقة عميقة. لذا، لا أرسم بشكل يومي بل عندما أشعر بأنّ موقفاً ما أو لحظة معيّنة ألهمتني بقوّة وأمدّتني بطاقة شعوريّة ونفسيّة لا يمكن تجاهلها، فأعبّر عن ذلك بالألوان وضربات الفرشاة والأشكال المختلفة في لوحاتي.

ما هو الهدف من عملك الفنّي؟

هدفي هو أن أغيّر نظرة الناس إلى الفنّ، أريدهم أن يستخدموا مخيّلتهم عندما ينظرون إلى لوحاتي فتكون لهم نظرتهم وتفسيراتهم الخاصة بناءً على ما يشعرون به عند رؤيتهم لأعمالي وتحليلهم لتركيبات الألوان المختلفة التي أستخدمها. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه التركيبات تتغيّر في كل لوحة لأنّني أعتمد على الحالة الشعوريّة التي عشتها عندما أنجزت وأنهيت كل تركيبة ألوان ولهذا هي متغيّرة. فالهدف هو تنشيط مخيّلة الشخص وجعله يحسّ بالألوان المختلفة بدلاً من النظر إليها فقط ويستشعر كل لون من خلال ضربات الفرشاة التي تختلف قوّتها في كل لوحة.

أيّ لوحة هي الأحبّ إلى قلبك؟

تلك التي تتضمّن وروداً، فأنا أعتبر الورود من أقوى الوسائل والرموز التي تعبّر عن المشاعر والأحاسيس ودائماً ما أربطها بالأشخاص الذين يؤثّرون عليّ عاطفيّاً.

أحد هذه الرموز الـ3 يدلك على سبب نجاحك في الحياة… ماذا تختارين؟

كيف ترين الأعمال التشكيليّة للفنانات الإماراتيّات؟

هي في تطوّر إلّا أنّني أعتقد أنّه عليها أن تكون متنوّعة أكثر.

ماذا تقولين للشابّات الإماراتيّات الطموحات الراغبات في إثبات ذاتهنّ والخائفات من التحدّيات الاجتماعيّة؟

أنصحهنّ بأن يثقن بأحلامهنّ ويحاربن من أجلها فهكذا يستطعن إثبات وجودهنّ وترك بصمتهنّ في كل المجالات مع الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا.

حدّثينا عن معرض «ألوان حياتي» وعن سبب اختيارك لهذا الاسم.

معرض «ألوان حياتي» هو خلاصة التجارب الشخصيّة التي عشتها على مدى سنين طويلة، فكلّما أمرّ بتجربة تلمس قلبي وروحي أعبّر عنها عن طريق لوحة تحمل ألواناً تمثّل ما أحسست به عندما مررت بالتجربة. في الحقيقة، كل لون يمثّل بالنسبة إليّ شيئاً مختلفاً، فأنا دائماً ما أربط الألوان بمختلف التجارب والمواقف التي أمرّ بها، لأنّني أؤمن بأنّ الألوان لها تأثير كبير وقوي على حياتنا. فاللون بالنسبة إليّ هو مصدر إيقاع ولحن وطاقة فنيّة وشعوريّة، ولهذا أطلقت على معرضي اسم «ألوان حياتي».

ما هي أبرز القصص التي تطرّقت إليها لوحاتك في المعرض؟

تطرّقت إلى القصص التي تركت أثراً في قلبي وروحي، وهذا الشيء يظهر من خلال قوّة الألوان وتركيزها في كل لوحة، مع كيفيّة وضعي للأشكال المختلفة والورود في أعمالي التي ترمز إلى أمور وأشخاص معيّنين ومميّزين تركوا بصمة في حياتي الشخصيّة. القصص سوف تكون مختلفة لأنّ كل شخص ينظر إلى لوحاتي من منظاره الخاص وتفسيره لكل لوحة وما يشعر به عندما ينظر إليها، وهذا هو الهدف الذي أسعى إليه.

كراب ماركت: مناظر خلّابة ومأكولات استثنائيّة

هل ترين أنّ اهتمام الجمهور العربي بالفنّ التشكيلي ازداد عن السابق؟

بالتأكيد ازداد اهتمام الجمهور العربي بالفنّ التشكيلي عن السابق، إلّا أنّني أعتقد أنّ الفنّ التجريدي الحديث الذي أمارسه يحتاج إلى أن يسلّط الضوء عليه بشكل أكبر لأنّه ليس شائعاً في منطقتنا العربيّة.

ما هي مشاريعك المستقبليّة؟

سأتابع عملي كفنانة تشكيليّة ولكن بطرق مختلفة، أي أنّني سأنشر فنّي من خلال الرسم على مواد وسلع متنوّعة، كما وسأقوم بتقديم ورش متنوّعة لأعرّف الناس على نوع الفنّ الذي أمارسه. بالإضافة إلى ذلك، أطمح إلى أن أكمل الماجستير في الفنّ التشكيلي في نيويورك أو إيطاليا أو بريطانيا.

 
شارك