دعاء شكرالله جان: البدء بمشروع خاص يحتاج روحاً مغامرة ومقبلة على الاكتشاف

هي روح حرّة ومغامرة ومحبة للطبيعة وللحياة بكل أوجهها، وهذا الحس العالي هو ما دفعها لتأسيس شركتها الخاصة وهي شركة The Boutique PR للعلاقات العامة، والتي تسعى من خلالها لاستخدام خبرتها ومهاراتها في سوق العمل لتساعد أسماء عالمية في مجالات التقنية والسيارات والمواد الإنتاجية والترفيه والمطاعم ونطاق الأعمال. فتعرّفي أكثر عليها من خلال هذا اللقاء واكتشفي التحديات التي واجهتها في السوق السعودي.

حدّثينا عن الظروف التي دفعتكِ إلى تأسيس The Boutique PR.

منذ صغر سني وأنا أحلم أن أكون صاحبة عمل، ولم أكن أعلم ما هو ولا كيف سأبدأ. وقد بدأت فكرة الاستقلال وبدء عمل خاص تتبلور جدياً عندما أدركت قدرتي على تحمل المسؤولية بعد تقلّدي منصب لإدارة مقر شركة دولية للعلاقات العامة بالمملكة العربية السعودية، والتي مقرّها الإقليمي في مدينة دبي. تمكنت من إثبات قدرتي على إرضاء نخبة من العملاء وتحقيق الأهداف المرجوة في حملات تتضمن أسماء كبيرة، ولكن أصبحت أفكر بشكل مستمر في ضغوطات العمل والسفر الدائم والمجهود الذي يمكنني أن أبني به كيان مستقل لاستخدام خبرتي ومهاراتي في سوق العمل. وبتشجيع من عائلتي وأصدقائي وزملائي الإعلاميين والإعلاميات، قررت أن أخوض المغامرة، ومن هنا بدأت شركة The Boutique PR عام 2016، لتخدم أسماء عالمية في مجالات التقنية والسيارات والمواد الإنتاجية والترفيه والمطاعم ونطاق الأعمال.

هل واجهتِ تحديات محددة ولا سيما أنّكِ شابة سعودية تخوض مجالاً جديداً ولكنه مليء بالفرص الواعدة مستقبلاً؟

بدأت عملي في مجال العلاقات العامة في عام 2007، وفي ذلك الحين كان التحدّي الأكبر هو تواجد عدد ضئيل من السيدات السعوديات في هذا المجال، وبالتالي كان الوعي العام بنوعية هذا العمل محدود للغاية. وكان يتطلب العمل في مجال العلاقات العامة السفر والتواصل الاجتماعي مع شرائح مختلفة من الناس، وكان من الضروري حضور فعاليات كثيرة، وكانت هناك متطلبات مختلفة قد لا تنطبق على القوالب التقليدية لأي وظيفة أخرى في القطاع الخاص. ولكن وبكل فخر، أشهد اليوم العكس تماماً. فأصبح هناك تخصصات جامعية ودبلومات تخدم مجال العلاقات العامة، وباتت تستقطب الكثير من السعوديات، فأصبح الوعي بهذا المجال أفضل بشكل تلقائي. وهذا يأتي إلى جانب التغييرات الكبيرة التي نشهدها ضمن رؤية المملكة 2030 التي توجه مملكتنا الرشيدة نحو العالمية بتقديم فرص عديدة في قطاع الفعاليات المحلية والترفية والسياحة، ما أثر إيجابياً وبشكل ضخم على تمكين مجال العلاقات العامة ومن يعملون فيه من خبراء وكوادر محلية.

ما هي الصفات التي تحتاجها أي شابة للانطلاق في مشروعها الخاص؟ هل التمويل أساسي أم يمكن البدء بميزانية متواضعة؟

لكل مشروع صفات خاصة تعتمد على نوع الخدمات أو المنتجات التي يقدمها، ولكن لأي شابة تطمح لإطلاق مشروعها الخاص، فهناك صفة واحدة أعتبرها العمود الفقري لنجاحها، وهي الشجاعة. وهذا ليس فقط لأن بدء مشروع جديد يُعتبر مجازفة لأننا لا نعرف نتائجه، ولكن أيضاً لأنّ كثيرون يغفلون عن التحديات التي يواجهها صاحب العمل، وبالذات عند التوسع والنمو، فتصبح الشجاعة المرجع الأول عند إدراك حجم المسؤولية المطلوبة لاتخاذ القرارات الصغيرة والكبيرة على حد سواء، وعند مواجهة الفشل أو الإحباط، وعند الحاجة للاستمرار، وعند المثابرة لإيجاد الفرص واغتنامها. ولا أعتبر التمويل المادي أساسي لبدء مشروع، ولكن يعتمد ذلك بشكل كبير على نوع المشروع أيضاً. فمثلاً الشركات التي تعتمد على الاستشارات أو الأعمال الإبداعية، رأس مالها الأول والأخير هو عقول الكوادر البشرية. وقد بدأت شركتي برأس مال لا يتعدّى ميزانية كمبيوتر جديد وشراء إسم موقع إلكتروني، إلى جانب خبرتي. ولكن إن تطلب المشروع الدعم المادي أو وجود رأس مال، فغالباً ما أرى المثالية تقف أمام ولادة مشروع جديد، حيث يعتقد البعض أنّ البدء بمشروع يجب أن يكون بميزانية كبيرة ونظم مقننة وبدايات مذهلة. ولكن لا أتفق بتاتاً مع هذا النهج من التفكير، فالبدايات الصغيرة يمكن أن تحقق نجاحات عملاقة.

