زينة مكي: أحبّ التمثيل فهو يجعلني أسرح بين سطوره

حوار: نيكولا عازار، تصوير:طارق مقدّم، إدارة فنيّة: فرح كريديّة، تنسيق: جيف عون، ماكياج: كوليت اسكندر، تصفيف شعر: ميشال زيتون

بدأ مشوارها نحو النجوميّة في العام 2013 عندما شاركت في بطولة الفيلم السينمائي «حبّة لولو»، علماً أنّ فيلمها الوثائقي «انحنى دون أن ينكسر» الذي أعدّته للجامعة فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في «مهرجان موناكو السينمائي» في العام 2012. برزت في أعمال دراميّة مختلفة كان آخرها مسلسل «طريق» الذي حقّق نجاحاً كبيراً حين عرضه في الموسم الرمضاني الأخير. هي الممثّلة والمخرجة اللبنانيّة زينة مكي التي تشارك حاليّاً في بطولة مسلسل «ما فيي» الذي من المقرّر عرضه في بداية العام الجديد.

ماذا تقول مكي عن تجربتها الجديدة؟ هل تمّ إنصافها في هذا المجال؟ وما هي الصورة التي تريد إيصالها إلى المشاهدين؟ عن هذه الأسئلة وغيرها تجيب زينة مكي في هذه المقابلة الشيّقة معها.

الملكة رانيا تتألّق بتصميم من توقيع حسين بظاظا

كل شيء يأتي في وقته خصوصاً حين نبني خطوات ثابتة ومدروسة إلى أيّ مدى أنت راضية عن المكانة التي أنت عليها اليوم؟

أنا مقتنعة تماماً بما قدّمت، فكلّما تقدّمت خطوة شعرت بأنّني أتقدّم خطوتين، خصوصاً أنّ تنمية الموهبة هي الخطوة الأولى والأساسيّة في طريق النجاح والتقدّم. أحسست باختلاف كبير بعد مشاركتي في مسلسل «طريق» الذي عرض في رمضان الفائت، إذ استثمرت موهبتي بشكل جيّد فيه وقدّمت أفضل ما لديّ، علماً أنّه لا يزال هناك الكثير لأقدّمه.

ألا تشعرين بأنّ الوقت قد حان لتقديم دور بطولة مطلق؟

بالطبع، ولكن أكثر من يهمّني هو الدور الذي يحمل دسامة فنيّة ودراميّة. لذا، أفضّل الأدوار التي تغريني وتجذبني إليها وترضي رغباتي، سواء كانت بطولة مطلقة أو جماعيّة أو ثانويّة، علماً أنني دائماً ما أبحث عن أدوار وخطوط مختلفة لأكتشف ما تحمله موهبتي من أعماق وأبعاد.

وهل تمّ إنصافك في هذا المجال؟

لا أعتقد ذلك، إنّما أثق تماماً بأنّ كل شيء يأتي في وقته وعندما نستحقّه، خصوصاً حين نبني خطوات مدروسة وثابتة، وبالتالي نكون على الطريق الصحيح لتحقيق النجاح والتطوّر.

وهل تشعرين بانتمائك إلى عالم التمثيل؟

الحياة في هذا المجال ليست ورديّة، إذ غالباً ما تجد نفسك أمام مطبّات أنت بغنى عنها. أحبّ التمثيل فهو يجعلني أسرح بين سطوره وأعيش بخيالي معه، إلّا أنّ نمط حياتي يختلف عن كل ما يدور في هذا المجال.

قد تقفين أحياناً أمام ممثلات يقدّمن أدوار بطولة للمرّة الأولى. هل يزعجك ذلك؟ وهل تشعرين بعدم إنصافك في هذه الحالة؟

قد أشعر بذلك للوهلة الأولى، علماً أنّني لا أمانع المشاركة في عمل أمام أسماء معيّنة، في حين أنّني قد أرفض العمل مع أسماء أخرى. جلّ ما يهمّني هو مساحة الدور ومدى تأثيره على مجريات العمل وخطوطه العريضة. فكلّما كان تأثيره كبيراً، كلّما شعرت بالمتعة في تأدية الدور وإتقانه. لكل ممثّل كاريزما خاصة به تسمح له بالتألّق وحجز مكانة له في قلوب المشاهدين.

في أوّل زيارة بمفردها ميغان ماركل تكسر القواعد من جديد

كيف تستعدّين للدور؟

ثمّة أدوار تتطلّب منّي مجهوداً جسديّاً قبل المجهود الفكري والعكس صحيح، إلّا أنّ الأمر ليس صعباً، بل هو بمثابة تحدّ لنفسك إذ عليك أن تقدّم شخصيّة لا تشبهك لا من قريب ولا من بعيد. تبدأ المرحلة الأولى بقراءة النص بأكمله ثمّ التركيز على الشخصيّة وإجراء أبحاث مختلفة لإتقان الدور ومعرفة خباياه وخصائصه. قد أستعين ببعض الأفلام التي سبق وشاهدتها أو قد أجري أبحاثاً طبيّة مكثّفة للتعمّق أكثر في حالة الشخصيّة النفسيّة والجسديّة.

أيّ شخصيّة تطلّبت منك مجهوداً كبيراً لإتقانها؟

«ياسمين» في مسلسل «درب الياسمين» و«عبير» في مسلسل «طريق» و«ساره» في مسلسل «مذكّرات عشيقة سابقة». كلّها أدوار مركّبة وتحتاج إلى بحث معمّق.

ما هي الصورة التي تريدين إيصالها إلى المشاهد؟

أجمل إطراء قد أحصل عليه هو «كم جميل تمثيلك!»، عندها أتأكّد من أنّني قدّمت دوري على أكمل وجه.

هل تنبع هذه المسؤوليّة في تأدية الدور على أكمل وجه من الممثّل بشكل خاص أم أنّها تتبلور تحت إدارة مخرج جيّد؟

لا يمكنك فصل الأولى عن الثانية، فكلاهما يكمّلان بعضهما، غير أنّ تجربتي مع المخرجة السوريّة رشا شربتجي في مسلسل «طريق» وحاليّاً في «ما فيي» بيّنت أنّه يُحسب لها ألف حساب، فهي تتمتّع بقدرات كبيرة تمكّن الممثّل من تقديم أفضل ما لديه.

هل كانت قاسية في تعاملها معك؟

نعم كانت قاسية وحازمة في بعض المواقف خدمةً للدور. بدايةً، استغربت تصرّفها هذا غير أنّني وجدته لاحقاً أمراً ضروريّاً لإبراز طاقاتي التمثيليّة التي آمنت بها رشا. واليوم لا أقبل إلّا بالتعامل مع مخرجين يتمتّعون بصفات مشابهة.

ستيفاني صليبا: الوقوف أمام عابد فهد فرصة لا تقدّر بثمن

شكّلت مشاركتك في «طريق» مادّة دسمة خلال رمضان الفائت، إلى جانب عابد فهد ونادين نسيب نجيم، خصوصاً أنّ الصحافة العربيّة أشادت بحسن أدائك. هل شعرت حينها باكتفاء ذاتي؟

بالطبع فرحت بهذا الانجاز، ولكنّني فرحت أكثر لإتقاني الدور بحرفيّة عالية لمست قلوب المشاهدين. لا شكّ أنّ هذا الدور فاجأني وجعلني أتساءل عمّا إذا كان الوقت مبكراً أو لا للحصول على هذا النوع من التقدير، علماً أنّ جزءاً منّي كان يرغب في هذا التقدير، خصوصاً أنّني ممثّلة مثابرة.

 
شارك