الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: آمني بقدراتك وتحدّي نفسك

من خلال شغفها بالفنون الجميلة، تمكّنت الشيخة جواهر بنت عبداللّه القاسمي من قيادة مؤسّسة «فنّ» المتخصّصة في الفنّ الإعلامي للأطفال والناشئة، فضلاً عن أنّها مديرة «مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل»، الحدث السنوي الذي أقيمت دورته السادسة هذا العام من 14 وحتى 19 أكتوبر الجاري وعُرض خلاله 138 فيلماً

شغلت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي العديد من المناصب، فقد عملت في قطاعَي التعليم والمكتبات، كما وفي مجال الاتّصالات والعلاقات العامة قبل أن تنضمّ إلى مؤسّسة «فنّ»، وهي تؤمن بأهميّة السينما لما لها من دور بارز في نقل وجهة نظر صنّاعها إلى العالم أجمع.

وللتعرّف أكثر على مسيرتها الناجحة، كان لنا هذا اللقاء معها فحدّثتنا عن التحدّيات التي واجهتها وعن رسالة «مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل» لهذا العام وعن طموحاتها وغيرها الكثير.

كيف جاءت نتائج أول بطولة بولينغ للسيدات في السعودية؟

كيف وصلت إلى ما أنت عليه اليوم؟

وصلت إلى ما أنا عليه الآن لأنّني آمنت بأنّ العمل الذي أقوم به يحمل رسالة إنسانيّة، ما دفعني إلى العمل بجهد بغية تحقيق توجيهات حكومتنا الرشيدة بتعزيز القيم النبيلة والأخلاق السويّة بين أفراد المجتمع لا سيّما فئة الأطفال. كذلك، شكّل التشجيع المتواصل الذي تلقّيته من أسرتي عاملاً أساسيّاً في مسيرتي نظراً إلى إيمانها بي وبقدرتي على خدمة وطني، ولا شكّ أنّ ثقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بقدرتي على أن أكون في مكان يخدم رسالتها وتوجّهها ورؤيتها هو العنصر الأهمّ في ما وصلت إليه وما أطمح إلى تحقيقه في المستقبل.

ما هي التحدّيات التي واجهتها كامرأة عاملة؟

لا تنتهي التحدّيات أبداً، إنّما تتفاوت حدّتها وتتقلّص مع مرور الزمن وخوض التجارب واكتساب الخبرات. ومن العدل القول إنّ التحدّيات التي تعترض طريق المرأة تُعتبر أحياناً ضروريّة لصقل شخصيّتها. وبالنسبة إليّ، أهمّ تحدّ كنت أخشاه هو أن يتعارض عملي مع واجباتي تجاه أسرتي، لكنّني أحرص دائماً على التخطيط المسبق وعلى جدولة مهامي ومسؤوليّاتي لأضمن التوازن بين العمل والأسرة.

ماذا يعني لك «مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل»؟

يعني لي الكثير، إنّه مهرجان للاحتفاء بالطفولة لا سيّما أنّه المنصّة الأولى من نوعها في الدولة خصوصاً والمنطقة عموماً التي تحتضن الأطفال والناشئة وتعرّفهم على الفنّ وتعزّز مهاراتهم الإبداعيّة في صناعة السينما وتستعرض أفضل الأفلام التي يصنعونها. هذا ويعرّفهم المهرجان على الثقافات العالميّة ويرسّخ مفاهيم السلام والتسامح، والأهمّ كيف يتعايش كل الناس بثقافاتهم المختلفة بسلام.

The Opus يفتح أبوابه رسميّاً

لماذا تتوجّهين إلى الأطفال من دون غيرهم؟

العمل مع الأطفال من أصعب الوظائف فهو يحتاج إلى قدر كبير من الدراية والفهم لعالمهم ومهارات عالية في إدارة الخطاب والحوار معهم، لأنّ عالم الأطفال عالم قائم بذاته، ومنذ تخرّجي من الجامعة عملت في مدرسة ابتدائيّة فأحببت العمل معهم وعالمهم.

ما الذي ميّز المهرجان هذا العام عن السنوات السابقة؟

يقدّم المهرجان كل عام كل ما هو مبتكر وجديد، وأنا أرى أنّ المهرجان كالطفل يكبر من عام إلى آخر ويكتسب الخبرة ويتعلّم ويبدع ويبهر من حوله. جديد هذا العام كان سلسلة الجلسات الحواريّة التي نظّمناها حول مواضيع وقضايا عدّة، فقد استضفنا نخبة من خبراء الفنّ السابع العرب والعالميّين. ومن خلال هذه الجلسات، أردنا فتح المجال للحوار الصريح والمباشر بين الأطفال وصنّاع السينما ليكتسبوا أصول هذه الصناعة ومعاييرها ويتعرّفوا على تجارب ناجحة كي يلمسوا أهميّة مواجهة التحدّيات وعدم الاستسلام أمام أيّ عثرة أو فشل، بل التمسّك بالأمل والإرادة والعمل من أجل تجاوز العقبات وتحقيق النجاح.

عرض المهرجان 138 فيلماً من 31 بلداً. ما هي الرسالة التي يحملها هذا العام؟

للمهرجان رسائل عديدة: أوّلاً، نريد تنشئة جيل عربي يتقن أصول السينما وتقنيّاتها، جيل قادر على الاستفادة من هذه الصناعة للتعبير عن قضاياه الخاصة ونقل صورة حقيقيّة عن عالمه ومجتمعه ووطنه. الرسالة الثانية هي أنّ الفن الراقي هو ذلك الذي يلتزم بقضايا نبيلة وقيم إنسانيّة، أمّا الفنّ للفنّ، فلا يخدم مسيرة التطوّر والتنمية. نحن حريصون على صقل ثقافة الفنّ بشكل عام والسينما بشكل خاص لدى أطفالنا وتوجيه انتباههم نحو آليّات عمل السينما وتعريفهم على التطوّرات التي تشهدها هذه الصناعة من خلال إتاحة الفرصة أمامهم ليكونوا على علم ودراية بالمنتجات السينمائيّة العالميّة الجديدة الموجّهة للصغار.

ما هي الطموحات والأهداف التي تسعين إلى تحقيقها في السنوات المقبلة؟

طموحاتي كثيرة ولا تتوقّف عند حدّ معين، لكنّني أتطلّع إلى مواصلة عملي مع الأطفال باعتبارهم محور التنمية المستدامة، وأتمنّى أن يكون المهرجان منصّة لاكتشاف مواهب عربيّة وإماراتيّة تطمح إلى تقديم سينما عربيّة تعبّر عن قضايانا وأحلامنا وتجاربنا الناجحة.

أبوظبي تحقق رقمين قياسيين في نشر التوعية حول السرطان

ما هي نصيحتك لكل امرأة عربيّة تسعى إلى تحقيق أحلامها؟

آمني بقدراتك وتحدّي نفسك واختاري قضيّة تستحقّ الجهد والعمل الدؤوب ولا تستلمي عند أوّل تحدّ.

كيف يمكن للمرأة أن تكون قويّة في مجتمعها وتثبت قدراتها؟

قوّة المرأة ليست بالمنصب الذي تتولّاه بل بالأهداف التي يمكن أن تحقّقها من خلال منصبها. قوّة الأهداف وقوّة الإيمان بها هما ما يجعل من المرأة كائناً مؤثّراً في محيطها العائلي والمهني.

 
شارك