لتعرفي جسمك جيداً: أصغي إلى أصواته

تجلسين في مكان ما برفقة صديقاتك أو ربّما قريباتك وفجأة تباغت جلستكنّ بعض الأصوات التي تصدر من معدتك. تتمنّين ألا يسود ذلك اللقاء الصمت وأن تواصل رفيقاتك الحديث والضحك لكي تطغى أصواتهنّ على ذلك الصوت. قد تشعرين بالإحراج، إلا أنّك تعلمين أنّه أمرٌ عابر. لكن، ثمّة أصوات تصدر عن جسمك لا يسمعها سواك ومن ذلك طنين أذنيك أو ربّما ضربات قلبك التي تتزايد أحياناً لدى تلقيك خبراً أو رؤيتك مشهداً يدعو إلى ذلك. إذاً، قلبك يخفق انفعالاً أو طرباً أو تأثراً... فما الذي تدلّ عليه نغمات الأجزاء المختلفة من جسمك؟ أصغي جيداً، هل تسمعين شيئاً؟

بالأرقام: هذه هي السعرات الحرارية التي تخسرينها في كل رياضة

صفير الأذنين

صفير، طنين أو صرير أو ربما هدير؟ هل هذا ما تسمعينه؟ نعم؟ وهل يصدر الصوت من داخل أذنيك لا من الخارج؟ هل يزعجك الأمر ويكاد يفقدك تركيزك على الكثير من الأمور المهمة؟ إذاً، ابحثي عن السبب. لا تخافي. لكلّ مشكلة حل وثمّة لذلك أسباب مختلفة منها حدوث التهاب في أذنك أو إصابتك بالرشح الشديد. ولتعلمي، عادةً ما تختفي الأصوات في هاتين الحالتين مع بلوغك مرحلة الشفاء. لكنّ الاختصاصيّة قد تكتشف أسباباً أخرى خفيّة منها تناولك بعض الأدوية المختلفة في وقت واحد- هل تفعلين؟- أو معاناتك من خلل في توازن نظامك الغذائي. لذا، يتعيّن عليك أن تُعلمي الطبيبة بأسماء الأدوية التي تستخدمينها وأن تعمدي إلى اتباع نمط حياة متوازن. المسألة سهلة وبسيطة.

قرقرة المعدة والأمعاء 

قد يشعرك التحدّث في هذا الشأن بالرغبة في الضحك. لكنّ القرقرة تزعجك في حال حدثت أثناء جلوسك برفقة صديقاتك أو زميلاتك أو في مكان عام. فما العمل إذاً؟ من الضروري، للإجابة على هذا السؤال، أن تطلعي على الأسباب ومنها:

- الجوع: لا عجب في هذا، إنّها الرغبة في تناول الطعام. إذ تنتج القرقرة عن انقباض عضلات معدتك قبل نحو ساعتين من فراغها، فتفرز معدتك بعض الهرمونات التي تحفز الأعصاب وتدفعها إلى إبلاغ الدماغ رسالة مفادها: أريد تناول الطعام.

- اتباع حمية قاسية: في هذه الحالة تتناولين كمية من الطعام أقلّ من تلك التي تستهلكينها عادة. أليس كذلك؟ إذاً، لا عجب في أن تقوم معدتك بهضم هذه الكميّة خلال وقت قصير وأن يواصل جهازك الهضمي إبلاغ الدماغ رسالة الجوع المستمرّ.

- استهلاك المشروبات الغازيّة: تحبّينها لكن اعلمي أنّ قرقرة البطن تصدر غالباً عن تكوّن الغازات، الأمر الذي يتفاقم حين تتناولين هذه المشروبات حيث تصطدم فقاعات الهواء بجدار المعدة.

- تناول الطعام بسرعة: نعم، أصغي إلى صوت معدتك حين تأتين على ما في طبقك من أصناف خلال وقت قصير. لا شكّ في أنّك ستسمعين صوت القرقرة.

