رغدة كيومجيان: صناعة المحتوى أخرجتني من دائرتي الضيقة إلى العالم الواسع

هي ملكة في كل صفاتها وليس بمحتواها على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، شابة عربية تشّع ذكاءً وجمالاً وكاريزما وحيوية وجاذبية، حصلت على لقب «ملكة صناعة المحتوى» قبل فترة بسبب أفكارها الخلّاقة والمبتكرة والقريبة من الجيل الجديد، وكان لها أيضاً تجربة تمثيلية مميزة، وتسعى مستقبلاً لتعزيزها من خلال أدوار مختلفة تسلط الضوء على قضايا الشابات العربيات، فتعرّفي على رغدة كيومجيان، واستلهمي من قصة نجاحها.

ملكة صناعة المحتوى، لقب حصلتِ عليه واستحقيته، فما هو برأيكِ ما يميّز محتواك ويجعله قريباً من الجمهور العربي وحتى العالمي؟

أعتقد أنّ بقائي على طبيعتي وتصرفاتي القريبة من الناس وعدم تغيّري بعد أن ارتفعت أرقام متابعيني بشكل كبير، هو ما جعل الجمهور يظلّ وفياً لي، وأنا حريصة أن أظل كما أنا ولكنني أسعى للتطور. وهذا اللقب يحمّلني مسؤولية كبيرة، ففي هذا المجال هناك دائماً محتوى جديد وأشخاص يملكون أفكاراً خلّاقة، لذا عليّ أن أواكب المستجدات وأحسّن من المضامين التي أقدّمها لأحافظ على المكان الذي وصلت إليه، كما أنّ أعداد كبيرة من متابعيني هم من فئة المراهقين والشباب، لذا عليّ أن أراقب الأفكار والكلمات والتصرفات التي تصدر عنّي.

كيف بدأت بمشوارك عبر وسائل التواصل، ومن شجعكِ أو ساعدكِ في ابتكار الأفكار الجديدة؟

منذ صغري، تمتعت بالجرأة وكنت أغنّي وأرقص وأمثّل، واعتادت والدتي على تصويري وتشجيعي، فهذه الأمور جزء من طبيعتي وشخصيتي. وقد نشأت في الولايات المتحدة ولكنني لم أتأثّر كثيراً بالصيحات الغربية، بل ركّزت على صنع محتوى يلائم المجتمع العربي، وكنت متأثّرة خلال نشأتي بمؤثّرين من عالمنا، وهكذا وجدت أنّه بإمكاني تفريغ شغفي بالحركة والابتكار وتقديم أفكاري من خلال وسائل التواصل، فكانت البداية وما زلت مستمرة.

حيوية ومليئة بالإيجابية وتحث على الحركة والنشاط، هذه الأمور تسود في فيديوهاتكِ، فهل تعكس صفاتكِ الحقيقية؟

بكل تأكيد أنا شابة مليئة بالحركة والحيوية، فشخصيتي التي أتعامل بها مع أسرتي وأصدقائي هي نفسها التي تظهر عبر مختلف وسائل التواصل، وحين يتعرّف عليّ المتابعين عن قرب، فإنّ أول تعليق يقدّمونه لي هو أنني لا أختلف أبداً عن الشابة التي تظهر في الفيديوهات، وهذا برأيي سبب كبير من أسباب نجاحي، وهو أنني صادقة وشفافة لأعلى درجة مع الجمهور.

ما هي الرسائل التي تحبين إيصالها من خلال محتواكِ للجيل الجديد من الشابات؟

يُعتبر نجوم وسائل التواصل والمؤثرون اليوم بمثابة قدوة للجيل الجديد، تماماً كما كان الممثلون والمغنون في السنوات الفائتة، فهم تحت الأضواء وكل تعبير أو حركة أو كلمة يجب أن تكون في محلّها المناسب، لأنّ كل تصرفاتهم مراقَبة ومحسوبة. وأنا أقول دائماً إنّ الراغبين بدخول عالم وسائل التواصل في سن صغيرة يجب أن يخضعوا لإشراف ومراقبة من الأهل، حتى يكون محتواهم مدروساً، فصحيح أن هذا العالم مسلٍ وجميل، ولكن يترتّب عليه الكثير من التأثيرات النفسية التي تقع على الجيل الجديد، ومن هنا فإنّ المسؤولية التي يحملها تكون كبيرة جداً ويجب أن يكون واعياً لها.

