مايا حمية: هذه رسالتي إلى نفسي وأنا صغيرة
عزيزتي، آه لو تعلمين. آه لو تعلمين المرأة التي أصبحتِ عليها. أنا هنا لأخبركِ أنّها امرأة تمتلك صفات رائعة، كل الصفات التي كنت تعتقدين أنّه من الصعب أن تمتلكيها: قويّة، عازمة، واثقة، تطوّر نفسها باستمرار، متمردة. فصدقي أو لا تصدقي!
ما زلت امرأة حسّاسة للغاية وعطوفة، ولكن كل تلك التجارب السيئة التي مررت بها كما قساوة العالم أجبرتكِ على أن تكوني أقوى وأن تديري ظهرك لبعض الناس… صدقي هذا: أنت اليوم تديري ظهرك للبعض… ما زلت رومانسيّة بشكل كبير، تعيشين في عالم خيالي، ولكن كونك فتاة عطوفة، تعلّمت ألّا تنفصلي عن الواقع وأن تنظري إلى النصف الممتلئ من الكوب، وأنت بذلك تساعدين الناس على الشعور بالأمل. فصدقي أو لا تصدقي، أنتِ في الواقع تساعدين الناس، وآمل أن يجعلك هذا الإنجاز الذي لطالما حلمتِ بفعله تبتسمين. وهل تذكرين عندما كنت تلعبين دور المعلّمة وتمضين ساعات تدرّسين طلاب خياليين؟ أنا متأكدة من أنها لا تزال لعبتكِ المفضلة، لا بل تحوّلت إلى واقع، وآه كم هو كبيرٌ الفرق الذي تحدثينه عند طلابك...أنت قدوة لهم.
ما زلت مرتبطة كثيراً بوالديكِ، ولا يزال أخوكِ نقطة ضعفك. وآه كم هو محترم الرجل الذي أصبح عليه، تماماً كما توقعت دائماً، ستكونين فخورة به. ما زلت تقدّرين الأسرة كثيراً، وما زلت مهووسة بصحة والديكِ، لكنهم الآن يأخذون كلامكِ على محمل الجد ويستمعون إليك. فصدّقي أو لا تصدّقي، هما يأخذان بنصيحتكِ، وليس فقط عندما يتعلق الأمر بالصحة. وأظن أنّكِ لن تصدقي ما سأقوله لك الآن... لقد أصبحت تتمتّعين بلياقة بدنية! هل تذكرين كل تلك الاعذار التي كنت تخترعينها لتتجنبي حصص الرياضة؟ اليوم أصبحت الرياضة جزء من حياتكِ اليومية، فأنت تستمتعين بممارستها بالفعل، وتشجّعين الناس عليها.
ولا يزال أصدقاؤكِ من أعزّ الناس في حياتكِ، ولا يزال البعض منهم جزء في حياتكِ بعد كل هذا الوقت، وأظن أن هذا الأمر سيسعدك. ولقد كونتِ أيضاً صداقات جديدة. وأصبحت دائرة الناس المقرّبين إليكِ أصغر، ولكن سبب ذلك هو عكس ما تعتقدينه، فقد تعلمت ألا تبذلي قصارى جهدكِ لأي شخص، وأصبحتِ تستثمرين طاقتكِ بحكمة، كما تعلّمت كيف تقولين لا، وهذا إنجاز بحد ذاته. وآه كم ستحبين أنّه رغم أنكِ فتاة غير واثقة من نفسكِ بما يكفي لمشاركة رأيكِ خوفاً من ألا يتقبّلكِ الآخرون ويسخرون منكِ، أصبحتِ اليوم امرأة تعبّر عن رأيها بصراحة وتدافع عنه. ولم تعودي تتأثرين بسهولة بالآخرين، فما تجدينه غير منطقي تبتعدين عنه، أنتِ تفعلين ما تريدين بغض النظر عما قد يقوله أو يفكر فيه الآخرون.
ولكن لدي أخبار حزينة لكِ. فلقد فقدتِ جدتك وجدكِ المفضلين قبل بضع سنوات، أعلم أن هذه الأخبار أحزنتكِ، ولألهيك عنها، سأخبركِ عن ذوقكِ في الموسيقى، فهو لم يتغيّر. فأحياناً ما زلت أستمع إلى الأغاني التي كنت تستمعين أنت إليها لأنّها تذكرني بكِ عندما أحتاج إلى الهروب من مرحلة الرشد، وغالباً ما أحتاج إلى ذلك. مرحلة الرشد ليست بهذه السهولة، لذا استمتعي بكل لحظة من حياتكِ الحالية.
ما زلت تحبين الاعتناء بالأشخاص الذين تحبينهم، وما زلت تؤمنين بأمير الأحلام، لكنكِ تعلمت أنه على عكس القصص الخيالية، لا ينبغي أن تقدّمي قلبكِ الثمين من دون مقابل، لأنّه في بعض الأحيان، وأعلم أنّكِ لن تحبي ما سأقوله، يكون الأمير إنسان شرير يختبئ وراء قناع. ولكنّكِ لم تقعي في هذا الفخ بعد، فحتى اليوم لم نختبر علاقة حب غير كافية، وأعدكِ أنني لن أسمح بذلك، فأنت أثمن من أن تختبري هذا الحب وتستحقين كل ما أنت قادرة على تقديمه، بما في ذلك الحب. وما زلت متواضعة للغاية وأنا أحب هذا فيكِ. ما زلت تقدّمين الكثير من المساعدة، لكنكِ أدركت أن الناس ليسوا كلّهم صادقون وليسوا مثلكِ ولا يتمتّعون بقلب مثل قلبكِ وما زلت أعمل على هذا الموضوع من أجلك. وما زلت فضولية للغاية وتحبين التعلم وأعتقد أنكِ ستستمرين بالتعلّم، وهذا هو السبب الرئيسي وراء تطوّركِ وحصولك على ما لطالما أردته.
هذه هي كل الأخبار الجديدة في الوقت الحالي، وفي شهر عيد ميلادك، أريد أن أتمنّى لك عيد ميلاد سعيد. وبالمناسبة، ما زلت نحبين أن تكوني محور الانتباه في يوم ميلادك، وما زلت تحبين الاحتفال به طوال الشهر. وسأخبرك بسر: لا يزال لدي جزء منك بداخلي وأنا أحب عندما يخرج. تذكّريني كم هو ممتع أن نعيش ونستمتع بالأشياء الصغيرة. فشكراً لكونك أنتِ، أنت إنسانة نادرة، لا تنسي ذلك أبداً، وسوف أحرص على أن تبقي إنسانة مميّزة في جميع مراحل حياتكِ.
أحبك مايا.
ما زلت متواضعة للغاية وأنا أحب هذا فيك وما زلت تقدّمين الكثير من المساعدة لكنك أدركت أن ليس كل الناس صادقين