مهره المرزوقي: أسعى لترك بصمة جميلة ومؤثّرة في حياة الآخرين

كل واحدة منهنّ في مجالها، تسعى 4 شابات إماراتيات إلى إحداث تأثير إيجابي في المجتمع الذي يتواجدن فيه، وهنّ غير معترفات بالصعوبات أو القيود الاجتماعية التي تمكنت في السابق من حصرهنّ في مجالات معينة. اليوم، ينجحن في مجالات متنوعة مثل الفضاء والطيران والرياضة وريادة الأعمال والكتابة والإبداع، فكيف يصفن رحلاتهنّ، وأين يرين شابات جيلهنّ مستقبلاً؟

صحيح أنّ الهدوء يبدو واضحاً على شكلها وملامحها وإطلالاتها، لكن الشابة الإماراتية مهره المرزوقي لا تعرف الهدوء في يومياتها، فهي ناشطة وفاعلة ومؤثّرة في مجال الإعلام كما شاركت في عدد من البرامج القيادية والدورات التخصصية ولها حضور كبير في الفعاليات الشبابية التي تقام على مستوى الدولة. وهي بالإضافة إلى اقتحامها مجال ريادة الأعمال وتأسيس مشروع خاص بها، تمارس وظيفة حكومية في مجال الاتصال الاستراتيجي. فما هو التأثير الذي ترغب بتركه في مجتمعها وماذا عن طموحاتها المقبلة؟ اكتشفي الإجابات في هذا اللقاء.

دخلتِ مجال ريادة الأعمال بشجاعة وأسستِ مشروعكِ الخاص ALM Graphics. حدّثينا عن الظروف التي دفعتكِ إلى الانطلاق؟

لطالما كنت أود أن يكون لي مشروعي الخاص ولكن لم تكن لديّ الثقة الكافية بمهاراتي والشجاعة للبدء والقيام بالخطوة الأولى، إلّا أنّ جائحة كورونا جعلتني أشعر بفراغ كبير ولاسيما أنني اعتدت أن أكون ناشطة في المجتمع، لذلك جاء قراري بتأسيس مشروع خاص بي لتقديم خدمات التصميم لأستثمر وقتي بشكل فعال.

لماذا اخترتِ أن يكون مشروعكِ في مجال التصميم؟ ما هي بصمتكِ المميزة من خلاله؟

على مدار السنوات، كان لدي اهتمام في مجال التصميم الجرافيكي، حيث كنت أصمم لمختلف المناسبات للأهل والأقارب وبعض الجهات في الدولة، ودائماً كانت تردني أسئلة عن لماذا لا أستثمر جهدي في مشروع خاص بي. لذلك، في خلال الجائحة، فكرت ببدء مشروعي الخاص، وأول ما تبادر إلى ذهني كان تصميم البطاقات بحكم أنّه في خلال الجائحة كان هناك حاجة حقيقية لمثل هذه التصاميم خصوصاً مع منع إقامة الاحتفالات والمناسبات. ما يميز مشروع ALM Graphics هو أنّنا دائماً نحرص على تقديم الأفضل للزبائن حيث نقوم بتصميم بطاقات الأفراح والمناسبات حسب موضوع المناسبة، أي ببصمة مميزة لا تشبه غيرها.

يتطلب افتتاح أي مشروع امتلاك صفات إدارية وتخطيطية، كيف استحصلتِ عليها؟

بالتأكيد كان هناك أثر للدورات التدريبية التي أخذتها على مرّ السنوات الماضية في مجالات عدة منها التخطيط والقيادة وإدارة المشاريع، فهي تلعب دور مهم في إدارة المشروع بطريقة ذكية وصحيحة. كما أنني لم أكتفي بذلك، وخلال المشروع حرصت على تطوير مهاراتي وقدراتي في مجال التصميم من خلال الانضمام للدورات التخصصية في التصميم والاستفادة من الانترنت للتغذية البصرية.

هل واجهتِ تحديات محددة ولا سيما أنّكِ شابة تخوض مجالاً جديداً؟ هل تلقيتِ الدعم من محيطكِ الاجتماعي؟

في كل مشروع وكل عمل لا بد من وجود بعض التحديات، وأبرز تحدٍ واجهته كان الموازنة بين دراستي الجامعية ومشروعي الخاص، خصوصاً مع الاقبال الكبير الذي شهدته في خلال بداياتي، ولكن استطعت تدارك الأمر بتنظيم وقتي بصورة صحيحة وتحديد الأولويات.

تلقيت الدعم من أهلي وأصدقائي، فمن لحظة الإعلان عن المشروع على وسائل التواصل الاجتماعي بدأت طلبات التصميم تردني من اليوم الأول، وكان هذا حافز لي بأن أستمر في المشروع. ومع مرور الأيام والأشهر، كان عدد الطلبات في تزايد، وهذا يدل على اقتناع المزيد من الناس بعملي وإعجابهم بالنهج الخاص الذي أقدمه.

