قبل المدرسة ووسائل التواصل والرفاق أنتِ المعلّمة الأولى لأولادك

دخول الأطفال إلى المدرسة لا يعني أنّ مسؤوليّة الأهل عموماً والأمّ خصوصاً تقلّصت، فالأسرة تبقى مصدر التربية والتعليم والإرشاد الأوّل في حياة الأبناء، ولا بدّ أن تظلّ كذلك لا سيّما مع ازدياد العوامل الخارجيّة التي قد تؤثّر سلباً على نموّ الأطفال النفسي وتوازنهم الفكري وتكوينهم لقناعاتهم وآرائهم المستقبليّة.

من المؤكّد أنّ الأمّ لا يمكن أن تنوب عن المدرسة التي يتلقّى فيها الطفل المواد التعليميّة المختلفة والضروريّة كي ينمو عقله ويزداد تركيزه وتتضاعف معارفه وقدراته فيختار في النهاية اختصاصه الجامعي الذي يقوده إلى طريقه المهني.

4 نصائح لرضاعة طبيعية صحية

مسؤوليّة المعلّم

كذلك الأمر بالنسبة إلى المدرسة إذ لا يمكنها أن تحلّ محلّ الأمّ في التربية والتوجيه وحتى التعليم، فمسؤوليّة المدرّس في معظم دولنا العربيّة تقتصر على شرح المنهج والحرص قدر الإمكان على استيعاب التلاميذ له.

المتابعة الدقيقة

أمّا المذاكرة وما تتطلّبه من متابعة دقيقة لكل طفل بمفرده في البيت والحرص بعد ذلك على استعداده للامتحانات وللنجاح فيها حتى يترفّع إلى صف أعلى هي من مسؤوليّات الأمّ، ما يعني أنّه عليها متابعة ما يجري مع أطفالها بشكل يومي ومتواصل كي تتأكّد من أنّهم يدرسون جيّداً ولا يهملون واجباتهم.

مهنة الأمّ ليست عائقاً

في هذا الإطار، تقول علا (35 عاماً): «صحيح أنّني أمّ عاملة ولا أقضي كل أوقاتي مع أطفالي، إلّا أنّني أحرص على تعويض غيابي في الساعتين اللتين أتواجد فيهما معهم، فأستمع إلى شكواهم من بعض الأمور الدراسيّة وأساعدهم في بعض المواد أو أطلب من الطفل الأكبر سنّاً مساعدة أخيه الأصغر».

حوّلي شخصية طفلك من الضعف إلى القوة

دور المستوى التعليمي

وتؤكّد السيّدة الثلاثينيّة أنّ تقدّم المستوى التعليمي والثقافي للنساء ساعد في تطوّر معرفتهنّ بأمور التربية وبالتحدّيات والمغريات التي يواجهها الأبناء.

تأثير مواقع التواصل

حول هذا الأمر، تقول: «باتت الأمّ اليوم أكثر معرفة بما يجري في الحياة من حولها، فقد أصبحت مدركة للتطوّرات الحاصلة في عالم التواصل الاجتماعي وبمدى تأثّر الجيل الجديد بها، لذا عليها أن تكون حازمة وأحياناً قاسية في فرض القوانين كي تحمي صغارها من آثارها السلبيّة وتحرص على أن يستفيدوا من حسناتها فلا تكون مجرّد وسيلة لتضييع الوقت».

تدارك الخطأ

أمّا السيّدة علا (31 عاماً)، فاعتمدت على المدرسة كي تؤهّل ابنتها وتعدّها بشكل مناسب لخوض معترك الحياة، إلّا أنّها اكتشفت خطأها سريعاً.

تغيّرات سلوكيّة

حول تجربتها تقول: «خفّ اهتمامي بابنتي بعد دخولها إلى المدرسة فقد انشغلت بعملي وبتطوّري الوظيفي، كما كنت أضطرّ إلى السفر وإلى تركها مع المربّية، وبعد فترة بسيطة لا تتعدّى الأشهر بدأت ألاحظ تغيّرات في سلوكها، فقد باتت أكثر حدّة وأنانيّة،

لا تستمع إلى تعليماتي وتتفادى التواجد معي وكأنّها تعاتبني على قلّة اهتمامي بطريقتها الخاصة، وقد لمت نفسي كثيراً على ابتعادي اللاإرادي عنها وقمت بتقليص ساعات عملي كي أوليها العناية اللازمة».

6 أمور تفسد تربية الطفل

قواعد صارمة

من الصعب فرض قواعد صارمة على الأولاد في هذا العصر وتوقّع أن يلتزموا بها فنحن نعيش في زمن التقنيّات الحديثة التي بات الصغار ضليعين فيها أكثر من أهلهم، فهم ملمّون بالتغيير إلى درجة لا يستوعبها عدد كبير من الأمّهات.

فهم طريقة تفكيرهم

لذلك، يتطلّب فهم طريقة تفكيرهم الاقتراب من هذا العالم واكتشافه فتكون الوالدة صديقة لأبنائها تنصحهم ولا تأمرهم بل تستمع إليهم في حال واجهوا مشكلة ما وتقترح حلولاً، فإذا اقتنعوا طبّقوا هذه الحلول، أمّا في حال لم يقتنعوا، فاستمرّ البحث عن الحلّ الأمثل.

تقييم الصداقات

بعيداً عن العالم الافتراضي، يتأثّر الأطفال أيضاً برفاقهم ويعتبرونهم مأمن أسرارهم فيولونهم الثقة المطلقة، وهذا ما لا يقومون به عادة مع الأمّ، لذا لا بدّ من متابعة علاقات الطفل الاجتماعيّة وتقييم صداقاته من دون أن يشعر بالضغط أو بتقييد حركته.

أهميّة التجارب الحياتيّة

لا يمكن إنكار دور المجتمع في التربية، فأيّ تجربة جديدة يختبرها الأطفال والمراهقون هي بمثابة درس مهمّ تعلّمهم إيّاه الحياة.

محاولات الحماية

بالتالي، فإنّ محاولة حمايتهم من هذه التجارب تعني التأثير سلباً على شخصيّتهم وإضعافهم، إلّا أنّ المهمّ هو تسليحهم بالقيم الأخلاقيّة الحسنة والشجاعة والثقة بالنفس ثمّ إطلاقهم في المجتمع وتركهم يخوضون غماره.

ما لا تعرفينه عن الرضاعة الطبيعية

دور الأب

التركيز على دور الأمّ في التربية لا يعني إهمال دور الأب، ففي ضوء المستجدّات الاجتماعيّة التي جعلت فئة كبيرة من النساء يدخلن سوق العمل، على الرجل أن يكون أكثر حضوراً وتأثيراً في حياة أبنائه، يتابع أحوالهم ويحرص على إرشادهم وتوجيههم وتشارك خبراته معهم كي يكونوا من خيرة الأبناء الناجحين في حياتهم المستقبليّة.

ازدياد العطاء

من جهة ثانية، فإنّ اهتمام الآباء بأبنائهم وزرع قيم الاجتهاد في نفوسهم يعدّ من العوامل الأساسيّة التي تساهم في رفع مستواهم المدرسي، فالطفل الذي ينمو في أسرة مترابطة وسعيدة يزداد عطاؤه وتتضاعف فرص تفوّقه.

 
شارك