فرح خالد: مهمتي تحفيز الشابات ليغيرن من خلال الرياضة الحياة للأفضل

جميلة هي المنافسة والسعي لأن نكون الرقم واحد في مجالنا، ولكن الانسياق وراء الرغبة بالتميّز يمكن أن يحرمنا من الاستمتاع بالكثير من اللحظات الحياتية البسيطة، كما يمكنه أن يشغلنا عن حب ما نقوم به، لأننا لم نعد نركز عليه بل على رغبة جامحة بالتفوق. فيما يلي نستعرض قصص 4 شابات عربيات، أدركن أن الرحلة ومن نقابلهم خلالها والنجاحات التي نحققها على الطريق، يكون في أحيان كثيرة أجمل من بلوغ القمم. تعرفي عليهن واستفيدي من تجربتهن المثرية.

هي خير دليل على أن الطاقة الإيجابية معدية، وقادرة أن تنتقل من شخص لآخر، فالحماس الذي يبدو جليا في صوتها وعيونها وحركاتها، حين تتحدث عن أي موضوع سيخطف بالتأكيد انتباهك وسيدفعك للاستماع بكل انتباهك لما تقوله، لعلها الكاريزما أيضا مع جمال الملامح والتمكن الذي ستشعرين به عندما تتحدث، إنها مدربة الرياضة السعودية فرح خالد، التي وإن كنت لم تعرفيها بعد ننصحك بزيارة صفحتها عبر إنستغرام farahtips للتعرف عليها، أو الاستمتاع بالغوص في عالمها من خلال هذه المقابلة التي ستكشف لك الكثير من معاني القوة والإرادة والشجاعة للوصول إلى قمة ما تبحثين عنه ويحركك، لكي تعطي من قلبك وعقلك وتفكيرك فتصلي للآخر من خلاله.

حدثينا عن بدايتك في مجال الرياضة وكيف اخترت أن تكون محور حياتك لتغيريها نحو الافضل وتساعدي من حولك في هذا المسعى أيضاً؟
بداية رحلتي في مجال العافية والرياضة تطلبت مني ببساطة أن أؤمن بما أحب وأن أتخيل نفسي وأنا بجسم رشيق ومتناسق وكما أحب أن أراه، بعدها أجريت أبحاثاً عبر إنستغرام ويوتيوب للاستماع إلى قصص أشخاص اختبروا نفس حالتي، أي لديهم دهون ووزن زائد، ربما أكثر مني بكثير، ولكنهم تمكنوا من النجاح في رحلة الصحة وخسارة الوزن، هذه الأفلام زادت من تحفيزي وحماسي، كان عليّ أن أتحكم بأفكاري، بعدها صرت أحدد أهدافاً بسيطة وصغيرة جداً، لأتمكن من تحقيقها. 

قررت قبل فترة قصيرة مشاركة قصتك مع الوزن الزائد ورحلتك مع الرياضة، لماذا اخترت هذه المصارحة؟ كم احتجت إلى قوة وشجاعة لكي تكشفي عن تعرضك للتنمر في صباك وتتحدثي عن طريقتك في التغلب على ما جرى معك؟
موضوع التنمر أثر بي بشكل كبير، كنت أفكر به قبل النوم، ولكني لم أسمح بأن يشدني نحو الأسفل، لم أعمد إلى زيادة كمية طعامي أو أعاند في الاستمرار بالمبالغة باستهلاك الطعام الدسم أي بمعنى آخر لم ألجأ إلى الأكل العاطفي أو أخبئ الطعام تحت المخدة، كنت أبكي لأيام لأني غير قادرة على منعهم من هذا الكلام، ولكني أدركت أن ما أستطيع القيام به هو السيطرة على أفكاري وتصرفاتي، وكما قلت بدأت بمتابعة أشخاص استطاعوا إلهامي وتشجيعي على التغيير الإيجابي، في النهاية الرغبة بالطعام كبيرة ومؤثرة، فنحن بشر ونجوع ونشتهي الطعام، ولكن علينا فقط تعلم السيطرة، وهذا يحصل حين نحيط أنفسنا بأفكار ومحتوى مشجع، فنتابع من لا يزيدوا صورتنا عن أنفسنا سوءاً بل يدعمونا لكي نتجه نحو تحقيق الأفضل في رحلتنا، وربما جعلها أسهل لأننا حين نرى وضعاً أصعب من وضعنا سنتحمس لبدء التغيير في حياتنا وعاداتنا.