من تستشيرين قبل إطلاق فكرة أو فيديو أو برنامج جديد؟ حدّثينا عن مشاعركِ وحماسكِ طوال فترة التحضير؟

أحب ابتكار الفيديوهات والأفكار بنفسي، فهي يجب أن تكون أصيلة وجديدة ونابعة من ذاتي. وصحيحلإ أنّه لديّ فريق يعمل معي ومدير أعمال يتابعني، ولكنني أحب صناعة المحتوى، من الفكرة إلى الكتابة والإخراج والتمثيل، وكل الخطوات التي يتطلبها تقديم فيديو أو برنامج جديد، وأنا أعمل بجهد متواصل لكي أنجح بمحتواي، وأستمتع خلال كل المراحل.

هنا ألفت إلى وجود ظلم لبعض صنّاع المحتوى، فحين يتم التحدّث عن أنّ هذا المجال سهل ومتاح ويمكن تحقيق الشهرة بسهولة فيه، وذلك لأنّ عدد من الذين يظهرون عبره يقدمون محتوى سطحي أو مسيء، ـيذهب الصالح بعزا الطالح، ومن جهتي أجتهد وأبحث وأطّلع على كل جديد، فالأفكار تأخذ مني وقتاً وجهداً وتنفيذها يتطلّب تركيزاً عالياً وأحياناً توتر وجهد نفسي، فأكون سعيدة حتى لو كانت النتيجة جلب ضحكة على وجه أحد شاهد فيديوهاتي، وأرسل لي عبارة شكر أخبرني فيها أنني أخرجته من جو الكآبة والحزن، وهذا الأمر كفيل بأن يشجعني ويحثّني على الاستمرار.

كيف يمكن للشابة أو المراهقة أن تفلتر المحتوى الكبير الذي تتلقاه لكي تأخذ ما يفيدها ويزيد ثقتها بنفسها، ولا تتأثر بالرسائل السلبية التي ستنعكس سلباً على اكتمال شخصيتها وثقتها بنفسها؟

التأثّر أمر طبيعي لدى الشابات، فمن الطبيعي أن نبدي الإعجاب بشخصية ما ونتطلّع إلى الصفات التي تميّزها فنحس ببعض النقص أو برغبة في التشبه بها، ولكن علينا أيضاً أن نقدّر الصفات والخصال وحتى النواحي الجمالية التي تجعلنا متفردات ومختلفات عن غيرنا، ويجب أن نبحث عن نقاط القوة في شخصيتنا وشكلنا ونعززها، ونكتشف نقاط الضعف ونحاول التخلّص منها، فنبني ثقة بالنفس، ولا نتأثّر بالتعليقات السلبية، بل نبني شخصية ثابتة وقوية ومستقرة نفسياً.

ما هي هواياتكِ ونشاطاتكِ بعيداً عن وسائل التواصل؟

أحب مشاهدة المسلسلات والوثائقيات والأعمال الدرامية التي تقدّم مواضيع رعب أو أفكار جديدة أو مواضيع حياتية وثقافية عامة، حتى أنّ معظم أصدقائي المقرّبون يطلبون منّي أن أقدّم محتوى يركّز على الوثائقيات، وربما سأقوم بذلك في المستقبل.

هل تشعرين أنّ الشهرة حرمتكِ خصوصيتكِ وحياتكِ الخاصة، أم احببتِها ولا يزعجكِ وجود المعجبين؟

أحببت الشهرة كثيراً ولم تزعجني على الإطلاق، فأنا كنت أعاني في فترة بداية مراهقتي من ضعف الثقة بالنفس، إنّما حب الناس وإعجابهم بمحتواي ساعدني في تعزيز ثقتي بنفسي وحثّني على الخروج من دائرتي الصغيرة، للانفتاح على العالم الواسع، ومشاركة أفكاري من دون خوف أو خجل. هذا العالم الواسع فتح لي ذراعيه وأنا أتطلّع لتقديم كل جديد لمتابعيه.

