خطوات تعزيز الصحة النفسية واستعادة النشاط بعد أشهر الصيف

تواجه كثيرات منّا صعوبة في التأقلم من جديد مع الحياة الروتينية ومع الواجبات الوظيفية بعد انقضاء أشهر الصيف، بخاصّة أنّ الموسم يكون مزدحمًا بالأنشطة والخروجات والرحلات والأسفار. ويؤثر ذلك في كثير من الحالات على الإنتاجية في العمل وعلى الصحة النفسية بشكل عام. ولذلك، استشرنا كوتش اللياقة العاطفية دارين القطب (إنستغرام: @Dareenalkotob) لنتحدّث معها أكثر عن هذا الجانب الحياتي الأساسي ولنطّلع على مجموعة من النصائح التي تبعد عنّا هذه الأحاسيس والأفكار السلبية.

 قد لا تعلمين أنّ أي شيء في الحياة يعتمد على القرارات التي نتّخذها. فلو قرّرت مثلًا أنّك لست في حالة جيّدة وأنّك لست سعيدة وأنّك لا تستطيعين العودة إلى العمل، يتقيّد عقلك بهذه الأفكار فتبقين رهينة هذه الدوّامة السلبية والمتشائمة. بعبارات أخرى، يمكن القول إنّ العقل يصدّق كل ما نقوله له سواء كان ذلك صحيحًا أو خاطئًا. فلو ردّدت مثلًا أنّك غير سعيدة وأنّك عاجزة عن القيام بهذا الأمر أو ذاك، لن يساعدك عقلك على التخلّص من هذه المشاعر السلبية ولن تعودي إلى حياتك بتفاؤل وإيجابية.

لذلك، وجّهي طاقتك واهتمامك وتركيزك نحو عيش الحاضر والاستفادة منه مع تذكّر اللحظات الماضية – أي أشهر الصيف في هذه الحالة – إنّما من دون سجن نفسك في إطارها. ومن الأسئلة التي تستطيعين طرحها على نفسك: كيف هي صحّتي (جودة النوم والنظام الغذائي)؟ هل الأمور التي أنجزها مهمّة بالنسبة إليّ؟ ما الذي يشغل عقلي خلال العمل؟ كيف أقيّم سلوكي؟ ما هي العبارات التي أتلفّظ بها أكثر من سواها (لا أستطيع، أريد ذلك غير أنّني عاجزة...)

الصحة النفسية وتأثيرها على الإنتاجية في العمل

تحدّثنا القطب في هذا الإطار عن اللياقة البدنية أي مهارة أو فنّ إدارة أفكارنا التي تعكس واقعنا. ففي الواقع، تؤثّر أفكارنا على ردود أفعالنا وعلى مشاعرنا وسلوكياتنا وقراراتنا. وحين نقول قرارات، نعني أيضاً أصغرها أي تلك التي نتّخذها منذ فتح أعيننا في الصباح الباكر حتّى نعود إلى فراشنا مساءً. فمنذ لحظات الصبحات الأولى، تستيقظين وتقرّرين أي لباس ستتألّقين به وكيف ستمضين وقتك ومع من ستتحدّثين وغير ذلك....

وكما يقول المثل: "أنت ما أنت عليه اليوم بسبب اختياراتك بالأمس، والخيارات التي تتّخذها اليوم ستجعلك ما أنت عليه غداً". بالتالي، كلّما حسّنت لياقتك البدنية وطريقة تفكيرك أو نظرتك للأمور، كلّما اتّخذت قرارات أفضل تنعكس بشكل إيجابي على حياتك في العمل.

إليك بعض الخطوات الضرورية في هذا الإطار:

  1. توقّفي على لوم القدر ولوم الآخرين، فهذا يلهيك عن نفسك وعن عملك
  2. ركّزي مقارنتك على ما أنت عليه اليوم وكيف تريدين أن تكوني في المستقبل
  3. توقّفي عن التفكير بما مضى
  4. بدلاً من توجيه الانتقادات، استبدليها بالتعليقات الإيجابية والمدح
  5. اجعلي الابتسامة صديقة دائمة لك
  6. خاطبي الآخرين وأتيحي لهم فرصة الحوار معك
  7. تحمّلي مسؤولية أي تصرّف تقومين به، حتّى لو كان خطأً
  8. تعلّمي من أخطائك، فلا تتكرّر مرّة ثانية

دور الرياضة في تعزيز اللياقة العقلية

العقل السليم في الجسم السليم! فممارسة الرياضة تدرّ على الصحة العقلية بمجموعة من الفوائد نعدّد لك أبرزها:

  1. تقوية الذاكرة وتحسين طريقة التفكير. فهل تعلمين أنّ حمل الأوزان مثلاً لـ20 دقيقة يومياً يحسّن الذاكرة على المدى الطويل بنسبة 10%؟
  2. تعزيز الثقة بالذات، بخاصّة أنّ الرياضة تقوي العضلات وتجمّل مظهر القوام
  3. تحسين جودة النوم والمساعدة على انتظامه
  4. رفع مستويات طاقة الجسم
  5. تعزيز قدرة الجسم على التحمّل، فتصبحين قادرة أكثر على إدارة التوتّرات والضغوطات بطريقة صحية
  6. تعزيز القدرة على الابتكار

في حال لم تدخلي بعد هذه العادة الصحّية إلى حياتك، ننصحك أوّلاً باختيار ممارسة أنشطة تحبّينها ثمّ بمحاولة تعزيز النشاط خلال يومياتك بأي شكل من الأشكال. لا تضعي حججاً لنفسك كـ"لا أملك وقتاً للرياضية" أو "إنّني متعبة للغاية". ولذلك، اصعدي السلّم درجة درجة أي ابدئي ممارسة الرياضة والتمارين تدريجياً. ابدئي مثلاً بنزهة يومية لـ20 دقيقة قبل أن تزيدي الوقت مع مرور الأيام وتبدئي مثلاً بالتوجّه إلى النادي الرياضي للمشاركة في بعض الصفوف. بالإضافة إلى ذلك، اطلبي من إحدى قريباتك أو صديقاتك أن ترافقك في هذه العادة، فتتشاركان التحفيز معاً.

ماذا عن تأثير اتّباع نظام غذائي سليم؟

بحسب القطب، تعكس اللياقة في الواقع التناسق والترابط بين الجسم والعقل والروح والمشاعر. لذلك، حين نعتني بأجسامنا، نعود بالفائدة إلى عقولنا وينعكس هذا أيضاً على مشاعرنا وداخلنا. وفي هذا الإطار، يمكن القول إنّ اتّباع نظام غذائي سليم يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحياة الصحية بشكل عام. ويعني هذا أنّنا نحتاج إلى تناول وجبات متنوّعة ومتوازنة، على أن تكون الأطعمة التي نختارها غنية بالفيتامينات والمعادن ومختلف العناصر الغذائية الأخرى.

وفي حال لم يكن نظامك الغذائي صحياً قطّ، حان الوقت لتغيّريه وتضعي خطة عمل لتلتزمي بها خلال الأشهر المقبلة. ضعي أهدافك أوّلاً، حدّدي مسار الخطّة الغذائية ودوّني العوائق التي قد تعترض طريقتك فتكونين على دراية بها لاحقاً وتعمدي إلى تجاوزها بسهولة.

اقرئي أيضاً: فوائد عصير الكرفس للجسم والبشرة

 
شارك