قلت أن أهلك لم يدعموك في موضوع ممارسة الرياضة في النادي، كيف تعاملت مع موقفهم، وماذا تقولين لكل فتاة تواجه وضعاً مماثلاً؟
بداية على الشابة أن تعرف ما هو السبب الذي يدفعها لكي تتجه نحو الرياضة، فإن كان مجرد أن تصير رشيقة ليلائمها فستان معين، سأقول لها إن دافعها غير كاف، أنا سمعت قصصاً كثيرة لشابات واجهن اعتراض من الأهل على فكرة حاجتهن للنادي من عدمها، فإن لم تملك الشابة حجة قوية وسبب مقنع، فإنها ببساطة ستخضع لطلب أهلها ولبعض العقليات القديمة التي لا تزال تجد فكرة النادي غير مقبولة، مع أنه اليوم هناك وعي أكبر بأهمية الرياضة، وكل يوم يزداد هذا الأمر، ونلاحظ ازدياد عدد النوادي في مختلف أنحاء المملكة.
بالنسبة لي فقد اعترض أبي على الفكرة، ولكني لم أستسلم، كنت ألعب مع أخي لمجرد أن أتحرك وأحرق بعض السعرات، وظللت على إصراري فكنت أستعرض أمامهم قصص لشابات نجحن في خسارة الوزن، وأؤكد أن هناك بعض النوادي التي لا تحتاج أموال كثيرة للاشتراكات، إذ لا يمكن أن ننكر أن الكثير من الشابات يدفعن مبلغاً سنوياً ضخماً وفي النهاية لا يتمرنن إلا فترة قصيرة. أنا كنت مصرة على موقفي ومدركة جيداً لرغبتي بأن أتمرن، فرؤيتي كانت واضحة، ووجود النية القوية أساسي للوصول إلى الأهداف، كنت مستعدة لأن أتمرن في المنزل فقط، وحين رأى أهلي إصراري الكبير وعنادي الذي لا يتزحزح، اقتنعوا أخيراً فجاء والدي إليّ وأخبرني أن بإمكاني التسجيل في النادي، وكانت لحظة لا يمكن أن أنساها.
اليوم أنت تقدمين المساعدة للكثير من الشابات اللواتي اخترن البدء في هذه الرحلة، فهل وجدت من ساعدك في بداياتك؟
في بدايتي كان هدفي الكارديو، كنت أرى امرأة تركض بكل طاقتها على الماكينة، وأردت أن أقوم بالمثل، وحين حاولت لم أستطع الاستمرار لثلاثين ثانية، فأصبت بصدمة كبيرة، كنت أراقبها بصمت وأتساءل كيف لها أن تبدو بهذه الراحة والاستمتاع، لذا حددت هدفاً بسيطاً وهو أن أصل للجري لمدة 20 دقيقة كاملة. بدأت بـ30 ثانية جري ودقيقتان مشي، لم أهتم وقتها بتخفيف كمية طعامي أو بأي نوع تمارين أخرى، فقط أن أصل لهدفي وأنا أنظر إليها، بعدها كل أسبوع صرت أزيد مدة الجري لعشر ثوان، حتى وصلت إلى دقيقة كاملة، وهكذا وبعد فترة حققت ما أردته، وحينها فقط صار كل من يراني يلاحظ أن شكل جسمي تغير وأني خسرت الوزن، فازدادت ثقتي بنفسي وقررت البدء بالتمرن على الأجهزة، وكنت أسأل كثيراً كل من حولي، وأتلقى إجابات متشابهة، لحين تعرفت على مدربة قوية جداً وجسدها رائع التقسيم، وأردت أن أتمرن معها لكي أكون في يوم من الأيام مثلها، فأخذت من أبي 3 آلاف ريال سعودي هي مجموع مصروفي لثلاث شهور، وبدأت في رحلتي معها لهذه المدة أيضاً، وبعد فترة نصحتني بأن أصير مدربة، لأنها رصدت رغبتي بنقل معارفي لكل شابة جديدة تدخل إلى النادي. 
هنا شعرت بسعادة كبيرة ولكن ردة فعل أهلي لم تكن مشابهة لردة فعلي، فوالدي رفض رفضاً قاطعا، وقد أقنعني ولكن ظلت الفكرة في ذهني وصرت أتخيلها قبل النوم فأشعر براحة وسعادة شديدة. في أحد الأيام حين كنت في الجامعة نادتني إحدى المدربات وطلبت مني التطوع بعد ساعة لإعطاء صف نيابة عنها، لم أعرف كيف عرفت بي أو من دلها عليّ، ولكني وجدتها فرصة لا تفوت، فتطوعت وأعجبت المسؤولين الذين أعطوني أوراق تعريف بناديهم، وطلبوني لمقابلة ونجحت ولكني أخبرتهم أني بسن 18 سنة وليس لديّ أي شهادات رياضية، وأن والدي لا يدعمني ولن يساعدني مادياً لكي أحصل على شهادة، فكان اتفاقنا أن أعمل كموظفة استقبال وبالمال الذي سأحصل عليه سأتعلم لأحصل على شهادة. هذه الاتفاقية أسعدت والدي، فعملت لستة أشهر وحصلت على 4 شهادات في تلك الفترة، وبعد أن انتهيت صرت مدربة.

