التسوّق الإلكتروني... بين مؤيّد ومعارض

قبل سنوات قليلة، كان التسوّق الإلكتروني غائباً عن عالمنا العربي، فطلب غرض عن طريق أحد المواقع ودفع ثمنه عبر البطاقة المصرفيّة وانتظار وصوله لأيام أو حتى لأسابيع أمور لم تكن مستحبّة لا سيّما أنّه يمكن شراء الغرض نفسه من السوق من دون المجازفة بدفع ثمنه لجهة مجهولة، إلا أنّ هذا النوع من التسوّق أصبح شائعاً في الفترة الأخيرة في بلادنا العربيّة.

في يومنا هذا، ومع تعدّد الخيارات المتاحة أمام المستهلك واتّساع رقعة المجالات التي تشملها المواقع الإلكترونيّة المتخصّصة ببيع السلع، ازداد إقبال الناس على التسوّق الإلكتروني لا سيّما النساء اللواتي تمكنّ بعد اعتماده من توفير الكثير من الوقت والمجهود.

تطبيق يعلمك طريقة “التسوق الملتزم”… ما هو؟

البداية من ألمانيا

التسوّق الإلكتروني ليس جديداً بل يعود إلى العام 1994 حين أطلقت شركة Intershop الألمانيّة هذه الخدمة عبر الإنترنت، إلّا أنّ انتشارها ظلّ محدوداً حتى انطلق موقع Amazon العريق في العام الذي تلاه، فازدادت أعداد هذه المواقع ووصلت إلى العالم بأسره.

حكراً على فئة معيّنة

لسنوات عدّة، ظلّ التسوّق الإلكتروني حكراً على فئة معيّنة من المجتمع، أي تلك التي تملك بطاقات مصرفيّة تدفع بواسطتها والملمّة بالأمور التكنولوجيّة التي تتطلّبها هذه العمليّة، إلّا أنّ هذا النوع من التسوّق أصبح بسيطاً بعد الانفتاح العالمي الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونيّة وما شهدناه من ارتباط لها بمختلف نواحي الحياة.

إدمان سريع

حول هذا الأمر، تقول سارة (26 عاماً): «منذ سنتين تقريباً طلبت وزميلاتي في العمل أكسسوارات وأقراطاً وأساور من أحد المواقع المحليّة المتخصّصة في بيع قطع يدويّة الصنع، وبعد ثلاثة أيام وصلت الأغراض وكانت رائعة، ومنذ ذلك الحين أصبحت مدمنة على هذه المواقع، ومن النادر أن أقصد الأسواق أو المراكز التجاريّة للتسوّق».

أمجاد العمري… بطلة أول بطولة كارتينغ في المملكة

معلومات إضافيّة

تكمل الشابّة العشرينيّة: «أنتظر فترة التنزيلات فأشتري السلع من المواقع الإلكترونيّة بأسعار منخفضة لا أجدها في المراكز التجاريّة. بالإضافة إلى ذلك، أعرف من خلال التسوّق الإلكتروني خصائص ما أشتريه وهو أمر قد أعجز عن اكتشافه في السوق في حال لم يكن البائع مطّلعاً على مميّزات السلعة التي أبتغيها».

وصف دقيق للخصائص

تأتي معظم السلع المعروضة على مواقع التسوّق الإلكتروني مع وصف دقيق لخصائصها، كما وتنشر هذه المواقع تقييمات الأشخاص الذين حصلوا عليها من قبل، ما يعطي الراغبة في شراء الغرض فكرة وافية عمّا ستحصل عليه.

راحة وفعاليّة

في هذا السياق، تقول هناء (30 عاماً): «أحاول الاستفادة قدر الإمكان من حسنات الثورة التكنولوجيّة، وأعتقد أنّ التسوّق الإلكتروني يعدّ إحداها، فهو يمنحني الراحة ويوفّر عليّ الوقت، فأتفرّغ للقيام بأمور أهمّ من التجوّل في المولات».

خيارات متنوعّة

تضيف الشابّة الثلاثينيّة: «بدلاً من التنقّل بين متاجر الأكسسوارات والملابس وأدوات ومستحضرات التجميل والعطور، وحتى المستلزمات المنزليّة والمطبخيّة، يمكنني البقاء في منزلي وانتقاء ما أرغب فيه والانتظار بضعة أيام حتى يصلني».

الوجه السلبي

على الرغم من الإيجابيّات الكثيرة التي ينفرد بها هذا النوع من التسوّق، ثمّة سلبيّات له أيضاً منها ارتفاع كلفة الشحن وتأخّر وصول الأغراض وعدم مطابقتها لما كان معروضاً على الموقع وعدم وجود إمكانيّة إرجاعها أو استبدالها.

هذا الكتاب يعلمك معنى الجمال الحقيقي

تجارب غير موفّقة

كان للشابّة ربى (27 عاماً) تجربة غير موفّقة في التسوّق عبر الإنترنت، وهي تقول: «طلبت فستاناً عبر أحد المواقع وانتظرت وصوله أسبوعين ولكن للأسف لم يكن على قدر توقّعاتي، فاضطررت إلى الذهاب إلى السوق قبل يوم واحد من موعد الحفل الذي كان من المفترض أن أرتدي الثوب فيه كي أشتري قطعة ملابس جديدة».

غياب متعة البحث

من جهتها، تعتبر هند (23 عاماً) أنّ تصفّح المواقع الإلكترونيّة للشراء يجرّدك من متعة البحث عن القطعة المثاليّة. وتشرح وجهة نظرها فتقول: «أحبّ الذهاب مع صديقاتي إلى السوق أو إلى المركز التجاري، فنتجوّل بين المحلّات ونجرّب أكثر من موديل ونستشير بعضنا، نضحك ونتسلّى ونمضي وقتاً ممتعاً، وهذا غير ممكن عند التسوّق إلكترونياً، لذا لا أستسيغ هذه الطريقة وأفضّل البقاء على عمليّة التسوّق التقليديّة».

اختلاف التجارب

تختلف النظرة إلى التسوّق الإلكتروني باختلاف تجربة كل امرأة ورأيها وما تفضّله أو تبحث عنه، وقد أجرينا استطلاعاً للرأي عبر تطبيق إنستغرام، طرحنا خلاله سؤالين، الأوّل: هل تحبّين التسوّق الإلكتروني؟ فجاءت الإجابات على الشكل التالي: 47% أجابوا بـ«نعم» و53% بـ«كلا». أمّا السؤال الثاني فكان: هل أنت راضية عن تجربتك مع التسوّق الإلكتروني؟ وكانت النتائج 32% «نعم» و68% «كلا».

أصول الطلب من الآخرين كي لا يتم الرفض

مواقع جديرة بالثقة

أثبتت العديد من المواقع المتخصّصة بالتسوّق الإلكتروني جدارتها وقوّتها فكسبت ثقة كل من جرّبها، ونذكر منها موقع Amazon الأشهر في العالم الذي يبيع كل ما ترغبين فيه من العلامات التجاريّة الموثوقة، وموقع Namshi المخصّص لسكّان الخليج وهو يقدّم أزياء نسائيّة ورجاليّة وولاديّة وأكسسوارات وعطوراً ويخوّلك البدل، وموقع Moda Operandi الذي كسب ثقة السيّدة العربيّة بالخيارات المتنوّعة التي يقدّمها.

 
شارك