مريم الياسي تدخل مجال المجوهرات: لديّ مشاريع أؤمن بها وأسعى إلى إنجاحها
حين تحقّق أيّ شابّة النجاح في سنّ صغيرة تبدو التحدّيات التي يمكن أن تواجهها أكبر، لأنّها باتت تحت الأضواء وكلّ خطواتها تصير محسوبة. لكنّ مصمّمة الأزياء ورائدة الأعمال الإماراتيّة مريم الياسي وصاحبة علامة Mim Design أثبتت أنّ النضوج يجلب دائماً المزيد من النجاح، لا سيّما في حال كانت الخطوات مدروسة، ويسبقها تخطيط وتنظيم ومعرفة واضحة بالأهداف. واليوم بعد أن كانت أصغر مصمّمة تصل أعمالها إلى أوروبا قبل سنوات، تدخل مريم مجال المجوهرات ومستحضرات التجميل، وتستمرّ في عالم الأزياء محافظةً على الفرادة التي ميّزتها منذ حوالى العشر سنوات.
بعودة إلى طفولة مريم وحبّها الكبير للأزياء، بمن تأثّرتِ وكيف شققتِ طريقك في هذا العالم؟
بدأ حبّي الكبير للموضة منذ سنّ الـ12 سنة إذ كانت والدتي محبّة لهذا المجال كثيراً وقد تأثّرتُ بها. فصرت أصمّم لنفسي وكانت تصاميمي تنال إعجاب محيطي الضيّق. بعدها شاركتُ في مسابقة "التاجر الصغير" التي اعتاد شيوخنا على تنظيمها لدعم المواهب الشابّة. وانطلقتُ من متجر متواضع، وخلال وقت قصير ازداد الإقبال على تصاميمي ووجدَت طريقها إلى الدول العربيّة وأوروبا.
كسرتِ الكثير ممّا كان يُعتبر Taboo قبل 10 سنوات حين طوّرت الشكل التقليديّ للعباءة فكيف كانت ردود الأفعال حولك؟
أعتقد أنّني كنت أوّل من ارتدى العباءة الملوّنة حتّى أنّ الصور الأولى التي انتشرت لي في الصحف والمجلّات كانت بها، ما أثار الاستغراب كثيراً. لكنّني كنت فخورة بأفكاري الخلّاقة والجديدة. فأنا كنت ولا أزال أحترم عاداتنا في اللبس، فقد حرصت على تصميم العباءة الواسعة والمحتشمة لكنّني خرجت من دائرة اللون الأسود كي أصمّم زيّاً يلائم سنّي. وبالفعل بعد فترة قصيرة باتت العباءة الملوّنة أكثر انتشاراً وقدّمتها الكثير من الدور العالميّة التي سعت إلى تعزيز تواجدها في السوق الخليجيّة. فاليوم نرى أنّ الشعوب العربيّة وتفضيلات الشابّات العربيّات والخليجيّات باتت أكثر حضوراً وتأثيراً في اتّجاهات الموضة العالميّة. وأعتقد أنّ كلّ فكرة جديدة تقابَل بالاستغراب في البداية لكن حين يعتاد عليها الجمهور سيتقبّلها ويجد أنّها ملائمة لتطوّرات المجتمع الذي يعيش فيه.
ما هي مصادر إلهامك وكيف تحرصين على التميّز عمّن حولك؟
لأنّني أعشق الموضة وأتابع كلّ جديد فيها، أجد دائماً الأفكار الجديدة. فيمكن خلال تجوّلي في شوارع جديدة خلال سفراتي أن أعثر على فكرة، أو أستلهم من الألوان في الطبيعة. وقد يلهمني حديثي مع شخص تطرّق إلى موضوع غريب، بالتالي لا أحدّ نفسي وأترك العنان لمخيّلتي كي أجد ما يرضيني لأستمرّ في العمل.