تحققين من خلال صفحتك عبر إنستغرام farahtipsالكثير من الانتشار بين الشابات، فكيف تختارين محتواك الذي يميزك؟
بدأت إنشاء المحتوى عبر إنستغرام منذ شهرين أما تيك توك فبدأته في شهر مارس الفائت، والسبب ببساطة أن وقتي ضيق بسبب انشغالي بالتدريب، ولأن التصوير يأخذ الكثير من الوقت، فما ترونه في أقل من دقيقة يأخذ ساعات أحياناً، ما يميزني هو أن كلامي باللغة العربية، وهناك نقص في المدربين الذين يشرحون ويبسطون المحتوى الرياضي للجمهور السعودي والعربي بلغتهم المحكية والسهلة والبسيطة، كما أن طاقة الصوت مختلفة عن مجرد المشاهدة، وأنا دائماً أتلقى المديح والإشادة بصوتي ورنته، فهي بحسب من يتدرب معي، محفزة وترسخ في الذهن، كما أنها تنقل طاقتي القوية للآخر. من جهة ثانية، أنا أعطي معلومة سريعة وواضحة ومختصرة، في محيط مريح للنظر، بالإضافة إلى أن شكلي وجمالي كما يقال لي، ساعد في جعلي أدخل قلوب الشابات بشكل سريع.

غالباً ترتبط صورة الشابة الرياضية بالخشونة، بالمقابل أنت تعطين صورة أنثوية عن الرياضيات، فماذا تقولين عن هذا المعتقد الخاطئ؟
على العكس الرياضة لن تجعل جسمك مثل الرجال، بل ستجعله أكثر جمالاً وصحة، فأنا أقول للشابات دائماً أن لا يخشين من رفع الأوزان الثقيلة بل يسعين دائماً للتقدم لأنه سيعني المزيد من الصحة والعافية والتطور في مسيرتهن الرياضية، بالمحصلة يمكن للشابة أن تهتم بنفسها وبجمالها وستايلها وأزياءها وتواظب في الوقت نفسه على التمارين الصعبة.

تتمتعين بالشكل الجذاب والصوت الجميل والكاريزما الكبيرة، ألا تفكرين بالتوسع نحو تقديم البرامج مثلاً أو التمثيل؟
أرحب بكل جديد يمكن أن يدخل إلى حياتي، فلا حدود لطموحاتي أو لأحلامي، حالياً أركز على برامج التدريب أونلاين وعلى الموقع الإلكتروني الخاص بي، لكي ألهم الناس وأشجعهم وأكون محفزة لهم لكي يغيروا حياتهم نحو الأفضل، أحب أيضاً أن تكون نصائحي عبر إنستغرام شاملة وأكبر من مجرد التركيز على الرياضة، فأتطرق إلى مواضيع تتعلق بالتغلب على الخوف وتحسين الصحة النفسية، والأكل بوعي وليس فقط التركيز على الأنظمة المنحفة، أسعى بكل جهدي لكسب ثقة الناس، ولكني أحب مستقبلاً أن أدخل مجال التقديم فقد كان هذا الأمر حلمي منذ أن كنت طفلة صغيرة، وأرحب كثيراً بالخروج من منطقة الراحة وتجربة كل ما هو جديد. 

ما هي نصيحتك لكل شابة راغبة ببدء التغيير في حياتها من خلال الرياضة؟
أريد من الشابة أن تدخل إلى النادي بنية واضحة وهي أن ترغب بتحسين حياتها وجسدها ونفسيتها، وتغيّر عقليتها فرحلة خسارة الوزن لا يجب ان تبدأ لأنها ستتزوج بعد 3 شهور وترغب أن تصير رشيقة، أو لأنها ترغب بالسفر بعد أسبوعين، فهي بهذه الطريقة لن تنجح، يجب أن تكون نيتها عميقة ونظيفة وغير سطحية، وليس فقط لمجرد تغيير شكل الجسم، حين تفهم جسمها وترغب فعلاً بتغييره سيسخر الله لها من يساعدها، وستكون رحلتها مختلفة وثابتة وواثقة، فتبدأ بوضع خطة وتحرص على الاستمرار مع تحديد أهداف بسيطة وصغيرة وبعد الوصول إليها يمكن تحديد المزيد والمزيد، كما سيتسنى لها التخلص من الكثير من الآلام والمشاكل الجسدية التي عانت أو تعاني منها بسبب الوزن الزائد.

اقرئي المزيد: إيلاف الصبّاغ: العلاج بالمكياج طريقتي لمساعدة من حولي على التخلص من المشاكل النفسية

 
شارك