كيف تبدين رأيك بموضوع النقاش؟

زرت البارحة صديقتك المفضّلة في منزلها، فقد مضى وقت طويل على لقائكما الأخير. وفيما أنتما تتحدّثان عن الأسرة والعمل، يقرع الجرس فتدخل جارتها وتشارككما الجلسة. وحديث تلو الآخر، وصلتنّ إلى موضوع متعلّق بصحة الجسم. وما إن بدأتنّ بالتحدّث عن ذلك حتى انتابك الارتباك لأنّك عجزت عن إيجاد كلماتك، فوقفت حائرة لا تدرين ماذا تقولين.والتخلّص من مشكلة كهذه أمر في غاية الأهميّة، ويتطلّب منك اتّباع بعض الخطوات السهلة. فما هي إذاً؟

معرفة الأسباب

حين تضيع منك العبارات والكلمات، في أوج حوار تشاركين فيه، تتساءلين عن الأسباب التي توقعك في مشكلة كهذه. فاعلمي أنّها متعدّدة وتختلف من شخص إلى آخر:

- لأنّك تتكلّمين مع هذا الشخص أو ذاك للمرة الأولى أو للمرة الثانية، أي أنّك لا تعرفينه جيّداً.

- لأنّك غير مطّلعة بما يكفي على موضوع النقاش، كحين يتكلّم أفراد الأسرة مثلاً عن إحدى الرياضات فيما تهمّك أنت صيحات الموضة والجمال.

- لأنّك تهابين التفوّه بإجابة لا تعجب المشاركين في الحوار أو طرح سؤال قد يبدو لهم من دون أهمية.

- لأنّك تريدين، من خلال كلامك، أن تحظي بإعجاب الآخرين، بغضّ النظر إن عبّرت عن وجهة نظرك بصراحة أم لا.

ما الحلّ؟

كم من مرّة عجزت عن الكلام، فوجدت نفسك وسط سكوت مربك بعض الشيء. فصديقتك تنتظر إجابتك، إلّا أنّك نسيت فجأة ما ترغبين في قوله. حلّ هذه المشكلة بسيط ويرتكز على مجموعة من الخطوات نطلعك عليها في ما يلي:

لا تبحثي عن المثاليّة

حين تفكّرين في ما ينتظره الآخرون منك، أكان ذلك الإجابة المثاليّة أو العبارة الأنسب، تضعين أمامك مجرّد توقّعات سخيفة لا تنفعك بشيء. لذلك، ولتجنّب القلق الذي يعتريك ويمنعك من التكلّم،

لا تتردّدي في قول ما يراودك. واعلمي أنّه، مهما اختلفت وجهة نظرك، فأنت تعبّرين عن ذاتك وعن شخصيّتك المميّزة عن الآخرين، فلا يجب أن تكون إجاباتك أو عباراتك دائماً مثاليّة مئة في المئة.

لا تكثري التفكير

عندما تكثرين التفكير في ما ستقولينه، تفقدين تركيزك. نعم، هذا صحيح، فالانشغال بأقوالك التالية سيشعرك بالخوف، فتجدين نفسك عالقة بين خيارات عدّة من دون التوصّل إلى أيّ نتيجة. لذلك، لا بدّ لك من أن تركّزي على الوقت الحاضر، فتستمعي بتمعّن إلى ما يقوله المتحدّثون وإلى الأفكار التي يتناولونها.

تنفّسي بعمق وتأمّلي

لتنجحي في العودة إلى أرض الواقع، بعدما نقلك خيالك إلى مكان آخر وبعدما أكثرت التفكير، احرصي على التنفّس بعمق. من خلال هذه الخطوة، تسترجعين تركيزك وتهدّئين من أعصابك، فتتمكّنين من معاودة الحديث مع الموجودين. بالإضافة إلى ذلك، لم لا تتأمّلين المكان الذي تتواجدين فيه لبرهة، وبكلّ حواسك، لتعودي بالكامل إلى اللحظة الحاضرة التي تعيشينها. وتأكّدي أنّك، لو حرصت على تطبيق هذه النصيحة، ستعبّرين عن رأيك بالطريقة الصائبة، ولن يتعذّر عليك إيجاد الكلمات أو العبارات التي ترغبين في مشاركتها مع الآخرين.

استبقي الأمور بإيجابيّة

تقدّمت بطلب لوظيفة مهمّة في شركة رائدة في مجال عملك. وها أنت اليوم تتوجّهين لمقابلة المديرة. ولأنّك لطالما حلمت بهذه الوظيفة ولطالما رغبت في تحقيق النجاح المهني، تنتابك الحيرة حيال هذا اللقاء. فما العمل إذاً؟ بدلاً من الشعور بالتوتّر، استبقي الأمور بإيجابيّة، أي قولي في نفسك «ستجري المقابلة على ما يرام، وسأتحاور مع المديرة بوعي ولباقة. ولا شكّ في أنّني سألفت انتباهها وأكسب هذه الوظيفة، فنشكّل سويّاً فريق عمل ناجح». وعلى غرار هذه المقابلة، عندما تلتقين بأناس جدد، عزّزي ثقتك بنفسك وحسّني مزاجك قدر الإمكان لتستمتعي باللحظات التي تقضينها. وحين تطبّقين هذه الخطوة، تنجرّين في الحديث من دون تفكير، وتعبّرين بكلّ حرية وراحة عن آرائك ووجهات نظرك.

