كيف يكون ارتفاع حرارة الطفل مفيداً؟

أكثر ما يخيف الأهل هو أن ترتفع حرارة أطفالهم، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن هذا الأمر يمكن أن يكون مفيداً لصحة الصغير. لذا، يشرح الدكتور مفيد موصلي، استشاري أمراض الأطفال حديثي الولادة وطبيب الأطفال في مستشفى "ميديور 24 × 7 الدولي" في مدينة العين، كيف أن الحمّى غالباً ما تكون صديقة لطفلك.

يقول الطبيب: "ترفع الحرارة قدرة الجسم الدفاعية وتنشط الجهاز المناعي ليكون قادراً على محاربة الفيروسات أو البكتيريا الغازية. برهنت التجارب على الحيوانات أن نسبة البقاء حياً ترتفع عندما يكون الجسم قادراً على رفع حرارته في الحالات المرضية. وهي تعني أن الجسم يقوم بعمله بشكل مرضٍ".

اقرئي: حثي طفلك على تناول الفاكهة بهذه الطرق

ويتحدث الطبيب عن تاريخ هذا الموضوع فيقول: "لم تكن حرارة الجسم الطبيعية قد حددت حتى العام 1868 ولكن حالياً تم الاتفاق على أن الحرارة المرتفعة هي التي تتعدى الـ 38 درجة مئوية. لذا، يلاحظ المريض أن الطبيب يسأل عن درجة الحرارة التي وصل إليها الجسم ويقيسها باستخدام ميزان الحرارة".

يكمل الطبيب المتخصص: "ترتبط درجة حرارة طفلك بعدد من العوامل منها كيفية قياس درجة الحرارة لأنه كلما تم قياس الحرارة من مكان قريب من مركز الجسم كلما كانت أقرب إلى الحرارة الطبيعية. لذا فإن الحرارة المأخوذة من الأذن على سبيبل المثال تعكس شدة الحرارة بشكل أقل من الحرارة المأخوذة من الشرج أو الفم. ولهذا السبب، من المنطقي أن يتم قياس الحرارة الحقيقية في بعض الأحيان من الشرج أو الفم عندما يشك في حرارة الأذن أو الإبط ومن الضروري هنا أن ندرك أن عمر الطفل مهم جداً عندما نقيم الحرارة فالأطفال تحت الشهرين هم أكثر عرضة لاختلاطات الأمراض المرافقة للحرارة فحتى ولو حصل ارتفاع طفيف في الحرارة قد يدل ذلك على إصابة جرثومية قوية، لذا من المنطقي أن تتم معاينة الطفل في هذه الأعمار بسرعة من قبل طبيب الأطفال حتى ولو حدث ارتفاع الحرارة لمرة واحدة وحسب".

اقرئي: عنصر سحري يساعدك على تحقيق حلم الأمومة

ويؤكد الطبيب أن ارتفاع الحرارة الطفيف في الأطفال الأكبر سناً لا يعد علامة خطيرة بخاصة لدى الأطفال ذوي الصحة الجيدة و الملقحين ضد الأمراض المعروفة ولكن من الضروري مراجعة الطبيب إذا استمرت الحرارة ليومين أو ثلاثة أو في أية حالة صحية يعتبرها الأهل هامة.

ويشير الطبيب إلى أن ارتفاع الحرارة مهم في حالات عدة منها ارتفاعها لعدة أيام من دون أسباب واضحة وارتفاع الحرارة المرافق لحالات التجفاف وارتفاع الحرارة المرافق لانخفاض في فعالية الطفل وهدوء نسبي مغاير بالإضافة إلى ارتفاع حرارة الطفل غير الملقح والأهم من ذلك كله هو حالة الطفل العامة المرافقة للحرارة. لذا يلاحظ الأهل كيف أن طبيب الأطفال يسأل عن الحالة العامة للطفل المرافقة للارتفاع درجة الحرارة.

وأظهرت الدراسات أن مخاوف الأهل تنصب على الخوف من الأذية الدماغية التي قد يظنون أنها تحدث بسبب الحرارة العالية إلا أن هذه الدراسات أثبتت أنه من النادر أن تكون الحرارة هي السبب في الأذية الدماغية ولو كانت عالية جداً. ومن المهم معرفة أن ارتفاع الحرارة نادراً ما يدل على نوع السبب، سواء كان فيروسياً أو جرثومياً إلا أن ارتفاع الحرارة فوق الـ41 قد يدل على السبب في  بعض الحالات. ومن المعروف أن عدداً من الفيروسات قد يصاحبها ارتفاع في الحرارة.

ويجب الانتباه إلى أن غياب الحرارة بعد استعمال خافضات الحرارة المعروفة كالباراسيتامول أو البروفين لا يعني أن هذه الحرارة سليمة لأن هذه الأدوية تحسن الحالة العامة وحسب و تريح الطفل إلا أنها ليست العلاج النهائي لهذه الحرارة وهي لا تعالج السبب الأصلي وراء المشكلة. ومن الضروري أن يدرك الأهل أن عدم الاستجابة لهذه الأدوية أيضاً لا تمثل نقطة تشخيصية لسبب الحرارة وغالباً ما تعني أن الجسم لم يفقد قدرته التفاعلية على الاستجابة لسبب الحرارة. ارتفاع الحرارة قد يكون مخيفاً ولكن معرفة ما يفعله الجسم ليصل إلى هذه الحالة هام جداً لتفهم سبب هذه الحرارة.

اقرئي: كيف أتعامل مع مغص طفلي؟

ومن المعروف أن الطفل يتعرض من أربع إلى ستّ مرات لهذه الهجمات الحرارية في السنتين الأوليين من الحياة، لذا يجب بحسب الطبيب اعتبار ارتفاع الحرارة "صديق مزعج من جهة  ومن جهة أخرى صديق مساعد كدليل على حالة مرضية معينة".

 
شارك