رحاب لوتاه: الطريق ممهد للإماراتيات ليبرزن في القطاع المصرفي

من مركزها كمدرّسة في ثانوية للبنات، استطاعت الإماراتية رحاب لوتاه أن تلفت الأنظار إلى مهاراتها وأفكارها حين طورت نظاماً إلكترونياً لتحويل المدرسة إلى صرح أكاديمي إلكتروني، لتنتقل بعد ذلك معتمدة على مهاراتها نحو مناصب أكبر وتدخل عالم المصارف وتخوض غمار العمل في المجالين العام والخاص، وتصير اليوم نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة "الصكوك الوطنية".

حدثينا عن دراستك في جامعة الإمارات وعن مسار حياتك المهنية: أهم المحطات فيه والوصول إلى منصبك الحالي كنائب الرئيس التنفيذي لمجموعة «الصكوك الوطنية»

تخرجت من جامعة الإمارات بشهادة بكالوريوس في الهندسة الإلكترونية حيث بدأت مسيرتي المهنية في وزارة التربية والتعليم كمدرسة حاسوب في مدرسة ميمونة بنت الحارث الثانوية للبنات بمنطقة دبي التعليمية ثم عملت في قسم تكنولوجيا المعلومات. بعد ذلك، قمت بتطوير نظام الكتروني لتحويل المدرسة إلى مدرسة إلكترونية خلال عملي المهني في قطاع المدارس. فيما بعد، انتقلت إلى إدارة البرنامج الالكتروني على مستوى المنطقة التعليمية وعلى مستوى الدولة. عندئذ، انتقلت من الوزارة إلى الحكومة الإلكترونية في بدايتها، وكانت مهمتي هي تحويل الخدمات الحكومية من خدمات تقليدية إلى خدمات الكترونية في كافة الدوائر الحكومية كما كنت مسؤولة عن الخطة الكاملة لتنفيذ المشروع الآلي. وبعدها، انتقلت إلى القطاع الخاص وبدأت عملي في شركة موارد للتمويل ومنها إلى «الصكوك الوطنية».استفدت كثيراً من خبرتي في مجال تكنولوجيا المعلومات والتحويل الإسلامي في تطوير العمل حالياَ.

تتمتعين بخبرة طويلة وواسعة في قطاع التمويل الإسلامي فكيف تسعين لتطوير الأداء المالي في الصكوك الوطنية؟

خبرتي أولاً كانت في القطاع الحكومي في تكنولوجيا المعلومات، وبعدها درست وحصلت على العديد من الشهادات التي ساعدتني في كسب الخبرة في قطاع التمويل الإسلامي، بالإضافة إلى كوني مستشار شرعي معتمد. من خلال دراستي وعملي في هذا المجال، حصلت على شهادات كثيرة منها: شهادة الخبير الإسلامي المعتمد (CIFE)، وشهادة المصرفي الإسلامي المعتمد (CIB) حيث كنت أول امرأة تحصل على هذه الشهادة على مستوى العالم، و بالإضافة إلى حصولي على دبلوم الدراسات العليا في التمويل الإسلامي، وغيرها الكثير من الشهادات لتطوير خبرتي في التمويل الإسلامي.

ومما أضاف إلى خبرتي أيضاً، عملي كعضو مجلس إدارة في عديد من الشركات الاستشارية في التعليم الاسلامي، حيث عملنا على إطلاق أول فرع إسلامي في دولة عمان الذي ساعدنا في التحول إلى قطاع التمويل الإسلامي في الدولة وإطلاق الكثير من الخدمات والمنتجات المتوافقة مع الشريعة الاسلامية.

وكانت الخبرة في مجال البنوك هي نقطة التحول في مسيرتي المهنية والسبب الرئيسي في كوني اليوم في «الصكوك الوطنية»، كونها شركة إسلامية تعمل في قطاع الاستثمار الإسلامي.

حدثينا أكثر عن نطاق عملك في الشركة ومشاريعك المقبلة فيها؟

دوري في «الصكوك الوطنية» كان واضحاً من البداية، وكان بناء على خبرتي في قطاع البنوك وتكنولوجيا المعلومات معاً حيث كان الهدف هو تحويل جميع خدمات «الصكوك الوطنية» وتطبيقها عبر القنوات الالكترونية بالإضافة إلى الابتكارات الجديدة في المنتجات الإسلامية. في البداية، عملت مع الفريق لتطوير تطبيق الهاتف المحمول والموقع الاكتروني لـ«الصكوك الوطنية». أما الآن، بعد أقل من سنة من عملي مع الشركة، بدأنا في رؤية النتائج لعمل الفريق ومجهودهم لتطوير الشركة.