كيف تتعاملين مع التعليقات السلبية، هل بات لديكِ حصانة نفسية ضدّها؟ ولماذا برأيكِ يمكن التعرّض للهجوم في ظل تقديم محتوى مفيد وغير مؤذي؟

أحياناً يصعب على المتابع أن يتقبّل نجاح شخص ما بطريقة سريعة بينما هو غير قادر على الظهور، فيكون الحل برأيه هو المهاجمة والتعليقات السلبية. وهناك نوع آخر من الناس وهم عادةً الأكبر سناً، يشعرون أنّ المحتوى الذي أقدّمه لا يعنيهم ربما أو لايفيدهم، فيلجؤون إلى الهجوم، مع أنه بإمكانهم بكل بساطة أن يتخطوا الفيديو ويبحثون عما يعنيهم من هذا العالم الواسع. برأيي من غير الضروري أن يكون المحتوى تثقيفي أو توجيهي أو معلوماتي بحت لكي ينجح، فأي فكرة جديدة مهما بدت بسيطة، إن استطاعت أن تضيف شيئاً إلى ذهن المتلقي، ستكون ناجحة.

يُقال إنّ العالم الافتراضي عالمٌ مزيف، هل أنتِ مع هذه المقولة؟ كيف يمكن رصد الحقيقي من الخيالي فيه، وإيجاد التوازن بينه وبين الحياة الحقيقية؟

جزء من هذا القول حقيقي، فأنا مثلاً لن أظهر في فيديو أكون فيه حزينة أو مكتئبة، فمعظمنا لا يحب نشر مشاكله أمام الناس، حتى أقرب المقربين لن يعرفوا بها.بالنسبة لي، أسعى إلى نشر الإيجابية والصور الجميلة من خلال الفيديوهات والبرامج التي أقدّمها، ولا أقول أبداً إنّ المحتوى غير صادق، ولكنه يعكس حالتي في وقت معين وليس في جميع الأوقات.

تقدّمين صورة عصرية عن الشابة العربية المثقفة والمنفتحة على كل جديد. كيف تختارين إطلالاتكِ؟ وكيف تروجين للجمال الطبيعي بدون المبالغة بالتجميل والمكياج وحتى الفلتر؟

أحب الموضة كثيراً مثل أي شابة، فأتابع أجدد الصيحات وأتعامل مع ستايلست لأختار إطلالات مميزة للمناسبات الكبيرة، ولكنني في بعض إعلاناتي وستورياتي أظهر على طبيعتي وبمكياج خفيف ومن دون فلاتر، لأشجع الشابات على الثقة بجمالهنّ الطبيعي وعدم المبالغة في المكياج والإكسسوارات.

هل سنراكِ مجدداً في مجال التمثيل؟ وأي أدوار تحبين تقديمها؟

كان لي تجربة سابقة في التمثيل وظهرت بشكل قريب من شخصيتي. كان الدور كوميدياً ولكنني أحب كثيراً أن أقدّم أدواراً أكثر تعقيداً وجدية في المستقبل، دراما أو مواضيع اجتماعية قوية، فأركّز على معالجة مواضيع تهم الشابة العربية بمختلف حالاتها وخصوصيتها.

ما هي مشاريعكِ المقبلة؟ وأين ترين نفسكِ مستقبلاً بعيداً عن صناعة المحتوى؟

لديّ خطط لتعزيز تواجدي في مجال التمثيل، وأستمر في صناعة المحتوى والبرامج كالتحديات وبرامج الواقع، وذلك على اليوتيوب ووسائل التواصل، فأنا أحب التقديم كثيراً وربما مستقبلاً سأتوسع في هذا المجال.

اقرئي المزيدشهد الآبي: الألعاب الإلكترونية تسمح لي بعيش ما أختبره في الحياة الحقيقية

 
شارك