هل تتقبّلين فكرة التقدّم في السن؟ وكيف تتكيّفين معها؟
مَن منّا لم تخف يوماً من أن تكبر في السن وألا تعود شابّة؟ كل النساء يخشين التقدّم في العمر ولكن بدرجات متفاوتة. بعضهنّ يتغلّبن على هذه الفكرة بسرعة ويطردن الخوف من رؤوسهنّ، والبعض الآخر يضعفن ويسمحن لهذا الخوف بأن يسيطر على حياتهنّ. ولكِ أنت أيضاً أن تختاري، هل تكونين من النوع الأوّل من النساء أم من النوع الثاني؟
لا داعي للقلق
أولى التجاعيد تبدأ في الظهور ما بين العامين 25 و30، وهي تكون خفيفة جدّاً، بحيث لا نلاحظها إلّا بعد أن تتعمّق أكثر. حينها تقولين في نفسك: «لم أعد صغيرة مثلما كنت»، وتسيطر عليك لأوّل مرّة فكرة أنّك قريباً سوف تصبحين كبيرة في السن. ولكن لا داعي لكل هذا القلق، فالمسألة ليست مأساة،
إنّما يجب تقبّل الفكرة بكل روح إيجابيّة. لنسأل أنفسنا: لماذا نخاف من التجاعيد إن كنّا سعيدات في حياتنا؟ فهذه التجاعيد، سواء كانت خطّاً على الجبين أم خطّين تحت العينين أم ثنيتين رقيقتين قرب الفمّ، فإنها كلّها علامات تشير إلى أنّك تبلغين مرحلة جديدة من حياتك. فهي ليست سوى ملامح خارجيّة تضفي على وجهك سحراً وجاذبيّة أكبر وتمنحك نضوجاً لافتاً.
بين الغذاء الصحّي والرياضة
وفي هذا الصدد، تقول رولا (40 عاماً): «لا شيء تغيّر في حياتي بين مرحلتي الثلاثين والأربعين. فإنّ الحفاظ على الوزن الصحي وممارسة الرياضة يساعدانني على تقبّل التقدمّ في السن والتأقلم معه. أمّا مسألة عمليّات التجميل فهي اختياريّة، يمكن لأيّ شخص أن يلجأ إليها لتصحيح أيّ عيب في وجهه أو جسمه وخصوصاً مع التقدّم في السن. ولكنّني على الصعيد الشخصي لم أجد بعد حاجة إليها. يكفي أن أتّبع نظاماً غذائيّاً صحيّاً وأمارس الرياضة بانتظام، فهذا يعطيني النشاط والحيويّة والسلام الداخلي. وأضيف نقطة هامّة، أنّني أحرص دائماً على ترتيب شعري وأظافري، وعلى اختيار ملابس أنيقة تشبه شخصيّتي وتليق بجسمي. وأنا أجد أنّ المرأة التي لا تهتمّ بمظهرها وتهمل بعض التفاصيل الأساسيّة في شكلها، لن تتقبّل حتماً هذه المرحلة وقد تصاب باليأس والحزن باكراً.»
تأخير ملامح الشيخوخة
إذا كنت من اللواتي يربطن موضوع السعادة بالجمال الخارجي، فلا تتردّدي في العناية ببشرتك وفي سنّ مبكّرة. استعملي مستحضرات التجميل المناسبة لك، ومارسي الرياضة وتناولي الطعام الصحي، وسوف ينعكس كل ذلك جمالاً على وجهك وبريقاً في عينيك.
بالنسبة إلى سعاد (37 عاماً)، ظلّ التقدّم في السن لديها مجرّد فكرة إلى أن لاحظت أنّها تخطّت الـ35 سنة وأنّ شكلها بدأ يتغيّر! وغير ذلك فهي متصالحة مع نفسها وتعيش هذه المرحلة بسلام وطمأنينة، خصوصاً أنّها تستعدّ للزواج قريباً. إنّها المرحلة الذهبيّة بالنسبة إليها، فهي تواظب على الاهتمام بشكلها الخارجي، وتعتني دائماً بنضارة بشرتها وصحّة شعرها ورشاقة جسمها، وذلك لتأخير ملامح الشيخوخة المبكرة. أمّا عندما ستتقدّم في السن، وتظهر عليها بعض التجاعيد، فهي لن تتردّد في الخضوع لعمليّات تجميل بشرط أن تتناسب مع ملامح وجهها وألا تحوّلها إلى شخص آخر.
الشباب حالة مزاجيّة
لماذا نحصر مفهوم الشباب بمجرّد كونه «بشرة ناعمة»، في حين أنّه قبل كل شيء حالة مزاجيّة؟
فبقدر ما تكونين إنسانة نشيطة وتلقائيّة ومليئة بالحيويّة، وتعملين على إظهار المزيد من المميّزات في شخصيّتك، تظلّين شابّة أكثر من أيّ امرأة صغيرة في السن ولكن كسولة ومنطوية على ذاتها. إضافة إلى ذلك، سوف يسحر نشاطك وحيويّتك كل من حولك، فلن ينتبه أحد إلى أيّ تجاعيد قد توجد في وجهك.