ما هو أكثر إنجاز مهني تفخرين به؟

أطلقنا في شهر أبريل من العام الجاري صكوك الوقف، وهو منتج أعتز به شخصياً ومن أكبر الإنجازات التي أفخر بها. تُعد صكوك الوقف أول وقف خيري من نوعه في المنطقة يتاح للأفراد والشركات، تطبيقاً للرؤية العالمية للوقف التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، إذ تتيح المبادرة من خلال وقف مبتكر وفريد ومرن، لكافة فئات المجتمع، أن يصبحوا عنصراً فاعلاً ومؤثراً في تعزيز العطاء، والمشاركة في حلقة من الخير المستمر.

وأشاد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بإدارة الصكوك الوطنية بمبادرة صكوك الوقف التي أطلقها مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة، مؤكداً أن مبادرة صكوك الوقف ترسّخ مكانة دبي العالمية وريادتها في مجال العمل الخيري والإنساني. كما أنها تعزز قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، وتدعم تعزيز مبادئ المسؤولية المجتمعية للشركات.

عملت سابقاً في مجال العمل الاجتماعي فكيف وجدت أفكار الشباب الإماراتي؟ وكيف تسعين الى تنمية ثقافة الإدخار لدى الشباب؟

كنت سابقاً نائب الرئيس لشركة"موارد للتمويل" والتي تقوم بإدارة العديد من المشاريع والشركات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية التي تدارفي قطاعات اقتصادية مختلفة، وقد قمنا بالتركيز على خدمة أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة لمساعدتهم على النمو والتطور مما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني. أيضاً، قمت مع الفريق بتقديم دورات تدريبة مجانية، مساعدتهم في إطلاق مشاريعهم الخاصة، وتقديم خدمات استشارية لدعمهم وتحقيق طموحاتهم، وكنت فخورة بتقديم هذا المساعدات والخدمات للمجتمع الاماراتي بشكل عام وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص.

ومن الأمور التي أفتخر بها شخصياً خلال فترة عملي كنائب رئيس للشركة هو جائزة "تميز وفالك طيب" التي تستهدف الطلاب الإماراتيين في الجامعات والكليات والخريجين الجدد. حيث تقوم الجائزة بإثراء جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم التوطين، وبث روح المنافسة والابتكار في الشباب الإماراتي. عبر جائزة "تميز وفالك طيب" قمنا بإختيار مجموعة من الطلبة المتميزين وتزويدهم بمكافآت مالية، أو فرص وظيفية مميزة وغيرها من الجوائز.

ومن ناحية تنمية ثقافة الإدخارلـ «الصكوك الوطنية»، فقد بدأنا بإنشاء خطة كاملة مبتكرة لكل فرد في المجتمع لتطوير مفهوم الإدخاروأهميته في كل مراحل الحياة. وهذه الخطة من أهم الخطط الحالية لـ«الصكوك الوطنية» وتنمية مفهوم الإدخار لكل فرد هو من الأسس الركيزة لنا، وبإذن الله سوف نقدمه للمجتمع عن قريب.

هل تسعين من خلال عملك إلى تمكين نساء بلدك؟ وما هي برأيك المعوقات التي تحول دون تواجد أكبر للمرأة في قطاع المال والمصارف؟

لا يوجد في مجتمع دولة الامارات العربية المتحدة أي معوقات أو صعوبات تواجهها المرأة في القطاع المصرفي، وهذا واضح في وجود أسماء إماراتية مهمة في مناصب رؤساء تنفيذيين وغيرها من المناصب العليا. كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة فتحت المجال للمرأة في السعي لفرص العمل مهما كان نوع القطاع وغيره، وسعت الدولة أيضاً إلى تمكينها وتزويدها بالمهارات اللازمة للنجاح سواءً كان هذا في الحقائب الوزارية أو في الجهات الحكومية والقطاع الخاص.

ما هي نقطة التحول المصيرية في حياتك والتي جعلتك على ما أنت عليه اليوم؟

من منظوري الشخصي، فإننقطة التحول المصيرية في حياتي كانت في الإنتقال من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص والمخاطر التي قد تحدث في اتخاذ هذا القرار، حيث كانت هناك اختلافات من حيث الأمن الوظيفي للمواطن أو المعاش التقاعدي وغيره. ولكنني كنت على يقين بأنه يمكنني القيام بذلك التحول الوظيفي ما دامت لدي العزيمة والإصرار، واعتبرت هذا التحول الوظيفي تحدياً خاص في حياتي. كل ما يحتاجه الفرد للنجاح في القطاع العام أو الخاص هو امتلاك الإمكانيات والمتطلبات اللازمة والحافز لتطوير النفس المهنية. وأنا سعيدة لأنني قمت بإتخاذهذه القفزة المهنية.

اقرئي المزيد: مريم الياسي تدخل مجال المجوهرات: لديّ مشاريع أؤمن بها وأسعى إلى إنجاحها

 

 

 
شارك