- الحساسية تجاه بعض المكوّنات: وأبرزها اللاكتوز المتوفر في الحليب، اللبن الزبادي، الكريما والجبنة. فحين يبقى هذا المكوّن لمدة طويلة في معدتك أو أمعائك، تنقض عليه البكتيريا، ما يسبب حدوث الغازات وفقاعات الهواء.

مفاجأة! القهوة لا تسبب جفاف الجسم بهذا الشرط

لذا، ولكي تتجنّبي حدوث القرقرة المحرجة، ندعوك إلى أن تتبعي هذه النصائح: 

-امضغي طعامك بشكل جيد لكي تحولي دون تكوّن الغازات في معدتك وأمعائك. فلمَ العجلة؟

-اشربي الشاي أو خلاصة النعناع بعد الوجبات.

-لا تتنفّسي بعمق أثناء تناولك الطعام لأنّ هذا يؤدي إلى تسلّل الهواء إلى جهازك الهضمي. اهدئي واسترخي

-تناولي طعامك بكميات صغيرة لأنّ هذا يجعله سهل الهضم ويحول دون إرسال معدتك بلاغات الجوع إلى دماغك مجدداً.

صفير التنفّس 

قد تلاحظين حين تلتقين بعض الأشخاص أنّ صفيراً يرافق عمليّة التنفّس لديهم. تشعرين بأنّهم يكادون يختنقون. أيعقل هذا؟ ربّما لا تعيرين الأمر أيّ أهمية وربّما تتساءلين بشأن الأسباب. في الحقيقة، يشخّص الاختصاصيون عادةً حالات صحيّة عدّة تؤدي إلى حدوث هذا الصفير. إليك بعضها:

- الربو: قد يترافق الصفير في هذه الحالة مع أعراض أخرى مثل انقطاع النفس أو التنفّس السريع أو الحكاك أو الألم على مستوى الحنجرة...

- التهاب الشعب الهوائيّة: الذي يترافق مع السعال، الحمى الخفيفة، الشعور بالتعب، ألم الصدر، بحّة الصوت.

- سرطان الرئة: حيث يتزامن الصفير مع السعال الدائم، بصق الدم، ألم الصدر المزمن، الحمى، صعوبة التنفّس، البحّة،...

- داء «هودجكن اللمفاوي»: أبرز أعراضه، إلى جانب الصفير، انتفاخ الغدد اللمفاوية، تكرر الحمى بشكل غير متوقع وغير واضح الأسباب، التعرّق الليلي...

- حمّى القشّ: هل أنت مصابة بها؟ إذاً أنت تعانين من صفير يرافق عمليّة التنفّس لديك إلى جانب أعراض أخرى مثل العطاس، سيلان الأنف، السعال، حريق العيون، حكاك الأنف والحنجرة... فانتبهي.

إليك سرّ رشاقة أشهر 6 عارضات أزياء في العالم

طقطقة المفاصل 

شدّي أصابعك أو ذراعيك أو كتفيك أو ساقيك. هل تسمعين صوت الطقطقة؟ أياً تكن إجابتك، لا يدعو هذا إلى القلق وإليك هذا الإيضاح: تجتمع بعض مفاصلك بواسطة كبسولة تحيط بها مكوّنة تجويفاً يحتوي على سائل يؤمّن نقل المغذيات إلى الغضاريف. ويتكون هذا السائل من غازات ذائبة. لذا، وحين تحرّكين مفاصلك بشكل مفاجئ أو شديد، تتحوّل تلك الغازات من حالة الذوبان إلى حالة الغاز، ما يسبّب زيادة حجم التجويف المذكور. ولعلّ هذا ما يؤدي بك إلى سماع صوت طقطقة حين تنحنين بسرعة أو تتمدّدين. فاحرصي على أن تعاملي أجزاءك بلطف.لكنّ هذا الصوت قد يترافق مع الألم، ما يشير إلى أنّك تعانين من:

- هشاشة العظام: تنتج هذه الحالة عن تفتت الغضروف الذي يغلف العظام على مستوى مفاصل الوركين، الركبتين، القدمين والعمود الفقري. إلا أنّ هذا نادراً ما يحدث قبل بلوغك سنّ الأربعين. فاحرصي على تجنّبه منذ الآن.

