هكذا تنجحين في محاربة التوتّر قبل الزفاف من خلال النظام الغذائي المناسب
من الطبيعي أن تمرّ كل امرأة منّا بفترة تشعر فيها بالكثير من التوتّر والضغوطات. فالمراحل التي نعبرها في حياتنا تختلف مع التقدّم في السنوات، ومنها على سبيل المثال بدء وظيفة جديدة أو استكمال الدراسة أو انتظار طفل أو حتّى الزواج. ويغيب عن بالنا أحياناً أنّ الحلّ قد يكون في إدخال تغييرات بسيطة إلى حياتنا. ولأنّ النظام الغذائي والطعام المناسب يساعد في محاربة التوتّر، التقينا أخصائية التغذية نور الشوّا (وحسابها على إنستغرام @dietitian.nor) لنتحدّث أكثر عن هذا الموضوع تحديداً.
طريق جديد...
تحمل مرحلة التحضير للزفاف معها الكثير من المشاعر المختلطة، بين السعادة والحماسة والقلق والتوتّر والضغوط... وفي أحيان كثيرة، تشعر العروس وكأنّها ترزح تحت ثقل واضح على الرغم من كلّ التغييرات الجميلة التي ستأتي عليها الفترة المقبلة. ولأنّ التفكير في الإطلالة أمر لا مهرب منه، نجيب مع أخصائية التغذية نور الشوّا على عدد من الأسئلة التي قد تطرحها كل فتاة ستقدم على الزواج في الأشهر القليلة التالية.
تغييرات ضمن حدود المعقول
إليك أوّل سؤال تبادر إلى أذهاننا عن شكل جسم العروس وقامتها: "لا يمكن للعروس أن تغيّر شكل جسمها بطريقة غير واقعية أو غير منطقية. فكيف تنصحينها إذاً على تقبّل شكل جسمها، ومتى يجب عليها البدء بإدخال بعض التغييرات الغذائية الصحية كي تحسّن قامة الجسم وتتخلّص من بعض الكيلوغرامات التي قد تكون إضافية؟". فإليك الإجابة!
تقول الشوّا: "يهمّنا دائماً أن تكون العروس مقتنعة أو راضية عن شكلها ونفسها تماماً، أي ألّا تحاول أن تتغيّر جذرياً وأن تصبح شخصاً آخر. ويعني ذلك أن تسعى العروس إلى إظهار شكل جسمها بأفضل ما يمكن، أي الاهتمام بصحة الجسم ومظهره بطريقة منطقية من دون أي مبالغة. فلو شعرت العروس مثلاً بأنّها تحتاج إلى إنقاص وزنها والتخلّص من بعض الكيلوغرامات، عليها اتّخاذ الخطوات اللازمة قبل فترة طويلة من العرس – لنقل سنة على سبيل المثال – وذلك كي تلزم نفسها بأي قيود غذائية أقلّه قبل أسبوعين من حلول موسم الزفاف. لماذا؟ لأنّ هذه الفترة تحديداً التي تسبق اليوم الكبير تحمل معها الكثير من التوتّر، ويُفضّل في هذا الإطار عدم التقيّد بأي حمية غذائية".
تحضير لمرحلة ما بعد الزواج
تشير الشوّا إلى أنّ النظام الغذائي المناسب الذي تتّبعه العروس قبل زفافها يهيّئها لتكون زوجة تحافظ على أسلوب صحّي في منزلها وتحرص على اتّباع عادات صحية مع أفراد أسرتها، فتنقلها بالتالي لأولادها. ويمكن بالتالي للعروس أن تضع في بيتها الزوجي عدداً من القواعد الغذائية كي يتم الالتزام بها منذ البداية، ونذكر منها على سبيل المثال التخفيف من تواجد الأطعمة غير اللازمة مثل السكريات. وفي هذا الإطار أيضاً، لا بدّ من القول إنّ العروس تجهّز نفسها وجسمها لتكون أمّ أي لمرحلة الحمل والولادة وحتّى ما بعدها. ولذلك، من المهمّ أن تكون التغذية كاملة متكاملة من حيث الفيتامينيات والحديد وحمض الفوليك والدهون الصحية الأوميغا 3 وغيرها من العناصر الغذائية الضرورية للجسم.
الحمية الغذائية المثالية قبل موعد الزفاف
تقوم الحمية الغذائية المثالية للعروس على نظام متوازن ومتنوّع، أي يحتوي على مختلف أنواع الأطعمة ويبتعد كل الابتعاد عن الحرمان. ويعني هذا أنّ الحمية التي على العروس اتّباعها لا ينبغي أن تقون قاسية، بل على العكس مرنة ومعتدلة كي تساعد في التخفيف من وزنها إنّما من دون رفع مستوى التوتّر في المقابل.
