يوم المرأة الكويتية 2022.. ضي الملا: حققنا الكثير ونحتاج إلى مزيد من التمكين

نحتفل اليوم بالمرأة الكويتية في يومها الذي يحل في 16 مايو من كل عام ونلقي الضوء على 5 نساء كويتيات نجحن في مجالات حيوية عدة، من العلوم إلى الكتابة والتصوير والتسويق والرياضة والفن والموضة، فنستشف من تجاربهن نبذة عن التحديات التي خضنها ونكتشف كيف حولنها إلى فرص ليكن من أهم الشابات اللواتي يعتبرن اليوم مثالاً أعلى في النجاح والإصرار وراء الطموح والتميز.

تميزت البطلة الرياضية ضي الملا منذ طفولتها بالسرعة في الجري، فبدأت بممارسة الرياضة وأحبت كرة القدم ولكنها لم تتمكن من الاستمرار بها فتحولت نحو ألعاب القوة، لتحقق بها الكثير من الإنجازات وتشارك في بطولات محلية وعربية وتحصل على أهم الجوائز والميداليات.

من حلم ممارسة كرة القدم إلى ألعاب القوة، هل تحزنين لأن حلمك الأول لم يستمر، وهل وجدت في ألعاب القوة بديلاً يتلائم مع ما يعجبك فعلاً؟

اعتدت على ممارسة كرة القدم منذ أيام المدرسة ولم أتمكن من الاستمرار في هذه الهواية لأنه لم يكن هناك فريق لبلدي ذلك الحين، ولكن تحقق حلمي سنة 2013 حيث شكّل منتخب الكويت فريقاً نسائياً للمرة الأولى ولعبنا أمام النيبال والمالديف، ودخلنا تصفيات كأس آسيا، ولكن لم يكن هناك اهتمام كبير بنا وبتدريباتنا فلم نستمر، لذا ازداد تركيزي على ألعاب القوة. وقد بدأت بها أيضاً قبل سنوات وبت اليوم أحبها أكثر من كرة القدم لأني تعمقت بها وصرت متمرسة في التمارين والأساليب. منذ صغري ولديّ موهبة خاصة أو عطية من الله سبحانه وتعالى وهي السرعة، وقد ساعدني هذا في سباقات المئة والمئتي متر، وكنت أفوز بالمراتب الأولى والثانية على الدوام، اليوم أركز على لعبة الحواجز وذلك منذ سنة تقريباً فهي جديدة عليّ إذ تتطلب التركيز والقفز والسرعة في آن وأطمح بأن أحقق من خلالها الكثير من الإنجازات.

ما الذي تعنيه لك الرياضة بما تعكسه من نشاط وحركة؟ وكيف تغير صحتك النفسية وحتى الجسدية؟

الرياضة باتت جزءاً من نمط حياتي، فهي أساسية في روتيني اليومي سواء مع النادي أو في المنزل حيث لديّ معدات خاصة بي لأتمرن أو على أي ممشى خارجي، فلا يمكن أن يمر يوم دون أن أمارس التمارين، وهذا الأمر يساعدني لكي أحافظ على جسم قوي ومتناسق، كما أنها تبقيني دائماً سعيدة ونشيطة، فاحياناً أكون مرهقة جداً ومتعبة وحتى حزينة، فيتغير مزاجي بشكل جذري حين أتمرن وأنسى كل ما يزجني.. إنها برأيي دواء شاف للكثير من العلل.

حققت إنجازات كثيرة، فأي واحد منها هو مصدر أكبر فخر لك؟

خضت الكثير من البطولات المهمة والتي أفتخر بها فأتذكرها بكل حب، حتى لو لم أحقق فيها ميداليات أو إنجازات كبيرة، فمجرد وجودي في أماكن بعيدة عن وطني ومع أشخاص من مختلف الجنسيات والخلفيات، هو إنجاز يضاف إلى رصيدي. أتذكر مثلاً بطولة آسيا داخل الصالات في فيتنام في عام 2009، كما أفتخر بمشاركتي عام 2019 بالبطولة العربية للأندية في الشارقة، حيث حققت الميداليتين الذهبية والفضية برياضة الحواجز، ومن بعدها قررت أن أطور نفسي في هذا النوع بالتحديد، وها أنا اليوم مستمرة وبصدد المشاركة في بطولات أخرى.

حدثينا عن الأحاسيس التي تنتابك قبل خوض كل منافسة؟

من الطبيعي قبل كل منافسة أن ينتابني الإحساس بالرهبة والتوتر، فأي لاعبة ترغب أن تنجز نجاحاً ما، لذا يكون الأدرينالين عال جداً لدينا جميعاً، مع وجود روح رياضية مرتفعة، فنحن نحب اللعبة ونستمتع بالمنافسة، وفي هذا الصدد بدأت أحس بهذه المشاعر منذ اليوم، إذ أستعد للمشاركة في بطولة الألعاب الخليجية في الكويت، وذلك بعد شهر، لذا أكثف التمارين وأحس بالخوف والترقب والحماس في آن.

