The 6 Rs of Sustainability ستة حلول تضمن لكِ خزانة ملابس كبسولية كلاسيكيّة مستدامة
إذا كان هناك وقت أصبحت فيه الاستدامة تحتل صدارة الأولويات، فهو اليوم. فلم تحظَ هذه الفكرة من قبل بهذا القدر من التركيز، ويعود ذلك بشكل كبير إلى الوعي المتزايد والدور المؤثر الذي تلعبه الأجيال الحالية. وعلى مر السنوات، شهدنا علامات تجارية تتبنى التدابير اللازمة لضمان أن تكون ممارساتها أكثر أخلاقية ومصادرها صديقة للبيئة وعمليات إنتاجها قابلة للتتبّع والمواد التي تستخدمها تتماشى مع احتياجات ورغبات المستهلكين، للاستجابة لمتطلبات الجيل Z الذي يطمح إلى شراء منتجات مستدامة عصرية وخالدة، تعكس روح الفخامة والدقة، وفي الوقت نفسه تلتزم بالمسؤولية الجماعية للحفاظ على البيئة ومستقبل الكوكب. وبمصطلحات بسيطة، تعني الاستدامة تلبية احتياجات الحاضر من دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة، حيث يتم اليوم اتخاذ قرارات تخدم مصلحة أجيال الغد والكوكب.
وعلى الرغم من أنّ مصطلح الاستدامة يُستخدم بشكل عادي في المحادثات وأحيانًا لأغراض تسويقية، إلا أن مفهومه يتجاوز مجرد استخدام مواد صديقة للبيئة. فالاستدامة هي نمط حياة شامل يُعنى بجوانب متعددة، تلعب جميعها دوراً محورياً في تعزيز الاقتصاد الدائري وتحقيق استدامة حقيقية في عالم الموضة. وفي هذا النظام الدائري المتكامل، تُصمم الملابس لتكون طويلة الأمد، سهلة الصيانة والإصلاح، مصنوعة من مواد آمنة أو منخفضة التأثير البيئي، وقابلة لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام، ما يساهم في تقليل الإنتاج المفرط والحد من النفايات.
وفي هذا السياق، تمثل ستّة حلول تُعرف بالـ 6 Rs، دليلاً يساعد على فهم أهمية الخطوات اللازمة لضمان بيئة نظيفة ومستقرة للأجيال القادمة. تبدأ هذه الخطوات من تغيير عقلية المستهلك، ليركّز على شراء عدد محدود من الملابس التي تتميز بتعدد الاستخدامات، والتي تأتي مصممة بأعلى معايير الجودة لتدوم طويلاً. فهيّا نتعرّف على هذه الحلول.
"حوالي 40% من مستهلكي جيل زد وجيل الألفية يعتبرون التأثير البيئي عاملاً بالغ الأهمية أو شديد الأهمية عند اتخاذ قرارات الشراء، وهي نسبة تقارب ضعف نسبة جيل البومرز."– Company &McKinsey
يرتكز المفهوم الأول، Reduce أو "التقليل"، على أهمية الحد من كمية المنتجات التي نستهلكها، مما يسهم بشكل مباشر في تقليل الاستهلاك ومن ثم تقليص حجم النفايات. في عالم الموضة، يميل الأفراد غالبًا إلى متابعة الصيحات الجديدة، مما يؤدي إلى الإفراط في الاستهلاك، خصوصًا مع انتشار علامات الأزياء السريعة التي تتميز بسهولة الوصول إليها وأسعارها الميسورة.
وللحفاظ على مبدأ تقليل الاستهلاك، يولي الجيل الجديد، وخاصةً جيل زد، اهتماماً كبيراً بالحد من عمليات الشراء المفرطة، مع التركيز على بناء خزانة ملابس كبسولية تضم ملابس مينيمالية ومتعددة الاستخدامات، يمكن تنسيقها مع بعضها بأكثر من طريقة للحصول على عدد إطلالات متنوعة. ومع بروز علامات تجارية معاصرة تمثّل مفهوم "الفخامة المعاصرة"، تتجه اهتمامات المستهلكين الشباب نحو دور أزياء مثل The RowوKhaite وMSGM وIsabel Marant، التي تقدّم ملابس مصممة بإتقان لتدوم لمواسم متعددة، تمتلك جمالية معاصرة ومينيمالية، ما يجعلها قطعاً يمكن اعتمادها في مناسبات متنوّعة.