ما هي أهمية شركات العلاقات العامة في السعودية اليوم؟

تعمل الشركات للوصول لجمهورها المستهدف من خلال حملاتها التسويقية، ولا أرى حملة تسويقية ناجحة لا تتضمن خدمات العلاقات العامة لتحقيق الأهداف المرجوة. فشركات العلاقات العامة تشكّل حلقة وصل بين الشركة أو المنتج والأشخاص المعنين أو المستهلك، وتحدد إستراتيجية ليتم دراسة الوضع الحالي للعميل في السوق والميزانية المقترحة والحلول الأنسب لقطاع الشركة أو نوع منتجاتها. وهنا يتم اختيار الخدمات المناسبة وفقاً لما تتطلبه هذه الحملة التسويقية سواء كان ذلك عن طريق تحرير الأخبار الصحفية وتوزيعها، إقامة الفعاليات، اختيار صناع المحتوى أو المؤثرين المناسبين، خلق فرص إعلامية في مختلف قنوات الإعلام المرئي والمسموع، وغيرها الكثير من الخدمات. وغالباً ما تكون المسؤوليات اليومية لأصحاب الأعمال أو موظفين التسويق كثيرة، وهنا تكمن أهمية توظيف شركات العلاقات العامة، إذ تعمل هذه الشركات على مساعدة العميل في توسيع نطاق التفكير الإبداعي والتخطيط بالنيابة عنه وتنفيذ المشاريع والمساعدة في تحقيق إستراتيجية أو خطة التسويق الخاصة به على مدار العام.

حدّثينا عن موقع شركتكِ ودورها الحالي في سوق المملكة؟

تخدم شركة The Boutique PR العديد من العملاء في المملكة العربية السعودية وخارجها ممن يستهدفون السوق السعودي، وذلك بتقديم خدمات العلاقات العامة والتواصل الاستراتيجي، التي تَمكنا بحمد الله وفضله أن نقدمها في كل مناطق المملكة ومدنها، ولقطاعات مختلفة. ونحرص بشكل كبير على أن تكون هذه الخدمات معدّة بشكل خاص لكل عميل والجمهور الذي يستهدفه، باستخدام قنوات إعلامية مختلفة منها تقليدية مثل الصحف والمجلات، وأخرى معاصرة مثل مواقع التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى.

ما هي الصفات التي تملكينها في شخصيتكِ والتي ساعدتكِ لتحققي ما ترغبين به؟

تربيت على أسس مهمّة منها الإعتماد على النفس والإصرار والمثابرة، ومن هنا يأتي المنبع الأساسي لقوتي بعد الله وإيماني به. كما أستمد القوّة أيضاً من أفراد عائلتي والأصدقاء المقربين لي وزملائي في العمل ومن نظرتهم لي، ما يدفعني للاستمرار ويمنحني طاقة إيجابية والمزيد من القوة.

هل دعمكِ أهلكِ ومحيطكِ الاجتماعي في تحقيق طموحاتكِ المهنية؟

بفضل من الله، يشكّل دعم عائلتي والأشخاص المقربين لي عاملاً كبيراً في مسيرتي المهنيّة، ليس فقط بثقتهم في قدراتي وقراراتي، ولكن أيضاً بما يقدمونه لي من دعم معنوي وإرشاد، ما ساعدني بشكل كبير في جميع مراحل تطور شركتي، وأنا أجد الإلهام وفرص التعلم في كل شخص منهم بمختلف توجهات حياته.

أنتِ روح حرة ومحبة للمغامرة والطبيعة، كيف تنعكس صفاتكِ الشخصية على هويتكِ المهنية؟

لو لم أكن مغامرة، لما بدأت عملي الخاص! أؤمن وبشكل كبير أنّ هوايات الشخص واهتماماته دائماً تنعكس على جوانب حياته الأخرى، وأعتبر هواياتي عاملاً مهماً في صقل شخصيتي، ولكل هواية صفة. فحبي للكتب والقراءة بوابة للأفكار الإبداعية وهواية الصيد علمتني الصبر وحبي للفن أساس اهتمامي بالتفاصيل الدقيقة ووجودي في الطبيعة يساعدني في فهم التوازن والتفكر والتدبّر وتسلق الجبال علّمني دراسة كل خطوة أخطوها وعشقي للسفر سبّب في توسّع مداركي وتقبّل الاختلاف. هذه الصفات وغيرها هي ما أحتاجه في مجالي ومكانتي اليوم كرائدة أعمال، ودائماً ما يأخذني الفضول لاستكشاف هوايات جديدة حتى ولو كانت من باب التجربة لمرة واحدة، ولم أفشل يوماً في إيجاد درس أو حكمة أخرج بها من كل هواية.

ما هي مشاريعكِ المقبلة والمجالات التي تسعين لخوضها من خلال شركتكِ؟

حالياً أدرس للحصول على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية من كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، وأعمل أيضاً على إطلاق مشروع في مجال الريادة الاجتماعية لخدمة فئة محددة من ذوي الإحتياجات الخاصة، وهو حالياً في مراحله الأخيرة. وهناك خطط مستقبلية كثيرة سأكشف عنها في وقتها.

اقرئي المزيد: ريان الرئيسي: مجال الفضاء واعد في الإمارات وأفتخر أنني أول صانعة محتوى تبسّط المعلومات حوله 

​​​​​​​

 
شارك