ما هي أهمية التدريب للحفاظ على اللياقة وتحسين المستوى؟

أتمرن يومياً في النادي لساعتين أو ثلاث كما أتمرن مع مدرب وأحياناً بمفردي لتقوية رجليّ وظهري لكي أحافظ على لياقة عالية خلال اللعب، فهذا واجبي الذي لا أتهاون فيه، كما أن ألعاب القوى تتطلب المثابرة وعدم التهاون لأن التوقف يعني التراجع، وهو ما لا أرضى به، لذلك أتمرن طوال الأسبوع مع يوم راحة واحد في حال كان لديّ بطولة قريبة، كما هو الحال في الوقت الراهن، ويومين راحة إذا كان توقيت الدورة المقبلة بعيد.

كيف ترين إقبال الشابات الكويتيات على الرياضة وكيف تشجعيهن على خوض المجالات الرياضية وعدم الخوف من نظرة المجتمع؟

في السنوات القليلة الفائتة، أجد إقبالاً كبيراً لدى الشابات على الألعاب ولا سيما الجماعية ككرة اليد والقدم والسلة، ولكن يخف هذا الإقبال حين يتعلق الأمر بالألعاب الفردية وألعاب القوة، ربما لأنها مغيبة قليلاً عن اهتمام الإعلام ووسائل التواصل. إنما ألاحظ في آخر سنتين بدء حماس الشابات لممارسة هذه الألعاب بسبب ازدياد البطولات المفتوحة حيث تتم دعوة الفتيات من المدارس للمشاركة، كما يتم استقدام مدربات من الخارج للتدريب. ما تغيّر أيضاً هو نظرة المجتمع إلى الرياضيات فالأهل اليوم يشجعون الفتيات على التمرس في مختلف أنواع الرياضة بسبب ازياد الوعي بأهميتها في الحياة وفي الحفاظ على الصحة والعافية. أنا ومن منطلق تجربتي الطويلة في هذا المجال أنصح بنات بلدي بأن يقصدن النوادي النسائية ويبدأن بالتدرب، فأنا مثلاً ألعب في نادي الكويت حالياً، ويوجد خيارات أخرى فما عليهن إلا البحث لكييجدن ما هو قريب منهن ويرضي ذوقهن.

هل تعرضت للمعاكسات خلال طريقك أو فلنقل تمت محاربتك؟

في الفترة الأخيرة اختلفت مع مدربة كنت أتعاون معها فتركت النادي الذي كنت أتدرب فيه، وبتّ أتمرن بمفردي وحين أتى وقت تشكيل المنتخب، كانت المدربة المذكورة سابقاً هي المسؤولة عن اختيار اللاعبات، فكنت أتغلب على لاعباتها وتم قبولي في المنتخب وذهبت إلى إحدى البطولات الخليجية في عمان، ولدى وصولي لم يكن اسمي موجوداً وذلك بسبب ضغطها لمنعي، لأني ببساطة لم أرى أن مستقبلي ونجاحي سيتحقق معها، هكذا منعت من المشاركة في هذه البطولة وفي أخرى غيرها، إلا أن هذا الأمر لم يثنيني عن الاستمرار في هذه اللعبة، بل واظبت على التمرين وسأستمر في المشاركة في بطولات فيكفيني أن الكثير من الشابات ينظرن إليّ على أني قدوة لهنّ، وأني صاحبة تاريخ كبير عملت بجهد لكي أحققه.

ما هي رسالتك للشابات الكويتيات في مناسبة يوم المرأة الكويتية؟

أقول لكل بنت من بلدي أن تقوم بكل ما تحب القيام به ولا تدع أحد أو شيء يقف في طريقها، فالمرأة الكويتية قوية وقادرة أن تنجز أي هدف تضعه أمام عينيها، فلا شيء صعب أو مستحيل أمام الإرادة، هذا التفكير رافقني طوال مسيرتي ويجب أن يكون أسلوب حياة لكل امرأة مستقلة وقوية.

ما الذي يعنيه لك أن تكوني كويتية وهل ترين أن الدعم الذي توليه القيادات للنساء كاف وساهم بشكل كبير في تمكينهن؟

أفتخر أني كويتية وأكون في قمة السعادة حين أمثّل بلدي في بطولات خارجية، ولكني أجد أن الشابات يحتجن إلى المزيد من الدعم من قياداتنا، حتى يتم تمكينهن رياضياً أكثر، فمثلاً هذه هي السنة الأولى التي يتم تشكيل لجنة نسائية للعبة ألعاب القوة، ما غيّر أمور كثيرة في اختيار لاعبات المنتخب، وهذا ما نرغب بالمزيد منه، إنها بداية التطور ونتمنى المزيد من التمكين، مع الدعم المعنوي والمادي، والمعسكرات التدريبية، إنها أمور مهمة جداً للاستعداد لبطولات كبيرة، ولكي نحقق إنجازات أكبر. أنا أتكلم من منطلق حبي الكبير لألعاب القوى، فقد قضيت سنوات كبيرة في هذا المجال، وسأستمر مستقبلاً بهاسواء كممارسة لها أو مدربة أو حتى في الكوادر الرياضية.

اقرئي االمزيد: يوم المرأة الكويتية 2022.. رنا النيباري: أنا فخورة بأن أكون في موقع أخدم من خلاله بلدي

 

 

 
شارك