هل تعرفين الإماراتية حورية الطاهري؟ بالطبع هي إحدى أبرز مؤسسات كرة القدم النسائية في العالم العربي. فقد أحبّت “المستديرة” منذ نعومة أظفارها وانتقلت من اللعب مع الجيران في حيّها لتصبح حاملة للكثير من البطولات والألقاب. إليك ما كشفته عن أسرار نجاحها في هذا اللقاء.
اقرئي ماغي بو غصـن: اخترت الصمت…فلا شيء يستفزّني
ما زالت الرياضة أمراً ثانوياً في حياة الكثير من النساء العربيات. ما السبب برأيك؟
يرتبط هذا على برأيي بطريقة الحياة اليومية الروتينية. فالمرأة عندنا تكتفي بالقيام بالمهمات المنزلية والمهنية غالباً. وهكذا لا تجد الوقت الكافي أو لا تخطط بشكل كاف لممارسة الرياضة. كذلك يؤدي إلى هذا ضعف التربية الرياضية في المدارس وعدم إدراك الطالبات أهمية الرياضة وعلاقتها الوثيقة بالصحة والحياة.
هناك اعتقاد في مجتمعاتنا العربية يفيد بأن الألعاب الرياضية، مثل كرة القدم، لا تتفق وأنوثة المرأة أو تفقدها هذه الأنوثة. ما رأيك؟
بالطبع، لا أوافق على هذا الرأي. فقد فتحت أمام المرأة في البلدان العربية أبواب الرياضات القتالية. إذاً لا أعتقد أن التفكير على هذا النحو ما زال شائعاً في مجتمعاتنا.
ورغم هذا ما زالت كرة القدم مجال اهتمام لا تختاره الكثير من النساء. لماذا؟
لا يمكن أن نعتبر هذا قاعدة عامة. فكرة القدم تعتمد على الموهبة. وليس هناك ما يمنع أي امرأة تتمتع بتلك الموهبة من أن تختار ممارسة هذه الرياضة.
اقرئي ملاك محمد صباحي: أتوق للذهاب بمفردي إلى العمل
ولماذا اخترت أنت هذه الرياضة؟ حدثينا عن بداياتك.
مارست اللعبة مع شقيقي إلى أن اكتشفت أنني أتمتع بالمهارة. وهكذا واظبت على المشاهدة واللعب في البيت كما في المدرسة. ولم أتردد في اللعب مع أبناء الجيران أيضاً. وهكذا إلى أن شاركت في تشكيل منتخب وأصبحت إحدى مؤسسات اللعبة على المستوى النسائي في الإمارات.
هل لك أن تحدثينا عن تجربتك كلاعبة في نادي أبو ظبي قبل انتقالك إلى الإدارة والتدريب؟
لعبت مع هذا النادي في العام 2005 وحصلت على العديد من الألقاب في البطولات العربية والمحلية. وفي إطار خطط تطوير النادي التحقت مع مجموعة من اللاعبات بالدورات التدريبية.
إلا أنني الوحيدة التي تمكنت من المتابعة. والسبب هو شغفي ورغبتي في زيادة عدد ممارسات اللعبة في مختلف المراحل العمرية.
وهكذا لعبت ومارست مهنة التدريب في الوقت نفسه حتى العام 2012 في نادي أبو ظبي الرياضي. وفي العام 2013 حصلت على فرصة تدريب لأول فريق نسائي في ناد محترف. فقد تعاونت مع فريق السيدات في نادي الوحدة الذي نافس على كل البطولات وحقق نجاحات كبيرة.
اقرئي ملـك سبـاعي عوامله: يجب أن يحاكي ديكور المنزل شخصيّة العروسين
أنت المدربة الأولى في الإمارات والخليج الحاصلة على الرخصة A من الاتحاد الآسيوي. أليس كذلك؟ ما المسؤوليات التي يلقيها هذا على عاتقك؟
نعم ومن أبرز المهمات التي أقوم بها تطوير اللعبة في دولة الإمارات من أجل الوصول إلى أفضل المعايير المتبعة على المستوى الدولي.
لكن ما المشكلة الكبرى التي تواجهها هذه اللعبة في الإمارات والخليج؟
في الواقع من أبرز المشاكل التي تواجهها لعبة كرة القدم النسائية في منطقتنا هي قلة عدد الأندية. وهذا يعني قلة الفرص المتوفرة لصاحبات المهارات لإظهارها من خلال التدرّب والاحتراف.
ماذا عن عائلتك؟ هل تشجعك على المتابعة في عالم المستديرة الساحرة؟
نعم لقد كانت عائلتي أول مصدر للدعم بالنسبة إلي. فقد ساندني أفرادها وشجعوني على المضي قدماً في مسيرتي الكروية. أما الزواج فهو لا يمنع برأيي ممارسة الرياضة وفي المقابل لا يمكن الرياضة أن تمنع الزواج و الإنجاب.
اقرئي إيفون حاتم: أنفّذ ما تريده العروس على طريقتي الخاصة
هل عرضت عليك فكرة تدريب فريق للرجال؟
نعم حدث هذا ودربت فريقاً في أكبر بطولة رمضانية في دبي وسعدت كثيراً بهذه التجربة الفريدة والمميزة.
كيف تحققين التوازن بين حياتك اليومية ولعبة كرة القدم؟
أرى أن اليوم يتضمن 24 ساعة. إذاً لدينا الكثير من الوقت لكي نقوم بالعديد من المهمات. أما الشرط الأساسي لذلك فهو التنظيم. إذاً يمكنني أن أهتم بلعبتي المفضلة وبأنوثتي في الوقت نفسه.
ما أبرز نجاح حققته حتى الآن؟ وهل من حدود لطموحك في هذا مجال اللعبة؟
لقد تم ترشيحي لأكون أول خبيرة عربية في الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA وأول محاضرة عربية في الاتحاد الآسيوي.