ملامح المرأة الناضجة
وفي هذا السياق تؤكّد نهى (45 عاماً) أنّها تستمتع بكل مرحلة من حياتها وأنّها لا تنزعج من التقدّم في السن. وتقول: «حتى اليوم ما زلت أتقبّل الخطوط الصغيرة حول عينيّ ولا أجدها معيبة أبداً، بل هي تعطيني ملامح المرأة الناضجة. ولكن عندما ستكثر هذه التجاعيد وأشعر أنّها ستؤثّر على جمالي وإشراقتي، فسوف ألجأ حتماً إلى عمليّات تجميل صغيرة وذلك بعد استشارة طبيب التجميل والوقوف عند رأيه وخبرته في هذا المجال». من جهة أخرى، تعيش نهى اليوم هاجس اكتساب الوزن الزائد، الأمر الذي يدفعها إلى ممارسة الرياضة واعتماد نظام غذائي صحي. وتنصح المرأة بأن تطّلع دوماً على كل جديد في عالم الموضة ومستحضرات التجميل، فهذا يساعدها على الاحتفاظ بروح الشباب لوقت طويل.
أناقتك سرّ جمالك
غالباً ما نسمع الناس يردّدون أنّ المرأة في سن الثلاثين تكون أجمل منها في سن العشرين. فهل تنكرين أنّ هذا الأمر ينطبق عليك أنت أيضاً؟ بالتأكيد لاحظت أنّك عندما بلغت سن الثلاثين اكتسبت نضجاً وثقة بالنفس جعلاك ترتاحين لشكلك الخارجي، فبتت مشرقة أكثر ممّا كنت عليه في سن العشرين. إذا كان هذا الكلام لا يقنعك، حاولي أن تجعلي من تجاعيدك وسيلة للفت انتباه من حولك إلى جمالك. فالمرأة قادرة أن تتقدّم في السن ولكن بكل ذكاء وأناقة، فهي تستطيع أن تلفت الأنظار إليها وأن تخالف توقّعات الآخرين وتفاجئهم بذوقها العالي وأناقتها وحفاظها على رشاقتها. وننصحك أيضاً بمراقبة نظامك الغذائي والابتعاد عن كل المواد المصنّعة والمعالجة كيميائيّاً والاكتفاء بتناول الأغذية العضويّة الطبيعيّة. كذلك كوني نشيطة، ومارسي الرياضة واحمي بشرتك بالكريمات الواقية من أشعّة الشمس.
لا حدود للسعادة
قومي بإسعاد نفسك بأيّ طريقة ولا تفكّري كم عمرك. لا تولي اهتماماً إن كان عمرك مناسب لفعل هذه الأشياء أم تلك. قومي فقط بالأعمال التي تتماشى مع أحلامك ورغباتك من دون التفكير في قيود العمر. يمكنك مثلاً أن تشاركي في بعض الحفلات الراقصة وأن تتعلّمي رقصة جديدة كالتانغو مثلاً. ولا مانع في أن تغيّري قليلاً في مظهرك وأن تقومي بعمليّات تجميل صغيرة لإخفاء بعض العيوب أو التجاعيد التي تزعجك. ننصحك أيضاً باتّباع آخر صيحات الموضة في تسريحات الشعر والماكياج والملابس.
هاجس العمر
تعلّمي ألّا تتأثّري كثيراً بالتجاعيد. هوّني عليك، وخذي الأمر ببساطة ولا تتوقّفي عند تجاعيدك كثيراً، وبخاصّةٍ عندما تقفين أمام المرآة. حاولي أن تضعي بعض الماكياج لتبرزي الملامح الجميلة في وجهك، مثل عينيك الواسعتين أو رموشك الطويلة أو شعرك الناعم أو ابتسامتك الجذّابة... وذلك بدلاً من أن تضيّعي الوقت في التحسّر على ما مضى.
كذلك، احذري من اللجوء العشوائي إلى عمليّات التجميل. فهذا قد يسبّب حالات من الندم واليأس، بحيث قد تكتشف المرأة أنّ وجهها يبدو بارداً وجامداً أو أنّها لم تعد تشبه نفسها. ولا تنسي أنّ جاذبيّة المرأة تكمن دائماً بالتعابير البارزة على وجهها وإن تخلّلتها بعض الخطوط الرفيعة.
إذاً، حرّري نفسك من هاجس التقدّم في العمر واعتني بجمالك وكوّني الصداقات وابحثي عن السعادة. وسوف تجدين أنّ هواجسك تجاه عمرك بدأت تتلاشى وأنّ الحياة بدأت تصبح أكثر جمالاً ممّا كانت عليه من قبل.
اقرئي أيضاً: كيف تبدين رأيك بموضوع النقاش؟، أبعدي الكراهية عن علاقاتك، استفيدي من عطلة نهاية الأسبوع إلى أقصى حدّ