ندى باعشن: التاريخ سيذكر التغيير الحاصل في المملكة

حقّقت العديد من الشابّات السعوديّات إنجازات وصلت أصداؤها إلى العالم العربي بأسره، ومن بينهنّ سيّدة الأعمال ومصمّمة الأزياء ندى باعشن التي بدأت من الصفر واستطاعت أن تترك بصمتها في عالم الريادة والتمكين. وقد التقيناها بمناسبة اليوم الوطني السعودي لنتعرّف أكثر على رحلتها.

أنت امرأة عصاميّة وعاملة اعتمدت على نفسها مباشرةً بعد التخرّج. ما الذي استفدته من الحياة العمليّة؟

بعد أن نلت شهادتي البكالوريوس والماجستير من إحدى جامعات بوسطن، أردت التمتّع بالاستقلاليّة والانطلاق في مسيرتي المهنيّة فبدأت العمل في HSBC في مجال الخدمات المصرفيّة للشركات. وأعتبر أنّ هذه التجربة ساهمت في نضوجي مع العلم أنّني كنت أبلغ حينها 22 عاماً فقط. فقد تعلّمت كيفيّة إدارة وقتي والتحلّي بالصبر والعمل ضمن فريق. كذلك، أدركت أنّني أفضّل العمل في المجال التجاري لا في مجال الموارد الماليّة، وقد منحني ذلك دافعاً لتحقيق ما أريد.

لماذا لم تفكّري في ذلك الوقت بالزواج والاستقرار بل اتّجهت نحو العمل وتكوين الذات؟

لطالما فكّرت في الزواج على أنّه علاقة صداقة، فقضاء عمر بأكمله مع شخص واحد يعني أنّه عليّ أن أنسجم معه تماماً، لذلك أردت الانتظار حتى أجد رفيق الدرب المناسب. تزوّجت في سنّ الـ32، واليوم أجد الزواج مؤسّسة جميلة فعلاً بخاصّة أنّني ارتبطت بالشخص الصحيح. كذلك، أشعر بأنّني تزوّجت في الوقت المناسب إذ اكتمل نضوجي وبتّ قادرة على تحمّل مسؤوليّة تكوين أسرة.

بدأت مسيرتك المهنيّة في المجال المصرفي ثمّ التجارة فالموضة. كيف أثّر العمل في مجال الأعمال المصرفيّة والماليّة عليك؟

دخلت مجال الأعمال المصرفيّة والماليّة بناء على رغبة عائلتي وأنا أعتقد أنّ هذا المجال يشكّل بداية جيّدة لأيّ شخص لأنّه يعرّف الفرد على الأرقام ويخوّله بناء شبكة علاقات ناجحة مع أشخاص من كلّ أنحاء العالم. وبرأيي، أعتقد أنّ الشركة مكان رائع ليبدأ منه أيّ فرد يرغب في مزاولة مهنة ما في مجال الأعمال التجاريّة.

الكثير من الشابّات السعوديّات يرغبن في السير على خطاك. ماذا تقولين لهنّ وهل تشجّعينهنّ على المغامرة في مجال عملهنّ؟

لطالما أحببت التسوّق تماماً مثل أيّ فتاة أخرى. وعندما بلغت الـ22 من عمري، قرّرت ترك عملي الذي دام لسنتين في مجال الأعمال المصرفيّة وافتتاح متجري الخاص من المال الذي ادّخرته في صغري، وقد كانت هذه الخطوة بمثابة نجاحي الأوّل. حينها، اكتشفت مدى حبّي للأعمال التجاريّة بعيداً عن الموضة وحدها، إذ أدركت أنّني أحبّ فنّ البيع والشراء، وصحيح أنّ المجالين مختلفان تماماً، غير أنّ أخلاقيّات العمل وديناميكيّته هما نفسهما.

هل كانت الطريق صعبة أم سهلة، وهل أنت راضية عن المسار الذي اتّبعته كل تصلي إلى ما أنت عليه اليوم: سيّدة أعمال ومصمّمة أزياء ومؤثّرة معروفة على مواقع التواصل الاجتماعي؟

أنصح النساء بالعمل بجهد وبمتابعة تحصيلهنّ العلمي، فأنا أؤمن إلى حدّ كبير بالمرأة العاملة والمستقلّة. أدعو كلّ امرأة إلى أن تصبو إلى النجاح، فأفضل النساء هي تلك التي تتسلّح بهدف محدّد لأنّها تصل في نهاية المطاف إلى مبتغاها. أنا جدّ سعيدة بما وصلت إليه اليوم، غير أّنّني أطمح إلى المزيد في السنوات القادمة.