ومن أهمّ النصائح في هذا الإطار:
- تناول الكمية المناسبة من البروتينات خلال الوجبات وتناول كمية معتدلة من الدهون الصحية مثل الأفوكادو والسلمون
- تناول النشويات المعقّدة أي الحبوب الكاملة والخبز الأسمر ومنتجات القمح الكامل، والابتعاد في المقابل عن المعجّنات والخبز الأبيض والسكريات
- إدخال البذور إلى الوجبات، مثل بذور الشيا وبذور اليقطين
- تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والأوميغا 3 مثل الخضار والفواكه، إذ تعزّز صحة الجسم من جهة وجمال البشرة والشعر من جهة أخرى
- التركيز على تناول الشوفان، لأنّه يساعد في تنزيل الوزن كما وفي إفراز هرمون السيروتونين أي هرمون السعادة والاسترخاء والهدوء
- تناول الشوكولاته الداكنة، إذ يُعتبر من الأطعمة التي تحدّ من الشعور بالتوتّر
- تناول المشروبات المهدّئة مثل اليانسون والبابونج وشاي القرفة واللافندر والشاي الأخضر، بخاصّة أنّها تعزّز الاسترخاء
- الاعتدال في تناول الكافيين، أي ما لا يتعدّى 200 إلى 300 غرام يومياً
- الابتعاد عن المنبّهات في الفترة المسائية، لضمان الحصول على ساعات النوم الكافية ما يبعدها عن التوتّر
- تناول منتجات الحليب، لأنّها تساعد بدورها على التخفيف من التوتّر
- إغناء الوجبات بأطعمة غنية بالبروبيوتيك، لأنّ الحفاظ على صحة الأمعاء يعني الحدّ من الشعور من التوتّر بعيداً عن أي اضطرابات في الجهاز الهضمي
- شرب كمية كبيرة من الماء، للحفاظ على صحة الأمعاء والبشرة على حد سواء
العلاقة بين النظام الغذائي ومظهر البشرة
لا شكّ في أنّ البشرة تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة إلى كل عروس، لأنّها ترغب في أن تظهر بأجمل حللها في اليوم الكبير. ويُعتبر النظام الغذائي من أساسيات جمال البشرة، إذ تبدأ صحّتها من الداخل وتنعكس على الخارج. وبالتالي، ينعكس كل ما ندخله إلى أجسامنا على مظهر البشرة أي يؤثر بشكل مباشر عليها. ولذلك، نعيد ونؤكّد على أهمية الحصول على الكميات المناسبة من الفيتامينات ومضادات الأكسدة. ويُنصح بتناول الورقيات الخضراء وماء جوز الهند وعصير الرمان والألوفيرا، بالإضافة إلى العسل الأساسي للبشرة والأطعمة الغنية بالفيتامين سي والتي تساعد في تجديد خلايا البشرة مثل الحمضيات والكيوي والفلفل الملوّن والتوت على أنواعه.
أهمية الرياضة
إلى جانب الحمية الغذائية التي تتّبعها العروس، يُفضّل أن تمارس الرياضة بخاصّة أن التمارين تعزّز شدّ الجسم وتحسّن الصحة بشكل عام كما وتحدّ من إفراز هرمونات التوتّر مع زيادة هرمون السعادة والدومابين ما يرتقي بمزاجها. وبذلك، تكون العروس أوّلاً وقبل كل شيء مرتاحة كما وقادرة على تخفيض وزنها. وفي هذا الإطار، أشارت لنا الشوّا إلى أنّ ارتفاع نسبة هرمون التوتّر وهرمون الكورتيزول قد يؤدي إلى زيادة في الوزن. وكما سبق وذكرنا، لأنّ العروس تهيّئ جسمها لتكون أمّ، تُعتبر الرياضة من أهمّ الأساليب التي ستساعدها في استرجاع جسمها بعد الحمل والولادة.
وفي هذا الإطار أيضاً، استشرنا السيدة Lucy Komolka، صاحبة استديو Studio 14 في دبي وطرحنا عليها ما يأتي:
- ما أهمية أن تمارس العروس الرياضة في الأشهر التي تسبق زفافها كي تحسّن شكل جسمها وتبعد عنها التوتّر؟
تُعرف ممارسة التمارين بقدرتها على الحدّ من إفراز هرمونات التوتّر أي الأدرينالين والكورتيزول وعلى تعزيز إفراز هرمونات الراحة مثل الأندورفين القادر على تعزيز الرفاه والسعادة. وإلى جانب تحسين الحالة المزاجية، تستطيع الرياضة رفع الثقة بالنفس والرضا عن الذات وهذا أمر أساسي لكل عروس. وتضمن الأنشطة البدنية أيضاً تحسين جودة النوم، ما يعني الحفاظ على بشرة جميلة وشابة، فما من علاج جمالي واحد يضمن النتائج التي تحصلين عليها حين تنامين جيداً.
- ما هي أفضل التمارين التي تستطيع العروس القيام بها؟
يمكن للعروس أن تشارك في التمارين عالية الكثافة، لأنّها تحصل على نتائج رائعة في وقت قصير. فهذا النوع من الرياضة يعزّز حرق الدهون ويسمح بإفراغ جميع المشاعر السلبية في آن. ويمكن تخصيص 3 مرات في الأسبوع لممارسة هذه التمارين لمدة 45 دقيقة، بخاصّة أنّها تستهدف جميع العضلات في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع أن تجرّب العروس رياضة الملاكمة لأنّها مسلية أيضاً وتعكس فوائد على الجسم والعقل معاً!
اقرئي أيضاً: هل يزيد التوتّر من ظهور الشعر الأبيض؟