تتميّز إطلالاتك عبر صفحتك على إنستغرام mim_design@ بالتنوّع، فمن هم المصمّمون المفضلون لديك؟
لا يوجد أسماء محدّدة فأنا أنوّع في إطلالاتي بحسب المناسبة والظرف وحتّى حالتي النفسيّة. ولا أتبع الصيحات الجديدة بحذافيرها بل أختار ما يلائم ذوقي وأسلوبي وشكل جسدي ولون بشرتي. وهنا أنصح كلّ شابّة ألّا تنقاد وراء كلّ الصيحات لمجرّد أن تتّبع الموضة، بل عليها أن تكتشف ما يليق بها ويظهر مكامن الجمال فيها. فنحن نضيف إلى الموضة وليس العكس، وما يعنيك هو أن تكوني مرتاحة وواثقة بنفسك حين تختارين أيّ زيّ. بالتالي ابحثي جيّداً حتّى تخرجي من بيتك وأنت راضية تماماً عن مظهرك.
يتابع صفحتك عبر إنستغرام أكثر من 790 ألفاً، فما الذي يميّز محتواك؟
في الحقيقة لا أحبّ التحدّث عن صفاتي. فالآخر الذي يعرفني هو القادر أن يحكم عليّ، لكنّني أظهر على حقيقتي، إنسانة عاديّة أشبه الشابّات في مثل سنّي. وأحبّ الموضة والجمال والسفر، ولديّ مشاريع أؤمن بها وأسعى إلى إنجاحها. كما أرغب أن أكون قدوة حسنة للشابّات والمراهقات، فأحاول قدر الإمكان تقديم نصائح مفيدة تعلّمتها خلال مسيرتي الحياتيّة والمهنيّة، علّها تترك أثراً طيّباً في نفوس من يمرّ بها، وتساعد أيّ صبيّة في الوصول إلى حلمها والتأكّد ألّا شيء مستحيل. فحين تكون الإرادة موجودة، يصبح أيّ شيء قابل للتحقّق.
أحرص أيضاً على الفصل بين حياتي الخاصّة وتلك التي أشاركها مع الجمهور. فبعض التصريحات قد يساء فهمها وبالتالي الأفضل ترك حيّز للأمور الشخصيّة. والمشكلة التي تواجهها الكثير من الشابّات حاليّاً هو اعتبار أنّ ما يرونه عبر وسائل التواصل يعكس صورة حقيقيّة وكاملة عن حياتنا. نحن نبرز الأمور الجميلة في حياتنا ونترك الصعوبات لأنفسنا لأنّنا ببساطة لا نرغب أن نُغرق الآخرين بمشاكلنا. وأشارك الفرح والجانب الجميل والسعيد وأخفي الحزن والإخفاقات لأنّ الناس لديها ما يكفيها منها، وأنا أرغب بنشر بعض السعادة والطاقة الحلوة والإيجابيّة قدر المستطاع.
لماذا اخترت أن تكون صفحة bymimdesign@ على إنستغرام مغلقة وغير متاح تصفّحها إلّا لمن توافقين عليه؟
قمت بهذه الخطوة لأنّني لا أريد أن تكون تصاميمي معرضة للتقليد والنسخ. فأنا أرغب بمعرفة من يريد رؤيتها كما أفضّل أن يكون جميع من في الصفحة من النساء، لأنّها تخصّ المرأة ولا أحد غيرها.
حدّثينا عن دخولك عالم الجمال والعدسات اللاصقة؟
يعنيني كلّ ما يتعلّق بالمظهر لذا لا يقتصر مشروعي على تصميم الأزياء بل أطلقت علامة عدسات لاصقة. وحاليّاً أعمل على مشروع تصميم مجوهرات تعاونتُ فيه علامة إماراتيّة. فأنا أملك الذوق والرؤية وأحبّ أن أطوّر معارفي، بالتالي لا ينتقص من اسمي أبداً التعاون مع موهبة جديدة لتوسيع دائرة أعمالي بل على العكس، أراها خطوة مهمّة في مسيرتي وأسعى إلى أن يكون لي وجود أيضاً في مجال الجمال.
ما هي مشاريعك المقبلة؟
كما قلت سابقاً أعمل على مجموعة للمجوهرات وأستمرّ في مجموعات الأزياء بحيث أخطّط لإطلالات شهر رمضان والعيد. وأحمل الكثير من الأفكار للعام الجديد لكنّني لن أتحدّث عنها إلّا في وقتها.
دينا زين الدين
أفتخر أنّني أوّل من صمّم وأطلق العباءة الملوّنة وارتدتها وبعدها راجت لدى أهمّ الدور العالميّة