ما هي الصفات التي تحتاجها أي شابة للانطلاق في مشروعها الخاص؟ هل التمويل أساسي أم يمكن البدء بميزانية متواضعة؟

أهم ما تحتاجينه لبداية مشروع جديد هو الثقة بنفسكِ وبمهاراتكِ وبأن يكون لديكِ شغف اتجاه المشروع الذي اخترتهِ. إن تواجدت هذه الصفات، ستعملين المستحيل لتحقيق ما تريدين، أمّا التمويل فهو برأيي غير أساسي. أنا بدأت مشروعي بميزانية تقدّر بـ»صفر درهم»، ولكن درست المشروع وكان مبنياً على حاجة السوق، ومع التخطيط الصحيح، استطعت الاستمرار والتقدّم بثبات نحو النجاح.

أنتِ ناشطة في العديد من المجالات الإعلامية والثقافية، حدّثينا عن أكثر النشاطات التي ساهمتِ فيها وتفتخرين بإنجازها؟

تخرجت بدرجة البكالوريوس في تخصص الاتصال الاستراتيجي المتكامل من جامعة زايد، وفي خلال فترة دراستي في الجامعة شغلت منصب نائب رئيس مجلس طالبات جامعة زايد ورئيس التوعية والتثقيف في مجلس الكليات والجامعات لشرطة دبي. أيضاً، كنت عضوة في مؤسسة سجايا فتيات الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وشغلت منصب أمين عام لمجلس شورى شباب الشارقة. وشاركت في عدد من البرامج القيادية والدورات التخصصية في مجال الإعلام ودائماً ما أحرص على المشاركة في الفعاليات الشبابية التي تقام على مستوى الدولة، والآن أنا موظفة حكومية في مجال الاتصال الاستراتيجي.

ما هو التأثير الذي ترغبين بإحداثه في مجتمعكِ؟

أسعى إلى تمثيل دولتي أفضل تمثيل وترك بصمة جميلة ومؤثّرة في حياة الآخرين، وبأن تكون لي مساهمات في خدمة وطني الإمارات وقيادتنا الرشيدة التي عوّدتنا على العطاء ومد أيادي الخير للجميع. وبلا شك، هذا يحفّزنا على تقديم كل ما في وسعنا لخدمة وطننا الذي يُعتبر أغلى ما نملك، وبالنسبة لي أرى أنّ الدراسة والعمل طريق لخدمة الوطن، لأنّ الوطن يحتاج إلى الشباب المتعلمين والمثقفين المؤهلين لشغل المناصب العليا.

ما هي نصيحتكِ لكل شابة تبحث عن ذاتها وعن غايتها وشغفها في الحياة؟

نصيحتي لكل شابة تبحث عن شغفها في الحياة هي أن تملك أهم عامل ومحرك يساعدها لتحقيق طموحها، وهو الرغبة الكبيرة، يليها حب الاستكشاف وعدم الخوف من التجربة، لأنّ التجربة تولّد الشغف فينا وتوجهنا نحو أهدافنا في الحياة وتجعلنا قادرين على تحمل الصعوبات التي من الممكن أن نواجهها.

هل ساعدكِ كونكِ إماراتية في تحقيق النجاح لمشروعك؟ كيف ترين الدعم الممنوح من الدولة للأفكار الجديدة والشبابية؟

دولة الإمارات تحرص دائماً على دعم الشباب في كافة المجالات، حيث أطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب لائحة للمصممين الاماراتيين للشباب، والتي أتاحت لي فرصة المشاركة في جناح الشباب باكسبو 2020 دبي واستعراض تجربتي في مجال التصميم، كما وردني عدد من عروض العمل من الجهات الحكومية على مستوى الدولة للعمل كمصممة بفضل هذه القائمة التي أعدّتها المؤسسة، إلّا أنني اتخذت التصميم كهواية وليس كوظيفة أساسية.

تقدّمين صورة راقية ومميزة عن الشابة الإماراتية، فكيف تختارين إطلالاتكِ؟ وكيف تنعكس صفاتكِ الشخصية (الهدوء، الرزانة) على هويتكِ وطموحاتكِ المهنية؟

أحرص دائماً على اختيار إطلالات تعكس ذوقي وشخصيتي، وذلك لتقديم نفسي بشكل صحيح وإبراز صورة جميلة عن المرأة الإماراتية. فبرأيي المظهر مهم لأخذ انطباع أوّلي ولكن التأثير الحقيقي يبدأ بالأفعال وليس بالاعتماد على الشكل.

ما هي مشاريعكِ المقبلة؟

أسعى في خلال الفترة القادمة إلى التركيز على مجال عملي ووظيفتي الأساسية من خلال تطوير نفسي في مجال تخصصي «الاتصال الاستراتيجي» لأنني شخصية طموحة وشغوفة وأسعى لتمثيل دولتي الإمارات أفضل تمثيل. برأيي طريق النجاح لا نهاية له والتوقف يعني الفشل ولابد من التعلم على مدى الحياة. هذا نهج تعلمناه من قيادتنا الرشيدة التي لا تتوقف عن صنع الإنجازات على كافة الأصعدة.

اقرئي المزيد:  شما البستكي: هدفي نشر النقاش الثقافي بمختلف أنواع الكتابات والإبداع مع جيلنا وليستمر مع أجيال المستقبل

 
العلامات: لقاء مبدعات
شارك