تصميم منتجات تدوم طويلاً لا يساهم في الحد من استبدالها باستمرار فحسب، بل يقلل أيضاً من استهلاك المواد الأوليّة وتوليد النفايات، وذلك باستخدام مواد عالية الجودة وأساليب تصنيع متقنة
وعلامة تجارية فاخرة ومعاصرة أخرى هي Stella McCartney المعروفة بنهجها الفريد في استخدام أقمشة غير تقليدية صديقة للبيئة في تصاميمها. ومن القطع التوقيعيّة التي تقدّمها يبرز معطف ذو لون محايد يُعد قطعة أساسية ضمن خزانة ملابسنا الكبسولية، يرافقنا من عام إلى آخر إذ إنّه قطعة متعددة الاستخدامات يمكن تنسيقها بسهولة، سواء في إطلالة رسمية أو غير رسمية لمختلف أنواع المناسبات، من دون أن يفقد رونقه مع الوقت. بالتركيز على هذه العلامات الفاخرة والمعاصرة التي تقدم جمالية بسيطة، يمكن بناء خزانة ملابس تحتوي على عدد محدود من القطع ذات الجودة العالية التي تناسب العديد من المناسبات.
إيجاد طرق جديدة لاستخدام الملابس بدلاً من التخلص منها يساهم في إطالة عمرها المنتج، وهنا يأتي دور المفهوم الثاني Reuse أي "إعادة الاستخدام". الابتعاد عن علامات الأزياء السريعة يعد من أهم النقاط الأساسية عندما يتعلق الأمر بمفهوم "إعادة الاستخدام"، لأنّها لا تُصمم مع مراعاة الجودة أو الاستدامة أو طول العمر، بل تُنتج بسرعة وتُسعّر بأسعار منخفضة لجذب المستهلكين، ما يؤدّي إلى التخلص منها بسرعة أكبر مقارنةً بالمنتجات الفاخرة، ونادراً ما تسمح نوعيّتها بإعادة استخدامها.
"يُسرع مستهلكو الأزياء السريعة في الاستغناء عن الملابس، إذ تشير التقديرات إلى أنّهم يعتبرون أنّ الملابس ذات الأسعار المنخفضة يمكن التخلص منها بعد ارتدائها 7 مرات فقط." - McKinsey & Company
ومع مفهوم "إعادة الاستخدام"، فإن التوجه نحو ملابس عالية الجودة هو الخطوة الأولى لضمان أنها مصنوعة لتدوم، ويمكن ارتداؤها لسنوات طويلة بل وحتى توريثها من جيل إلى آخر. وعند الاستثمار في منتج فاخر، يجب التفكير في طول عمره، ليكون أصلاً حقيقياً سيخدم هدفه في الوقت الحالي ولسنوات قادمة. على سبيل المثال، حقيبة كلاسيكية من Chanel أو Dior هي قطعة استثمارية يمكن أن تتوارث بين الأجيال، وفي بعض الأحيان تزداد قيمتها مع العمر، ما يجسّد مفهوم إعادة الاستخدام. ويلعب المستهلكون دوراً حيوياً في تغيير عقلية الشراء المفرط من علامات الأزياء السريعة التي تقدّم ملابس ذات عمر قصير، والاهتمام أكثر بقطع ذات جودة عالية تدوم طويلاً. وفي نهاية المطاف، يساهم ذلك في بناء خزانة ملابس ذات جودة عالية ومتعددة الاستخدامات بدلاً من التركيز على وفرة القطع، حيث تكون الجودة أهم من الكمية، ما يجعل إعادة استخدام ممكناً.
"يُلقى ما يعادل 3 قطع من كل 5 تُنتَج سنوياً في مكبات النفايات أو تُحرق." - McKinsey & Company
المفهوم الثالث هو Recycle أي "إعادة التدوير"، وهي عملية تحويل المواد المستخدمة إلى منتجات جديدة، ما يقلل الحاجة إلى استخدام مواد خام جديدة وبالتالي تقليل حجم النفايات. ومن خلال إعادة التدوير، يمكن لأي صناعة الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل حجم النفايات التي قد تنتهي في مكبات النفايات، ما يلحق الضرر بالبيئة ويؤثّر سلباً على صحّة الأجيال القادمة.
