كل ما يجب أن تعرفيه عن خسارة الوزن بعد الحمل والولادة
صحيح أنّ الحفاظ على وزن ثابت قد يكون أمراً ضرورياً بخاصة بعد الانتهاء من حمية غذائية منحّفة، غير أنّه يشكّل أحياناً مشكلة لدى الكثيرات، أي حين نشعر أنّ جسمنا لم يعد قادراً على تنزيل مزيد من الكيلوغرامات كما في السابق. فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة وكيف يمكن علاجها في مختلف الحالات، كما في حالة ما بعد الحمل والولادة مثلاً.
لا شكّ في أنّ آراء الاختصاصيين والخبراء ضرورية في أي موضوع يتعلّق بصحّتنا. ولذلك، استشرنا هذه المرة اختصاصية التغذية فاطمة سبليني لتجيب إلى جميع أسئلتنا حول ثبات الوزن. ففي الواقع، نسعى أحياناً إلى الحفاظ على وزن ثابت بعد الانتهاء من حمية غذائية معيّنة. غير أنّنا نواجه أحياناً أخرى مشكلة في التخلّص من ثبات الوزن هذا في ظروف كثيرة. فما هي الحالات التي يتوقّف فيها الجسم عن مواصلة خسارة الوزن؟ وما هي أسباب ذلك؟
متّى ولماذا يتوقّف الجسم عن خسارة الوزن؟
تتعدّد الأسباب التي تؤدي إلى ثبات وزن الجسم وتوقّفه عن خسارة المزيد من الكيلوغرامات. وفي الواقع، يمكن تصنيف هذه الأسباب ضمن فئتين:
الفئة الأولى، هي الفئة التي لها علاقة بنوع الدايت أو الحمية الغذائية التي تم اتباعها أي التي ترتبط بتغييرات حدثت في الجسم، على سبيل المثال:
- ثبات الوزن بسبب ممارسة الرياضة: فالوزن لا يتشكّل من الدهون وحسب، بل أيضاً من العضل والسوائل والأعضاء والعظام. وعند ممارسة الرياضة، تزيد الكتلة العضلية وتنخفض في المقابل نسبة الدهون، فيحدث ثبات في الوزن.
- ثبات الوزن بسبب الدورة، فثبات الوزن قبلها بأيام أو في خلالها يكون نتيجة احتباس السوائل الناتجة عن التغييرات الهرمونية، مع الإشارة إلى أنّ انقطاع الدورة أو تأخّرها يتسبّب في زيادة الوزن أيضاً.
- مشاكل في الهضم والإمساك والنفخة والغازات.
- مشاكل صحية مثل مشاكل الغدة ولخبطة الهرمونات، بخاصّة مع عدم ممارسة الرياضة واتّباع نظام غذائي صحي.
- تناول أدوية معيّنة مثل الكورتيزون ومضادات الاكتئاب، إذ تتسبّب بفتح الشهية واحتباس السوائل.
بالتالي، يُنصح بعدم التركيز فقط على الرقم المحدّد على الميزان وباتّباع النظام الغذائي المناسب.
الفئة الثانية، هي الفئة التي لها علاقة بالدايت أو الحمية الغذائية، على سبيل المثال:
- اتّباع النظام الغذائي غير المناسب، كالحمية القاسية التي تقلّ عن 1000 سعرة حرارية في اليوم، إذ يؤثر ذلك على عملية الأيض ويعود الوزن ليرتفع ويثبت بعد أن يكون قد انخفض بسرعة، أو حتّى اتّباع دايت صحي إنّما عالي بالسعرات الحرارية
- عدم ممارسة الرياضة وقلّة الحركة، إذ يؤثر ذلك على عملية حرق الدهون
خسارة الوزن بعد الحمل والولادة
لو أردنا التحدّث عن ثبات الوزن بعد الحمل والولادة، نلاحظ أنّه في الفترة الأولى، تخسر الأم وزنها بشكل سريع ثم يبدأ ذلك بالتباطؤ تدريجياً. لماذا تكون الخسارة سريعة في البداية ثم تصبح بطيئة؟
في الواقع، تختلف زيادة الوزن خلال الحمل من امرأة إلى أخرى، علماً أنّ الأم تكتسب الكيلوغرامات نتيجة الوجبات التي تتناولها وحجم الطفل وسائل البلاسنتا. بعد الولادة، تكون خسارة الوزن سريعة وسهلة مع التخلّص من وزن الطفل والسوائل ومختلف تداعيات الحمل، فلا تبقى سوى الدهون. ولذلك، ينبغي اتّباع النظام الغذائي المناسب لإزالتها تدريجياً مع ممارسة الرياضة أيضاً، وإلا سيبقى الوزن ثابتاً. وبشكل عام، يحتاج الجسم من 6 إلى 9 أشهر للتخلّص من وزن الحمل.
الرضاعة وخسارة الوزن
خلال فترة الرضاعة، تحتاج الأم إلى طاقة أعلى تساعدها في عملية إنتاج الحليب وبالتالي إلى عدد أكبر من السعرات الحرارية. وللحصول على الطاقة، يستخدم الجسم الخلايا الدهنية التي خزّنها خلال فترة الحمل بالإضافة إلى السعرات التي يحصل عليها من الطعام. وبالتالي، قد تساعد الرضاعة على خسارة الوزن.
النظام الغذائي المناسب للأم المرضّعة
تخاف الأمّ المرضّعة أحياناً من اتّباع نظام غذائي معيّن يفقدنا الوزن كي لا يتوقّف حليبها. فما هو النظام الغذائي المناسب في هذه الحالة؟ في الواقع، يجب أن تحصل الأم المرضّعة على 1500 سعرة حرارية كحد أدنى، فلا تتعب ولا تتأثر كمية الحليب التي تقدّمها لطفلها. وعليها التركيز على شرب السوائل والكثير من الماء، كما وعدم إهمال تناول المكمّلات الغذائية التي يصفها لها الطبيب. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليها التركيز على الحبوب الكاملة والشوفان والبرغل والكينوا، بالإضافة إلى الفواكه والخضار التي تساعد في الحصول على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، هذا من دون أن ننسى مصادر البروتين من اللحوم قليلة الدهون وحتّى تناول الدهون الصحية كالأفوكادو والمكسّرات النيئة.
خطوات تعزّز خسارة الوزن بعد الولادة
- الانتباه إلى تناول كمية صغيرة ومحدودة من السكريات
- التركيز على تناول الفواكه بدلاً من أنواع الحلويات الأخرى
- الابتعاد عن الأطعمة المقلية واستبدالها بالأطعمة المشوية
أهمية ممارسة الرياضة والتمارين
تُعتبر الرياضة مهمّة وأساسية للتخلّص من الوزن بعد الحمل والولادة، وذلك لأنّ التمارين تعزّز عملية الأيض وبالتالي حرق الدهون. بالإضافة إلى ذلك، تمنح الرياضة الطاقة والإيجابية ما يجنّب الشعور بالاكتئاب، وهي مشكلة تعاني منها أمهات كثيرات.
اقرئي أيضاً: متى يزول انتفاخ البطن بعد الولادة القيصرية؟