استفيدي من الفضول

حين تغرقين في دوّامة المشاعر السلبيّة، تنغلقين على العالم الخارجي، فتبنين حاجزاً بين عقلك من جهة ومحيطك من جهة أخرى، سواء أفراد أو أشياء. في المقابل، يكون الفضول مفعماً بالترقّب والحماسة. وحين تكونين فضولية، تصبحين منفتحة على الخارج، فتزداد قدرتك على التفكير في أمور إيجابيّة ومثيرة للاهتمام، بعيداً عن الخوف أو القلق. لذلك، كوني فضوليّة لتتمكّني من إيجاد كلماتك في أي حوار تشاركين فيه، ولكن انتبهي! اعرفي حدود الفضول، كي لا يتحوّل إلى استجواب للآخر أو إلى مناقشة مزعجة. فلو رغبت مثلاً في سؤال متحدّثتك عن فيلمها المفضّل، اكتفي بسؤالها عن ذلك وحسب، واتركي لها المجال لتشرح لك عن التفاصيل.

جدي موضوعاً مرتبطاً بالحديث

تعجزين، في كثير من الحالات، عن استكمال الحديث لعدم توفّر أيّ موضوع نقاش يلي ما تتكلّمين عنه مع الموجودين. لذلك، ولتتجنّبي السكوت المزعج والمربك، جدي موضوعاً جديداً تتناولينه، واستوحي لذلك ممّا تتكلّمون عنه أو من العناصر المحيطة بك. فلو كنت تتحدّثين مثلاً مع صديقتك عن الفستان الأنيق الذي أعجبك في السوق البارحة حين كنت تتسوّقين مع والدتك، انتقلي إلى التكلّم عن صيحات الموضة الجديدة وعن أبرز التصاميم الراقية التي قدّمتها الدور العالميّة الفاخرة هذا الموسم. وهكذا، لا تسمحين للصمت بأن يسود الأجواء أو للملل بأن يتسرّب إلى حواراتك.

ابقي مطّلعة

لا بدّ لك من أن تكوني دائماً جاهزة لأيّ حديث قد تتشاركينه مع صديقة أو زميلة في العمل أو أيّ شخص تتعرّفين إليه. لذلك، احرصي على أن تبقي مطّلعة على الأحداث من حولك، أي اقرئي المجلّات والجرائد وطالعي مواقع الإنترنت للأخبار المحليّة والعالميّة. فالثقافة جزء لا يتجزّأ من الحياة، وهي تساعدك في المشاركة في حوارات بنّاءة ومفيدة.

تعرّفي إلى الآخر

انتقلت عائلة جديدة إلى حيّك الأسبوع الماضي، وبعد أن التقيت الجارة اللطيفة في الأمس، دعيتها لتتشارك معك الفطور صباح اليوم. لا شكّ في أنّك تفكّرين في موضوع الحديث الذي سيجمعكما، لأنّك ترغبين طبعاً في أن تبعدي الملل والارتباك عنكما. لذلك، اسمحي لنفسك بالقيام ببحث صغير عنها على الفايسبوك مثلاً، وبالاطّلاع على صور عائلتها والتعرّف على التفاصيل التي تثير اهتمامها، كالرياضات التي تمارسها عادةً مع أسرتها والبلدان التي زارتها... هكذا، تجهّزين نفسك للقائها وتعرفين نوعيّة المواضيع التي تهمّها.

افعلي ما ترينه صائباً

حين لا تكون أفكارك وتصرّفاتك على انسجام، يكون شعورك حيال نفسك سيئاً، أي تشعرين بنوع من الانزعاج الداخلي، وتفقدين ثقتك بنفسك وحبّك لذاتك. لذلك، ولتعزّزي الثقة في داخلك وتستطيعي التعبير بارتياح عن أفكارك وأحاسيسك، افعلي ما ترينه صائباً وأكّدي لنفسك أنّك تستحقين كلّ ما هو جميل في الحياة. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه الخطوة تتطلّب بعض الوقت لتحقيقها، ويبقى الأهمّ أن ترضي ذاتك أولاً قبل أن تسعي إلى إرضاء الآخرين. كوني صادقة مع نفسك، لتعكسي الإيجابية في كلّ حواراتك وأحاديثك.

إقرئي أيضاً: انطــــــــــــــــــــلـــــقي‎ ‎بتفـــــاؤل وإيجــــابيّة ، بابتســــــامة وإيجــــابيّة ابدئـــــــي أسبـــــــــوعك ، الدكتورة Anita Papas: حبّ الذات هو الطريق الأوّل لتحقيق الأحلام

 
شارك