"حوالي 70% من جميع المواد المستخدمة في صناعة الملابس هي ألياف صناعية، وتشمل مواد مثل الإيلاستين والنايلون والأكريليك. ويشكل البوليستر وحده 52% من جميع الألياف المستخدمة في صناعة الملابس، ما يجعله النوع الأكثر استخداماً." - Uniform Market
وفي السنوات الأخيرة، زاد وعي الأفراد حول أهمية وسهولة إعادة التدوير، سواء في المنازل بإعادة تدوير منتجات المستعملة في الحياة اليوميّة، أو حتى بالمشاركة في برامج إعادة التدوير التي تتيح التخلص من الملابس غير المرغوب فيها لإعادة استخدامها بطرق أخرى. وإحدى الوسائل الشائعة التي تُعتبر شكلًا من أشكال إعادة التدوير في صناعة الأزياء الفاخرة هي استخدام مخازن الأقمشة الراكدة، وهي مواد فائضة ذات جودة عالية يمكن استخدامها في صنع قطع جديدة، ما يساهم في تعزيز مفهوم الموضة الدائرية مع الحفاظ على هوية العلامة باستخدام مواد عالية الجودة.
في عالم العلامات التجارية الفاخرة، لطالما برزت Prada كدار أزياء عريقة، التي تستخدم النايلون كمكون جوهري. وقد أصبح النايلون رمزاً للهوية الجوهرية للعلامة التجارية، ما جعل Prada رائدة في العالم المعاصر ومهدت الطريق لما يعنيه الأسلوب المينيمالي والخالد. وإنّ مشروع Prada Re-Nylon يُعد التزاماً وشهادة على رغبة العلامة في دفع عجلة مستقبل أكثر استدامة من خلال حرفية تجسّد قيم الممارسات المسؤولة. تُصنع مجموعة Prada Re-Nylon بالكامل بإعادة تدوير البلاستيك الذي يُجمع من شباك الصيد ومطامر النفايات والألياف النسيجية بالإضافة إلى المحيطات، ليتحوّل إلى قماش نايلون جديد معروف باسم ECONYL®، يخضع لعملية دقيقة تشمل إزالة البلمرة، والتنقية، وتحويل البوليمرات الجديدة إلى خيوط تُستخدم لاحقاً في صناعة أكثر القطع شهرة لدى العلامة. وما يميز هذا الابتكار المذهل هو أن خيوط النايلون المُعاد تدويرها يمكن إعادة تدويرها إلى ما لا نهاية دون أن تتأثر جودة المادة، ما يخلق مادة خالدة تُحافظ على جمالها عبر الأجيال.
المفهوم الرابع هو Rethink أو "إعادة التفكير"، ما يرتبط بعقليّة المستهلك وكيف يفكّر، وقدرته على الابتعاد عن الشراء العشوائي وإعادة تقييم ما إذا كانت قطعة الملابس أو المنتج ضرورية بالفعل. فهل يحتاج حقاً إلى كنزة سوداء إضافية أو سروال الجينز الأزرق الداكن الذي قد يكون مشابهاً لقطع موجودة بالفعل في خزانته؟ ومع وفرة حملات التسويق وازدياد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الطبيعي أن يُغرى عشاق الموضة بشراء منتج يرونه عبر الإنترنت، خصوصاً مع سهولة التسوق الإلكتروني الذي يسمح لنا طلب قطعة بضغطة زر تصل مباشرةً إلى باب المنزل. هنا تكمن أهمية بناء خزانة ملابس كبسولية فاخرة، من خلال وضع أهداف واضحة تتماشى مع أسلوبنا الشخصي، وسيصبح بالفعل من السهل تنسيق القطع الموجودة في خزانة ملابسنا لابتكار إطلالات كثيرة.