من المعروف أنّك تسافرين كثيراً. هل يزعجك عدم الاستقرار المكاني؟

أعيش من أجل السفر. فأكثر ما يسعدني هو اكتشاف ثقافات ومدن مختلفة وزيارة بلدان جديدة، بخاصّة أنّني أحبّ التغيير.

تجسّدين صورة المرأة السعوديّة العصريّة. بمن تأثّرت من ناحية أسلوب أزيائك؟

أعتقد أنّني طوّرت أسلوباً خاصاً بي، وأصفه بالكلاسيكي إنّما المريح، فخياري للملابس والبدلات يتأثّر بحالتي النفسيّة ومزاجي لا بما هو رائج. وما من علامة تجاريّة محدّدة أحبّها، إلّا أنّني أفضّل الأزياء الكلاسيكيّة ولديّ الكثير من البدلات الأنيقة لأنّني أعتقد أنّ المرأة تبدو رائعة في البدلات. كذلك، لا أعتمد الكثير من الألوان في إطلالاتي وأفضّل القصّات الواضحة والقطع الضيّقة.

أنت ناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هل من حدود فاصلة بين ما تشاركينه مع متابعيك وما تبقينه لنفسك؟

لا أنشر تفاصيل حياتي الكاملة على وسائل التواصل الاجتماعي. صحيح أنّني امرأة شفّافة، إلّا أنّني أحبّ الخصوصيّة وأحرص على احترامها لا سيّما في ما يتعلّق بعائلتي وحياتي اليوميّة. وللأسف، بتنا نرى كثيرين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ماديّة جدّاً وهذا أمر محزن، حتى أنّ البعض يشعرون بالسوء حيال أنفسهم وهم يشاهدون الآخرين ويقارنون أنفسهم بهم. لذا، أحرص على إبقاء حسابي بسيطاً وغير متكلّف.

هل تفضّلين لقب فاشنيستا أم مؤثّرة وما الذي تطمحين إلى إيصاله إلى متابعاتك من خلال إنستغرام أو سناب شات؟

أفضّل أن يراني الناس كرائدة أعمال وليس كمؤثّرة أو فاشنيستا. أحبّ أن تصل صورتي على أنّني امرأة عاملة قادرة على إيجاد التوازن بين أسرتها وعملها فيما تبني مسيرتها المهنيّة.

تشهد المملكة العربيّة السعوديّة تغييرات كثيرة تطال المرأة وتؤثّر على حياتها ومستقبلها فيها. ما رأيك بما يحصل في المملكة؟

أنا جدّ سعيدة بالمكانة التي وصلت إليها المرأة السعوديّة اليوم وأنا متحمّسة لهذه التغييرات التي تمكّن النساء، كما وأشعر بالامتنان للملك ولوليّ العهد كونهما يساعدان المرأة السعوديّة كي تتفوّق وتحقّق أحلامها في المملكة. أودّ التعبير عن فخري بانتمائي إلى هذا الوطن كما وأعتقد أنّ التاريخ سيذكر حتماً مرحلة التغيير هذه التي نمرّ بها.

بمناسبة اليوم الوطني السعودي، ما الذي يعنيه لك أن تكوني سعوديّة وكيف تعكسين هويّتك وانتمائك لهذا البلد؟

أحبّ المملكة العربيّة السعوديّة، فهي موطني ومستقبلي وجزء من وجودي، كما أنّني أجد فيها الكثير من الحبّ والأمان والاستقرار فهي منزلي الأوّل وأنا سعيدة لأنّ تقدير المرأة فيها يزداد.

ما رأيك بما حقّقته السعوديّات اللواتي وصلن مؤخّراً إلى قيادة الطائرات؟

أحثّ السعوديّات على اتّباع شغفهنّ وعدم التقصير بحقّ أنفسهنّ بل السعي لتحقيق أحلامهنّ، وأعتقد أنّ فرص العمل الكثيرة التي تتوافر الآن تزيدنا إرادةً للتفوّق... المرأة بشكل عام لا تعترف بالحدود والقيود التي تُفرض على أحلامها، لذلك أدعوها إلى المضيّ قدماً وإلى تحقيق المزيد من الإنجازات المشرّفة، فهذه ليست إلّا البداية كما أنّ أيّ إنجاز تحقّقه واحدة منّا هو إنجاز لنا جميعاً ولمستقبل دولتنا وأولادنا.

إقرئي المزيد: 7 نساء من المملكة خطــفـــن الأضـــواء عالميّــــاً واستحقّيـن التحيّـة والتقديـر

 

 
شارك