- التهاب الفقار اللاصق: هو التهاب مزمن يحدث على مستوى فقرات الظهر بشكل تدريجي ويسبب الانزعاج في منطقتي الجذع والوركين. أمّا سبب هذا المرض فما زال غير معروف وهو يدفع جهاز المناعة إلى مهاجمة المفاصل لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً. وهكذا تصبح مفاصل الظهر والحوض حارة، مؤلمة ومتورمة. لن يحدث هذا لديك بالطبع.

الشخير 

لن تسمعي هذا الصوت بنفسك، بل سينبهك الآخرون إلى أنّك تصدرينه. والشخير مزعج مضحك في آن، فما الذي تعرفينه عنه؟ إليك الإجابة الشافية: حين تنامين، يشهد لسانك، كما أنسجة أعلى حلقك وحنجرتك، حالة من الاسترخاء. ما يعني أنّ هذه الأنسجة تسدّ مجرى الهواء لديك بشكل جزئي وتبدأ بالاهتزاز أثناء حدوث عمليّة التنفّس، فيصدر عن ذلك الصوت الذي نطلق عليه شخير. وقد تحدث هذه الظاهرة في الحالات التالية:

- زيادة الوزن التي تؤدي إلى انكماش المجرى التنفسي عند مستوى الحنجرة، الأمر الذي يشمل حالة الحمل أيضاً.

- تضخّم اللوزتين.

- احتقان الأنف بسبب الرشح أو الحساسيّة.

- تورّم المجاري التنفسيّة.

والآن، إليك هذه الحقيقة: الشخير حالة لا تدعو إلى القلق، كما أنّه لا يعود بنتائج سيّئة على صحتك. إلا أنّه قد يرتبط أحياناً بما يسمى «توقف التنفّس أثناء النوم» الذي يسبب الشعور بالتعب خلال النهار ويرتبط بتزايد خطر ارتفاع الضغط وأمراض القلب والأوعية الدمويّة. لكن اطمئني أيتها الرشيقة، السمنة المفرطة هيّ السبب.

أفضل الطرق لتمنعي خطر الحرّ الشديد على صحتك

أصوات كثيرة أخرى 

هذا صحيح، إيقاع جسمك لا يتوقف. لماذا؟ لأنّه دائم الحركة. والآن، إليك بعض الأصوات الأخرى التي يصدرها:

- صوت القلب: يخفق ويرسل بنبضاته الحياة إلى كيانك. يأتي إليه الدم من رئتيك ليصب في أذينته ثمّ يعبر إلى بطينه قبل أن يرحل إلى شريانه الأبهر. وعند كلّ انقباض يحدث قلبك صوتاً لا تسمعينه. لكن، ماذا لو سمعته؟ في هذه الحالة، عليك استشارة الاختصاصي، فقد يرتبط الأمر بعطل في أحد الصمامات. هنا، يصبح صوت تنفسك أعلى وقد يترافق مع بعض الطقطقة.

- صوت الأسنان: هو أمر شائع. تعلمين هذا وقد تختبرينه بين الحين والآخر. فهو الصرير الذي تسمعينه حين تصطك أسنانك بعضها. يحدث هذا طبعاً بفعل شعورك بالغضب أو التوتّر غير الظاهر. لكن، لا يسعك إلا أن تحاولي وضع حدّ لهذه المشكلة لأنّها قد تعرّضك لمشكلات أخرى أكثر خطورة. أما كلمة السر فهي: استرخي.

 
شارك