والاستثمار في عدد محدود من القطع الفاخرة التي تتميز بتصاميم بسيطة، ألوان حيادية، وقابلية للتنسيق، يتيح لكِ تقليل مشترياتكِ لأنّها تسمح لكِ تنسيق إطلالات متنوعّة. فبالاعتماد على قطع أساسية مثل بليزر بلون حيادي، سراويل جينز، بدلة، معطف ترنش أنيق، كنزات متعددة الاستخدام، أحذية وحقائب عالية الجودة، يمكن بناء خزانة ملابس محدودة ولكن تتميز بالفخامة وطول العمر من حيث الجودة والأناقة.
مفهوم Refuse أي "الرفض" يُعتبر من أهم العوامل ضمن إطار بناء خزانة ملابس مستدامة، وهو يعني ببساطة اختيار عدم الانغماس في شراء قطع غير ضرورية يمكن الحصول عليها بسهولة. فعندما يُنمّي المستهلكون عقلية تعتمد على الرغبة في اقتناء كميات محدودة من القطع ذات الجودة العالية، يتم تلقائياً تقليل الحاجة للاستهلاك المفرط، ما يدفع الشركات للتوقف عن الإنتاج بكميات كبيرة. إنها دورة تبدأ من طلب المستهلك، فعندما يرفض المستهلك شراء منتجات منخفضة الجودة ورخيصة الثمن، يتم تحفيز الشركات والعلامات التجارية لإعادة تقييم سلاسل التوريد وعملية الإنتاج الخاصة بها، ما يعزز الالتزام بالمسؤوليات الأخلاقية والبيئية.
تساهم صناعة الأزياء بنسبة 10% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، ما يؤكد أثرها البيئي الكبير
تعزيز ثقافة واعية فيما يتعلق بعادات الشراء الشخصية هو الخطوة الأولى لإنشاء نظام أزياء دائري، حيث يصبح مفهوم "اشترِ أقل واختر بحكمة" هو المفتاح. ومن خلال التركيز على شراء قطع عالية الجودة، بسيطة، ومتعددة الاستخدام، يمكن أن يلعب المستهلك دوراً حيوياً في تقليل الحاجة المستمرة لشراء الملابس الجديدة، ما يقلل من النفايات الناتجة عن صناعة الأزياء.
المفهوم السادس Repair أي "إصلاح" مفهومٌ سهل. فعندما تتعرض قطعة فاخرة للتلف، نادراً ما يتم التخلص منها نظراً لقيمتها المادية والمعنوية، بل عادةً ما يتم إرسالها لخدمات إصلاح تقدّمها العلامات التجارية الفاخرة. في المقابل، عندما تتعرض قطعة من الأزياء السريعة للتلف، يتم التخلص منها بسهولة من دون أي تفكير نظراً لإمكانية استبدالها بتكلفة منخفضة، لكن ذلك يترتب عليه تأثير بيئي سلبي كبير. ومع الوعي المتزايد حول أهمية الأزياء الأخلاقية واختيار المواد عالية الجودة المصممة لتدوم، زاد اهتمام عشاق الموضة مؤخراً بالعثور على قطع فاخرة عتيقة أي Vintage. إنّها قطع صُممت وصُنعت منذ عقود، ما يمنحها تميزاً ينبع من الشعور بالتفرّد عند اقتنائها. فالقطعة التي تُشترى من متجر فاخر vintage عادة ما dكون عمرها أكثر من 15 إلى 20 عاماً، وغالباً ما تكون قد خضعت للإصلاح أو تحتاج إلى إصلاح بسيط لتعود إلى حالتها الأصلية.
تمثل الأزياء الـvintage عاملاً أساسياً في الاستدامة لعدة أسباب، بدءاً من كونها صديقة للبيئة. فقطعة vintage قد تم انتاجها سابقاً واليوم هي تحصل على فرصة ثانية للحياة من دون الحاجة إلى المرور بعمليات الإنتاج والتصنيع التي قد تكون مضرة بالبيئة. الأزياء الـvintage تجمع بين مفهوم إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، فهي لا تحتاج إلى موارد طبيعية مثل المياه والطاقة، وتقلل من عدد القطع التي تنتهي في مكبات النفايات.
على مدار السنوات الأخيرة، ومع الانتشار المتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح المستهلكون أكثر وعيًا وانفتاحًا، مما أدى إلى زيادة توقعاتهم وارتفاع الطلب على تلبية احتياجاتهم. وفي قطاع الموضة، الذي يُعرف بتأثيره الكبير على البيئة، برزت الأجيال الجديدة مطالبةً بمزيد من الشفافية واستخدام بدائل مستدامة في عمليات الإنتاج ومواد لا تضر بالبيئة. يُعدّ المستهلك نقطة الانطلاق نحو مستقبل أكثر استدامة لكوكبنا، حيث يلعب الوعي البيئي والرغبة في التغيير دوراً جوهرياً في دفع المستهلك لاتخاذ قرارات شراء مدروسة، ما سيحثّ العلامات التجارية على التكيّف مع هذه الاحتياجات المتغيرة. وفي إطار مفهوم حلول الاستدامة الستّة The 6 Rs، يمكن للأفراد تغيير طريقة تفكيرهم في مجال الموضة وبناء خزائن ملابس مبتكرة ومستدامة، مثل خزانة الملابس الكبسولية الفاخرة، التي تُركّز على عدد محدود من القطع الكلاسيكية العالية الجودة، مثل الملابس الـvintage، والأقمشة الصديقة للبيئة المصنوعة من ألياف معاد تدويرها. هذه القطع تتميز بجودتها وتعدد استخداماتها وطول عمرها، وبإمكانيّة تنسيقها في إطلالات متعددة وبطول عمرها.
يرتكز الاقتصاد الدائري في قطاع الموضة على مبادئ تصميم تهدف إلى تقليل النفايات إلى أدنى حد ممكن، مع التركيز على الاستفادة القصوى من المنتجات والمواد طوال دورة حياتها. يتم ذلك من خلال إصلاحها وإعادة استخدامها أو تدويرها لتحويلها إلى منتجات جديدة. يعتمد هذا النموذج على نظام مغلق يتيح إعادة تدوير المواد واستخدامها بشكل متكرر، مما يقلل الاعتماد على استخراج الموارد الطبيعية الجديدة. وتُعد صناعة الأزياء السريعة اليوم ثالث أكبر ملوث عالمياً، حيث تروّج للإفراط في الإنتاج والاستهلاك، ما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الهدر والتأثيرات البيئية السلبية. تعتمد هذه الصناعة على جذب المستهلكين عبر أسعار منخفضة تغذي عمليات الشراء العشوائية وغير المدروسة. بدلاً من ذلك، يُعتبر الاستثمار في قطع فاخرة وعالية الجودة خياراً أكثر استدامة على المدى الطويل. فهذه القطع ليست مصممة لتدوم لسنوات فحسب، بل تتميز بإمكانية توريثها للأجيال القادمة، ما يحدّ من الهدر والتأثير البيئي السلبي نظراً لأنّه يتم إنتاجها بكميات محدودة.
التفكير في الأجيال القادمة يتطلب تبني عادات تسوق واعية تركز على تصاميم خالدة ومتينة، مع الاهتمام بمواد غير تقليدية مستمدة من ألياف نباتية ومواد راكدة يتم إعادة توظيفها لتصبح منتجات فاخرة. عبر إصلاح الملابس والإكسسوارات القديمة، أو شراء قطع فريدة من متاجر الأزياء العتيقة، يمكن للمستهلكين تعزيز مفهوم الاستدامة. بتغيير العقليات نحو استهلاك أقل ولكن بجودة أعلى، يمكن للمستهلكين أن يلعبوا دورًا محوريًا في تقليل النفايات الناتجة عن صناعة الأزياء. إضافة إلى ذلك، تساهم خدمات إصلاح الملابس والإكسسوارات القديمة في منحها حياة جديدة، إلى جانب الإقبال المتزايد على شراء قطع فريدة من نوعها من متاجر الأزياء الـvintage وهو توجّه اكتسب شعبية كبيرة مؤخراً. فمن خلال تبنّي عقلية جماعية تركّز على تقليل الاستهلاك مع التركيز على الجودة، يمكن اتخاذ خطوات فعّالة نحو الحد من الإفراط في الشراء وتقليل المنتجات غير الضرورية التي غالباً ما ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات. بذلك، يصبح المستهلكون جزءاً أساسياً من الجهود المبذولة للحد من النفايات الناتجة عن صناعة الأزياء وتعزيز مستقبل أكثر استدامة.